موقع النيلين:
2025-03-31@18:18:10 GMT

رشان اوشي: لن نطيع الامريكان !

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

بعد حرب ١٥/ابريل الفجائية ، التي ربحتها القوات المسلحة السودانية حتى قبل أن تخوضها، وظلَّت قلعة عسكرية أسطورية ، وذلك عندما خرجت جموع السودانيين في تظاهرات “الكرامة” التي رفضت محاولات تدمير الجيش الوطني تحت شعار ” إعادة الهيكلة”، انكشف للسودانيين كل شيء، فالولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول ابعاد شبح “روسيا” عن سواحل البحر الاحمر الأفريقية، بإمكانها اكل أصنام العجوة التي صنعتها ، فمصالحها اهم من شعارات “الديمقراطية” و” حقوق الإنسان”.

ولكن الولايات المتحدة لم تعرف رغم ادعاءها الإلمام بكل شئ في العالم ، ان السودان بلد الابطال وان قوات الشعب المسلحة علامة فارقة في العقل الوطني ، وان رمزية “قائد الجيش” تزيد الصورة بطولة.

ظنوا أن “البرهان” الرجل الهادئ قليل الكلام ضعيفاً ويمكن ترويضه، وأخيراً اكتشفوا أنه “ثعلب مكير” ، ظل يلف ويدور حتى كشف “الامريكان” عن وجههم الحقيقي تجاه السودان وشعبه .
ظنت الولايات المتحدة وراء أسوارها الوهمية والحقيقية، أن بإمكانها تركيع الدولة السودانية عبر المليشيات التي تقاتل بأموال “اغبياء” الخليج العربي ، وأنه بعد هزيمة جيش السودان سيكون بإمكان “اسرائيل” أن تزرع الخضرة في شرق السودان ، وتطور ترسانتها العسكرية من معادن السودان ، وتتحكم الولايات المتحدة في كل افريقيا ، وبعد سقوط “السودان” في براثن الفخ الامريكي-الاسرائيلي عبر الواجهة “الإماراتية” ستطبخ “مصر” على نار هادئة .

ولكن اصطدمت المطامع الامريكية-الاسرائيلية بصخرة الجيش السوداني ، الذي وضع جنوده وضباطه امام أعينهم وهم يقاتلون، صورة سجن “ابوغريب” وأقبية الموت حتى من دون إفادة غياب، وبالتالي سقوط “العراق” ، لذلك دافعوا عن أرضهم باستماتة ومازالوا .

أمام عناد جنرالات الجيش السوداني ، رغم الحصار ، وشح الموارد، وضعف الإمكانيات ، تساقطت الأقنعة الغربية بصورة وقحة مثل ورق التواليت ، من يقرأ لقاء “جدة ” الاخير ، يجد أن الدولة السودانية اقتصت لكل الشعوب التي قهرتها سياسات الولايات المتحدة الاستعمارية ، وضربت عرض الحائط بكل الوعيد ، ولم ترضخ ل”التعليمات” الأمريكية بالتوجه إلى جنيف ، وتوقيع “عقد اذعان” للمليشيات.

تفاجأ الصلف الأمريكي أثناء مداولات “جدة” بشروط سودانية غير قابلة للنقاش مقابل الدخول في أي خطوات تفاوضية مع المليشيات ، واهمها:
أولاً: إخلاء الأعيان المدنية ومنازل المواطنين ، وتجميع المليشيات بمعسكرات بعينها داخل العاصمة الخرطوم.

ثانياً:تقييم خسائر الشعب المتمثلة في أمواله المنهوبة ، منشآت البنى التحتية التي دمرتها المليشيات ، تقدمة لسداد قيمة التعويضات .

ثالثاً: اتفاق السلام لن يحوي اي دور سياسي لقادة المليشيات في مستقبل السودان.
المبعوث الأمريكي ارغى وازبد، وأطلق تهديدات بالعقوبات والحصار على قادة الجيش ، ولكن صدم برد فعل أعضاء الوفد ، وقالوا له:” اعلى مافي خيلك اركبه ، السودان ليس ولاية أمريكية حتى ننفذ تعليماتك”، وغادروا عائدين إلى بلادهم .

لقاء “جدة” كشف أن الطرف الأميركي منحاز للمليشيات ، وان أحزاب “تقدم” التي كانت تنتظر بفارغ الصبر رضوخ الحكومة السودانية للضغط الأمريكي بالذهاب إلى جنيف ، تريد تسخير هذا الضغط لمشروعها ، رؤيتها وخططها ، كما هو الحال مع “حميدتي” ، الذي يريد تسخير الضغط الأمريكي لصالح خلاصه من ورطته الكبيرة.

أما بالنسبة للشعب السوداني الذي يناصر جيشه فهناك لحظة، كاشفة، آتية قريباً، ستجبر التخشب الأمريكي على الليونة، فالحياة اختيارات بين الأبيض والأسود، ، و ثمن الدمار والخراب والضحايا في السودان ، فادحٌ ومهول، وثمن الغضب السوداني مكلفٌ وثقيل على المصالح الأمريكية في السودان .

تلك هي الصورة اليوم، والمهم أن السيادة السودانية ، تتحكم في إيقاع اللحظة.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش

قبل أن أطرح بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش- ربما ليست شاملة-، أود أن أضع استفساراً هنا في المقدمة -وضعته أيضاً كسؤال في هذه الحزمة للتأكيد عليه-، وذلك لأهميته في رأيي وحتى يكون مدخلاً إضافياً لتحفيز الذاكرة مع مرور ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في أواخر أيام شهر رمضان (وافق 3 يونيو 2019)، وذلك لطرح أسئلة والبحث عن إجابات مرتبطة به وهو:
اختلف قادة الجيش والدعم السريع على العديد من القضايا حتى وصلت البلاد للحرب، وخرجا وتبادلا الاتهامات بعد ذلك حتى أن حميدتي لم يتوان في خطاباته العامة عن إفشاء أسرار جلسات الندامى الخاصة وكرر الحديث عن ممارسات شخصية لقادة الجيش!
الحدث الوحيد الذي تفادى الجميع الخوض فيه هو مجزرة فض الاعتصام، حيث لم يجرؤ أحد منهم على الحديث علناً عن دقائق الاجتماعات التي سبقته ومواقف أصدقاء الأمس أعداء اليوم في تلك الاجتماعات، وأدوارهم ومن رفض ومن أيّد الفض، من جاء أرض الاعتصام ومن لم يكن على علم، ومن كذب على قادة القوى المدنية وأنكر معرفته بالمجزرة، أو اعترف وقال حدث ما حدث، في المنصات الإعلامية للعامة أو الاجتماعات المغلقة، وما هو دور وتأثير قيادة الإسلاميين وغيرهم في ذلك الحدث الذي غير وأثّر كثيراً في مستقبل مشروع الانتقال والاتفاق السياسي بل ومستقبل البلاد بعده!
هناك جهات صحفية تؤكد أن لديها شواهد بأن حميدتي مثلاً زار أرض المجزرة في صبيحة فض الاعتصام ووقف على ما جرى بنفسه، فهل لدى قادة الجيش أي شواهد أو أقوال مماثلة؟ وإن وجدت لماذا يصمتون عنها حتى اليوم وهو الذي فضح كل شيئ وسيفعل في كل سانحة؟ ما الذي لا يزال بينهم حتى يخفون أسرار هذا الأمر الجلل ويتفادون كشفه علناً حتى بعد وقوع الحرب؟!
- ⁠ لماذا تساهل قادة الجيش مع الد.عم السريع وأصروا على أنه جزء لا يتجزأ منهم ومن مشروعيتهم الدستورية التي نالوها منذ الاستقلال كممثل وحيد للقوة الضاربة في البلاد؟
- لماذا أصر قادة الجيش على أن تكون قوات الدعم الس.ريع جزءاً أصيلاً من دور الجيش في التغيير، فأتوا بقائدها في المجلس العسكري ونصبوه نائباً لرئيسه، وأدخلوه كمفاوض رئيسي، بل ووقع عنهم في الاتفاق السياسي مع القوى المدنية، رغم أن الثوار اعتصموا أمام القيادة العامة للجيش لا أي مكان سواها؟
- ⁠ لماذا أذعن قادة الجيش لقائد الد.عم الس.ريع وضربوا له التعظيم والتحية العسكرية (التي لا يستحقها وفق الأشراط العسكرية)؟
- ⁠ لماذا شاركه هؤلاء القادة في مؤامرة الانقلاب على الانتقال وهم يعلمون نواياه مسبقاً وكثيراً ما تحدثوا عنه وعن نواياه وأطماعه في السلطة في غرفهم المغلقة وفق إفادة العطا؟
- ⁠ لماذا تساهل قادة الجيش مع المليشيا حين بدأت تبحث عن دور جديد عبر الاتفاق الإطاري، حسب وصفهم لاحقاً، وحين بدأت إعلان الحرب بالكلام والخطاب التهديدي من مثل ( العمارات دي إلا يسكنوها الكدايس)؟
- ⁠ لماذا سمح قادة الجيش بوصول قوات الد.عم الس.ريع إلى تخوم قاعدة مروي العسكرية ومحاصرتها دون أن يعترضها أحد، مع أنها انطلقت من معسكر الزرق نحو مساحة مفتوحة يسهل استهدافها فيها، بل على العكس، خرج قائد الجيش في المدرعات معية مدير الاستخبارات يوم 13 أبريل 2023 وتحدث عن محاولات تهدئة رغم تصريحهم بأن هذه القوات خرجت عن السيطرة؟
- ⁠ لماذا لم يرعو قادة الجيش وسمحوا بتفريخ مليشيات جديدة وتكبير كومها وتوفير الدعم العسكري لها خارج مظلة القوات المسلحة الرسمية، والإفساح لها في الإعلام الرسمي لتزويق وتزيين نفسها وتلميع قادتها وتحضيرهم لأدوار غير عسكرية عبر القيام بأدوار عسكرية؟ ولماذا حدث ذلك رغم التجربة المريرة التي دخلت فيها البلاد بسبب حدوث ذات الأمر مع مليشيات أخرى(الد.عم الس.ريع)
- ⁠ لماذا وافق قادة الجيش على الاتفاق الإطاري أول أمره ودافعوا عنه، ثم نكثوا بعهدهم في آخره؟
- كانت هناك حالة قطيعة أو شبهة كراهية متبادلة ومنذ وقت مبكر بين بعض قادة الجيش وقادة الد.عم الس.ريع، كيف تصرف قادة الجيش مع هذا الفتيل الذي كان قابلاً للاشتعال حينها؟ وهل لذلك صلة أو علاقة باشتعال الحرب؟
- ⁠ حين قدم رئيس الوزراء الانتقالي مبادرة الطريق إلى الأمام في منتصف العام 2021، لماذا امتنع القادة العسكريين عن دعمها رغم أنها كانت مبادرة- أهم أهدافها- من أجل نزع فتيل الصراع بينهم وبين الد.عم الس.ريع؟ وهل لرفضهم علاقة بغضب حميدتي من مشروع المبادرة التي تحدثت عن مستقبل الد.عم الس.ريع ورفضه لها على هذا الأساس؟
- ⁠ رغم الصراع الذي ظهرت بوادره منذ وقت باكر ذهب قادة الجيش نحو الانقلاب بالشراكة مع قادة الد.عم الس.ريع وتحالف الكتلة الديمقراطية. كيف كان الانقلاب نقطة تلاقي بين قادة الجيش وقادة الد.عم الس.ريع رغم اختلافهم وتزعزع الثقة بينهم والذي كان مشهوداً خلال الشهور التي سبقت الانقلاب؟ ما هي المغريات التي دفعت بهم للانقلاب- خلاف إزاحة المدنيين- وهل كانت هناك أيادٍ خارجية أو أي دواعٍ أخرى جعلتهم يختلفون في كل شيئ ويتفقون فقط على تنفيذ الانقلاب؟
- ⁠ اختلف قادة الجيش وقادة الد.عم الس.ريع على أشياء كثيرة حتى وصلوا للحرب، لكنهم وحتى يوم الناس هذا لم يخرجوا ببيان ومعلومات واضحة حول فض الاعتصام، دورهم فيه، دور الد.عم الس.ريع، فلول النظام البائد، أخرى؟
- ⁠ ما هي الإجراءات التي اتخذها قادة الجيش ضد من أعطوا الأوامر بإغلاق بوابات القيادة العامة في الخرطوم عندما لجأ إليها الفارون من قتلة المعتصمين؟! هل كانت هذه أوامر عليا، وممن، ولماذا صمت ويصمت الآخرون؟
في الفيديو المرفق جزء من المؤتمر الصحفي الذي تلى فض الاعتصام حيث كان كباشي يقدم إفادات عن ما جرى، ثم جاءته ورقة مطوية من العطا. أترك هذه الملاحظة العابرة هنا لفطنة القارئ!
#السودان_ماقد_كان_وسوف_يكون
#تفكيك_النص
#ذكرى_فض_اعتصام_القيادة

/  

مقالات مشابهة

  • المتحدث باسم الحكومة السودانية يرسل أخطر تحذير لمناصري الدعم السريع.. الجيش في طريقه إليكم والعاقل من اتعظ بغيره 
  • بعد تحرير الخرطوم.. مصر تدعم المؤسسات الوطنية السودانية لاستعادة الاستقرار
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • الجيش السوداني ومفترق الطرق
  • سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة تلتقي السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام
  • حملة دولية لمنع تهريب وبيع الآثار السودانية
  • سفارة السودان بالقاهرة تنوه إلى خطورة انتشار الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة باستبدال العملة السودانية
  • نائب الرئيس الأمريكي: جرينلاند ستكون أكثر أمنا تحت حكم الولايات المتحدة وليس الدنمارك
  • الرئيس الأمريكي: الولايات المتحدة تريد جرينلاند من أجل الأمن الدولي
  • اعلان تطهير عاصمة السودان بالكامل من فلول المليشيات التي هربت بشكل مخزي