أبو الحسن: نجم الإسماعيلي لن يرحل للأهلي الليبي وفي لحظة كان من الممكن ألا نرى الإسماعيلي مرة أخرى
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
كشف نصر أبو الحسن رئيس مجلس إدارة النادي الإسماعيلي، عن خطة المجلس لحل أزمات الفريق المادية وقضايا الفيفا.
رئيس الإسماعيلي: إيهاب جلال وضع نواة للفريق وهناك إجماع على بقاؤه وتحملنا انتقادات كبيرة موعد مواجهة الإسماعيلي ضد سموحة في دور ال16 من كأس مصروقال أبو الحسن خلال تصريحات تليفزيونية:" لاداعي لذكر الأرقام المتسببة في إيقاف القيد، ولكن سيتم حل جميع القضايا في أقرب وقت وفتح القيد، وتخلصنا من 8 قضايا من أصل 12 قضية، ومتبقي 4 قضايا، سيتم حل قضيتين منهم خلال أيام، أما الباقي فلم يصدر لهم أية أحكام حتى الآن".
وأكد رئيس الإسماعيلي أن المجلس بصدد إعادة هيكلة الفريق من الناحية الفنية والمالية، مضيفًا أنه لا يمكن إنكار أن هناك اتجاه لرحيل بعض اللاعبين أو بيع البعض، وأن ذلك أمر يحدث في جميع الأندية والهدف منه التخلص من المشاكل بالإضافة إلى الاستفادة المادية لبناء فريق قوي.
وفي نفس السياق كشف ابو الحسن عن حقيقة وجود عرض من نادي الأهلي الليبي لضم عبد الرحمن مجدي صانع ألعاب الفريق:" الأمر انتهى في يناير ونادي الأهلي الليبي تقدم بعرض ووافقنا ولكن لم يتم التنفيذ من جهتهم واستعادوا مبلغ مقدم الصفقة".
وأكمل:" لا يستطيع اي لاعب أن يرغم النادي على بيعه، دون الاستفادة منه ماظيا، وأيضًا لا يستطيع النادي أن يجبر لاعب على الرحيل إلى نادي بعينه، وللعلم في لحظة ما وبسبب مديونيات مالية وصلت لمبلغ 7 مليون دولار كان من الممكن ألا نرى الإسماعيلي مرة أخرى ولو حدث وهبط الإسماعيلي كان من المستحيل أن يصعد مرة أخرى، ووجود الإسماعيلي في الدوري الممتاز سيساهم في حل جميع المشاكل المادية عكس التواجد في الدرجة الأدنى".
وشدد نصر أبو الحسن رئيس الإسماعيلي أن المجلس لم يخاف من رحيل أي لاعب من عدمه بقدر الخوف على مستقبل الإسماعيلي نفسه، مضيفًا:" بالرغم من كل هذه المشاكل لم نتلقى اي دعم من المحافظة أو الوزارة أو هيئة قناة السويس مثلما حدث مع مجالس سابقة، وننجحنا أيضا في تسوية الخلافات الخاصة بتعويضات محلات مدرجات الدرجة الثالثة، وقمنا برفع قيمة عقودهم 3 أو 4 أضعاف وحصلنا منهم على ملايين وبذلك وفرنا دخلا ماديا للنادي، بالإضافة إلى المباريات الخارجية التي وفرت دخلا للنادي وساهمت في حل يعض الأمور".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نصر أبو الحسن رئيس الإسماعيلي عبد الرحمن مجدي الإسماعيلي اخبار الإسماعيلي أبو الحسن
إقرأ أيضاً:
تعقيب على مذكرات محمد سيد أحمد الحسن
بقلم عبد الله رزق ابو سيمازه
على مشارف المائة (حيث ولد حوالي عام ١٩٣٠)، توفي السيد محمد سيد أحمد الحسن، بعد حياة عمرها بالكدح، وبالكفاح والنضال، كناشط وفاعل إيجابي في وسطه الاجتماعي والسياسي، كما تعكس ذلك مذكراته التي أعدها وحررها، ابنه المهندس عادل سيد أحمد، تحت عنوان: (في سياق الأحداث: مذكرات محمد سيد أحمد الحسن)، والتي يمكن النظر إليها، أيضا، كأمثولة في البر بالوالدين.
ورغم تقدمه في السن، فقد حافظ الراوي، وهو يملي مذكراته، على ذاكرة متقدة، مكنته من استعادة تفاصيل ما عاشه او عايشه من الوقائع والأحداث المهمة، والاسماء والتواريخ، بكثير من الدقة.
تعكس المذكرات، من ناحية، الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية، لمنطقة حيوية من مناطق الخرطوم، هي منطقة الديوم، جنوب السكة حديد، وتوثق، من ناحية أخرى، مساهمة صاحب السيرة، محمد سيد أحمد الحسن، في تلك الحياة، بكل تنوعها وعنفوانها. وقد اؤتي محمد سيد أحمد، وهو الذي لم يتلق تعليما نظاميا كافيا ومتقدما، حظا كبيرا من الكاريزما وقوة الارادة، والمهارات و الجدارات القيادية التي اهلته لأن يكون في الطليعة دائما : رئيسا لفرع الحزب الشيوعي بالمنطقة منذ أن انتمي للحزب، وسكرتيرا للمديرية، ورئيسا للنادي و للجمعية التعاونية والخيرية، وقائدا نقابيا بارزا، ومن قبل، شغل موقع مرشد لجماعة الاخوان المسلمين... (لحسن الحظ، فان الجماعة، على عهد مؤسسها، حينذاك، على طالب الله، لم تكن حزبا سياسيا، وإنما كانت مجرد جمعية دينية تحض على مكارم الأخلاق.)
شكل نشاط محمد سيد أحمد ضمن الحزب الشيوعي، في المنطقة، جانبا كبيرا من المذكرات، والتي غلب عليها طابع القصص والحكايات القصيرة والنوادر، حيث يتجلى التاريخ، الذي يصنعه الناس العاديون، وهم يمارسون حياتهم العادية، دون جلبة او ضوضاء، او كثير ادعاء، فيما اختار لها المحرر، المهندس عادل سيد أحمد، قالب الانترفيو (Interview)، بدلا من السرد، كشكل فني، ربما لم يكن معهودا، في كتابة المذكرات.
لكن صاحب المذكرات لم يكن مجرد كادر سياسي في حزب ثوري. فهو، مثل مالكولم إكس، ثقف نفسه بنفسه، عبر اطلاع واسع، ليبرهن بأن القراءة المثابرة، تعين في تغيير الفرد، وبما تفتحه أمامه من آفاق للمعرفة غير نهائية، تمكنه من المساهمة على نحو فعال في تغيير مجتمعه. فالراوي، ومنذ ان غادر مسقط رأسه في المقل، في أقصى شمال البلاد، قاصدا الخرطوم، وهو صبي يحمل في دواخله مشروع رجل عصامي، قد توفر على عقلية متفتحة، وطاقة ديناميكية، يسرت له النجاح باستمرار في سوق العمل، بالذات، الميدان الحيوي للنشاط الفاعلية. فهو لم يكتف بالعمل في شركة شل، لكنه ارتاد ميادين أخرى للعمل، انعكس في ترقي وضعه الاجتماعي، حتى ان بعض زملائه في الحزب استنكف التعامل معه بحجة انه أصبح برجوازيا، ويعيش في مستوى حياتي مترف: البيت الفخم المزود بالثلاجة والتلفزيون بجانب السيارة.. الخ
ولان محمد سيد أحمد، صاحب السيرة، قد شغل، من جهة، والي حد كبير بحياة الفكر، على حد تعبير إتش دي لورانس، وحياة الكدح وبالكفاح، والنضال، في جبهاته المتعددة: فرع الحزب، النقابة، الجمعية التعاونية، النادي.. الخ، من الجهة الأخرى، فقد غابت من مذكراته ملامح الحياة الثقافية والفنية والرياضية لمنطقة الديوم، والتي كانت عاصمة لفن الغناء، خاصة، موازية لأم درمان.
غير بعيد من هذا السياق، َوردت، عرضا، الإشارة لبيت العزابة، دون تفصيل. وبيت العزابة، والذي قد يكون وكرا حزبيا، تنعقد فيه الاجتماعات، وتخرج منه المنشورات، ويختفي فيه الملاحقون والمطاردون من قبل الأجهزة الأمنية. فهو ظاهرة او كينونة اجتماعية - ثقافية - سياسية شديدة الاثارة. وقد اشتهرت بيوت العزابة، في المدن الكبيرة خاصة، باحتضانها القعدات، التي يؤمها سياسيون وأدباء ومغنون، وجمعت، بجانب شريحة الأفندية، فسيفساء من أبناء الطبقة الوسطى، حيث وفرت لهم إطارا لممارسة حيواتهم السرية. بجانب ذلك كانت مختبرا لكثير من ناشئة الفنانين لإنضاج تجاربهم وتلمس خطاهم على طريق الفن..
وعلى الرغم مما توفر لصاحب المذكرات من قدرات وخبرات ومعرفة ووعي، إلا أن القارئ قد يلاحظ انه، كناشط سياسي، كان ينقصه الطموح. فلم يتطلع لان يكون عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، الشفيع احمد الشيخ، مثلا. ولم ينخرط بقوة في الصراع الداخلي، لترجيح كفة اي من طرفي الصراع، أثر الخلاف الذي أحدثه الموقف من انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩، وما ترتب عليه من صراعات وانقسام في الحزب. وقد انتهى به هذا الاستنكاف الصراع، والذي ربما كان منطلقه رؤية مثالية للحزب وللشيوعية، موغلة في الرومانسية الثورية، الي أن يرى في الانقسام نهاية الحزب، ومبرر، من ثم، لاعتزاله العمل العام.
خلت المذكرات، بشكل لافت للنظر، من تعليق صاحب المذكرات على فوز السكرتير العام للحزب الشيوعي، محمد ابراهيم نقد، في دائرة الديوم وحي الزهور، في انتخابات عام ١٩٨٦، والذي قد يري فيه محصلة تراكمية لجهوده ونضالات مع زملائه من الشيوعيين، وتتويجا لتلك الجهود والنضالات الممتدة.
عبد الله رزق ابو سيمازه
القاهرة - الخميس ٣٠ يناير ٢٠٢٥م.
amsidahmed@outlook.com