موقع النيلين:
2024-11-23@10:08:56 GMT

رشان اوشي: لن نطيع الامريكان !

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

بعد حرب ١٥/ابريل الفجائية ، التي ربحتها القوات المسلحة السودانية حتى قبل أن تخوضها، وظلَّت قلعة عسكرية أسطورية ، وذلك عندما خرجت جموع السودانيين في تظاهرات “الكرامة” التي رفضت محاولات تدمير الجيش الوطني تحت شعار ” إعادة الهيكلة”، انكشف للسودانيين كل شيء، فالولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول ابعاد شبح “روسيا” عن سواحل البحر الاحمر الأفريقية، بإمكانها اكل أصنام العجوة التي صنعتها ، فمصالحها اهم من شعارات “الديمقراطية” و” حقوق الإنسان”.

ولكن الولايات المتحدة لم تعرف رغم ادعاءها الإلمام بكل شئ في العالم ، ان السودان بلد الابطال وان قوات الشعب المسلحة علامة فارقة في العقل الوطني ، وان رمزية “قائد الجيش” تزيد الصورة بطولة.

ظنوا أن “البرهان” الرجل الهادئ قليل الكلام ضعيفاً ويمكن ترويضه، وأخيراً اكتشفوا أنه “ثعلب مكير” ، ظل يلف ويدور حتى كشف “الامريكان” عن وجههم الحقيقي تجاه السودان وشعبه .
ظنت الولايات المتحدة وراء أسوارها الوهمية والحقيقية، أن بإمكانها تركيع الدولة السودانية عبر المليشيات التي تقاتل بأموال “اغبياء” الخليج العربي ، وأنه بعد هزيمة جيش السودان سيكون بإمكان “اسرائيل” أن تزرع الخضرة في شرق السودان ، وتطور ترسانتها العسكرية من معادن السودان ، وتتحكم الولايات المتحدة في كل افريقيا ، وبعد سقوط “السودان” في براثن الفخ الامريكي-الاسرائيلي عبر الواجهة “الإماراتية” ستطبخ “مصر” على نار هادئة .

ولكن اصطدمت المطامع الامريكية-الاسرائيلية بصخرة الجيش السوداني ، الذي وضع جنوده وضباطه امام أعينهم وهم يقاتلون، صورة سجن “ابوغريب” وأقبية الموت حتى من دون إفادة غياب، وبالتالي سقوط “العراق” ، لذلك دافعوا عن أرضهم باستماتة ومازالوا .

أمام عناد جنرالات الجيش السوداني ، رغم الحصار ، وشح الموارد، وضعف الإمكانيات ، تساقطت الأقنعة الغربية بصورة وقحة مثل ورق التواليت ، من يقرأ لقاء “جدة ” الاخير ، يجد أن الدولة السودانية اقتصت لكل الشعوب التي قهرتها سياسات الولايات المتحدة الاستعمارية ، وضربت عرض الحائط بكل الوعيد ، ولم ترضخ ل”التعليمات” الأمريكية بالتوجه إلى جنيف ، وتوقيع “عقد اذعان” للمليشيات.

تفاجأ الصلف الأمريكي أثناء مداولات “جدة” بشروط سودانية غير قابلة للنقاش مقابل الدخول في أي خطوات تفاوضية مع المليشيات ، واهمها:
أولاً: إخلاء الأعيان المدنية ومنازل المواطنين ، وتجميع المليشيات بمعسكرات بعينها داخل العاصمة الخرطوم.

ثانياً:تقييم خسائر الشعب المتمثلة في أمواله المنهوبة ، منشآت البنى التحتية التي دمرتها المليشيات ، تقدمة لسداد قيمة التعويضات .

ثالثاً: اتفاق السلام لن يحوي اي دور سياسي لقادة المليشيات في مستقبل السودان.
المبعوث الأمريكي ارغى وازبد، وأطلق تهديدات بالعقوبات والحصار على قادة الجيش ، ولكن صدم برد فعل أعضاء الوفد ، وقالوا له:” اعلى مافي خيلك اركبه ، السودان ليس ولاية أمريكية حتى ننفذ تعليماتك”، وغادروا عائدين إلى بلادهم .

لقاء “جدة” كشف أن الطرف الأميركي منحاز للمليشيات ، وان أحزاب “تقدم” التي كانت تنتظر بفارغ الصبر رضوخ الحكومة السودانية للضغط الأمريكي بالذهاب إلى جنيف ، تريد تسخير هذا الضغط لمشروعها ، رؤيتها وخططها ، كما هو الحال مع “حميدتي” ، الذي يريد تسخير الضغط الأمريكي لصالح خلاصه من ورطته الكبيرة.

أما بالنسبة للشعب السوداني الذي يناصر جيشه فهناك لحظة، كاشفة، آتية قريباً، ستجبر التخشب الأمريكي على الليونة، فالحياة اختيارات بين الأبيض والأسود، ، و ثمن الدمار والخراب والضحايا في السودان ، فادحٌ ومهول، وثمن الغضب السوداني مكلفٌ وثقيل على المصالح الأمريكية في السودان .

تلك هي الصورة اليوم، والمهم أن السيادة السودانية ، تتحكم في إيقاع اللحظة.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

العلاقات الروسية وخارطة الطريق السودانية

الفيتو الروسي اليوم (18 نوفمبر 2024م) أبطل مشروع قرار الدول الغربية الذي قدمته بريطانيا لمجلس الأمن، والرامي لشرعنة التدخل الإنساني في السودان، وحظر الجيش وكافة عملياته، بالتوقف القسري لجميع العمليات ضد الميليشيا وشرعنة النهب والاغتصاب وقتل المدنيين، مما يعني عمليا تقسيم السودان بين مناطق سيطرة الميليشيا وتلك التي يتواجد فيها الجيش. وهذا يعني انفصال دارفور فعلياً، وخلق كانتونات في الجزيرة وولاية الخرطوم وغيرها، وإصدار شهادة ملكية للميليشيا وشرعنتها بالقانون الدولي والفصل السابع.

نفس القرار طبق من قبل على عراق صدام حسين في التسعينيات، فأدى لإنفصال إقليم كردستان من الناحية العملية، ومثيله القرار ضد ليبيا القذافي عام 2011م فأفضى إلى تشكيل حكومتين في بنغازي وطرابلس لا تزالان تختصمان حتى اليوم.

الذي يحمد للإتحاد الروسي مصداقيته في الوقوف مع سيادة السودان بالعمل وليس بمجرد العبارات المنمقة، كما فعل مع سوريا من قبل. فأوقف مسلسل العبث الطاغي والمتطاول على سيادة السودان، وتسييره مغلولا ومعصوب العينين من قبل دول الاستعمار الجديد المعروفة، لإمضاء مخططاتها المتماهية مع أعدائه المعلنين.

هذا موقف مشرف من الإتحاد الروسي يستحق التقدير ورد التحية بأحسن منها، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

بيد أنه تبين الآن أن تطاول عمليات حسم هذا التمرد المدعوم بأجندة الخارج تعيق التقدم دبلوماسيا، وتكبل السياسة الخارجية. وظل هذا شأن السودان مع هذه الدول منذ الاستقلال، وعلى كافة الحكومات، الإنقلابية والعسكرية، بالتآمر المستمر، وتبادل الأدوار في كل مرحلة حسب مقتضياتها. وينشط التآمر الخارجي بنصب الحبائل في أجواء المعاناة المكفهرة التي تصنعها بيادقه من جيوش العملاء المتماهين مع المرتزقة حملة السلاح، ومن خانوا قسم الولاء للوطن فخانوه، ورفعوا السلاح المعد للعدى في صدور زملائهم رفقاء العقيدة الوطن.

ولذا فيتعين على الحكومة القائمة التعامل مع الوضع الراهن بالجدية والحسم المطلوبين. فأول مطلوب عملي هو تسريع عمليات تطهير البلاد من جيوب التمرد الآفل في كل مسارح العمليات، وبدءا بولاية الجزيرة، قلب السودان النازف، وتسريع عمليات تطهير بقايا التمرد في أطراف الخرطوم لإعلانها ولاية خالية من التمرد، والشروع في إنفاذ برامج إعادة البناء والإعمار.

ففي كل يوم تتأخر فيه القوات المسلحة المدعومة، أكثر من أي وقت مضى، بالمستنفرين والمقاومين، وكل شعب السودان، عن الحزم الموعود، فإن ذلك المدى الزمني يفتح فصولا جديدة من التآمر والتربص ونصب الحبائل. فقد أعلم بمثيل هذا التربص المولى تعالى رسوله، وهو في ساحة الجهاد مع المسلمين السابقين الأولين بقوله:-
“ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا” ثم أوصاهم بعدم التهاون والتردد في الحسم مهما كانت التضحيات:
“ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” موصياً ومحرضاً لهم بالثبات على المبدأ وتحديد الوجهة والتوكل الحازم.

أما على مستوى العلاقات الخارجية الثنائية، فقد تبين الآن للجميع، وبوضوح ساطع، من يقف مع السودان، ومن يدبر له المكائد.

وبالتالي فيتعين أن تعتمد مقاصد وتوجهات السياسة الخارجية هذه البوصلة التي لا تكذب.

فيتعين إبرام اتفاقيات دفاع مشترك واتفاقيات اقتصادية وتجارية، واتفاقيات التبادل النقدي مع دول صديقة وموثوقة كالإتحاد الروسي والصين وكافة الدول الصديقة، التي أكدت بالقول والفعل احترمها لسيادة السودان ووحدة ترابه واستقلال قرار شعبه السياسي، بدلا من الخضوع المتقاعس لأجندة الخارج التركيعية، وتوعداته التثبيطية، التي لن تقود إلا لمزيد من التشظي والفرقة، وبذر الشقاق والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد، والسعي لتموضع العملاء والوسطاء لإذكاء المزيد من الفتن واستطالة أمد الحرب.

بالأمس اجتمع المستشار الألماني أولاف شولتز مع الرئيس بوتين، وقد خلص المراقبون إلى أن الهدف من اللقاء المفاجئ، الذي أذهل العديد منهم، يصب في خدمة السياسة المعلنة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي قرر إنهاء الحرب في أوكرانيا، كما أن ألمانيا نفسها ظلت تعاني من التدهور الاقتصادي بسبب قطع إمدادات الغاز والنفط الروسي عنها منذ عام 2022م ، فأدى ذلك لإغلاق عدد من مصانع السيارات مثل شركة فلكسواجن، وتجميد استثمارات أجنبية لصناعة الموصلات الإلكترونية تقدر ب 30 مليار دولار، وتزايد نسب العطالة والتذمر واستقالة وزير المالية والاقتصاد وتصدع الائتلاف الحاكم، فضلا عن أن نسبة النمو الاقتصادي خلال العام الجاري تناقصت إلى 0.2% وعلما بأن الاقتصاد الألماني يؤثر على كل دول الإتحاد الأوربي وضَعفه يعاني معاناتها. وبالتالي فلم يعد لأوروبا من مناص سوى التوصل لحل لمشكلة أوكرانيا نزولا على مبدأ الرئيس ترمب.
وبالتالي فإن الرهان الأوربي للوقوف مع أوكرانيا ضد روسيا وهزيمتها بدون أمريكا أصبحت معالمه واضحة للجميع.

بالأمس أعلنت حكومة الانقلاب في القابون التي يترأسها الجنرال بريس انقويما نتيجة الاستفتاء العام على الدستور الجديد، والذي حصل على تأييد أكثر من 91% من المواطنين، وجاء ذلك بموافقة ورعاية فرنسا ماكرون للانقلاب العسكري الذي جرى في أغسطس 2023م ضد حكومة الرئيس المنتخب علي بونقو في ديسمبر 2022م. وفي السودان نحتاج لتجربة أفضل لأن مرور خمس سنوات دون حكومة منتخبة يضحي أمرا مقلقاً.

عموما على الرئيس البرهان العمل والتصرف كرئيس حكومة أمر واقع، ودولة ذات سيادة، فعليه الشروع في تشكيل حكومة المهام الانتقالية من الخبراء والتكنوقراط، وإعلان برنامج إعادة الإعمار، وإصدار خارطة طريق للانتخابات لاستعادة المشروعية المسنودة بسيادة الشعب وسلطة حكم القانون. فالعالم لا يحترم من يتقاعس وينتزع موقعه المستحق بين الدول، ولا يحتفي بالمترددين المرتكسين المنتظرين لإشارات الآخرين. فالمياه الراكدة يفسدها طول الركود فتفسد ما حولها. والله يخاطب الرسول القائد تعليما للمسلمين في مثل هذه المواقع: ” فإذا عزمت فتوكل على الله”..

دكتور حسن عيسى الطالب
المحقق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فتح الحوار حول كيفية إعادة بناء الدولة السودانية
  • شاهد بالفيديو.. الكابتن التاريخي لنادي الزمالك يتغزل في المنتخب السوداني بعد تأهله للنهائيات: (السودان التي كتب فيها شوقي وتغنت لها الست أم كلثوم في القلب دائماً وسعادتنا كبيرة بتأهله)
  • تبرير المليشيات- منكر في ذهنية المثقف وسقوط أمام الحاضر
  • مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع
  • العلاقات الروسية وخارطة الطريق السودانية
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • مناوي: ملتقى حكام الأقاليم وولاة الولايات.. دفع الرواتب للموظفين، وسبل تنظيم امتحان الشهادة السودانية
  • توم بيرييلو: تأهل المنتخب السوداني لأمم إفريقيا مثال آخر على الروح السودانية التي لا تقهر في مواجهة الشدائد
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • السودان ما بين استبدال القوى السياسية أو استبدال الأمة السودانية