من أين جاء النيزك الذي تسبب في انقراض الديناصورات؟
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
تتفق شريحة كبيرة من العلماء على أن النيزك الذي خلّف فوهة "تشيكشولوب"، كان السبب الأساسي وراء حدوث الانقراض الجماعي الكبير "انقراض العصر الطباشيري الباليوجيني"، والذي أودى بحياة أكثر من 80% من الكائنات الحية على الأرض آنذاك من ضمنها الديناصورات التي كانت هي المخلوقات المسيطرة على الكوكب.
ووفقا للسجلات التاريخية، فإن النيزك البالغ عرضه 10-15 كيلومترا قد سقط قبل نحو 66 مليون سنة قرب شبه جزيرة يوكاتان في خليج المكسيك.
في عام 1980 أثار الجيولوجي والتر ألفاريز ووالده لويس ألفاريز، العالم الشهير الحاصل على جائزة نوبل، الرأي العام بطرح نظرية تتناول نيزكا عظيما أصاب الأرض بعد الكشف عن منطقة مقوّسة ضخمة قابعة تحت مياه خليج المكسيك، وكانت الفوهة منحوتة على نحو دقيق وبشكل لا يمكن الاشتباه به، كما لو أن الواقعة قد حدثت في الأمس القريب.
وقد لاحظ العالمان أن ثمة انتشارا لعنصر الإيريديوم في تلك المنطقة، وهو عنصر لا ينتشر بكثافة على سطح الأرض، بل يكون دخيلا في العادة رفقة النيازك والشهب الساقطة على الأرض بين الفينة والأخرى. وبتحليل بعض من العينات من الفوهة، تمكن العلماء من نسبة الحادثة إلى الحقبة الفاصلة بين عصري الطباشري والباليوجيني، أي إلى نحو 66 مليون عام مضت.
وتكشف إحدى الدراسات اللاحقة من كلية لندن الإمبراطورية للعلوم والتكنولوجيا، أن النيزك كان يسير بسرعة هائلة تتجاوز سرعة الصوت بـ60 مرّة، قاطعا الغلاف الجوي في ظرف ثوان معدودة، ليرتطم بالأرض بقوة تتراوح بين 21 و921 مليار قنبلة نووية من تلك التي أُسقطت على مدينة هيروشيما اليابانية، كما جاء في دراسة نُشرت في عام 2014.
أعادت الدراسة الحديثة النظر في تأثير النيزك الذي يُعتقد أنه قدم من أقاصي المجموعة الشمسية واصطدم بالأرض، مما تسبب في انقراض الديناصورات. وركز الباحثون على مجموعة من العناصر الكيميائية الموجودة في النيزك، مثل الإيريديوم والروثينيوم والأوزميوم والروديوم والبلاتين والبلاديوم، وهي معادن نادرة على الأرض.
اهتم العلماء بشكل خاص بعنصر الروثينيوم، إذ قارنوه مع نظائره الكيميائية، والنظائر هي ذرات للعنصر نفسه لكنها تختلف في الكتلة بسبب اختلاف عدد النيوترونات. ووجدت الدراسة أن نسب نظائر الروثينيوم في النيزك تتطابق مع تلك الموجودة في الكويكبات الكربونية من النوع "سي"، وبينت النتائج أنها قادمة من النظام الشمسي الخارجي، تحديدا من منطقة ما بعد كوكب المشتري.
وتُعد النيازك الكربونية من النوع "سي" الأكثر شيوعا في المجموعة الشمسية، ويُعتقد أنها تشكلت في الوقت الذي تشكلت فيه المجموعة الشمسية نفسها، ولكن على مسافات بعيدة من الشمس. يليها الكويكبات الحجرية من النوع "إس"، ثم الكويكبات المعدنية النادرة من النوع "إم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من النوع
إقرأ أيضاً:
موعد مع سكان الكواكب الأخرى
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كل ما نعرفه حتى الآن عن سكان الكواكب الأخرى أخذناه من الكتب السماوية المقدسة، ومن الألواح الأثرية التي اكتشفها العلماء في مدافن الحضارات: السومرية والبابلية والفرعونيّة، وحضارة المايا، وترسخت بعض المفاهيم في عقولنا من خلال الأفلام والمسلسلات وروايات الخيال العلمي. . فقد امتلأت المكتبات العالمية بآلاف الروايات والمؤلفات حتى اختلطت علينا مسمياتهم، هل نسميهم: الجن (وانه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) ؟. أم نسميهم الانوناكي (Anunnaki) ؟، الذين تحدث عنهم زكريا سيتشن في مؤلفاته الكثيرة، ام نكتفي باصطلاح (Aliens) الذي يشملهم كلهم ؟. أم نتصورهم بالأشكال التي وصفها اريك ڤون دانكن في كتابه الموسوم: عربات الآلهة (Chariots Of The Gods) ؟. وهكذا ذهبنا بعيدا في عالم الخيال، فتشكلت لدينا صورة وهمية عنهم. أحياناً نرسمهم بأشكال عنيفة وجشعة وبدائية. .
ومع التكنولوجيا والعلم والذكاء الاصطناعي تعاظمت لدينا الأوهام والكوابيس والمخاوف في قصصنا عن الحروب الكونية والغزوات الفضائية. نتصورهم يأتون دائما لسرقة أشيائنا، وهو أمر غبي حقا. هل يقطعون كل هذه المسافات بالسنوات الضوئية من اجل الحصول على حفنة من الذهب أو كمية من الزئبق مقارنة بثروات نظامنا الشمسي ؟. .
ومع ذلك هنالك الكثير من الادعاءات والتوقعات منشورة على التيك توك واليوتيوب بأن الكائنات الفضائية ستأتي إلى الأرض بحلول عام 2025. لكنها ليست تنبؤات دقيقة، فقد توقع المتنبؤن انهم سوف يزورون الأرض من دون أن يذكروا في أي عام. قالوا: أنهم سوف يزورون الأرض قريباً. .
ربما شاهد الناس أجساماً طائرة مجهولة الهوية (UFO) / UAP في السماء. لا أحد يعرف ما إذا كانت أجساماً بشرية طائرة أم كائنات فضائية ؟. وسجلت بعض المشاهدات الجماعية لقطات لأجسام طائرة مجهولة الهوية / UAP في جميع أنحاء العالم. وارتفعت منذ عام 2024 مشاهدات الأجسام الغريبة الطائرة. وهناك العديد من الادعاءات بأن الكائنات الفضائية تعيش بيننا، وأن العديد من حكومات البلدان تخفيهم وتوفر لهم الأمن والقواعد. يمكن أن تكون بعض التنبؤات صحيحة ولكن ليست كلها مقبولة ومقنعة. الأمر الذي يجعلنا نشكك بنوايا وكالة ناسا للفضاء، التي تستهلك ميزانية فلكية كل عام، وصلت في العام الماضي إلى 24.9 بليون دولار، وبلغت هذا العام (2025) حوالي 25.4 بليون دولار. وبالتالي هنالك نافذة بليونية مفتوحة على الدوام لتغطية نشاطات هذه الوكالة، وبالتالي فانها متهمة بافتعال بعض الظواهر المثيرة والخادعة لكي تضمن تدفق المليارات إلى جيوب العاملين فيها او إلى ارصدة المشرفين على ادارتها. فلا تندهش عندما تنقل لك وكالات الأنباء بعض اللقطات عن هبوط أفواج من الفضائيين في غابات الأمازون، أو انتشارهم خلف الجدار الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، أو تجولهم في مطار فرانكفورت الألماني ؟. فنحن في عالم مليء بالأكاذيب والظواهر الجغرافية والفيزيائية المفتعلة. .