ظهرت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي على نحو مفاجئ في افتتاح المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي مساء أمس الاثنين، حيث تعهدت بهزيمة منافسها الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد وقت قصير من اختراق متظاهرين الحاجز الأمني في محيط موقع المؤتمر احتجاجا على الدعم الأميركي لإسرائيل في حرب غزة.

وتابعت هاريس التي سيرشّحها الحزب رسمياً لمنافسة ترامب في كلمة مقتضبة أثارت هتافات من الحشد "دعونا نقاتل من أجل المُثُل العزيزة علينا، ودعونا لا ننسى أبداً: عندما نقاتل، ننتصر!"، وامتدحت الرئيس جو بايدن، وقالت "نحن ممتنون له إلى الأبد".

وأكدت "أريد أن أبدأ بالاحتفاء برئيسنا الرائع جو بايدن. جو، شكرا لك على قيادتك التاريخية وعلى خدمتك أمتنا مدى الحياة".

                                          بايدن قال في تصريح لصحفيين "أنا جاهز لتسليم الشعلة" (الفرنسية)  كلمة بايدن

وسيلقي بايدن كلمة أساسية أمام هذا المؤتمر في وقت لاحق اليوم  يختتم به مسيرته السياسية، قبل أن ينسحب مفسحا المجال لتسمية هاريس مرشحة للحزب للانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.

وخلال تجربة تقنية مقتضبة على المنصة في شيكاغو قال بايدن في تصريح لصحفيين "أنا جاهز لتسليم الشعلة".

وبعد أقل من شهر على انسحابه المفاجئ من السباق وصعود هاريس اللافت، يخص الديمقراطيون الرئيس بتكريم يليق بسنواته المديدة في السياسة، يشارك فيه المسؤولون أنفسهم الذين ساهموا في دفعه إلى الخروج بسبب مخاوفهم بشأن وضعه الصحي وسنه.

ومن المتوقع أن يؤكد بايدن البالغ 81 عاما، أن هاريس، أول امرأة سوداء ذات أصول من جنوب آسيا تتولى منصب نائبة الرئيس، هي أفضل من يمكنه إنجاز المهمة التي باشرها في ولايته الوحيدة بهدف حماية الديمقراطية الأميركية من تهديد ترامب.

وستعتلي السيدة الأولى جيل بايدن (73 عاما) المنصة في شيكاغو قبل زوجها الذي ستقدّمه ابنته آشلي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن بايدن "يتطلع للتحدث عن النجاحات التاريخية التي حققها لبلدنا مع نائبة الرئيس".

ورغم التكريم، فإن الانسحاب سيكون له حتما طعم مرير للرئيس الذي شاهد صعود هاريس بوجه ترامب إلى أن تخطته حتى في بعض استطلاعات الرأي، وموجة الحماسة التي عمت الديمقراطيين، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه خلال فترة ترشحه.

وستكون كلمة الرئيس مقدمة لهاريس التي تلقي الثلاثاء خطاب قبول ترشيحها، وهو ما كان الرئيس يستعد للقيام به شخصيا قبل بضعة أسابيع فحسب.

ولن يبقى بايدن لحضور خطاب نائبته، بل سيعود مباشرة بعد كلمته ليبدأ عطلة تستمر 6 أيام في كاليفورنيا، في حين يتواصل المؤتمر من دونه.

وقد أشار أحدث استطلاعات الرأي الذي يعده موقع "ريل كلير بوليتكس" إلى أن هاريس تحظى بدعم 48.1% من الناخبين مقابل 46.7% لترامب، أي أنها تتقدم عليه بفارق 1.4%.

                            آلاف المحتجين المؤيدين للفلسطينيين تظاهروا في شيكاغو تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة (رويترز) احتجاجات مناهضة لبايدن

وكان آلاف المحتجين المؤيدين للفلسطينيين تظاهروا في شيكاغو اليوم الاثنين مع وصول بايدن لحضور افتتاح المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وذلك احتجاجا على دعم إدارته لإسرائيل في حرب غزة.

وأفادت وكالة رويترز بأن متظاهرين اخترقوا الحاجز الأمني في محيط موقع المؤتمر، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع للتنديد بموقف الإدارة الأميركية الداعم لإسرائيل في حربها على غزة، مما دفع قوات الأمن للإسراع إلى الموقع والتدخل.

وقال متحدث باسم مدينة شيكاغو إن "أفراد وكالات إنفاذ القانون موجودون حاليا في مكان الحادث وسنقدم المزيد من المعلومات عند توفرها".

وأثناء تقدم حشود المتظاهرين، قام العشرات الذين انفصلوا عنها بتحطيم أجزاء من السياج الأمني. وسحب بعض المتظاهرين، الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء ويغطون وجوههم، قطعا من السياج إلى متنزه قريب من موقع المؤتمر في مركز يونايتد في شيكاغو.

وردد أفراد من الحشد هتافات "أنهوا الاحتلال الآن" ثم "العالم كله يشاهد"، تماما كما فعل المتظاهرون ضد حرب فيتنام خلال مؤتمر شيكاغو عام 1968 عندما اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين على الهواء مباشرة. وارتدى الضباط أقنعة الغاز بينما حاول بعض المتظاهرين إسقاط سياج آخر أقيم أمام الشرطة.

وردد المتظاهرون هتافات "بايدن، لا يمكنك الاختباء. نحن نتهمك بالإبادة الجماعية"، وسط قرع الطبول. كما أطلقوا عليه اسم "جو الإبادة الجماعية" وأطلقوا شعارات مماثلة ضد هاريس.

وقال المتظاهرون إن خططهم لم تتغير منذ خروج بايدن من السباق وتجمع الحزب سريعا خلف هاريس، التي ستقبل رسميا ترشيح الحزب الديمقراطي هذا الأسبوع. وقال النشطاء إنهم مستعدون لتضخيم رسالتهم التقدمية أمام قادة الحزب الديمقراطي.

وقال حاتم أبو دية، المتحدث باسم ائتلاف "مسيرة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي"، الذي يضم أكثر من 200 مجموعة: "علينا أن نقوم بدورنا في قلب الوحش لوقف الإبادة الجماعية، وإنهاء المساعدات الأميركية لإسرائيل ودعم الشعب الفلسطيني".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المؤتمر الوطنی للحزب الدیمقراطی فی شیکاغو

إقرأ أيضاً:

ترامب يهاجم بايدن وأوباما بعد كارثة الطائرة المنكوبة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أنّ المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة ركاب في سماء العاصمة واشنطن، ليل الأربعاء، كانت تحلق في مسار "سيئ بشكل يفوق التصوّر".

وأشار إلى أنّ المراقب الجوي في برج المراقبة قد نبه في اللحظة الأخيرة قائلاً "هل ترون.. هل ترونه؟"، ولكن لم يكن لديه وقت كافٍ للتحذير بشكل كامل قبل وقوع الحادث.
وفي مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، اتهم ترامب سلفيه الديمقراطيين باراك أوباما وجو بايدن بخفض معايير السلامة الجوية في البلاد، مشيرًا إلى أنّ هذه السياسات تسببت في "تدني معايير السلامة".

تحقيق فوري واستبعاد "العمل الإرهابي" في حادث تحطم الطائرتين بواشنطن - موقع 24أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إطلاق البنتاغون تحقيقات فورية في حادث اصطدام طائرة للركاب بمروحية عسكرية في واشنطن، ليل الأربعاء، فيما استبعد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ارتباط الحادث بعمل إرهابي.

وأوضح ترامب أن سياسات التوظيف، التي ركزت على تعزيز التنوّع في وكالة الطيران الفيدرالية، كانت السبب وراء الحادث، حيث أشار إلى أن "التوظيف وفق مبدأ التنوّع على حساب الكفاءة"، ساهم في تدهور مستوى السلامة الجوية.
و أكد الرئيس الأمريكي أنّه لا يوجد أي ناجين من الكارثة الجوية، التي أسفرت عن مقتل 67 شخصًا، بما فيهم ركاب الطائرة وطاقم المروحية.
وأوضح قائلًا: "تحوّل العمل الآن إلى مهمة لانتشال الجثث. للأسف".

مقالات مشابهة

  • الجيل الديمقراطي: تصريحات ترامب تعيد المخاوف بشأن تهجير الفلسطينيين إلى نقطة الصفر
  • رئيس الجيل الديمقراطي: تهجير الفلسطينيين تهديد للأمن القومي المصري
  • ترامب يهاجم بايدن وأوباما بعد كارثة الطائرة المنكوبة
  • ترامب يحمّل بايدن واوباما مسؤولية تصادم الطائرتين
  • وفاة شقيقة الرئيسة السابقة للحزب الكردي
  • لا بايدن ولا ترامب، وإنما المقاومة
  • رئيس الجيل الديمقراطي: زيارة الرئيس الكيني للقاهرة جاءت بتوقيت بالغ الأهمية
  • ما الأسرار التي يحاول ترامب كشفها حول اغتيال الرئيس جون كينيدي؟
  • واشنطن تتعهد لتل أبيب بتعطيل إعادة الإعمار وإدخال "الكرفانات" إلى غزة
  • كوريا الجنوبية.. ما السيناريوهات التي قد يواجهها الرئيس يون بعد اتهامه بالتمرد؟