د. يسرى الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
النقطة الأولى: تطوير الاقتصاد السياحي
تعد السياحة من أهم مصادر الدخل وأحد الأنشطة الاقتصادية المساهمة فى الناتج المحلى الإجمالى ومصدراً مهماً من مصادر العملة والنقد الأجنبى، وهى مصدر سريع وحيوى يدعم البناء الاقتصادى شريطة أن تعمل الدول الراغبة فى النمو على التغلب على التحديات والصعوبات بشكل جاد وتجرى عمليات مسح شاملة لمعرفة المكون السياحى والمخزون التاريخى والطبيعى.
وتدمج مع ذلك جميع المقومات من وسائل وأدوات وتكنولوجيا وتقنيات حديثة لسد الفجوات والثغرات وإعادة هيكلة خريطة البرامج والأسواق السياحية بشكل يعظم الدخل السياحى، وإذا أخذنا النموذج المصرى كمثال لإحدى الدول التى ترغب فى بناء اقتصادها فى المرحلة الجديدة، نجد أنه يجب فتح ملفات مهمة فى بعض المجالات والقطاعات السياحية والعمل عليها بدقة حتى يتم تعظيم الاستفادة مما لدينا بالفعل ورفع معدلات المستهدفات حتى الطموحة منها إلى عشرات الأضعاف.
وهنا دعونا نتحدث عن السياحة النيلية ونسأل: هل لدينا سياحة نيلية تليق باسم مصر وحضارة السبعة آلاف عام وتليق مع ما نعد له حالياً فى افتتاح متحف الحضارات؟
هل لدينا خريطة رقمية إرشادية حكومية لجميع الأراضى طرح النهر والمشاريع المقامة عليها ومراجعة العائد الاستثمارى لها؟
هل لدينا خطة استثمارية لإعادة استغلال الشريط الساحلى لطرح النهر لصالح الاقتصاد القومى؟
هل حالة التردى للمراكب والبواخر النيلية والكوادر الموجودة يمكن أن تضاعف هذه السياحة؟
أين مهرجانات الإضاءة الفرنسية التى يمكن أن تقدمها شركات القطاع الخاص على كل المبانى الموجودة على ضفاف النيل لتحل محل بؤر الظلام المهجورة ليلاً فى بعض الأماكن؟!
أين مهرجانات الحفلات الشهرية فى سفح الهرم لكبار نجوم العالم؟
أين مهرجانات مرسى علم وسهل حشيش والأقصر وأسوان الشتوية؟
وأين خلق جو المنافسة مع مهرجان العلمين، الذى يجب أن يضاف إليه مهرجان «تسوّق فى العلمين»؟
إن التحديات كثيرة حقاً، منها ملف السياحة العلاجية وسياحة المؤتمرات والمعارض وقانون السياحة الشامل وأنظمة التأشيرات التي يجب أن تراجع تماماً وكليات ومعاهد السياحة التي تُخرج الكادر السياحي لكى ينفذ بقوة وبجودة كل ما سبق، إذا تم النهوض بكل ما سبق سنحقق ما لا يقل عن 50 مليار دولار سنوياً، علاوة على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لقطاع السياحة، وبعض قرى الساحل الشمالي القادمة باستثمارات أجنبية خير نموذج ودليل على ذلك.
النقطة الثانية.. الأرض الزراعية هى الكنز الأكبر
العالم فى هذه الآونة يشهد العديد من أشكال التغيرات الاقتصادية وسرعة التغيير أشد وأكثر من نوعية التغيرات، أما تعددية المتغيرات فحدث ولا حرج سواء أكانت ديموجرافية أو مناخية أو جيوسياسية، وبات من الثابت أن الأمن الغذائى قد أصبح أحد أهم التهديدات والتحديات.
وأن شعوب العالم ستواجه مشكلات الإتاحة للغذاء والقدرة على شرائه، وهنا تبرز أهمية الزراعة، وتأتى بشكل غير مباشر أهمية الأرض وتحديداً الرقعة الزراعية ومن ثم الأمن المائى إيماناً بأن الماء هو سر الحياة وعماد الزراعة.
وهنا نشير إلى أن هناك بعض الاقتصادات لبعض الدول، ومنها مصر، قد حدث فيها تعدٍّ كبير على الأرض الزراعية على مدار أكثر من 20 عاماً مما أفقد مصر ما يقرب من 25% من مساحة الأرض الزراعية الطينية السمراء الخصبة للزراعات التقليدية الأساسية.
وبالطبع فى الفترة ذاتها تضاعف الطلب ومعدلات الأمن الغذائى بنسب تتخطى الـ100% مما كانت عليه قبل 20 عاماً، مع الأخذ فى الاعتبار عدد من العوامل والمؤشرات الاقتصادية الأخرى التى تعبر عن التأثيرات فى أسعار الغذاء، فباتت بعض شعوب الأرض مهددة بين الجوع وعدم القدرة على شراء الغذاء حال توافره.
فى السياق ذاته عمليات استصلاح وتوفير أراضٍ جديدة للزراعة ليست العملية السهلة من الناحية الفنية والتقنية والمالية، وهنا الأمر كان وما زال ولا بد أن يقع بين حكومات تتصدى بمنتهى القوة والحسم للمتعدين وتوقف هذه الممارسات بالقانون وتستمر فى ذلك.
وفى الاتجاه ذاته وجب عليها أن توفر آليات حديثة لتعظيم العائد الاقتصادى على الفدان مقارنة بالعائد الاقتصادى على قيمة وسعر الفدان فى أى نشاط آخر، وكذلك محاولة جادة فى الوصول لنتائج أبحاث علمية تطبيقية لتطبيق التكنولوجيا فى الزراعة بدون تربة وبأحدث أنظمة وتقنيات الزراعة والرى الحديثة تفادياً لهذا الأمر الخطير الذى أُطلق على ممارساته التصحر ومعدلات التصحر التى طعنت كل فم اقتصادياً وأثرت على بناء اقتصاديات الشعوب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السياحة النيلية الأسواق السياحية
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الزراعية.. برامج تدريبية جديدة لوقاية النباتات
نظم معهد بحوث وقاية النباتات برنامجاً تدريبياَ تحت عنوان " الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي والتحليل الإحصائي من النظرية إلى التطبيق" خلال الفترة 28-29 يناير2025 بالمقر الرئيسي للمعهد بالدقي- الجيزة.
وأشار الدكتور أحمد عبدالمجيد مدير المعهد لأهمية البرنامج التدريبي في تسليط الضوء على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين مخرجات البحوث و إبراز محتوها في أفضل صورة مما يؤهلها للنشر في أعلى الدوريات العالمية، و أكد نحن نعمل على تزويد الباحثين بالمعرفة اللازمة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالاتهم و لتحسين الأداء البحثي من خلال التكنولوجيا، مع التزام وقاية النباتات بتطوير الكوادر البشرية لمواجهة التحديات المستقبلية في مجال بحوث وقاية النباتات.
حيث أن دمج الذكاء الاصطناعي في البحوث العلمية، يسهم في تحسين جودتها وتعزيز الابتكار والتطوير في القطاع الزراعي و يمثل خطوة استراتيجية نحو تحسين الإنتاجية.
و أضاف الدكتور طارق عفيفي وكيل المعهد للإرشاد و التدريب، شهد البرنامج مشاركة واسعة من الباحثين والمتخصصين من المعاهد البحثية المختلفة للتدريب على أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي وقد لاقى استحسانهم، حيث أعربوا عن تقديرهم للمعرفة القيمة التي اكتسبوها والدروس المستفادة التي يمكن تطبيقها في ابحاثهم المستقبلية.
كما أكدت الدكتورة فرحة حسني مدير إدارة الجودة ومنسقة البرنامج أن التدريب اشتمل على تحليل البيانات الزراعية و كتابة وتحرير الأوراق البحثية، و تنظيم المحتوى ومنع الانتحال و تحديد المجلات المناسبة لنشر الأبحاث العلمية، و تطوير مهارات العرض التقديمي بما يتناسب مع التخصصات المختلفة فضلا عن التدريب العملي على استخدام الذكاء الاصطناعي في التحليل الإحصائي للبيانات.
و قد حاضر في البرنامج التدريبي الدكتور عمرو عبد الرحمن أخصائي الكمياء الطبية بالجامعة البريطانية و الدكتورة هناء عبدالوهاب أخصائي الوبائيات وخبير الذكاء الإصطناعي فى البحث العلمى والتحليل الإحصائي جامعة هارفارد.
يأتي ذلك في إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة و استصلاح الأراضي باستمرارية تقديم الدعم للباحثين تعزيزا لدور القطاع الزراعي في دعم الاقتصاد الوطني و دعم مسارات التنمية الزراعية المستدامة، وتعليمات الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية بتطوير البحث العلمي التطبيقي و توفير كل سبل الدعم للنهوض به، و في إطار سعيه المستمر نحو تعزيز الابتكار والمعرفة وتطوير مهارات الباحثين