رشان اوشي: لن نطيع الامريكان !
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
بعد حرب ١٥/ابريل الفجائية ، التي ربحتها القوات المسلحة السودانية حتى قبل أن تخوضها، وظلَّت قلعة عسكرية أسطورية ، وذلك عندما خرجت جموع السودانيين في تظاهرات “الكرامة” التي رفضت محاولات تدمير الجيش الوطني تحت شعار ” إعادة الهيكلة”، انكشف للسودانيين كل شيء، فالولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول ابعاد شبح “روسيا” عن سواحل البحر الاحمر الأفريقية، بإمكانها اكل أصنام العجوة التي صنعتها ، فمصالحها اهم من شعارات “الديمقراطية” و” حقوق الإنسان”.
ولكن الولايات المتحدة لم تعرف رغم ادعاءها الإلمام بكل شئ في العالم ، ان السودان بلد الابطال وان قوات الشعب المسلحة علامة فارقة في العقل الوطني ، وان رمزية “قائد الجيش” تزيد الصورة بطولة.
ظنوا أن “البرهان” الرجل الهادئ قليل الكلام ضعيفاً ويمكن ترويضه، وأخيراً اكتشفوا أنه “ثعلب مكير” ، ظل يلف ويدور حتى كشف “الامريكان” عن وجههم الحقيقي تجاه السودان وشعبه .
ظنت الولايات المتحدة وراء أسوارها الوهمية والحقيقية، أن بإمكانها تركيع الدولة السودانية عبر المليشيات التي تقاتل بأموال “اغبياء” الخليج العربي ، وأنه بعد هزيمة جيش السودان سيكون بإمكان “اسرائيل” أن تزرع الخضرة في شرق السودان ، وتطور ترسانتها العسكرية من معادن السودان ، وتتحكم الولايات المتحدة في كل افريقيا ، وبعد سقوط “السودان” في براثن الفخ الامريكي-الاسرائيلي عبر الواجهة “الإماراتية” ستطبخ “مصر” على نار هادئة .
ولكن اصطدمت المطامع الامريكية-الاسرائيلية بصخرة الجيش السوداني ، الذي وضع جنوده وضباطه امام أعينهم وهم يقاتلون، صورة سجن “ابوغريب” وأقبية الموت حتى من دون إفادة غياب، وبالتالي سقوط “العراق” ، لذلك دافعوا عن أرضهم باستماتة ومازالوا .
أمام عناد جنرالات الجيش السوداني ، رغم الحصار ، وشح الموارد، وضعف الإمكانيات ، تساقطت الأقنعة الغربية بصورة وقحة مثل ورق التواليت ، من يقرأ لقاء “جدة ” الاخير ، يجد أن الدولة السودانية اقتصت لكل الشعوب التي قهرتها سياسات الولايات المتحدة الاستعمارية ، وضربت عرض الحائط بكل الوعيد ، ولم ترضخ ل”التعليمات” الأمريكية بالتوجه إلى جنيف ، وتوقيع “عقد اذعان” للمليشيات.
تفاجأ الصلف الأمريكي أثناء مداولات “جدة” بشروط سودانية غير قابلة للنقاش مقابل الدخول في أي خطوات تفاوضية مع المليشيات ، واهمها:
أولاً: إخلاء الأعيان المدنية ومنازل المواطنين ، وتجميع المليشيات بمعسكرات بعينها داخل العاصمة الخرطوم.
ثانياً:تقييم خسائر الشعب المتمثلة في أمواله المنهوبة ، منشآت البنى التحتية التي دمرتها المليشيات ، تقدمة لسداد قيمة التعويضات .
ثالثاً: اتفاق السلام لن يحوي اي دور سياسي لقادة المليشيات في مستقبل السودان.
المبعوث الأمريكي ارغى وازبد، وأطلق تهديدات بالعقوبات والحصار على قادة الجيش ، ولكن صدم برد فعل أعضاء الوفد ، وقالوا له:” اعلى مافي خيلك اركبه ، السودان ليس ولاية أمريكية حتى ننفذ تعليماتك”، وغادروا عائدين إلى بلادهم .
لقاء “جدة” كشف أن الطرف الأميركي منحاز للمليشيات ، وان أحزاب “تقدم” التي كانت تنتظر بفارغ الصبر رضوخ الحكومة السودانية للضغط الأمريكي بالذهاب إلى جنيف ، تريد تسخير هذا الضغط لمشروعها ، رؤيتها وخططها ، كما هو الحال مع “حميدتي” ، الذي يريد تسخير الضغط الأمريكي لصالح خلاصه من ورطته الكبيرة.
أما بالنسبة للشعب السوداني الذي يناصر جيشه فهناك لحظة، كاشفة، آتية قريباً، ستجبر التخشب الأمريكي على الليونة، فالحياة اختيارات بين الأبيض والأسود، ، و ثمن الدمار والخراب والضحايا في السودان ، فادحٌ ومهول، وثمن الغضب السوداني مكلفٌ وثقيل على المصالح الأمريكية في السودان .
تلك هي الصورة اليوم، والمهم أن السيادة السودانية ، تتحكم في إيقاع اللحظة.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
“بيعت في مناطق حدودية وجنوب السودان”.. اتهامات لسلطات جوبا بإهمال مناشدات ضبط الآثار السودانية المسروقة
شف مسؤولون ومصادر حكومية سودانية عن متابعة وملاحقة الآثار السودانية المسروقة من عدد من المتاحف، خاصة تلك التي مرت عبر جنوب السودان أو عبر الحدود، ولم يتسن بعد تحديد حجم أو قيمة المسروقات بسبب صعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف القومي بالخرطوم والمتاحف الأخرى في أنحاء
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
اعداد وتحرير: سودان تربيون
الخرطوم :20 يناير 2025 - كشف مسؤولون ومصادر حكومية سودانية عن متابعة وملاحقة الآثار السودانية المسروقة من عدد من المتاحف، خاصة تلك التي مرت عبر جنوب السودان أو عبر الحدود.
ولم يتسن بعد تحديد حجم أو قيمة المسروقات بسبب صعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف القومي بالخرطوم والمتاحف الأخرى في أنحاء مختلفة من البلاد، والتي تقع جميعها في مناطق اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وخسر السودان تاريخاً كاملاً، معززا بآثاره الثقافية، بعد سرقة مخزن رئيسي لآثاره في المتحف القومي بالخرطوم. وتعرض المتحف للنهب، ولم يتم التأكد بعد من حجم الآثار المسروقة، حيث لم يتمكن المسؤولون من الوصول إليها.
آثار ضائعة
وأكدت مديرة المتاحف بالهيئة القومية للآثار السودانية ورئيسة لجنة استرداد الآثار السودانية الدكتورة إخلاص عبد اللطيف، في حديث لـ«سودان تربيون» أن المتحف القومي بالسودان تعرض لعملية نهب كبيرة من قبل قوات الدعم السريع.
وتم افتتاح المتحف القومي عام 1971، وهو يقع في العاصمة ويطل مدخله على ضفة النيل الأزرق، ويضم مقتنيات وقطعا تؤرّخ لجميع فترات الحضارة السودانية بدءا من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية مرورا بالآثار النوبية والمسيحية.
وفي ذات السياق أكدت إخلاص، أن الآثار الموجودة في المتحف تم نقلها بشاحنات كبيرة عبر أم درمان إلى غرب السودان ومن هناك إلى الحدود خاصة إلى دولة جنوب السودان.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر خاصة في جوبا لـ«سودان تربيون» قيام مجموعة من تجار الآثار من بعض الدول الأوروبية والأفريقية بشراء هذه الآثار ونقلها خارج البلاد.
وفي مقابل ذلك، اتهم مسؤول حكومي في حديث لـ«سودان تربيون» السلطات في جوبا بإهمال التواصل مع السودان بشأن آثاره المسروقة وتورط مسؤولين جنوبيين في تهريب آثار سودانية مسروقة إلى الخارج بعد بيعها بجوبا.
وأوضح المسؤول أن السودان خاطب دولة جنوب السودان رسمياً لتعقب هذه الآثار ومنع نقلها وبيعها وخروجها ومصادرتها، إلا أن السلطات في جوبا لم تستجب له.
وقال إن السلطات في جوبا لم تهتم بالأمر، مؤكدا أن هناك آثاراً تم بيعها بتسهيلات من مسؤولين في حكومة جوبا- لكنه لم يقدم أدلة على ذلك خلال حديثه-.
في هذه الأثناء أكدت مديرة المتاحف بالهيئة القومية للآثار السودانية الدكتورة إخلاص عبد اللطيف، تعرض متاحف أخرى للنهب والتدمير، مؤكدة أن متحف نيالا بدارفور تعرض لنهب كل ممتلكاته ومقتنياته بالإضافة إلى الأثاث وخزائن العرض.
كما تعرض متحف الخليفة عبد الله التعايشي بأم درمان للسرقة وتدمير أجزاء من المبنى وفقا لحديث إخلاص.
وأوضحت في الوقت نفسه، أنّ المجاميع المتحفية ترجع إلى جميع العصور التاريخية القديمة منذ العصر الحجري وحضارة كرمة ونبتا ومروي وما قبل المسيحية والمسيحية والإسلامية، حيث أن مخازن متحف السودان القومي تُعتبر المستودع الرئيس لكل آثار السودان.
ويعدّ متحف السودان القومي، أكبر المتاحف في البلاد، ويحتضن تطور الحياة السودانية وحضارتها منذ الفترة النوبية بآثارها والمسيحية والعصور الحجرية حتى الفترة الاسلامية.
مطاردة بالانتربول
وأكد المسؤول الحكومي أن السلطات السودانية، عبر أجهزة الأمن والمخابرات، رصدت آثاراً سودانية معروضة في مدينة جوبا، خاصة مجموعة نادرة من الكنوز (القطع الأثرية) في أحد الفنادق.
وتحدث عن عرض مجموعة من القطع الخاصة بالعصر الحجري ومعها قطع أخرى تخص الحضارة النوبية، وكشف أن عمليات المتابعة تجري حاليا مع الإنتربول لتعقب هذه القطع وغيرها بالتنسيق مع اليونسكو، وأن كل الآثار تُعتبر سُرّقت رغم عدم التأكد من ذلك.
وقال المسؤول، "إن رصد وتتبع كل الآثار الموجودة في المتحف يعزز فرص حمايتها، ولا يوجد يقين بأنها كلها مسروقة، لكن لضمان حمايتها فضلت السلطات الإبلاغ عن سرقة محتويات المتحف بالكامل".
وذكر أن الآثار المتتعبة حاليًا تشمل منحوتات وتماثيل وأسلحة وآنيات أثرية ذات قيمة تاريخية ومادية عالية جداً.
وتعرضت آلاف القطع الآثرية السودانية للسرقة خلال الحرب من المتحف القومي، وعرضت قطع منها على موقع (إي باي) مقابل 200 دولار وكانت عبارة عن 3 تماثيل على قاعدة واحدة تضم رجل وامرأة وطفل لكن الموقع قام لاحقاً بحذف تلك المعروضات.
وفي نوفمبر الماضي، ألقت المباحث الجنائية في ولاية نهر النيل شمال السودان، القبض على مجموعة مكونة من عشرة أشخاص أجانب كانوا في طريقهم لتهريب قطع أثرية نادرة مسروقة من متحف السودان القومي.
وأعلنت المباحث حينها عن ضبط قطع أثرية أخرى مسروقة من متحف نيالا بجنوب دارفور، حيث تم إخفاء القطع الأثرية لفترة في أحد المصانع بمدينة عطبرة، وبعضها تم إخفاءه في أحد المنازل.
وشملت الآثار المضبوطة تمثالين أثريين نادرين مزخرفين بنقوش قديمة، 7 أباريق نحاسية تاريخية، بالإضافة إلى خنجر ومدق أثريين يعودان لعهود قديمة.
وقبل فترة قصيرة تعرضت المعالم التاريخية في متحف وقصر السلطان علي دينار بالفاشر للقصف من قبل قوات الدعم السريع ما أدى إلى حرق أجزاء كبيرة من القصر وتدمير محتويات القصر وأثاثه.
وقالت مصادر في المدينة لـ«سودان تربيون»، إن المتحف تعرض لأضرار بالغة، حيث أتت النيران على متعلقات السلطان الشخصية، بالإضافة إلى تدمير واسع للمبنى.
ودعت اليونسكو في بيان قبل شهرين، الجمهور والأفراد العاملين في تجارة السلع الثقافية في المنطقة وفي كل أنحاء العالم إلى الامتناع عن حيازة ممتلكات ثقافية من السودان أو المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقلها.
وأكدت أن مجموعات رئيسية عديدة أخرى تشهد على تاريخ السودان الغني، أُبلغ عن سرقتها من متحف بيت الخليفة ومتحف نيالا.
ومع ذلك، أبدى خبراء في الآثار مخاوفهم من تعرض التماثيل الكبيرة بالمتحف القومي للتدمير بسبب المواجهات العسكرية المحتدمة بين الجانبين بالقرب منه.
كما يخاف الخبراء من العبث وتدمير النصب التذكارية والتماثيل الكبيرة للدمار بسبب محاولة تحريكها ونقلها أو إقتطاعها لتسويقها، فيما تؤكد اليونسكو تعرض 10 متاحف ومراكز ثقافية للنهب والسرقة والتخريب في السودان منذ ظهور الحرب.
ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
#SilenceKills #الصمت_يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع_في_السودان_لا_يحتمل_التأجيل #StandWithSudan #ساندوا_السودان #SudanMediaForum