جيرموك"أ.ف.ب ": بعدما كانت منطقة جيرموك التي تشكل منتجعاً صحياً يبعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع أذربيجان، الأكثر استقطاباً للزوار في أرمينيا، هجرها السياح منذ استهدفها قصف من الدولة المجاورة في سبتمبر 2022.

وفي متنزه هذه المدينة الجبلية المعروفة بينابيعها الساخنة، وحدهما نعيق الضفادع وصراخ البجع يخترقان الصمت السائد.

وبينما تؤكّد السلطات المحلية أن جيرموك باتت مستعدة لمعاودة استقبال السياح، يشير السكان إلى أنّ الصدمة التي تسبب بها القصف المدفعي الأذربيجاني على المدينة الأرمينية في الخريف الفائت، لا تزال حاضرة بقوة في الأذهان، ما يبطئ عودة السياح.

وتواجهت الدولتان الواقعتان في منطقة القوقاز، في جولات معارك متكررة أعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود.

وتقول أوفسانا ستيبانيان (42 سنة)، وهي مالكة مطعم في جيرموك، "إنّ آثار الحرب اختفت من الشوارع لكنّها لا تزال في ذهنية السكان"، مضيفةً انّ "الفنادق والمطاعم شبه خالية، ما يكبّدنا خسائر".

وتشير إلى مطعمها كمثال، لافتةً إلى أنّ عدداً كبيراً من السياح كانوا يرتادونه سابقاً لدرجة أنّ الزائر كان يتعيّن عليه الحجز قبل أيام عدة. أما اليوم، فلا تستقبل سوى حفنة من الزبائن يومياً، فيما اضطرت لصرف نصف الموظفين.

ويلخّص فازغين غالستيان، وهو مرشد سياحي يبلغ 33 عاماً، الوضع قائلاً "نحن ندرك أن خطر اندلاع حرب جديدة قائم".

وتتنازع باكو ويريفان منذ أكثر من ثلاثة عقود للسيطرة على ناغورني قره باغ، وهي منطقة جبلية يسكنها الأرمن بشكل رئيسي لكن يُعترف بها دولياً كجزء من أذربيجان.

وأتت نتيجة حرب أولى بين البلدين استمرت بين عامي 1988 و1994 لصالح أرمينيا، لكن في خريف 2020، اندلع صراع جديد وتمكّن الجيش الأذربيجاني الذي كان مُسلّحاً بشكل أفضل، من السيطرة في غضون خمسة أسابيع على جزء من ناغورني قره باغ ومناطق مجاورة لم تكن تحت سيطرته لأكثر من 20 عاماً.

ورغم رعاية موسكو اتفاقا لوقف إطلاق النار، لا تزال الاشتباكات الحدودية تُسجَّل بصورة شبه يومية. وفي منتصف سبتمبر 2022، اعتقد كثيرون أن الحرب قد اندلعت مرة جديدة بعدما قصفت أذربيجان بالمدفعية والمسيّرات بشكل مفاجئ مدن جيرموك وسوتك وفيرين شورزا الحدودية.

وتؤكد أوفسانا ستيبانيان أنّ نسيان ما حصل صعب عليها. وعلى غرار معظم السكان، هربت مع ابنها ووالدتها إلى ملجأ تحت الأرض عندما قصفت القوات الأذربيجانية المدينة.

وتتذكر ما حصل قائلةً "كانت تلك اللحظات مليئة بالخوف، كما لو أنها من فيلم رعب"، مضيفةً أن "النساء والأطفال هربوا من جيرموك إلى يريفان داخل شاحنات".

وتتابع ان "الطريق كانت مليئة بالسيارات التي تقلّ أشخاصاً هاربين، فيما كانت النيران تستعر في الغابات والحقول المجاورة للمدينة".

ويروي فاردان سركسيان نائب رئيس بلدية المدينة انّ "قصف جيرموك بدأ منتصف الليل، وكان الأذربيجانيون يستهدفون الطرق والغابات"، مشيراً إلى أنهم "ألحقوا أضراراً بالمباني السكنية والبنية التحتية الحيوية والمقبرة".

ويلفت إلى أنّ بعد نحو عشرة أشهر من يومَي المعارك هذين، تبددت آثار القصف وجرى إصلاح البنية التحتية.

ويتابع أن "جيرموك مستعدة لمعاودة استقبال السياح".

أما تيغران سركيسيان (20 سنة) فعاد بدوره إلى جيرموك قبل أربعة أشهر بعدما أنهى خدمته العسكرية. ويتولى راهناً في إحدى مدن الملاهي بالمنطقة إدارة لعبة للرماية تشكّل أعلام أذربيجان وصور رئيسها إلهام علييف أهدافاً فيها.

ويقول إنّ "العدو قريب جداً"، في إشارة الى قوات باكو المتمركزة على بعد أربعة كيلومترات من جيرموك.

ويتابع "في حال لم يتغير الوضع، سيندلع الصراع مجدداً وسأضطر للمشاركة في الحرب".

ورغم كل شيء، تستقبل جيرموك من جديد عدداً محدوداً من السياح، بينهم يوليا شتيكوفا (51 عاماً) المقيمة في موسكو.

وتقول "أدرك ما حدث في جيرموك العام الفائت لكنني لست خائفة"، مضيفةً "ان هذه المنطقة بمثابة معجزة وإمكاناتها السياحية هائلة".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأولى منذ اندلاع الحرب..وصول أول قافلة مساعدات إلى جنوب الخرطوم

قال متطوعون محليون إن المدنيين في منطقة محاصرة جنوب العاصمة السودانية تسلموا أول شحنة مساعدات هذا الأسبوع منذ بداية النزاع قبل 20 شهراً.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 تدور حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو في السودان، وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

والجمعة، قالت غرفة الاستجابة للطوارئ، وهي جزء من شبكة متطوعين تنسق المساعدات في الخطوط الأمامية في السودان، إن 28 شاحنة وصلت إلى منطقة جبل أولياء، جنوب الخرطوم مباشرة.

وضمت القافلة 22 شاحنة تحمل أغذية من برنامج الغذاء العالمي، وشاحنة واحدة من منظمتي أطباء بلا حدود، وكير، و5 شاحنات محملة بالأدوية من وكالة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف.

وحسب المجموعة المحلية ويونيسف فإن الإمدادات ستساعد في تلبية "الاحتياجات الصحية والغذائية العاجلة لنحو 200 ألف طفل وأسرة".

غرفة طوارئ جنوب الحزام مايو/عدحسين :
السبت 28 ديسمبر
تم تفريغ كل الشحنات التى تحمل المعونات الإنسانية التى وصلت إلى منطقة جنوب الحزام بنجاح.
كما انة في صباح اليوم قد غادرت جميع الشاحنات متجهة إلى منطقة ود حسونة .
نحن في غرفة طوارئ جنوب الحزام (مايو_عدحسين )
نتقدم بجزيل الشكر إلى pic.twitter.com/pC1QSCUsMq

— hala haya 5 (@NidalSaad4) December 28, 2024

وجبل أولياء من المناطق العديدة في السودان التي تواجه مجاعة جماعية بعد قطع الأطراف المتحاربة طرق الوصول إليها.

وقال ممثل يونيسف في السودان شيلدون يت: "انقطع الوصول إلى المنطقة بشكل أساسي بسبب ديناميات الصراع"، مضيفاً أن إيصال المساعدات استغرق 3 أشهر من المحادثات.وتابع "احتجزت الشاحنات أكثر من مرة، وكان السائقون مترددين بشكل مفهوم نظراً للمخاطر التي تنطوي عليها العملية".

ولم يتمكن الخبراء من إصدار إعلان رسمي عن المجاعة في الخرطوم بسبب العجز عن إيصال المساعدات.

وتتفشى المجاعة في 5 مناطق على الأقل في السودان، حسب تقرير مدعوم من الأمم المتحدة هذا الأسبوع.

#HappeningNow: 78,000 شخص في جنوب الخرطوم يتلقون مساعدات غذائية وتغذوية شاحنات: @WFP & @UNICEF
وصلت إلى المنطقة للمرة الأولى منذ بدء النزاع قبل 20 شهرا

ويعد هذا إنجازا حاسما في الحصول على ممر آمن إلى الخرطوم لإيصال المساعدات بانتظام pic.twitter.com/CSk4WCZNwx

— WFP Sudan (@WFP_Sudan) December 27, 2024

وأظهر التقرير أن انعدام الأمن الغذائي بلغ مستويات أسوأ مما كان متوقعاً، ومن المتوقع بين ديسمبر (كانون الأول)2024 ومايو (آيار) 2025 أن يواجه 24.6مليوناً مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أو أعلى منه.

مقالات مشابهة

  • بعد 449 يوما من الحرب.. إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه القدس المحتلة
  • لم يقر بمسؤولية روسيا.. بوتين يعتذر عن تحطم طائرة أذربيجان: دفاعاتنا الجوية كانت نشطة وقت محاولتها الهبوط
  • الأولى منذ اندلاع الحرب..وصول أول قافلة مساعدات إلى جنوب الخرطوم
  • فضل الله برمة لـ «التغيير»: الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
  • حوار .. فضل الله برمة  لـ «التغيير» : الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان
  • عاجل. جهاز الأمن الروسي: قضينا على خلية إرهابية لتنظيم "داعش" كانت تعد لمهاجمة مركز شرطة في موسكو
  • إنقاذ تسعة أشخاص بعد غرق سفينة هندية كانت متجهة إلى اليمن في بحر العرب
  • أمير منطقة المدينة المنورة يزور محافظة العلا
  • حي المغيسلة .. وجهة سياحية فريدة لأهالي وزوار المدينة المنورة
  • خبير عسكري: بنية المقاومة تضررت خلال الحرب لكنها لا تزال قادرة على العمل