استياء في العراق من احتمال رفع رواتب النواب
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
بغداد- ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في العراق بما وُصف بـ "إجراءات سرية" جرت داخل البرلمان في جلسة 7 أغسطس/آب الجاري، وتتعلق بإضافة "امتيازات ورفع رواتب أعضاء مجلس النواب".
وتداول نشطاء وثيقة تشير إلى قرار برلماني بمساواة رواتب أعضائه مع الوزراء، الأمر الذي عدّه الكثيرون التفافا وضربا لكل جهود المتظاهرين ومطالبهم بتخفيض رواتب موظفي الدرجات العليا.
كما يأتي ذلك على الرغم من قرار المحكمة الاتحادية الصادر في عام 2018، والذي تضمن تخفيض رواتب أعضاء البرلمان تطبيقا لقرار تخفيض رواتب الدرجات العليا في الحكومة.
ووفقا للتعليمات، فقد تم تخفيض متوسط رواتب أعضاء البرلمان من 8 ملايين و200 ألف دينار إلى نحو 6 ملايين دينار بعد اعتماد الشهادة وسنوات الخدمة كمعايير جديدة لتحديد المخصصات الإضافية على الراتب.
روايات متضاربةبدورها، سارعت عضوة مجلس النواب نور نافع الجليحاوي، في منشور على صفحتها الشخصية بموقع فيسبوك، إلى نفي علمها بما حصل، إذ أشارت في مقطع صوتي إلى مقاطعتها الجلسة.
وأكدت أن "الوثيقة التي يتم تداولها لغاية الآن لم تتأكد لنا رسميا، هل هي صحيحة؟ هل تتعلق بالاستقطاع؟ أم بالزيادة؟". وقالت "بشكل قطعي مع عدد من أعضاء مجلس النواب سنعمل على إيقاف ذلك إن ثبت لنا".
من جهته، كشف النائب العراقي مصطفى سند، في مقطع فيديو تداولته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأسباب التي أدت إلى إدراج هذا القرار بجلسة البرلمان يوم 7 أغسطس/آب الجاري، مقدما رواية مختلفة تتحدث عن تخفيض مفاجئ لرواتب النواب أدى إلى مطالبة بعضهم بإعادتها إلى ما كانت عليه.
كما أعلنت كتلة "إشراقة كانون" البرلمانية -التي انبثقت عن مظاهرات تشرين- في بيان لها "أنها ومجموعة من أعضاء المجلس لم يصوتوا على إقرار تلك التعليمات واعترضوا على تلك الإجراءات، وطلبوا الوثائق من رئاسة المجلس للاطلاع على محتواها، وامتنعت رئاسة المجلس عن ذلك".
تنظيم داخليبدوره، قال رئيس اللجنة التنظيمية للحراك الشعبي في العراق حسين علي الكرعاوي، خلال حديثه للجزيرة نت، إن "جميع من وصلوا إلى قبة البرلمان كانوا يدّعون خدمة الشعب، لكنهم كانوا بعيدين كل البعد عن ذلك، فهم يبحثون عن السلطة والكرسي والمال دون أن يعوا خطورة هذا الموقف".
وحذر الكرعاوي من "مضي البرلمان بزيادة مخصصاته المالية وانعكاس ذلك سلبا على العلاقة بين المواطن والقوى السياسية بالانتخابات المقبلة، مما يزيد الفجوة وعدم الثقة بين الطرفين"، داعيا البرلمان إلى "ترك هذا الموضوع بشكل نهائي".
من جهته، نفى عضو مجلس النواب كامل العكيلي تصويت مجلس النواب على زيادة في رواتب النواب، موضحا أن "ما حصل هو تنظيم النظام الداخلي للبرلمان والتصويت عليه كقانون تنفيذا لقرار المحكمة الاتحادية".
وأوضح العكيلي في حديثه للجزيرة نت، أن "ما جرى في جلسة البرلمان في 7 أغسطس/آب الحالي لم يكن زيادة لرواتب النواب"، قائلا إن "هناك قرارا برلمانيا تم التصويت عليه في زمن حكومة حيدر العبادي بتخفيض رواتب الدرجات العليا والرئاسات، لكن في الدورة السابقة طالب رئيس البرلمان حينها باستثناء ما يقارب 48 مديرا من هذه التعليمات".
وأضاف أن "النائب باسم خشان رفع دعوى قضائية لدى المحكمة للطعن بهذا الاستثناء، إذ أصدرت المحكمة قرارها ببطلان ما ذهب إليه رئيس المجلس السابق من الاستثناء، مع إلزام البرلمان بتعديل نظامه الداخلي وتنظيمه بقانون".
وأكد أن "البرلمان ذهب إلى تعديل نظامه الداخلي وفقا لرؤية المحكمة بضرورة وجود قانون وتعليمات، وهو ما حصل تحديدا خلال الجلسة، ولم يتضمن أي زيادة مخصصات أو رواتب".
وكان قرار المحكمة الاتحادية لعام 2018 أقر تخفيض رواتب مجلس النواب بنسب متفاوتة، إذ تم تخفيض رواتب حاملي الشهادات الدنيا بشكل أكبر، في حين لم تتغير رواتب حاملي الشهادات العليا (الماجستير والدكتوراه).
قضية قديمة جديدةوقضية اللغط بشأن رواتب أعضاء مجلس النواب ليست بالجديدة، إذ سبق للنائب السابق مشعان الجبوري، أن قال في عام 2018 خلال مقابلة تلفزيونية إن عضو البرلمان يتسلم راتبا شهريا يصل إلى 45 مليون دينار عراقي، أي ما يعادل نحو 37 ألف دولار، مقارنة بنحو 200 دولار يتقاضها أصغر موظف في العراق.
ونفى البرلمان حينها تقاضي النائب في البرلمان راتبا يصل إلى 45 مليون دينار شهريا. وأوضحت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب العراقي في بيان أن راتب النائب كان بحدود 12 مليونا و900 ألف دينار قبل إطلاق حزمة الإصلاح، في حين بلغ الراتب الكلي للنائب بعد تطبيق التخفيض وفقا للقرار (333) في أعلى معدلاته 10 ملايين.
وتحدث مختصون على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2020 عن أرقام أخرى؛ إذ أشاروا إلى أن راتب رئيس مجلس النواب ونوابه هو 35 مليون دينار مع 20 مليون دينار شهريا من البدلات والمخصصات، أي أنه يصل إلى 55 مليون دينار، أما عضو مجلس النواب فكان راتبه 15 مليونا و10 ملايين بدلات وضيافات ليصل الإجمالي إلى 25 مليون دينار.
وسبق لمجلس النواب العراقي أن صوّت لأول مرة بالأغلبية في عام 2011 على قانون تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء ومجلس النواب) إضافة إلى رواتب نواب البرلمان، إذ أكد البرلمان أن التصويت جاء استجابة لإرادة الشعب العراقي والمرجعيات الدينية بعد مظاهرات شعبية تزامنت مع مثيلاتها فيما عرف حينها بالربيع العربي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رواتب النواب تخفیض رواتب ملیون دینار رواتب أعضاء مجلس النواب فی العراق فی عام
إقرأ أيضاً:
بعد إقراره من البرلمان.. 8 أهداف لمشروع قانون إنشاء الرقم القومي الموحد للعقارات
وافق مجلس النواب من حيث المبدأ على مشروع القانون المقدم من الحكومة بإنشاء قاعدة بيانات الرقم القومي الموحد للعقارات .
جاء ذلك خلال الجلسة العامة للمجلس والتي انعقدت أمس برئاسة المستشار احمد سعد وكيل اول المجلس والتي تناقش مشروع القانون .
ويستهدف مشروع القانون تحقيق رؤية مصر 2030 والتي تستهدف تحقيق التحول الرقمي وتحسين بيئة الأعمال وتحقيق الحوكمة الشاملة في إطار سيادة القانون عن طريق إنشاء بصمة عقارية تتمثل في رقم قومي موحد للعقارات من خلال قاعدة بيانات قومية موحدة ومركزية لكافة أنواع العقارات، وهو الأمر الذي يحقق العديد من الأهداف، والتي منها ما يلى:
1- قياس حجم الثروة العقارية والتصنيف الدقيق للملكية.
2- المساهمة في تحديد اشتراطات البناء والترخيص.
3- رصد المخالفات الخاصة بكل عقار، والحد من تلك المخالفات.
4- المساهمة في التحديد الدقيق والعادل للضريبة العقارية وضريبة الثروة العقارية.
5- الوقوف على بيانات الاستهلاك الواقعية للمرافق الأساسية لكل عقار، والوصول إلى القيمة العادلة لفاتورة تلك المرافق حسب طبيعة النشاط والاستخدام.
6- ضبط التقسيم الإداري لكل جهة ولاية.
7- تيسير عملية تسجيل العقارات والمساهمة في حركة تداولها نتيجة الزيادة المتوقعة في أنشطة التمويل العقاري.
8- تحسين البنية التحتية والربط بين العقارات الموجودة بكل منطقة والمباني والمنشآت الخدمية والترفيهية بها.
9- تسهيل استخدام المنصات الإلكترونية للخدمات الحكومية لإنهاء أي متطلبات متعلقة بالعقار دون حاجة للتعامل المباشر مع الجهات المختلفة مقدمة الخدمة.