قصة أول مطعم يمني بكادر نسائي
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
شمسان بوست / من: بليغ السامعي
في الأشهر التي سبقت افتتاح أول مطعم يمني بكادر نسائي، كانت مريم قد زارت المخا، ورأت فيها مكان مناسب لتأسيس مشروعها الخاص. “الجانب الأمني المستقر في المدينة” بدا مشجعا كما تقول.
مريم نديم (44 سنة)، امرأة مكافحة وطموحة من محافظة تعز، نالت حقها في التعليم المدرسي والجامعي، وراهنت عليه في مقاومة الظروف والتحديات، والتغيير من أجل واقع أفضل.
درست مريم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة تعز، ولم يحالفها الحظ بوظيفة في مجال تخصصها، غير أن هذا لم يفقدها ايمانها بقيمة التعليم. في بلد مثل اليمن، فإن دراسة اللغة الفرنسية بالنسبة لفتاة، سيما في الأوضاع التي تمر فيه البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، يبدو مضيعة وبلا جدوى، وإن عنى ذلك شيئاً فهو الأمل والطموح اللذين لدى مريم.
لم تشعر أستاذة اللغة الفرنسية بالاحباط ولم تنزو على نفسها وتندب الحظ العاثر، وذهبت لاستكمال طريقها في الدراسة في مجال الموارد البشرية وفي إدراة الأعمال، ونالت عنها العديد من شهادة الدبلوم، كما نشطت في العمل المجتمعي، وعملت لبضعة سنوات في التجارة الشخصية والأعمال اليدوية، ولم تكن سنوات الحرب سوى تحدي آخر قدمت خلالها مريم درساً في النجاح وعدم الاستسلام.
وعلى مدى سنوات، ظل مشروع مريم في افتتاح مطعم عائلي حلماً يراودها ولم تكن تملك حتى رفاهية الحديث عنه، وكانت الشكوك تساورها في حين قررت نقل الحلم إلى واقع عملي من أنه سيقابل بالرفض وسيصطدم بعادات وتقاليد المجتمع في الوقت الذي لا تزال مهنة العمل بالمطاعم حكراً على الرجال، أما أن تقف امرأة وتعلن عن افتتاح مطعماً وتعمل فيه أمام عيون الزبائن والمارة، فهذا مشهد غير اعتيادي ولا يراه الناس كل يوم.
تساهم العادات والتقاليد المجتمعة في اليمن في تحجم قدرة المرأة اليمنية، وتأطر حريتها في حدود ضيقة، وتضع عليها معايير تنتقص من أهليتها وتمس بإنسانيتها وكرامتها، الأمر الذي ساهم في تقييد النساء اليمنيات وحرمانهن من ممارسة الكثير من الأنشطة والأعمال، غير أن الظروف المعيشية القاسية التي تعاني منها الأسر منذ عشر سنوات من الحرب، أجبرت كثير من النساء في اليمن على العمل في مهن كانت لا تزال حكراً على الرجال، وشهدت سنوات الحرب انخراط كثير من الفتيات في العمل بأقسام عائلية في مطاعم يديرها الرجال.
بالنسبة لمريم، فقد أرادت أن تصنع مجداً استثنائياً وعملاً نوعياً متميزاً ينتصر للمرأة في المقام الأول، من خلال إدارتها للمطعم بنفسها، وان يكون كادر المطعم من النساء “حتى تأخذ المرأة حقها، وتصبح قادرة على أن تعول نفسها وأسرتها”. كما تقول. لذا توجب على مريم المضي قدماً وأن تخوض معركتها بإصرار وثقة و وعي ضد المعارضين لفكرة المشروع حيث اتهمت بـ”العولمة”، وكما راحت تدين الأفكار التي تحجم دور المرأة في المجتمع.
عملت مريم على تنظيم وتجهيز المطعم بما يلزم من أدوات وديكور وألوان زاهية وإضاءة متناسقة، يضاف لمسة المرأة في الحصول على التميز، وفي مطلع مايو المنصرم، في مكان هادئ بعيداً عن الزحام و ضوضاء السوق من وسط المدينة، أعلنت السيدة مريم عن افتتاح مطعمها، والذي سيعرف باسم مطعم “سيتا ماس Seetah Mass.”
تتحدث مريم عن نفسها بوثوقية امرأة راهنت على التعليم وراكمت تجارب وخبرات واسعة صنعت منها شخصية لا تعرف الاستسلام، وبرغم من نجاحها في اقناع المعارضين، وبقدر ما يمثل المشروع من نقلة نوعية وانتصار لحرية المرأة وحقها في شق طريقها والاعتماد على نفسها، لم تتحصل مريم على دعم مادي أو معنوي من أي شخص أو جهة، وعدا عن امتلاكها “الفكرة والطموح والثقة في النفس”، كما تتحدث: “لم أكن أملك الكثير من المال، فاقترضت وبدأت بتنفيذ مشروع.”
ينقسم فضاء المطعم، الذي أصبح يقدم المطعم الأكلات الشرقية والغربية بأنواعها، إلى كبائن صغيرة ومربعات كبيرة للعائلات وأخرى خاصة بالمناسبات مثل أعياد الزواج وأعياد الميلاد، تقول مريم: “الناس تحب تذوق كل ما هو جديد، وأن جيل الشباب جيل متذوق”. وتشير إلى أن زوار المطعم يتفاقم يوم بعد آخر، وأن أكثر من كانوا يعارضون فكرة العمل، أصبحوا مؤيدين ويرتادون المطعم مع عائلاتهم. وهكذا اقتحمت السيدة مريم فضاء مهنة كانت ولا تزال حكراً على الرجال، وانتزعت انتصاراً للفكرة وللحرية والتمدن.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
المخرج من دائرة الجهل التي تتميز بها دول العالم الثالث وتتجلي في الحروب الأهلية
المخرج من دائرة الجهل التي تتميز بها دول العالم الثالث وتتجلي في الحروب الأهلية ... المخرج هو التعليم والتعليم والتعليم !!..
ابننا العزيز المهذب الجنتلمان الأستاذ علي شندوق الشاعر والرياضي المطبوع الذي جمع بين المساقين العلمي والأدبي في بوتقة نادرة وعبر بها الي دنيا الابداع .
اولا السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
اطلعت اليوم علي ورقة صادرة منكم تحوي صيغة السؤال الاول لمادة الرياضيات للجالسين لامتحان الشهادة الابتدائية .
طالما أن العمل صادر منك ونحن نثق فيك كل الثقة في علمك وادبك وأسلوب حياتك ولا بد أن هذا العمل الهام سيكون إن شاء الله سبحانه وتعالى فأل حسن وطريق معبد للنجاح والفلاح في هذه المادة التي استعصت مؤخرا علي الكثيرين وانا منهم وقد استعصت علي من زمان حتي قبل أن تتحور الي كائن جديد يخيل الي أنه ليس فيه غير س و صاد والدالة ورسومات احيانا اراها مثل الكتابة الهيروغلوفية أو المسمارية ودائما اتحسر علي علم الحساب وثمن رطل السكر والملح وحساب المثلثات والجبر والهندسة والرسم البياني ورغم كل ماكانت تحويه حديقة الرياضيات من كل روض زهرة ومن كل ماء قطرة ولم يحدث أن رسبت في هذه المادة مطلقا لكن كان بيني وبينها بعد المشرقين وكنت اهرب من حصة الرياضيات واتعلل بأي سبب رغم أن الأساتذة الذين درسوها في حنتوب كانوا علماء بها نالوا تدريبهم الخارجي في بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس .
ابننا الأستاذ العزيز المهذب الجنتلمان علي شندوق هل هذه الرياضيات الحالية التي تدرس في بلادنا في مرحلة التعليم العام هل هي بديل للرياضيات التقليدية ؟!
ولماذا أسموها الرياضيات الحديثة لأنها كما وضعوا لها حيثية أنها عمود فقري لعلوم الكمبيوتر وفيما بعد للذكاء الاصطناعي ؟!
طيب اذا كان أمثالي ليس بينهم ود لا بالقديم ولا الجديد من الرياضيات فهل ستكون لنا مدارس خالية من لغة الأرقام هذه خاصة ونحن لسنا من أنصار الكمبيوتر ولا الموبايل ونري أن هذه الأجهزة مهمة في بعض الأحيان ولكن ليس في كل الوقت وقد أصبح الانشغال بها أكثر من العمل بالشيء المفيد وربما عند البعض صارت مضيعة للوقت ووصلت بالكثيرين الي درجة الإدمان مما استدعي فتح مشافي لعلاج هذه الحالات المستحدثة في تطور البشر الذين كانوا ينعمون بالهدوء والسكينة فقلب الموبايل مواجعهم وسلب النوم من جفونهم وجعلهم يعيشون في عزلة مجيدة !!..
شكرا ابننا العزيز المهذب الجنتلمان علي شندوق فجزاكم الله سبحانه وتعالى خيراً علي مساهماتكم المقدرة في كافة المساقين العلمي والأدبي وتفوقكم في الشعر وقد قرأت لأحد الفلاسفة والمفكرين أن الشاعر هو خير من يجيد في ميادين البحث والاستقصاء فهنيئا لك بهذه النعمة ونتمني لكم دائما دوام الصحة والعافية والسرور وراحة البال وراحة الضمير .
ودمتم في رعاية الله وحفظه .
عمكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com