عواصم " وكالات ": قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو لمجلس الوزارة اليوم الأربعاء إن روسيا ستحشد قواتها على حدودها الغربية في أعقاب انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأوضح شويجو في كلمته الافتتاحية أمام مجلس وزارة الدفاع أن بولندا عضو حلف شمال الأطلسي أعلنت بالفعل خططا لتقوية جيشها وأنه يتوقع نشر عدد كبير من القوات والأسلحة التابعة لحلف شمال الأطلسي في فنلندا التي أدى انضمامها لزيادة الحدود البرية المشتركة بين روسيا ودول الحلف إلى المثلين تقريبا.

وبحسب ما أعلنته الوزارة، قال شويجو "الغرب بصورة جماعية يخوض حربا بالوكالة على روسيا" وأشار إلى "الدعم غير المسبوق" لأوكرانيا بإمدادها بأسلحة تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات لمساعدة كييف على صد القوات الروسية.

ووصف شويجو دخول فنلندا حلف شمال الأطلسي وانضمام السويد له مستقبلا بأنه "عامل خطير يزعزع الاستقرار". وتخلت الدولتان الواقعتان بشمال أوروبا عن حياد استمر عشرات السنين وصمد خلال الحرب الباردة وسعيتا للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في مطلع العام الماضي.

وقال الوزير "من المرجح أن يجري على الأراضي الفنلندية نشر وحدات عسكرية وأسلحة هجومية إضافية تابعة لحلف شمال الأطلسي قادرة على إصابة أهداف حيوية في شمال غرب روسيا على عمق كبير".

وأضاف "اليوم سندرس خلال اجتماع المجلس الأمور المتعلقة بإنشاء منطقة عسكرية في كل من لينينجراد وموسكو بالتزامن مع تعزيز تجمعات جنود القوات المسلحة لروسيا الاتحادية على حدودنا الغربية".

وأردف أن بولندا أعلنت عزمها بناء أقوى جيش في القارة وأصبحت "الأداة الرئيسية لسياسة الولايات المتحدة المناهضة لروسيا".

وقال شويجو إن عدد الوحدات العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي من خارج المنطقة المتمركزة في شرق أوروبا ارتفع بواقع مرتين ونصف المرة منذ فبراير شباط من العام الماضي ليبلغ العدد الإجمالي للقوات 30 ألف جندي حاليا.

وأضاف "هذه التهديدات للأمن العسكري الروسي تتطلب ردا مناسبا في توقيته وطبيعته. سنناقش التدابير اللازمة لتحييدهم خلال الاجتماع ونتخذ القرارات المناسبة".

وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن قوات الأمن قولها اليوم الأربعاء إن أوكرانيا حاولت مهاجمة منشأة لتخزين الوقود النووي المستنفد في محطة زابوريجيا النووية بطائرة مسيرة.

وقالت الوكالة إن قوات الأمن الروسية توصلت إلى استنتاجها من خلال تحليل مسار رحلة الطائرة المسيرة التي أسقطتها. ووزعت صورة للطائرة المسيرة التي تقول إنها استُخدمت في الهجوم، وهي رباعية المراوح.

الى ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تصريحات الدول الغربية بشأن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا هي أعذار فارغة لا أساس لها.

وأضافت زاخاروفا، لراديو سبوتنيك، "الضمانات الأمنية تفترض مسبقا كلمتي" ضمانات "و" أمن "، وبشكل عام هي مجموعة من الخصائص المعينة أيضا، ولكن هذه الخصائص مفقودة هنا. ولا يمكن لأحد هنا أن يقول أي شيء عنها، لذا فهذه أعذار فارغة لا أساس لها على الإطلاق" بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء.

كما أبرزت زاخاروفا تصريح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، بيتر ستانو، أمس بأن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا لأنه ليس منظمة عسكرية.

وقالت زاخاروفا إن الاتحاد الأوروبي غير قادر حاليا على ضمان أي شيء، حتى داخل التكتل نفسه بشكل مباشر، بسبب "الجمود السياسي والأيديولوجي".

وأضافت زاخاروفا "لا يمكنهم ضمان أي شيء لأنفسهم، ولا يمكنهم ضمان إمدادات ثابتة من موارد الطاقة، التي يحتاجونها مثلما يحتاج الكائن الحي الدم. ولا يمكنهم إجراء تحقيق لتحديد من قوض أمن الطاقة لديهم. لقد أصبحوا هم أنفسهم تابعين لسلطة استعمارية واحدة " وعلى الارض، أسقطت الدفاعات الجوّية الروسيّة مُسيّرتَين أوكرانيّتين كانتا متّجهتين إلى موسكو حسبما أعلنت السلطات فجر الأربعاء، في وقت تزداد الهجمات من هذا النوع على العاصمة الروسيّة.

جاء هذا الهجوم الذي أبلغت عنه موسكو بعد يومين على ضربتَين صاروخيّتَين روسيّتَين أسفرتا عن تسعة قتلى في بوكروفسك بشرق أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسيّة عبر تلغرام "إحباط محاولة هجوم فوق أراضي منطقة موسكو" شنّتها كييف "باستخدام طائرتين بلا طيّار".

وأضافت "الدفاع الجوّي دمّر مسيّرتَين. ليس ثمة أيّ قتيل أو أضرار في أعقاب هذا الهجوم الإرهابي الذي تمّ إحباطه".

وفقا لرئيس بلديّة موسكو سيرغي سوبيانين، أُسقِطت إحدى المسيّرتين "في منطقة دوموديدوفو" جنوبي العاصمة، والثانية "في منطقة طريق مينسك السريع".

وأشار عبر تلغرام إلى أنّ المسيّرتين حاولتا دخول أجواء المدينة، لافتا إلى أنّ خدمات الطوارئ موجودة في مكان الواقعة.

ازدادت خلال الأسابيع الأخيرة هجمات المسيّرات الأوكرانيّة على الأراضي الروسيّة، وهي غالبا ما تستهدف موسكو وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا.

في هذه الاثناء، قال دينيس بوشيلين، حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية الذي عينته روسيا، عبر قناته على تطبيق تيليجرام اليوم الأربعاء إن طفلا قُتل وأصيب شخصان جراء قصف مدفعي أوكراني أصاب مبنى من طابقين في المنطقة.

وخضعت دونيتسك في شرق أوكرانيا بشكل جزئي لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا منذ 2014 حتى أعلنت موسكو العام الماضي ضم المنطقة.

وتقول موسكو إن قوات أوكرانية تقصف الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا في دونيتسك بصورة يومية. وبدأت موسكو في مطلع العام الماضي غزوا شاملا لأوكرانيا تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة".

وبشكل منفصل، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مسؤولين عينتهم موسكو في منطقة زابوريجيا جنوب أوكرانيا قولهم إن أربعة مدنيين لقوا حتفهم وأصيب اثنان جراء قصف أوكراني في قرية ترودوف التي تبعد نحو 15 كيلومترا إلى الشرق من بلدة توكماك.

من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باستهداف فرق الإنقاذ، في أعقاب ضربة صاروخية مزدوجة على مدينة بوكروفسك شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي في رسالته المصورة المسائية على قناته على تليجرام يوم الثلاثاء: "هذا قرار متعمد للإرهابيين لإحداث أكبر قدر من الألم والضرر".

ووفقا للسلطات المحلية، أصاب صاروخان من طراز إسكندر وسط المدينة بفارق 40 دقيقة مساء الاثنين الماضي. ويقال إن ضربة ثانية نفذت بينما كان المسعفون الأوكرانيون يقومون بالفعل بأعمال الإنقاذ.

ومن بين الضحايا سقط عمال أمن وإنقاذ ممن هرعوا للمساعدة بعد الضربة الأولى. ووفقا لزيلينسكي، قتل ما مجموعه تسعة أشخاص وأصيب.82 وفي السابق كان هناك حديث عن سبع وفيات.

كما أعلن زيلينسكي عن اجتماع هذا العام لمنصة القرم الدولية في 23 أغسطس. وتم إطلاق المنصة عام 2021 من قبل وزارة الخارجية الأوكرانية لإنهاء ضم روسيا "غير القانوني" لشبه الجزيرة من خلال الوسائل الدبلوماسية إن أمكن.

ويدعم هذا الإجراء أكثر من 40 دولة، بالإضافة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي بمشاركة مجموعة الدول الصناعية السبع أيضا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لحلف شمال الأطلسی حلف شمال الأطلسی العام الماضی الروسی ة

إقرأ أيضاً:

"دبلوماسية الطهى".. كيف أصبح المطبخ الأوكراني أداة لمواجهة روسيا ورمزا للمقاومة؟

"لقد أحرقوا حقولنا لقطع الإمدادات الغذائية"، بهذه الكلمات، يصف طهاة أوكرانيون لـ Euronews Culture كيف أصبح الطعام سلاحًا في الحرب الثقافية مع روسيا.

اعلان

في أواخر شباط/فبراير، ومع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر بفعل برودة الرياح، تبدو الأجواء كما لو أنها كييف، لكنها في الواقع ستراتفورد، شرق لندن. 

عند دخول مطعم XIX، وهو مطعم أوكراني يقع على بعد دقائق من محطة ستراتفورد الدولية، يلفت النظر على الفور غلاف مزيف لمجلة فوغ يحمل صورة كرتونية لستالين، يطل على الزبائن من خلف كومة من صناديق النبيذ الأوكراني. 

مطعم XIX Jez Fielder

لفهم البعد الثقافي للمطبخ الأوكراني في ظل الحرب مع روسيا، لا بد من تذوقه، وذلك يبدأ دائمًا بطبق "البورش".

طبق "البورش" الوطني الأوكراني، بلونه العنابي النابض بالحياة، بات رمزًا للصراع الثقافي. تمتزج في الطبق نكهات غنية بالفلفل، يرافقه الخبز الأسود مع شرائح من البصل الأحمر النيء، بالإضافة إلى البقدونس، ليمنح توازنًا لطعم المكونات الحادة.

و"للبورش" في أوكرانيا، العديد من الوصفات التي تتنوع بين المرق الممزوج بالشمندر أو عصيره المخمر. ويمكن أن يُضاف إليه لحم الخنزير المطهو على نار هادئة. إنه طبق يعكس أكثر من مجرد تقاليد الطهي، فهو جزء من الهوية الأوكرانية.

"البورش" واليونسكو: الطهو كأداة لمقاومة الهيمنة الثقافية

منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، ثم بشكل أكثر وضوحًا بعد اندلاع الحرب في شباط/فبراير 2022، استخدمت أوكرانيا تراثها في الطهي كوسيلة لتأكيد استقلالها الثقافي. وفي تموز/يوليو 2022، أصبح "البورش" محورًا لهذا الصراع، عندما اعترفت اليونسكو، بعد ضغوط مكثفة، بأن هذا الطبق يحتاج إلى "حماية عاجلة" بوصفه جزءًا من التراث الثقافي غير المادي.

وجاء في بيان اليونسكو عند الموافقة على القرار في الأول من تموز/يوليو 2022: "نظرًا للحرب وتأثيرها السلبي على هذا التقليد، طلبت أوكرانيا من الدول الأعضاء في اللجنة الإسراع في دراسة ملف ترشيح طبق "البورش" لإدراجه على قائمة الصون العاجل، وفقًا لقواعد وإجراءات الاتفاقية".

الطاهي إيفغين كلوبوتينكو© Yevhen Klopotenko

اعتُبر هذا القرار رفضًا سياسيًا واضحًا لمحاولات روسيا تقديم "البورش" على أنه جزء من إرثها الثقافي أو أنه نشأ لديها حصريًا.

كان الطهاة الأوكرانيون في طليعة هذه الجهود، إذ عملوا على الترويج عالميًا للمطبخ الأوكراني باعتباره شكلاً من أشكال المقاومة. وشهدت السنوات الأخيرة انتشارًا لفعاليات الطعام الأوكرانية، من معارض ومطاعم مؤقتة إلى دبلوماسية الطهي، ما ساهم في تعزيز التضامن الدولي مع أوكرانيا.

ومن بين الشخصيات البارزة في هذا المجال، برز اسم إيفغين كلوبوتينكو، الذي أصدر كتابه "المطبخ الأوكراني الأصيل" في أيار/مايو 2024، ونال استحسان النقاد. يقول كلوبوتينكو لـ Euronews Culture من كييف: "نبدأ بالتعرف على أي بلد من خلال طعام شعبه".

ويُضيف: "الطعام هو انعكاس مباشر لحياة الناس، لما يمرون به، لما يفخرون به، وما يرغبون في مشاركته مع العالم. نحن نقع في الحب من خلال الطعام. الطعام ليس مجرد وجبة، بل هو قصة الناس، وهو ثقافة العائلات، وجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية".

Relatedأوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلةرئيس وزراء السويد السابق" يصف مفاوضات ترامب للسلام حول أوكرانيا بأنها مباحثات "هواة" مظاهرات حاشدة في أوكرانيا تطالب بالإفراج عن أسرى الحرب المحتجزين لدى روسيا

ويستشهد كلوبوتينكو بالطماطم كمثال على كيفية ارتباط الطعام بالهوية الثقافية، مشيرًا إلى أنها مكون أساسي في كل من المطبخ الإيطالي والأمريكي، إلا أن كل دولة تتعامل معها بطريقة مختلفة، وتروي قصصًا مختلفة عنها، لأن ثقافتها وتاريخها يختلفان.

بصفته الفائز بالنسخة الأوكرانية من برنامج ماسترشيف، لعب كلوبوتينكو دورًا أساسيًا في الضغط على اليونسكو للاعتراف بـ"البورش" كجزء من التراث الأوكراني. لكنه يؤكد أنه لم يكن يسعى إلى إثارة صراع بين مطابخ أوروبا الشرقية، بل كان هدفه واضحًا: "أردت فقط أن تعترف اليونسكو بـ"البورش" كجزء من الثقافة الوطنية الأوكرانية، لأنني بصراحة سئمت من استمرار المطاعم حول العالم في تقديمه على أنه حساء روسي".

إلا أن تقديم الطلب لليونسكو لفت الانتباه العالمي إلى "البورش"، وأتاح لعشاق الطعام في مختلف أنحاء العالم فرصة للتعرف على تاريخه. ويضيف كلوبوتينكو: "بفضل "البورش"، حظي المطبخ الأوكراني بقليل من الأضواء التي يستحقها. أوكرانيا لديها الكثير لتقدمه، وهذه مجرد بداية".

دبلوماسية الطهي: كيف يستخدم الأوكرانيون الطعام لتعزيز هويتهم؟

ظهر مصطلح "دبلوماسية الطهي" لأول مرة عام 2002، عندما استثمرت تايلاند موارد كبيرة لدعم طهاة يروّجون لمطبخهم وثقافتهم حول العالم. واليوم، يسير الأوكرانيون على نهج مماثل، مستغلين الطهي كأداة دبلوماسية في واحدة من أكثر المراحل تعقيدًا بتاريخهم.

اعلان

يؤكد كلوبوتينكو أهمية هذا البعد قائلاً: "اليوم، مائدة الطعام الأوكراني أصبحت ساحة يتشكل عليها مستقبل أوكرانيا". ويرى أن دبلوماسية الطهي باتت جبهة رئيسية في الدفاع عن الهوية الأوكرانية.

Relatedأوكرانيا: تضامن شعبي مع زيلينسكي بعد مشادته الكلامية مع ترامب في البيت الأبيض"عواقب وخيمة".. كيف يؤثر وقف المساعدات الأمريكية على مرضى الإيدز في أوكرانيا؟أوكرانيا تكثف هجماتها وروسيا تعلن إسقاط 128 مسيرةالطهي من أجل كسب "القلوب والعقول"

مع بداية عام 2025، توسعت المبادرات الأوكرانية في مجال القوة الناعمة، مستهدفة السوق الأمريكية تحديدًا. في مقدمة هذا الجهد تقف الطاهية والمؤلفة الأوكرانية أوليا هرقل، التي تعمل على تعزيز التعاطف العالمي مع بلادها من خلال الطهي.

تقول هرقل لـ Euronews Culture: "هناك مؤسسة رائعة في الولايات المتحدة تدعى Razom for Ukraine، ترسل المساعدات الطبية والجراحين لتدريب الفرق الطبية الأوكرانية. لقد دعوني إلى لويزيانا، حيث سأقضي أسبوعًا في شريفبورت ونيو أورليانز".

ستطهو هرقل، إلى جانب طهاة محليين، للمجتمع المحلي وحتى لبعض السياسيين. وتضيف: "سأروي لهم قصصًا، وأعتقد أن الجمع بين النكهات والتجربة الحسية سيخلق لحظات إدراك جديدة".

اعلان الطاهية والمؤلفة الأوكرانية أوليا هرقلJoe Woodhouse

كانت اليونسكو قد لفتت إلى أن الدمار الذي طال البيئة الزراعية والبنية التحتية التقليدية حال دون وصول المجتمعات إلى المكونات المحلية الضرورية لإعداد "البورش"، مثل الخضروات الأساسية التي يعتمد عليها الطبق.

إيرينا، من منظمة XIX، تؤكد أن الهجمات الروسية لم تستهدف فقط البشر والبنية التحتية، بل أيضًا الزراعة والأمن الغذائي. وتقول: "أسوأ ما فعلوه هو أنهم أحرقوا حقولنا. قصفوا القمح وكل شيء في شرق أوكرانيا، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء، خاصة الخبز. لم يعد لدينا دقيق. لذا، في ظل هذه الظروف، يصبح الاعتماد على البطاطس ضروريًا، فهي تنمو تحت الأرض ويسهل زراعتها حتى في ظل الحرب".

فينشينسو وإيرينا في مطعم XIXJez Fielder

توضح إيرينا أن الأوكرانيين ورثوا تقاليد تخزين الطعام في أوقات الأزمات منذ الحرب العالمية الثانية، حيث كانت العائلات تحرص على إخفاء المؤن تحسبًا للغزو.

وتُضيف: "في الحرب العالمية الثانية، كان الجميع يخزنون الطعام في القبو، لأنهم كانوا يعلمون أن أي شيء قد يحدث فجأة. جدتي وأمي كانتا تفعلان ذلك دائمًا، وكان القبو مليئًا بالمؤن التي تكفي لخمس سنوات".

اعلانحجر الزاوية في المطبخ الأوكراني

يرى كلوبوتينكو أن تنوع مناخ أوكرانيا هو ما يمنح كل منطقة طابعها الغذائي الفريد، وهو ما يجعل المطبخ الأوكراني متميزًا عن غيره. ويقول: "بفضل مناخنا، تتمتع كل منطقة في البلاد بمنتجاتها الفريدة من نوعها".

ويضيف مشيرًا إلى أبرز النكهات التي تميز المطبخ الأوكراني: "أولًا، القشدة الحامضة، التي نضيفها إلى عدد لا يحصى من الأطباق، وعلى رأسها البورش. ثانيًا، الجبن المخمر، الذي يُستخدم بكثرة في المخبوزات. وثالثًا، النكهات المدخنة . نحن الأوكرانيون نحب هذه النكهات".

وتتفق الطاهية والكاتبة أوليا هرقل مع هذه الرؤية، مؤكدةً على أن التنوع الإقليمي في أوكرانيا لم يُلغِ وجود عناصر غذائية موحدة تجمع الجميع.

وتوضح قائلة: "قبل الحقبة السوفيتية، كان لكل منطقة مطبخها المختلف، لكن بعض العناصر كانت دائمًا توحدنا، وتجعلنا جميعًا "أوكرانيين". يمكنك أن تكون من تتار القرم، أو من الغاغوز القاطنين قرب حدود مولدوفا، أو من سكان مرتفعات الكاربات، حيث تلعب البيئة دورًا في تحديد الأطباق التي تطهوها، لكن هناك وجبة واحدة تشكل جزءًا من حمضنا النووي، وهي البورش".

اعلانالطاهي إيفغين كلوبوتينكو© Yevhen Klopotenko

في 21 حزيران/يونيو، تستعد هرقل لإطلاق كتابها الجديد "جذور قوية: قصة عائلة أوكرانية عبر الحرب والمنفى والأمل"، حيث تتبعت تاريخ عائلتها على مدى 100 عام، ووجدت أن الحروب والعدوان عبر الحدود كان لهما دائمًا تأثير على مصائرهم، وغالبًا ما كان الطعام حاضرًا في هذه التحولات.

وتروي هرقل إحدى اللحظات التي تجسد هذه العلاقة العميقة بين الطعام والهوية الأوكرانية، قائلة: "عندما اندلع الغزو الشامل عام 2022، كان والداي تحت الاحتلال، وفي بعض الأحيان لم يكن هناك أي اتصال بيننا، ما أصابني بالرعب. لكنني لن أنسى أبدًا اليوم الذي وصلتني فيه رسالة من والدتي أخيرًا، قالت فيها: نحن بخير، ووجدنا القوة لطهي البورش اليوم. فجأة، بدا كل شيء أفضل. شعرت بطاقة غريبة في جسدي. هناك شيء في جيناتنا يجعل طهي البورش ليس مجرد طعام، بل تجربة تمنحك القوة وتملؤك بالإيجابية".

طبق من الحلوى في مطعم XIXJez Fielder

وعلى الرغم من الأجواء السياسية المتوترة في الأيام الأخيرة، يرى كلوبوتينكو أن القوة الناعمة للطهي الأوكراني "تواصل تقدمها بثبات"، مؤكدًا أن نجاح مطعم XIX ليس إلا جزءًا من هذه المسيرة.

ويُُضيف كلوبوتينكو: "نشهد افتتاح مطاعم تقدم المطبخ الأوكراني في مختلف أنحاء العالم، كما تُنظم مهرجانات طهو تعرّف الناس على نكهاتنا التقليدية. خطوة بخطوة، نحن نثبت وجودنا على خريطة تذوق الطعام العالمية".

اعلانGo to accessibility shortcutsشارك هذا المقال مواضيع إضافية العالميعرض الآنNext هل يؤثر الطعام على الصحة؟ ناجية من سرطان الثدي تكشف الأطعمة التي استبعدتها تماماً من نظامها الغذائي أخبار الصحة يعرض الآنNext "لا مكان للأسبرتام في طعامنا".. دعوات لحظر المحليات الصناعية في أوروبا التغذيةيعرض الآنNext من يأبه للسعرات الحرارية عند تناول طعام يحبه؟ دراسة تظهر عدم فعالية ملصقات السعرات على قوائم الطعام طبخالغزو الروسي لأوكرانياروسياتراث ثقافيالحرب في أوكرانيا

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبالحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكيروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبيغزةتيك توكحكومةسورياجامعة الدول العربيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • جامعة موسكو تحتفي بفنان عراقي كـرمز للصداقة بين روسيا والعراق (صور)
  • عاجل | فايننشال تايمز عن فيدان: تركيا تريد أن تكون جزءا من أي بنية أمنية أوروبية جديدة إذا انهار حلف شمال الأطلسي
  • روسيا تصدر جوازات سفر بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا
  • إصابات وهدم منازل خلال اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منازل جديدة شمال الضفة الغربية
  • الدفاع الروسية تعلن القضاء على 270 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 93 طائرة مسيرة
  • شهيد برصاص الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • "دبلوماسية الطهى".. كيف أصبح المطبخ الأوكراني أداة لمواجهة روسيا ورمزا للمقاومة؟
  • ملتقى الأزهر: تعزيز الوعي بوحدة المصير السبيل لمواجهة المخططات الغربية
  • روسيا تحبط مخطط كان يستهدف مترو موسكو