ما إن أعلن قائد الجيش في بنغلادش، وقر الزمان، عن استقالة رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة واجد، ومطالبته المواطنين بالكف عن العنف وأن يثقوا بالجيش، حتى بدأ تنتشر مقارنة على مواقع التواصل الاجتماعي بينه والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. 

حيث طلب وقر الزمان من الشعب البنغالي تفويضا لتسيير الحكم في البلاد تماما كما فعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقائد الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في مصر.

 

صدفة
سيناريو "حسينة" #بنغلادش
كسيناريو "حسني" #مصر
الا إن حسني لم يهرب لل #الهند !
الشعب البنغلاديشي يريدانتخاب #محمد_يونس رئيسا
ومصر انتخبت #محمد_مرس وأٌسقط
قائدالجيش #وقر_الزمان أٌقررئيساً
و #السيسي كذلك
تعددت الأشكال والسيناريو واحد#الحرب_العالمية_الثالثة #مصر #الكويت pic.twitter.com/HBZ2BUvpUZ — ضاري بوخليل (@kwashhQ8_) August 6, 2024
كذلك تشابهت بعض الأحداث في بنغلادش مع أحداث وقعت في مصر، ومنها مطالبة بعض شباب الثورة في مصر بأن يستلم الدكتور محمد البرادعي الحكم في مصر بعد الثورة وكذلك بعد الانقلاب على مرسي، بينما في بنغلادش طالب بعض المحتجين الشباب بتولي الاقتصادي البنغالي المعروف والحائز على جائزة نوبل محمد يونس الحكومة. 

وقد تم فعلا تعيين محمد يونس كرئيس وزراء مؤقت لحين إجراء انتخابات في البلاد، والتي أكدت الشيخة حسينة أنها ستشارك بها، لكن لا زال هناك مخاوف من انقلاب الجيش على الحكومة المؤقتة خاصة أن البلاد شهدت عدة انقلابات عسكرية سابقة. 

مهمة إنقاذ 
الصحفي البنغالي صلاح الدين شودري، قال إن "القوات المسلحة في بنغلادش تدخلت في 11 كانون الثاني/يناير 2007 عندما كانت الحكومة الائتلافية آنذاك من الحزب الوطني البنغلاديشي والجماعة الإسلامية تحاول البقاء في السلطة من خلال انتخابات مهزلة". 

وتابع شودري في حديث خاص لـ"عربي21"، "وفي غضون عامين، نجحت الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش في عقد انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية في كانون أول/ديسمبر 2008، ووفقا لفهمي، ستنجح القوات المسلحة في بنغلادش هذه المرة أيضًا في إنقاذ الأمة من الاحتجاجات الجماهيرية الشديدة، والتي تحولت في النهاية إلى ثورة جماهيرية شهدناها منذ 5 تموز/يوليو 2024".
 
قائد الجيش في بنجلاديش يطالب المواطنين بالثقة في القوات المسلحة بعد استقالة الشيخة حسينة، مؤكدا أنهم سيعيدون السلام إلى البلاد.
هل يذكرك ذلك بشئ؟#السيسي_باع_بلدنا#تكنوقراط_مصر pic.twitter.com/bEKhcK1vQk — مجموعة تكنوقراط مصر (@EgyTechnocrat) August 5, 2024
حكم عسكري بصبغة مدنية 
رئيس مركز آسيا والشرق الأوسط محمد مكرم بلعاوي، أعتبر أن "فكرة بقاء الجيش في السلطة أمر غير مستبعد"، مضيفا: "في ظني قد يقوم بعض القادة بترك البزة العسكرية والعودة بزي مدني ليحكموا بشكل مؤقت لفترة قد تطول أو تقصر، كما حصل في عدد من الدول". 

وتابع بلعاوي في حديث لـ"عربي21"، "لكن بعد ذلك سيجمع الجيش النخبة السياسية، وهذه النخبة إما أن تنتخب شخصية عسكرية سابقة أو تتفق على رئيس وزراء يكون سقفه السياسة التي يرسمها له الجيش أو العسكر". 

حُكم مؤقت 
وكانت بنغلادش قد عانت من عدة انقلابات عسكرية، بدءا من الانقلاب العسكري الذي قام به عدد من الضباط في 15 آب/أغسطس 1975 ضد الرئيس مجيب الرحمن الذي قاد حرب الاستقلال عن باكستان، وهو أيضا والد رئيسة الوزراء السابقة حسينة واجد. 


 ولكن لم يستتب الأمر طويلا حيث وقع انقلاب ثاني في تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام على الجنرال ضياء الحق الذي كان يحكم البلاد وقتها، إلا أنه بمساعدة العقيد أبو طاهر تمكن من تنفيذ انقلاب مضاد ناجح وأصبح قائداً للجيش مرة أخرى. 

وبقي ضياء الحق في الحكم حتى تم اغتياله في عام 1981 في انقلاب عسكري أخر لكن على الرغم من اغتيال الرئيس إلا الانقلاب فشل، ليخلفه نائبه المدني عبد الستار الذي كان مصابا بمرض يؤثر على أدائه في الرئاسة، وفقا لمعارضيه. 

ثم عاد الجيش مرة أخرى للحكم، بعد أن قام الفريق أول حسين محمد إرشاد في 24 آذار/مارس 1982 بانقلاب عسكري وبعد 8 سنوات من الحكم أجبر هو الآخر على التنحي في ديسمبر/كانون الأول 1990. 
الصحفي والكاتب والخبير في الأمن الدولي حنان حسين، قال إن "احتمالات بقاء الجيش في السلطة ضئيلة للغاية، فقد رفض قادة الطلاب المحتجين بالفعل أي محاولة من جانب الجيش للسيطرة على السلطة". 

وتابع حسين في حديث خاص لـ"عربي21"، "كذلك سوف يخاطر الجيش بمصداقيته من خلال الدفع نحو الهيمنة، وفي بنغلاديش، يحظى الجيش بالثقة أيضاً باعتباره وسيطاً في مرحلة ما بعد الأزمة، كما تجلى ذلك في عام 2008، وقد رأينا ضبط النفس الذي أبداه في الشوارع، والبقاء في السلطة قد يعني دعوة المحتجين إلى مقاومة كبيرة في وقت حققت فيه بنغلاديش إنجازاً تاريخياً، وهذه هي النتيجة التي يحرص الجيش على تجنبها". 

الجماعة الإسلامية 
ولا يقتصر التشابه بين بنغلادش ومصر على تدخل الجيش بعد مظاهرات عارمة، بل أيضا تتشابه الدولتين بوجود حزب إسلامي له شعبية عريضة في المعارضة وقت الاحتجاجات، فكما هناك الإخوان المسلمين في مصر أيضا هناك حزب إسلامي كبير وهو الجماعة الإسلامية. 

وتصادمت الجماعة الإسلامية مع رئيسة الوزراء السابقة حسينة واجد، والتي اتهمت الجماعة بارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال، وأنها دعمت الجيش الباكستاني ضد بنغلادش. 

وقامت الحكومة بقيادة حسينة واجد بحظر الجماعة في عام 2013، كما أصدرت عدة أحكام بالإعدام بحق عدد من قادة الجماعة وتم تنفيذها على فترات، منهم عبد القادر ملا والذي تم إعدامه في 2013، وعلي إحسان محمد مجاهد الذي أعدم في 2015. 

ولكن هل سيتعامل الجيش والحكومة المؤقتة في بنغلادش مع الجماعة الإسلامية بالمثل، أي السجن والإعدام؟ 

لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة..هذه واحدة من أعتى الدكتاتوريات، هي النموذج الأسوأ للديكتاتورية ذلك أنها تحل في جسد إمرأة كان يفترض أن تكون سمحة رحيمة كما هو طبع النساء ،، الشيخة حسينة واجد التي تحكم بنجلادش بقبضة حديدية والتي أعدمت أبرز خصومها بدءا بقائد الجماعة الإسلامية (المعتدل… pic.twitter.com/jqE9bOXjlU — kotb elaraby (@kotbelaraby) August 5, 2024
الصحفي صلاح الدين شودري، قال، إنه "من المبكر للغاية التعليق على هذا الأمر، لأن هذا الحزب يحتاج إلى استعادة تسجيله لدى لجنة الانتخابات في بنغلادش إذا كان سيشارك في الانتخابات المستقبلية، وفي الوقت نفسه، تقع على عاتق الحكومة المؤقتة القادمة مسؤولية ضمان مشاركة جميع الأحزاب السياسية ـ بما في ذلك رابطة عوامي". 



وختم حديثه بالقول، "في رأيي أن هذا قد يستغرق بعض الوقت، إذ إن ثقافة الخلاف داخل الأحزاب السياسية في بنغلاديش تحولت إلى مرض تقريباً". 

محمد مكرم بلعاوي، اعتبر أن أي تغيير يحدث في البلاد يصب في مصلحة الجماعة الإسلامية. 

كذلك أكد الصحفي الباكستاني حنان حسين، أن "الجيش في بنغلادش يعمل مع كل أحزاب المعارضة الرئيسية ـ بما في ذلك الجماعة الإسلامية ـ ولا يشاطر حسينة دوافع حظر الجماعة بموجب قانون مكافحة الإرهاب في البلاد". 

وتابع، "والواقع أن الجماعة الإسلامية فتحت مكتبها الحزبي بعد عقد من الزمان، والآن تم إطلاق سراح العشرات من نشطاء المعارضة، وكل هذا يشير إلى أن الجيش سوف يتعاون مع أحزاب المعارضة الرئيسية مع تشكيل الحكومة المؤقتة". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية بنغلادش المصري السيسي مصر السيسي بنغلادش المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجماعة الإسلامیة الحکومة المؤقتة الشیخة حسینة وقر الزمان حسینة واجد فی بنغلادش فی السلطة فی البلاد الجیش فی فی مصر

إقرأ أيضاً:

إسرائيل.. استقالة قائد وحدة في استخبارات الجيش بعد اتهامه بالفشل في منع هجوم حماس

(CNN) --  قال الجيش الإسرائيلي، لشبكة CNN، الخميس، إن قائد الوحدة 8200 في الاستخبارات العسكرية يوسي سارييل الذي يقول منتقدون إنه لعب دورا محوريا بشأن الفشل في منع الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول تقدم باستقالته.

 وأضاف الجيش أن سارييل ذكر في خطاب  استقالته أنه "سينهي دوره في المستقبل القريب".

ونشرت هيئة الإذاعة العامة (كان) والعديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية مقتطفات من الخطاب الذي ذكر فيه أنه "يشعر بالمسؤولية الشخصية عن عدم منع حماس من شن أعنف هجوم على اليهود منذ الهولوكوست".

وتابع: "في 7 أكتوبر، لم أقم بالمهمة كما توقعت من نفسي، كما توقع مني أولئك الذين تحت قيادتي وقادتي ومواطنو الدولة التي أحبها كثيرًا"،

وذكر: "اليوم، وفقا لحالة الحرب وعمليات تجميع الصفوف وبناء قدرة الوحدة على الصمود، وبعد الانتهاء من عمليات التحقيق الأولية، أطلب الوفاء بمسؤوليتي الشخصية كقائد للوحدة في 7 أكتوبر وفي وقت يحدده قادتي لتسليم الراية إلى القيادة التالية".

ولم تتمكن شبكة CNN من التحقق من صحة الخطاب.

وبعد وقت قصير من هجوم "حماس"، تقدم عدد من كبار المسؤولين لتحمل المسؤولية عن الخطوات الخاطئة التي أدت إلى الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين كرهائن.

وفي 16 أكتوبر، كتب رونان بار رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) المكلف بمكافحة الإرهاب، بيانا قال فيه: "المسؤولية تقع على عاتقي، فعلى الرغم من سلسلة الإجراءات التي قمنا بها، لم نتمكن من إنشاء تحذير كافٍ من شأنه أن يسمح بإحباط الهجوم".

وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات علنية حادة بعد أن اتهم رؤساء الأمن في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي تم حذفه لاحقا بالفشل في تحذيره من الهجوم الوشيك.

وعندما سُئل عما إذا كان يحمل نفسه هذا المعيار وفشل بطريقة ما، أضاف: "أنا أحمل نفسي والجميع في هذا الأمر. أعتقد أنه يتعين علينا فحص كيف حدث ذلك. ما هو الفشل الاستخباراتي؟".

وفي مقابلة أجريت في مايو/أيار مع الدكتور فيل ماكجراو في برنامج "دكتور فيل برايم تايم"، اعترف نتنياهو بوجود إخفاقات سياسية وعسكرية، وقال: "المسؤولية الأولى للحكومة هي حماية الناس، وهذه هي المسؤولية الشاملة النهائية، ولم يتم حماية الناس علينا أن نعترف بذلك".

أمريكاإسرائيلالجيش الإسرائيليالحكومة الإسرائيليةبنيامين نتنياهوحركة حماسغزةنشر الجمعة، 13 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عاجل | الجيش الأميركي: مقتل قادة في تنظيم الدولة الإسلامية في غارة مشتركة مع قوات الأمن العراقية غربي العراق
  • قائد الجيش يلتقي وفد العسكريين المتقاعدين
  • قائد الجيش عرض الاوضاع مع مساعدة مدير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
  • إسرائيل.. استقالة قائد وحدة في استخبارات الجيش بعد اتهامه بالفشل في منع هجوم حماس
  • شيخ الأزهر يهنئ السيسي والأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
  • شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
  • شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف
  • إيران تغلق الحدود الشرقية بتقنية جديدة.. ما هي ؟
  • قائد الجيش التقى بوريل
  • قصة الشيخ مطيع الرحمن النظامي الأمير السابق للجماعة الإسلامية البنغلاديشية