لبنان ٢٤:
2024-09-16@19:39:10 GMT

هذه هي قصة جنبلاط مع حزب الله!

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

هذه هي قصة جنبلاط مع حزب الله!

بعيداً عن الميدان والحرب المندلعة في جنوب لبنان، لا يُخفي "حزب الله" نيته إعادة تشكيل قراءة سياسيّة جديدة لوضعه مع أفرقاء الداخل. المسألة الأساسيّة هنا تفرضُ عليه تقييم من "وقف إلى جانبه" من جهة، ومن "خذله" من حلفاءَ قبل الخصوم من جهة أخرى.
صحيحٌ أن "انشغالات" الحزب بالميدان كبيرة، لكن هذا الأمر لم يمنع جناحه السياسيّ من إجراء جولة أفقٍ لكل المرحلة التي مضت، خصوصاً أنه منذ 10 أشهر وحتى الآن، هناك أمور كثيرة توضّحت على صعيد الخصوم والحلفاء، فمن ابتعد قد ابتعد، ومن "جنح" عن الخط قد جنَح، ومن آثر الوقوف إلى جانب الحزب رضيَ الأخيرُ به حليفاً أكيداً ليس بالضرورة الآن بل في وقتٍ لاحق.


أول طرفٍ "فاز" بـ"تأييد الحزب" وجمهوره هو الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط. في أوساط أبناء الجنوب، يعدّ جنبلاط "الزعيم الوطني" الذي رسم موقفاً واضحاً مما يجري في جنوب لبنان وعلى صعيد مساندته لـ"حزب الله" خلال حرب ضدّ إسرائيل. المسألة هنا تعتبرُ وجودية، فجمهور الحزب رأى أن جنبلاط تخلّى عن ضوابط تحالفات تقليدية مع مناوئين للحزب، واتخذ موقفاً علنياً يدعم جبهة الأخير من دون أيّ منازع.
ما كسبهُ الحزب هنا هو أن حاز على دعم جنبلاط من دون أن يعقد معه تفاهماً قبل الحرب مثلما حصل مع "التيار الوطني الحر" عام 2006 في مار مخايل. حتماً، كان معروفاً التقارب بين حارة حريك والمختارة على فترات متعددة، لكن الموقف الجنبلاطي المؤثر خلال سياق الأحداث الأخيرة، استدعى تمسك الحزب بـ"بيك المختارة" كون قاعدته السياسية والشعبية كبيرة جداً ووازنة.
قد يظنّ البعض أن الدعم الذي يكرسه جنبلاط لـ"حزب الله" ينحصر فقط في إطار الطائفة الدرزية، لكن الأمر أبعد من ذلك بكثير. عملياً، فإن نطاق "الإشتراكي" وتأثيره يتشعب أكثر في بيئات أخرى لاسيما البيئة السنية، فلجنبلاط حضوره الأساسيّ في الوسط المذكور، وبالتالي فإن تأثيره هنا له أبعاده، ويجعل مسألة احتضان الحزب حاضراً ضمن مختلف شرائح هذه البيئة وتحديداً تلك التي تؤيد بيت آل جنبلاط تاريخياً.
لهذا السبب، يكون "حزب الله" قد كسِب ودّ جنبلاط ودعمه من جهة، واستطاع أن يضمن طرفاً من الشارع السني من جهة أخرى، حيثُ يمون جنبلاط بشكلٍ خاص ومُحدّد. أيضاً، فإن مساندة "بيك المختارة" لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ضد حملة "القوات اللبنانية" على الأخير، تؤسس لتوطيد الوضع الداخلي أكثر فأكثر، ولجم أي خطوة تؤدي إلى تزعزع بنيان الدولة. ولكن، ماذا عن "التيار الوطني الحر"؟ وماذا عن حلفاء الأمس أمثال وئام وهاب؟
ما يظهر من خلال الإتصالات والمعلومات والتسريبات أنّ "حزب الله" أراد "تهدئة اللعب قليلاً" مع "الوطني الحر"، فلا مجال أصلاً للمناكفات، بينما لا سبيل في الأساس لـ"العتاب السياسي" في وقتٍ قد تستعرُ فيه جبهة جنوب لبنان على وقع مفاوضات قمة قطر المعنية بحرب غزة.
ضمنياً، قد لا يعني "حزب الله" حالياً استرضاء "الوطني الحر"، بقدر ما يسعى إلى "عدم خسارته كلياً" في الوقت نفسه، مع العلم أن الطرق نحو الحوار الثنائي مُقفلة. فمن جهة، هناك جبهة مسيحية يجب أن تبقى مؤازرة للحزب، وما الأصوات التي خرجت من رحم "التيار" ونادت بالإنفصال عنه سوى جهات مثلت في وقتٍ سابق أساس التقارب بين "الوطني الحر" والحزب كون هناك مصلحة انتخابية أولاً وشعبية ثانياً ومصيرية ثالثاً.
بكل بساطة، فإن "انكفاء الوطني الحر" عن دعمِ الحزب بشكلٍ مُطلق لا يعني "جنوحه" وانتقاله تماماً إلى "ضفة القوات اللبنانية" التي ترفض "حزب الله" بشكل قاطع. هنا، يقولُ أحد المؤيدين لـ"الوطني الحر": "صحيحٌ أن هناك خلافات، ولكننا مش زعلانين هالقد لحتى نصير مع القوات ضد الحزب".
لذلك، وعلى الرغم من وجود ثغرات كبيرة، إلا أن القاعدة الشعبية لـ"الوطني الحر" قد تفرضُ لاحقاً على قيادته إعادة مد جسور التواصل مع "حزب الله"، خصوصاً إن خرج الأخير فائزاً من معركة جنوب لبنان وسط توازنات سياسية جديدة ستُبرز نفسها واقعاً قائماً بحد ذاته.
أمام كل ذلك، يبقى السؤال عن حلفاء الأمس الآخرين أمثال وئام وهاب؟ فما هي آفاق علاقة الحزب مع الأخير؟ وكيف سيكون تقييم الصلات بين الطرفين؟
خلال قراءته حادثة مجدل شمس في أواخر تموز الماضي، لم ينجح وهاب بالحفاظ على موقعه إلى جانب "حزب الله"، بل بات بعيداً جداً عن جبهة الأخير لاسيما أن المؤازرة التي كانت مُنتظرة من وهاب لم تتحقق. لهذا السبب، فإن حصاد موقف وهاب لن يكون الآن، وقد تكون انتخابات العام 2026 نتيجة حتمية لـ"جنوح الجاهلية" في المواقف بعيداً عن الحزب وخطه لاسيما خلال مرحلة مفصلية جداً مرتبطة بحربٍ وبقاء ووجود.
إزاء ذلك، فإن وهاب قد لا يلقى لاحقاً أي تأييد من "حزب الله" بشكل مُطلق، فالمصلحة الآن ليست معه. حالياً، مصلحة حارة حريك مع جنبلاط فقط الذي يستطيع أن يكون مُسانداً للحزب، وسيطاً مع الآخرين في سبيل دعمه، و"بيضة القبان" التي يمكن أن تقلب التوازنات السياسية وخصوصاً عندما يرتبط الأمر بانتخاب رئيسٍ للجمهورية.
في خلاصة القول، مسألة ارتباط "حزب الله" بجنبلاط باتت راسخة، لكن السؤال الذي يطرحُ نفسه هنا: إلى متى سيبقى هذا الأمر قائماً؟ وهل سنشهد يوماً ما على "تراجع العلاقة" مثلما حصل سابقاً وخلال مراحل الانتخابات؟ كلّ شيء وارد وغيرُ مُستبعد! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الوطنی الحر جنوب لبنان حزب الله من جهة

إقرأ أيضاً:

تقرير لـThe National Review: هل إسرائيل قادرة على إضعاف حزب الله؟

ذكر موقع "The National Review" الأميركي أن "العالم يستعد للحرب بين حزب الله وإسرائيل. فمنذ أن شنت حماس هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، أطلق حزب الله أكثر من 7500 صاروخ على إسرائيل. وركزت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن على تجنب "التصعيد" في المنطقة، والذي يتجلى في الضغط الأميركي ضد العمل العسكري الإسرائيلي الحاسم لمواجهة حزب الله. ولكن مع استمرار الحزب في إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار، فقد لا يتبقى لإسرائيل خيار آخر سوى التحرك عسكريا".
وبحسب الموقع، "يتعين على الولايات المتحدة أن تتصالح مع الحقائق: هدف حزب الله هو تدمير دولة إسرائيل، وكل خطوة يتخذها الحزب نحو هذا الهدف تهدد مصالح الأمن القومي الأميركية. إن إسرائيل قد تضطر إلى شن حملة عسكرية شاملة لإضعاف حزب الله، بدلاً من شن ضربات انتقامية تستهدف الأفراد، وسوف يكون نطاق الحرب بين الحزب وإسرائيل أكبر من الصراع مع حماس، ومن المرجح أن ينافس الصراعات الإقليمية السابقة التي خاضها الجيش الإسرائيلي منذ حرب لبنان عام 2006. ومن المرجح أن تتعرض المدن الإسرائيلية الكبرى لقصف ترسانة حزب الله الصاروخية الضخمة، في حين أن الهجمات الجوية الإسرائيلية من شأنها أن تدمر جنوب لبنان".
وتابع الموقع، "إذا اندلعت الحرب بين حزب الله وإسرائيل، فإن من مصلحة أميركا أن تنتصر إسرائيل وأن يستنزف حزب الله بشكل خطير نتيجة لذلك. إن انتصار إسرائيل في حرب مع حزب الله من شأنه أن يضعف عسكريا أقوى وكيل للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي يقلل من قوة الردع لطهران ويسمح للولايات المتحدة بحرية أكبر في التصرف ضد طموحات إيران الإقليمية. إن أهمية حزب الله للاستراتيجية الكبرى لإيران توضح لماذا يخدم إضعافه المصالح الأميركية. إن الحزب هو جوهرة التاج لما تسميه إيران "محور المقاومة"، وهي شبكة من الوكلاء الإقليميين الذين يعملون كأدوات في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لإيران المتمثلة في تدمير إسرائيل وطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط وترسيخ هيمنة طهران الإقليمية. إن قدرة الجمهورية الإسلامية على فرض قوتها وضمان الطرد العنيف للولايات المتحدة من المنطقة لصالح الهيمنة الإيرانية تعتمد إلى حد كبير على قوة وكلائها".
وأضاف الموقع، "من بين 16 مليار دولار مُنحت لوكلاء إيران من عام 2012 إلى عام 2020، ذهب 35% إلى حزب الله، وهو ما يمثل 700 مليون دولار سنويًا. واعترف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن "ميزانية منظمته، وكل ما تأكله وتشربه، وأسلحتها وصواريخها" تأتي من إيران. يمتلك حزب الله ترسانة ضخمة من الصواريخ يقدر عددها ما بين 120 ألفاً إلى 200 ألف صاروخ، وبعضها قادر على ضرب أهداف في عمق إسرائيل، بما في ذلك أكبر ثلاث مدن، حيفا وتل أبيب والقدس، وغيرها من المراكز السكانية. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الحزب قوة عسكرية كبيرة، تضم بين صفوفها ما بين 30 ألفاً إلى 50 ألف مقاتل نظامي".
وبحسب الموقع، "إذا نجحت القوة الجوية الإسرائيلية في تقليص قدرات حزب الله في حرب شاملة، فإن هذا من شأنه أن يضعف بشكل كبير أقوى وكلاء إيران، وأن يقلل من قيمته الاستراتيجية بالنسبة لطهران بشكل كبير. وفي ظل استراتيجية "محور المقاومة"، نجحت إيران في ردع الولايات المتحدة عن تبني موقف أكثر تشدداً ضد النظام، وهو ما يتضح من محاولات الإدارة الحالية المستمرة في استخدام الدبلوماسية لتجنب حرب إقليمية أوسع نطاقاً. إذا تمكنت إسرائيل من تقليص التهديد الذي يشكله حزب الله من خلال حملة عسكرية، فإن جزءاً كبيراً من القوة الرادعة الإيرانية سوف يصبح غير موجود".
وأضاف الموقع، "علاوة على ذلك، أظهرت إسرائيل قدرتها واستعدادها لشن عمليات عسكرية كبرى لإضعاف حزب الله. إن أيديولوجية الإبادة الجماعية التي يتبناها حزب الله تجاه الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، وأقوى حليف لأميركا في الشرق الأوسط، تجعل تدهوره أمراً حيوياً لكل من إسرائيل والولايات المتحدة. ونظراً لأن وجود حزب الله ذاته يقوم على تدمير دولة إسرائيل، فإنه لا يهتم مطلقاً بالدبلوماسية أو السلام مع تل أبيب".
وختم الموقع، "إن الأزمة بين حزب الله وإسرائيل تمثل نقطة تحول حيوية بالنسبة لصناع السياسات في الولايات المتحدة. فهل تقف الولايات المتحدة بقوة إلى جانب حليفتها لإضعاف وكيل إيران الأكثر خطورة، أم أنها ستواصل محاولة منع الحرب التي من المرجح أن تحدث بغض النظر عن ذلك؟"
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الحزب القومي يبارك العملية النوعية للقوات المسلحة التي استهدفت يافا المحتلة
  • تقرير لـThe National Review: هل إسرائيل قادرة على إضعاف حزب الله؟
  • بالوثيقة... الان عون ينشر رده على كتاب مجلس الحكماء في التيار الوطني الحر
  • بيان عن اللجنة المركزية في الوطني الحر.. هذا ما فيه
  • هذا ما كشفه أحد النواب عن علاقة التيار و الحزب!
  • حزب الله لن يراعي
  • ما موقف حزب الله من فك ارتباط انتخاب الرئيس عن حرب غزّة؟
  • جنبلاط: لتوفير الأموال اللازمة لانطلاقة العام الدراسي
  • حزب الله يقصف شمال إسرائيل
  • حزب الله يقصف اسرائيل رداً على الاعتداء على بلدة الاحمدية