حكايات غزة المُغيبة .. شهادة الوفاة أسرع من شهادة الميلاد
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
غزة، تلك البقعة الصغيرة المحاصرة من الأرض، تُحكي حكايات قاسيةً تتكرر فصولها هناك، حيث تُصبح شهادةُ الوفاةِ أسرعَ من شهادةِ الميلادِ نتيجةً للصلفِ والإرهاب الصهيونيّ المُستمر منذ عقود. وهناك في غزة تعد الحياةُ صراعاً يومياً من أجل البقاء، وهناك أيضا تُصبحُ آمالُ الأجيالِ المُقبلةِ رهينةَ سياساتٍ لا تُراعي سوى المُصالحِ الضيقة، فَتَتحول غزة من مهدِ الحياةِ إلىَ مقبرةٍ حديثةٍ تُشهد علىَ جرائمِ الاحتلال الصهيوني.
لا يُمكنُ أن يُؤثّرَ صِغَرُ السنِ أو براءةُ الأطفالِ في استهدافهمِ بالرصاصِ الحيّ، والطائرات والصواريخ والمدافع وكل أنواع الأسلحة المُدمّرة، ففي غزة يَحُتّمُ الصراعُ، على الأطفالِ، أن يَشهدوا مشاهدَ القتلِ والإرهابِ، وأن يَخافوا من كلِّ صوتٍ عاليٍ، وأن يَتعلّموا كيفَ يَختبئوا في مُلاجئِهمِ – إذا أوجدت الملاجئ- منَ القصفِ الهمجي. تُصبحُ الألعابُ وألعاب الأطفالِ هيَ رموزُ الموتِ والخوفِ، وَتُحوّلُ الحربُ الطفولةَ إلىَ حياةٍ منَ الظّلمِ والقهرِ.
السلطةُ الصهيونيةُ، بدعمٍ من بعضِ الدولِ العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تَسْتَخفُّ بِحياةِ الشعبِ الفلسطينيّ، تَصُّبُّ عليها النارَ بِدُونِ رحمة، تُدمّرُ بيُوتهُ، تَحرمُهُ منَ العيشِ الكريمِ، وتَحاصرهُ فيَ قفصِهِ الصغيرِ، فكيفَ تُطالبُ هذا الشعبَ بِالتّهدئةِ والتّسليمِ فيَ وقتٍ محتل أرضه ويَسْتَهدفُ فيهِ الشّعبَ بِدُونِ وجهِ حقٍّ. تَتَحَوّلُ الأرضُ إلىَ مُجَردِ رمادٍ، وَتُصبحُ البيوتُ دُونَ سُكّانٍ، وَتُفقدُ الحياةُ معناها.
ما يَحدُثُ فيَ غزةَ منَ عدوان وظّلمِ وإرهاب ِ يَختفيَ وراءَ أكبرِ مُؤامرةٍ دولية وإعلاميةٍ، فَتُصبحُ الصّورةُ المُغيبةُ للشّعبِ الفلسطينيّ فيَ العالمِ، وَتَتحوّلُ المُقاومةُ إلىَ إرهابٍ، وَيَصِيرُ المُستضعفُ هوَ المُجرّمُ، فَيَصعبُ علىَ العالمِ أن يَرىَ حقيقةَ ما يَحدُثُ فيَ غزةَ، فَيَصِيرُ الأمرُ مُجرّدَ أرقامٍ عن الضحايا دُونَ تَفاصيلَ عنَ معاناة الشعب. تُسكتُ الأصواتُ المُناديّةُ بالعدالةِ، وَتَتَحوّلُ صراخاتُ الشّعبِ المُذَبحِ إلىَ أصداءٍ خافتةٍ لا يُسمعُها العالمُ.
فيَ وجهِ هذا الظّلمِ يَقفُ الشّعبُ الفلسطينيّ مُصمّمًا علىَ الجهاد والمُقاومةِ، بِكلِّ ما يَملكهُ منَ قوةٍ وإرادةٍ، فَتُصبحُ صراخاتهُ الخافتةُ هيَ نَبضاتُ قلبِهِ، وَيَستمرّ فيَ نضالهِ منَ أجلِ الحريةِ والاستقلالِ، وَإنْ كانَت معاناتهُ كبيرةً، فَإِنّ رُوحهُ لا تَزِالُ، وَسَيَظلّ يُقاتلُ منَ أجلِ حُقوقِهِ ومقدساته المَسلوبةِ. رُوحُ المقاومةِ تُسكنُ قلوبَ الشّعبِ الفلسطينيّ، وَتَصِيرُ أُمنيةَ الحياةِ والاستقلالِ هيَ أُمنيةَ الجيلِ والجيلِ الذي يَليِهِ.
عليناَ أن نَستمعَ إلىَ صوتِ الشّعبِ الفلسطينيّ، أن نَرىَ حقيقةَ ما يَحدُثُ فيَ غزةَ، أن نُسلّطَ الضوءَ علىَ الظّلمِ والإرهاب الصّهيونيّ، أن نَدعو لِمُحاسبةِ المُجرمينَ وتَقديمِهم لِلمُحاكمةِ. عليناَ أن نُؤكّدَ علىَ ضرورةِ توفيرِ الحمايةِ لِشعبِ غزةَ وَإنهاءِ العدوان والاحتلال والحصارِ الظّالمِ، ونَعملَ معاً علىَ إيجادِ حلٍّ مرضي وعادلٍ لِمُشكلةِ الصّراعِ الفلسطينيّ الإسرائيليّ. فما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة، وإنّ الصّمتَ والتّغاضيَ عنَ ما يَحدُثُ فيَ غزةَ يُشجّعُ الظّالمينَ وَيَزيدُ منَ معاناةِ المُظلومينَ.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ما ی حد ث
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف تهديد تقلبات الوزن الشديدة على حياة مرضى السمنة والقلب
كشفت دراسة جديدة، أجرتها جامعة "أنغليا روسكين" (ARU) ونُشرت في مجلة BMJ Journal Heart، أنّ: "التقلبات الشديدة في الوزن -سواء زيادة أو نقصانا- تزيد بشكل كبير من خطر الوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وأمراض القلب والأوعية الدموية".
وتابعت الدراسة التي ترجمتها "عربي21" أنّ: "أولئك الذين اكتسبوا أكثر من 10 كغم خلال فترة الدراسة، زاد لديهم خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بمقدار ثلاثة أضعاف، وتضاعف خطر الوفاة لجميع الأسباب تقريبا، مقارنة بمن حافظوا على وزن ثابت".
وأضافت: "فقدان الوزن بأكثر من 10 كيلوغرامات يرتبط أيضا بارتفاع خطر الوفاة لجميع الأسباب بنسبة 54%، مما يشير إلى أن كلا النقيضين من تغير الوزن قد يكون ضارا".
وصرّح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور تشانغ، بالقول: "هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تبحث في العلاقة بين تغير الوزن ومعدل الوفيات لجميع الأسباب لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة وأمراض القلب والأوعية الدموية".
وتمّت الدراسة عبر تحليل بيانات 8297 مشاركا من المملكة المتحدة مسجّلين في دراسة UK Biobank. إذ تتبّع الباحثون هؤلاء الأفراد، وجميعهم يعانون من السمنة المفرطة وأمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة مسبقا، لما يقرب من 14 عاما، وراقبوا التغيرات في أوزانهم بمرور الوقت.
"تم ربط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والتدخين، واستهلاك الكحول سابقا بزيادة احتمالية زيادة الوزن بشكل ملحوظ. كما وُجد ارتباط بين زيادة الوزن بشكل ملحوظ وصغر السن" بحسب الدراسة نفسها.
وأفادت: "وفقا لمسح الصحة في إنجلترا، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة في البلاد من 15% عام 1993 إلى 29% عام 2022، ويُعتبر أكثر من ثلثي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاما يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وتشير التقديرات إلى أن هذه المشكلة تكلف هيئة الخدمات الصحية الوطنية 6.5 مليار جنيه إسترليني سنويا".
وأبرزت: "على الصعيد العالمي، من المتوقع أن يعاني أكثر من نصف البالغين من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2050".
وأكدت أن: "الحفاظ على وزن ثابت، حتى ضمن نطاق السمنة، يبدوا أنه أمر بالغ الأهمية للحد من مخاطر الوفاة لدى مرضى القلب والأوعية الدموية. ولعله من غير المفاجئ أن ترتبط الزيادة الكبيرة في الوزن بارتفاع معدل الوفيات، ولكن من المثير للاهتمام وجود ارتباط مماثل لدى أولئك الذين فقدوا الكثير من الوزن".
وأردفت: "يجب على الأطباء مراعاة هذا الأمر، لا سيما فيما يتعلق بالأدوية الجديدة المتاحة في السوق، والتي حظيت بالإشادة لسرعتها في فقدان الوزن. وعلى الرغم من أن فقدان الوزن يُنصح به للبالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة، إلا أنه ينبغي على الأشخاص في الفئات المعرضة للخطر مثل هؤلاء محاولة فقدان الوزن فقط بعد استشارة طبيبهم عن كثب".
إلى ذلك، قد تم إجراء الدراسة من قِبل البروفيسورة باربرا بيرسيونيك، والدكتور رودولف شوت، والدكتور جوفين تشانغ من مركز أبحاث التكنولوجيا الطبية بجامعة أنغليا روسكين (ARU).