الأسبوع:
2024-12-26@16:37:24 GMT

متى نجرم التهجم على الدين وعلمائه

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

متى نجرم التهجم على الدين وعلمائه

مازلت لا أجد تفسيرا لإصرار بعض مقدمى البرامج على النيل من العلماء الربانيين والتطاول عليهم، فى قضايا لا يصح مراجعتهم فيها أو عرضها على العوام لمناقشتها، لمجرد أن نفرا قليلا لا يروق لهم حكم أو توجيه قرآنى تقره الشريعة وقال به الراسخون فى العلم.

وليعلم الجميع أن دين الله لا تحكمه الأهواء ولن تتحكم فيه فئة باغية مأجورة نعرف توجهاتهم، وسيظل الأزهر الشريف بعلمائه الثقاة حائط الصد الراسخ فى الدفاع عن دين الله.

وليتنا ننتبه جميعا إلى أننا سنكون خير أمة أخرجت للناس - كما يريد الله لنا - حين نحترم التخصص، ويتقن كل منا عمله، ولا يتدخل فى عمل غيره ولا يتكلم فيما لا يعلم، ولن يكون ذلك فى دنيانا هذه إلا بتدخل ولى الأمر، وسن قوانين تجرم الظهور الإعلامي للتحدث فى غير التخصص، ولابد من إعادة الهيبة لعالم الدين والمؤسسة الدينية بما يفوق هيبة المؤسسات الأخرى، إذا كنا جادين فى قضية بناء الوعى، ونسعى بصدق لكسب الدنيا والدين معا.

إن احترام التخصص يا سادة من أعمدة بناء الوعى الأساسية، ونحن بخير بل كل أمة لا تنهض ولا تتقدم ولا تكون بخير إلا إذا احترمت التخصص فى شتى المجالات وفى كل مناحى الحياة، وتأتى على رأس هذه التخصصات علوم الدين المختلفة، التى كانت فيما سبق قد يتخصص فيها عالم واحد بما فتح الله عليه من سعة الأفق وقوة الحفظ وشمولية المعرفة، فكنا نجد عالما واحدا على دراية بعلوم القرآن والتفسير والحديث والعقيدة وربما الطب والفلك، والنماذج كثيرة لا يتسع المقال لذكرها، ومع تقدم الزمن واتساع العلم الواحد وتشعب فروعه صار التخصص دقيقا جدا، فنجد كل فرع من علوم الشريعة له متخصصون، فنجد متخصصين فى التفسير وآخرين فى الحديث، وفى العقيدة، وفى الفلسفة، وفى السيرة، وفى النحو والصرف والبلاغة، كما الحال فى علوم الطب والهندسة وبقية العلوم.

الشاهد من هذا الكلام أننا إذا كنا جادين فعلا فى بناء وعى الأمة المصرية أو استعادته، فلا بد أن نضع تشريعا عاجلا لتجريم التحدث فى غير التخصص، لمنع كل من هب ودب من الحديث فيما لا يعلم، ويثير الجدل فى المجتمع، وخاصة ما يتعلق بالقضايا الدينية، لأن الواقع يؤكد أن علوم الدين هى الأكثر عرضة للتجرؤ عليها دون بقية العلوم، وأى انتحال لصفة طبيب أو مهندس أو ضابط أو غير ذلك من المهن يجرمه القانون ويعاقب هذا المنتحل، أما عالم الدين فيستطيع أى ساقط ابتدائية أو فاشل فى حياته العملية أن ينتحل صفة عالم الدين، ناهيك عن العصابة المتوغلة فى القنوات الفضائية الذين نصبوا أنفسهم مفتين، وسمحوا لأنفسهم الهجوم على العلماء المتخصصين وعلى الأزهر وشيخه، بل على الإسلام وثوابته ونبى الإسلام وصحابته، وعلى أمهات المؤمنين، وقد نفق من هؤلاء نفر غير قليل، ولكن بقى لهم أذناب لا يقلون وقاحة ولا وضاعة ولا سفالة عن سابقيهم ممن أخذهم الله وأراحنا من شرور أفكارهم الساقطة الزائفة القائمة على الكذب والتدليس والمغالطة، وبمجرد رحيلهم لا يبقى لهم أثر يذكر سوى اللعنات التى لاحقتهم أحياء، وأوزار من تابعهم ودخل فى عباءة فكرهم الأسود المظلم، مهما ادعوا أنهم تنويريون، وهم فى الحقيقة ظلاميون جهلة، أجراء يقبضون ثمن ما يروجونه من أكاذيب وأراجيف لا تستند إلى أى منطق أو منهج علمى صحيح، ويخوضون فى قضايا من المسلمات لدى عامة المسلمين وخاصتهم، ويتطاولون على علماء دين أفذاذ لهم قدرهم العالى فى نفوس عامة المسلمين وخاصتهم على مستوى العالم، بل يحظون بالقبول والاحترام من غير المسلمين.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الأزهر للفتوى: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل أفكار تخالف صحيح الدين والعلم

قال مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن الإسلام حفظ النَّفس والعقل، وحرَّم إفسادهما، وأنكر تغييب العقل بوسائل التغييب المادية كالمُسكِرات التي قال عنها سيدنا النبي ﷺ: «كلُّ مُسكِر خمر، وكل مسكِر حرام» [أخرجه أبو داود]، والمعنوية كالتَّعلُّق بالخُرافات، فقد رأى سيدنا رسول الله ﷺ رجلًا علَّق في عضده حلقة من نحاس، فقال له: «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟»، قال: من الواهنة -أي لأشفى من مرض أصابني-، قال ﷺ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا». [أخرجه أحمد وغيره].

حصاد الأزهر للفتوى.. 66 ألف عمل إلكتروني ساهم في تقديم رسالة توعوية وسطية مؤسسة «فاهم» تعقد ندوة حوارية بمركز الأزهر للفتوى عن التعامل الأمثل مع الأمراض النفسية

وأضاف مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، أنه لا ينبغي للمسلم أن يعلق قلبه وعقله بضلال، ولا أن يتَّبع الخيالات والخرافات، ويعتقد فيها النَّفع والضُّر من دون الله.

وأوضح مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، أن كما رأى الإسلام أن ادعاءَ معرفة الغيب منازعةً لله فيما اختص به نفسه، واتباعَ العرافين ضربًا من الضلال الذي يفسد العقل والقلب، ويُشوش الإيمان؛ فالكاهن لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًّا ولا نفعًا، وهو كذوب وإن صادفت كهانته وقوع بعض ما في الغيب مرّة، ولا يليق إذا كان العرّاف أو المُنجّم يهدم القيم الدينية والمجتمعية، ويرسخ في المجتمع التعلق بالخرافه؛ أن يُستضاف ويظهر على الجمهور ليدلي إليهم بتنبؤاته وخرافاته، ثم تُتدَاوَل مقولاته وتُتنَاقل؛ بل إن مجرد سماعه مع عدم تصديقه إثم ومعصية لله سبحانه.

وأشار المركز إلى أن قال الحق سبحانه: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}. [النمل: 65]،  وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً». [أخرجه مسلم]

وأردف مركز الأزهر للفتوى، فما البال إن أفضى التمادي مع هذه الخرافات والافكار لفساد الاعتقاد، وارتكاب الجرائم، باسم العلم، والعلم منها براء؟!

وأكد مركز الأزهر للفتوى، إن ما ينتشر -في هذه الآونة- من رجم بالغيب وتوقعات للمستقبل من خلال حركة النجوم والكواكب، والأبراج والتاروت وغيرها؛ لهي أشكال مستحدثة من الكهانة المُحرَّمة، تدخل كثير من الناس في أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة، أو في نوبات مزمنة من الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي، وقد ينتهي المطاف بأحد الناس إلى إيذاء نفسه أو أهله؛ بزعم الراحة من الدنيا وعناءاتها.

وتابع الأزهر للفتوى: كل هذا يجعل امتهان هذه الأنماط المذكورة جريمة، والتكسب منها مُحرمًا، واحترامها والاستماع إليها تشجيع على نشر الفساد والخرافة، ويَقضِي ألَّا نراها -فكرًا وسلوكًا- إلا كجُملةٍ من المُخالفات الدينية، سيَّما وأن عامة طقوسها مُستجلَب من أديان وثنية، ويصطدم والعلم التجريبي، الذي لا يعترف بمنهجيتها في استنتاجاتها المُدَّعاة، حتى وإن أطلَّت على مجتمعاتنا عبر شاشات ملونة، أو قُدّمت للناس تحت أسماء مستحدثة، أو قُدّم المتحدثون فيها على أنهم خبراء وعلماء؛ سيبقى في طياتها الجهل والإثم، وصدق الحق سبحانه إذ يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون}. [الأنعام: 21]

 

مقالات مشابهة

  • من نتبع ونسمع من العلماء في الدين؟ علي جمعة يرشد الغافلين
  • أوقاف الفيوم تنظم أمسية علمية بمسجد السعادة 
  • "أثر اللغة العربية في فهم القرآن الكريم" أمسية علمية بأوقاف الفيوم
  • الأزهر للفتوى: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل أفكار تخالف صحيح الدين والعلم
  • حكم الدين في «فوتوسيشن الحمل» أمام الكعبة.. فتوى تحسم الجدل
  • أستاذ شريعة بالأزهر يوضح كيفية المحافظة على الدين
  • أستاذ بجامعة الأزهر: الحفاظ على الدين واجب كل مسلم
  • حزب الله يحدد مكان دفن نصر الله وصفي الدين
  • المفتي: حب الوطن من الدين وغريزة فطرية
  • رمضان عبد المعز: الدين أعظم نعمة يمنحها الله لعباده