رصد لجاهزية الوزارات والطوارئ أمام سيناريو توسّع الحرب وهذه هي الأولويات
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
كتبت منال شعيا في" النهار": تتواصل الاجتماعات الوزارية في السرايا الحكومية، وقد ارتفعت وتيرتها منذ نحو أسبوعين، إن كان مع جهات محلية معنية أو مع الجهات الدولية المساندة.
والسؤال الأهم: هل من أموال رُصدت لخطة الطوارئ المحتملة؟ فإذا كانت الخطة وضعت على الورق، وتقسمت محاور وفق الوزارات المعنية والإدارات والأجهزة المواكبة، فإن المهم هو تأمين المبالغ اللازمة لأي طارئ ما.
يكشف رئيس "هيئة الطوارئ المدنية" الوزير ناصر ياسين لـ"النهار" أن "الأموال شحيحة، لكن اتصالاتنا مستمرة".
يمضي ياسين يومه بين اجتماع وآخر، ويقسم مهمات هيئة الطوارئ محاور.
يقول: "منذ تشرين الأول إلى الآن ونحن نواصل البحث في الشق المالي لتمويل برنامج استجابة الإغاثة، ونظراً الى أن الأزمة مرّ عليها أكثر من تسعة أشهر، مقابل ارتفاع أعداد النازحين، فإن ما تأمن حتى اللحظة، هو 25 مليون دولار، وهي حاجات لا تغطي ثلث الفترة، أي بين ثلاثة أو أربعة أشهر، من هنا، فنحن لم نغطّ سوى 30 في المئة أو 40 في المئة من حجم الأموال المطلوبة واللازمة، علماً بأن الحاجات زادت، ما يزيد الثقل والعبء".
أمام هذا الواقع، عادت هيئة الطوارئ الى السيناريو الأول الذي وضعته مع بداية المواجهات العسكرية، بعدما كانت قد انتقلت، في فترة ما، الى السيناريو الثاني حين كانت العمليات العسكرية محصورة نسبياً في الجنوب. ومن ضمن الاستعدادات الميدانية العاجلة، أجرت الهيئة محاكاة لخطط دعم النازحين إذا توسّعت الحرب.
يعلق ياسين: "على الصعيد المحلي – الرسمي، كل الوزارات المعنية باتت مجندة، وقد فُتح أخيراً اعتماد لوزارة الصحة بقيمة 10 ملايين دولار، وهي وضعت من جانبها أيضاً خطة طوارئ، تماماً مثل وزارة الأشغال التي باتت أيضاً في جاهزية لأي أضرار قد تلحق الطرق أو الجسور أو المرافق المهمة. كما صُرف اعتماد للدفاع المدني في ما يختص بالآليات، ولمجلس الجنوب في ما يتعلق بالحاجات الأساسية الأولية. كل ذلك يشكل تغطية من خزينة الدولة تحت عنوان الاعتمادات الضرورية".
ولكن، هل هذا كافٍ؟
بالطبع لا. لذلك، تنصبّ الجهود، وفق ياسين، على "المنظمات الدولية، لأن الأموال شحيحة".
يخبر ياسين أنه "إذا تكرر سيناريو حرب تموز، فإن المعادلة تختلف تماماً والاحتياجات أيضاً. فإذا توسعت الحرب نصبح أمام مشهد مختلف، وتقديراتنا أننا نحتاج شهرياً الى مئة مليون دولار، ونحن ليس عندنا إلا القليل منها".
في هذه الحالة، يصبح التصوّر، بحسب خطة الطوارئ، كالآتي: يفندها ياسين: "العنصر الأولي المطلوب يكون تأمين مراكز الإيواء في أكبر قدرة استيعابية ممكنة، لئلا يبقى أحد في الشارع، إضافة الى تجهيز هذه المراكز بالحدّ الأدنى المطلوب من المقومات.
العنصر الثاني: تأمين الغذاء. وهذا ما نواصل البحث فيه مع برنامج الغذاء العالمي لتوفير الحصص الغذائية اللازمة، وبالتالي توسيع الدعم، ولا سيما في اللحظات الأولى.
العنصر الثالث: التعاون مع منظمة "اليونيسف" في كل ما يتعلق بحصص النظافة والمستلزمات الأخرى.
العنصر الرابع: التواصل المستمر والحثيث مع الدول المانحة من أجل تمويل إضافي، لأن ما يقدّم على هذا الصعيد لا يزال في دائرة الحد الأدنى".
وفيما تتواصل الاجتماعات الدورية، فإن الجانب الصحي يبدو أكثر من ملحّ، ولا سيما في زمن الحروب.
تفيد مصادر وزارة الصحة أن "الوزارة ستكون في جاهزية دائمة، والاجتماعات مفتوحة لرفع الجاهزية أيضاً، كما أن جميع نقباء القطاع الصحي، ومنهم طبعاً نقيب مستوردي الأدوية ونقيب مستوردي المستلزمات الطبية يحضرون دوماً لتفعيل التنسيق في حال الطوارئ".
محوران مهمان يعمل عليهما: "تحديد مخزون الأدوية والمستلزمات والمعدات الموجودة، واتخاذ الخطوات اللازمة لتدارك حصول أي نقص في هذا المجال".
أما مالياً، فلا "تزال وزارة الصحة تتابع عن كثب مع وزارة المال من أجل التسريع في دفع مستحقات المستشفيات كي تكون مؤهلة لأي طارئ قد تفرضه المرحلة المقبلة".
ومن الواضح أن الوزارة وضعت آلية تنفيذية لخطة الطوارئ، وقوامها "التنسيق الفوري بين مركز عمليات طوارئ الصحة التابع للوزارة والمستشفيات وأجهزة الإسعاف، من أجل المتابعة الحثيثة للإصابات وتوزيع الجرحى وتأمين علاجهم على نفقة الوزارة".
يبقى شق الاتصالات والانترنت الذي يعيره اللبناني اهتماماً، فأيّ عمل يجري على هذا الخط؟
يؤكد المدير العام لهيئة "أوجيرو" عماد كريدية أن "جزءاً يسيراً من الأموال المقرة للهيئة في الموازنة العامة قد تأمنت، بعدما رفعنا الصوت، فيما المبالغ الأخرى ستتوافر تباعاً".
وإن تم الاحتياط للشق المالي، فماذا عن الشق التقني وكيفية تأمين تواصل لبنان بالعالم في حال الحرب؟
يطمئن كريدية أن "الأولوية ستكون للدولة بأجهزتها وللطاقم الطبّي والإسعاف والدفاع المدني، ونحن في حالة جاهزية لحالة الطوارئ، بحيث نؤمن استمرارية تواصل الدولة وأجهزتها مع بقية العالم".
وإذ يلفت الى أن "التجهيزات اكتملت على هذا الصعيد، وقد قمنا بتجارب ناجحة أيضاً"، يشير الى أنه "بالنسبة الى جميع اللبنانيين وإمكان الإبقاء على الاستفادة من الانترنت، فإن الأولوية، إذا توسعت الحرب، ستكون في تأمين الحماية لهم أولاً وحماية أنفسهم من أي خطر أو من أي سيناريو كارثي. وكما في كل دول العالم، في حالة الحروب الواسعة، ثمة خدمات ستتوقف حكماً".
ويختم: "المهم أن يبقى الأمن والقطاع الصحي شغالاً. وهذا مؤمن".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء يتابع إجراءات تأمين التغذية الكهربائية خلال فصل الصيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اجتمع الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بمسئولي القطاعات ومديري الإدارات والقائمين على تشغيل الشبكة الكهربائية.
جاء ذلك بحضور المهندسة صباح مشالى نائب الوزير، والمهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، ومحمد دعبيس مساعد الوزير، والمهندسة منى رزق رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء وذلك للوقوف على الواقع الفعلي للشبكة ومراجعة الإجراءات الخاصة بتأمين التغذية الكهربائية خلال فصل الصيف واستعدادات الشركات والانتهاء من تنفيذ برامج الصيانة، والخطة الزمنية لإضافة القدرات الجديدة خلال الشهور الماضية، والإجراءات التى تم اتخاذها لتطوير وتقوية الشبكة الموحدة لاستيعاب تلك الطاقات.
راجع الدكتور محمود عصمت المخطط الزمني للمشروعات الجاري تنفيذها والتوقيتات المحددة للربط على الشبكة الموحدة فى ضوء استراتيجية الطاقة وخطة مواجهة ارتفاع الأحمال وزيادة الطلب على الكهرباء فى إطار الاستعدادات على مستوى جميع القطاعات، وكذلك المستجدات المتعلقة بتحسين وتطوير أداء الشركات التابعة ومجريات التشغيل الاقتصادي ومعايير الجودة والكفاءة فى استخدام الوقود الأحفوري وخطوات تخفيض الاعتماد عليه وزيادة مشاركة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة وتنفيذ متطلبات تحقيق الاستمرارية للتيار الكهربائي طبقاً لاستراتيجية ورؤية القطاع.
وتطرق الاجتماع الى برامج قياس الوقت فى الصيانة وخروج الوحدات والاستجابة لإصلاح الأعطال فى كافة القطاعات، وتم التوجيه باستمرار العمل على تطوير الشبكة وتعزيز قدرتها على استيعاب زيادة الأحمال الكهربائية المتوقعة خلال الفترة المقبلة.
الاستعدادات الجارية لتأمين التغذية الكهربائية
استعرض الدكتور محمود عصمت، الاستعدادات الجارية لتأمين التغذية الكهربائية وضمان استقرارها خلال فصل الصيف، موجها بسرعة الانتهاء من برامج الصيانة المحددة وتكثيف أعمال لجان التفتيش على الصيانات التي تمت للتحقق من تنفيذها فعليا على الطبيعة لكافة مهمات الشبكة الكهربائية بمختلف المواقع مع التأكيد على قياس درجات الحرارة لنقاط الاتصال، على أن يتم اتخاذ إجراءات فورية لتصويب الوضع في حالة وجود أي قصور ومعالجة أي نقاط ساخنة إن وجدت بما يضمن تلافي حدوث الأعطال والحوادث أثناء الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى البدء بالمناطق الأكثر كثافة والتي بها نسب تحميل مرتفعة أو نقاط ساخنة مسجلة بما يضمن تأمين التغذية الكهربائية خلال فترة الصيف والموجات الحارة وسلامة كافة المهمات والمكونات الخاصة بالشبكة الكهربائية، فى إطار خطة تحسين كفاءة الطاقة.
متابعة دقيقة لنمط التشغيلأكد الدكتور محمود عصمت الأهمية البالغة لاستقرار التغذية الكهربائية وتلبية الاحتياجات من الكهرباء في شتى المجالات وتحسين جودة الخدمة المقدمة، والعمل على نيل رضا المشتركين من خلال سرعة الاستجابة والتواصل وتفعيل كافة الأدوات لتحقيق ذلك، مشيرا إلى اهمية المتابعة الدقيقة لكافة البيانات المتعلقة بالتشغيل والاستهلاك والفقد والتعديات على التيار الكهربائي والإهتمام بصحة ودقة البيانات والقراءات، وتكثيف الجهود فى التفتيش، وضرورة التواجد الميدانى فى مواقع العمل والتواصل المباشر مع المشتركين، مؤكدا تكثيف مرور لجان المتابعة الميدانية من قبل الشركة القابضة وكذلك من قبل الوزارة خلال الفترة المقبلة للوقف على الواقع الفعلى وتنفيذ خطة العمل.
قال الدكتور محمود عصمت أن العمل بروح الفريق واستنهاض همم العاملين وتحديد أهداف واضحة محددة وفقا لجداول زمنية محددة فى إطار حسن إدارة وتعظيم الموارد المتاحة والأصول، من اهم عوامل الإنجاز ومواجهة التحديات، موضحاً الخطة العاجلة التى تم تنفيذها لتحسين جودة التغذية الكهربائية والعمل على استقرار واستمرارية التيار الكهربائي والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والتوسع فى الاعتماد على الطاقات الجديدة والمتجددة والحد من استخدام الوقود التقليدي وخفض الانبعاثات والمضى قدما فى اتجاه الشبكة الذكية، وتحسين معدلات الأداء للشركات التابعة.
وجه الدكتور محمود عصمت باستمرار العمل فى إطار الخطة الجارى تنفيذها لتحقيق الأهداف المرجوة وضرورة الاهتمام بخلق بيئة عمل مناسبة للعاملين بالقطاع لسرعة إنهاء الأعمال المطلوبة على الوجه الأكمل وبأعلى كفاءة، وكذلك استمرار العمل على رفع وتحسين كفاءة الشبكات لضمان استقرار واستمرارية التغذية الكهربائية والحفاظ على التشغيل الأمثل للمنظومة وتوفير الطاقة الكهربائية والوفاء بمتطلبات خطة الدولة للتنمية المستدامة والتى تمتد بطول البلاد وعرضها، لاسيما المشروعات الاستراتيجية لإقامة مجتمعات عمرانية صناعية زراعية جديدة..
يإتى ذلك في إطار المتابعة المستمرة لمجريات تنفيذ خطة العمل وتغيير أنماط التشغيل بما يحقق الاستمرارية والاستقرار للتغذية الكهربائية، وخفض استهلاك الوقود لكل كيلووات، ومراجعة استعدادات الشبكة إنتاجا ونقلا وتوزيعا لفصل الصيف.
1000140317 1000140316