الثورة نت:
2024-09-16@16:41:15 GMT

الوعي والأمل والطموح في معنى التغييرات الجذرية

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

التغيير حين يحدث، يبدأ أولا تحت الجلد، أحيانا تبدو الأمور على السطح هادئة وطبيعية إلى أقصى درجة، وتظهر الشعوب خاملة وكأنها جثث تنتظر الجوارح كي تنهشها، إلا أنه في حقيقة الأمر لا شيء ثابت، الحركة الدائمة هي سيدة الحقائق، واكبر حقيقة اليوم هي الحركة الشعبية التي تحركها شعبنا اليمني العظيم في ثورته وصموده وتحديه ومواجهته لدول العدوان والحصار، والخروج الشعبي المليوني لدعم ومساندة غزة، أغلب الناس لا يلاحظون هذه الحركة رغم حدوثها، لكنهم سوف يتفاجأون بالتغيير الحر ويتعجبون كيف حدث، لأنه تغيير كان يعتمل في الداخل، رغم كل الكوابح والمعوقات الظاهرة، لهذا وعلى ضوء مفهومية ” التغييرات الجذرية” التي أطلقها السيد القائد، علينا أن ندرك أن هناك أناساً سوف تبدأ بإطلاق مشاعر الأمل في المستقبل، وأيضا هناك ناس سوف تبدأ بإطلاق الخوف من المستقبل، وهذه المشاعر وأن اختلفت سوف تسبب لجميع الناس القلق، والقلق يخلق الاستعداد لتقبل الإيحاءات، وخاصة تلك الإيحاءات المغلوطة والمضللة التي يرسلها ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي حول أن التغيير الجذري مهمته عزل فلان وتعيين علان، وهنا سوف يبدأ الناس بتصديق أي حاجة.

.
لذلك باعتقادي الشخصي، إن مفهوم التغييرات الجذرية التي تحدث عنها السيد القائد لا تعني بأي حال من الأحوال أن التغيير يعني تغيير الأشخاص أو الأفراد أو تعيين فلان بدل علان – وان كان ذلك مطلوب نوعا ما – ولكن التغييرات الجذرية التي فهمتها تعني أنه بعد بحوث ودراسات وتجارب ونقاشات وجهد جهيد تم الوصول – علميا وعمليا – إلى المستوى الأعلى والأرقى في فهم الأساليب ومعرفة الطرق والأدوات الانجع والأنجح والأفضل التي تحقق الجودة الأعلى في أداء وسلوك وعمل وخدمة القيادة والإدارة للوظيفة العامة في مؤسسات الدولة، وزيادة الإنتاج في كل شيء إيجابي، والابتعاد عن كل شيء سلبي، وتحسين الدخل العام، وتوفير الخدمات العامة، وإحقاق الحقوق، ودفع الناس لأداء واجباتهم، والإدراك والالتزام التام بمعايير السلوك والقيم العليا وعلى رأس ذلك النزاهة في العمل والكفاءة في التعيين، وتفعيل قيم المعرفة الدينية والأخلاقية والشعبية والقانونية في ممارسات وتصرفات موظفي الدولة التي تؤلف قلوب الناس لاحترام الدولة والقانون ومؤسساتهم وموظفيهم..
وحتى نفهم أكثر، علينا أن نعترف انه ربما قد يبدو للوهلة الأولى عند بعض اليائسين والخائفين من المستقبل، أن الحالمين في التغييرات الجذرية في ظل الظروف الصعبة الناتجة عن الحرب والعدوان والحصار مجرد مجانين، وفي أحسن الأحوال مجموعة من المنظرين الذين لا يفهمون ما يحدث على أرض الواقع، لكن في الحقيقة هذه نظرة عجلى وسطحية بالأساس، وإذا أردنا أن نعرف لماذا، فعلينا أن نأخذ رأي الجهة الأخرى، رأي اليائسين الذين يرون أنه لا فائدة مرجوة من التغييرات الجذرية، ولا يوجد أي أمل في حدوث أي تغيير مهما حاولنا، فماذا يقدم هؤلاء بهذه الواقعية الرثّة التي يتحدثون بها.. ؟ ماذا يفعلون برصدهم لواقع اليأس وإعلان صعوبته وعدم القدرة على تجاوزه ولو بعد ألف عام..؟ هؤلاء أشبه بتجلط الدم، يعيقون حركة المسيرة والدولة والمجتمع في الوقت الذي يعتقدون أنهم أكثر أبناءه وعيا، لأن تصورهم مجرد رصد للواقع، حتى وإن كان رصدا مصيبا، إلا أنه لن يغير من الأمر شيئا إذا توفرت الإرادة والعزيمة والتوكل على الله..
أما إذا انتقلنا إلى جهة الحالمين الممتلئين بالأمل في المستقبل، ولا أقصد بالحالمين المنظرين الذين ينفصلون عن الواقع تماما، ولكن أقصد بالحالمين هنا من يعرفون حقيقة الأمر على أرض الواقع لكنهم لا يستسلمون للوضع القائم، ويأملون في التغيير ويسعون نحوه دائما، وإذا ضربهم إحباط المحبطين ويأس اليائسين وخوف وقلق المنظرين يستحضرون الهمم والعقل والتوكل على الله ودروس التاريخ كي تشحن نفوسهم نحو المستقبل، يشاهدون كيف خرجت أمم وحضارات من قاع التخلف والجهل والاستبداد لتجلس على رأس الأمم، هؤلاء هم صانعو المستقبل، هؤلاء هم أصحاب رؤية ونظرية التغيير الجذري الذي نأمله ونحلم به، أما المنظرون ومن يدعون الواقعية والممتلئون بالإحباط والخوف والقلق فلن يفعلوا شيئا سوى تعطيل المسيرة والدولة والشعب في كل الأحوال..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: التغییرات الجذریة

إقرأ أيضاً:

ابتكارات طلابية ناشئة تعزز الوعي المالي باستخدام التكنولوجيا وتحقق ريادة أعمال

في ظل التوجه المتسارع نحو الابتكار والإبداع وتوجهات "رؤية عمان 2040" التي دعت إلى استثمار المواهب الشابة، ظهرت من خلال المسابقات الثقافية والمنتديات عقول شابة من طلبة المدارس في سلطنة عمان تعي أهمية الادخار والاستثمار في الأموال، حيث استطاعت تحويل أفكارها إلى مشاريع ملموسة بدأت من بيئة تعليمية لتخدم المجتمع وتلبي احتياجاته في مختلف المجالات منها الاقتصاد وإدارة الأموال، كما أن هذه المشاريع تسهم في تقديم حلول مبتكرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة لتنظيم النفقات وتحسين سبل الاستثمار.

واستطلعت "عمان" الأسبوع الفائت آراء مجموعة من الطلبة المشاركين في ندوة الثقافة المالية لتقترب من عقولهم وتتعرف على ابتكاراتهم، حيث لم تقتصر أعمالهم على الجانب المالي بل امتدت إلى المجالات الفنية والتجارية، وذلك من خلال استثمار المواهب وعمل تطبيقات ذكية تعود بالفائدة على فئات مختلفة لتمكّن أصحابها من مواجهة التحديات الاقتصادية.

"تطبيق ذكي"

حيث قالت منية بنت سالم المشيخية من مدرسة خولة بنت حكيم من محافظة ظفار: استلهمت فكرتي في إنشاء تطبيق يُعنى بنظام متكامل لتنظيم النفقات المالية ويساعد الفرد على تنظيم الاستهلاك، وذلك من خلال تنظيم صرف النفقات المالية ذات الأولوية من الدخل الشهري للفرد ذاته، كما أن التطبيق يساعده للحصول على عائدات مالية تمنحه الاستثمار فيها، واستهدفت من خلال التطبيق طلاب الكليات والموظفين الجدد والأسر ذات الدخل المحدود.

وأوضحت أن التطبيق يفيد اشتراك طلبة المؤسسات من خلال المنح الشهرية جراء توفير تسهيلات وعروض في عدة مجالات منها المكتبات والمعارض الترفيهية، في حين يفيد التطبيق الموظفين الجدد لتعزيز وعيهم المالي وبناء خطط جراء تنظيم الأولويات، أما الأسر ذات الدخل المحدود، فيقدم التطبيق لهم جملة من التسهيلات في مختلف المجالات من خلال تعاقدنا مع عدد من القطاعات الاستهلاكية لتوفير عروض خاصة لهم.

"الرسم"

من جانبها قالت علياء بنت عبدالله العهيلي من مدرسة خولة بنت حكيم بمحافظة ظفار: عززت ثقافتي المالية من خلال الاستثمار في هوايتي "الرسم"، وأعمل في أوقات فراغي بتفريغ هوايتي مع رسم لوحات فنية واعرضها خلال المسابقات المحلية أو الخليجية، من جانبها استغلت آية الراشدية من مدرسة أم الخير للتعليم الأساسي بمحافظة الداخلية منفعة الطفولة لعمل مشروع فني يستهدف تجميع الطلبات من زملائها ومعلماتها والمجتمع المحيط لعمل لوحات فنية تمثل لها مصدر دخل.

"مدونة وروبوت"

أما الطالبة مريم بنت هلال بن سالم الحمحامية من مدرسة معن للتعليم الأساسي مقيدة بالصف العاشر من محافظة شمال الشرقية، فقد استفادت من خلال مشاركتها في الثقافة المالية بعمل مدونة تتضمن أعمالها في الثقافة المالية والتقارير الأدبية، وقصص ونصائح وإرشادات، كما أنها قامت بكتابة قصص مصورة تعنى بتعزيز الثقافة المالية لدى الطلبة، وقامت بعمل روبوت يجيب على جميع التساؤلات في مجال الثقافة المالية، إلى جانب أنها عملت نموذجا لرائدات عمل عمانيات بالذكاء الاصطناعي عن طريق وضع صورة إحدى رائدات الأعمال لتحكي تجربتها بشكل تلقائي باستخدام الذكاء الاصطناعي، واسمت البرنامج "مالو".

داعية أنها اكتسبت المهارات عن طريق التعليم الذاتي من مختلف المواقع، وعرضت تجاربها على عائلتها والمعلمات، واستقبلت ملاحظاتهم على رحابة صدر لتطوير أعمالها، وتطمح الحمحامية لعمل برنامج آخر يرتبط بالحساب المصرفي للفرد من أجل إدارة الدخل والتخطيط المالي مما يسهم في دفع الالتزامات بشكل دوري.

مشروع "مكس"

في حين قالت مناسك بن سلطان الدرمكية مقيدة بالصف الحادي عشر من مدرسة دوحة الأدب بمحافظة مسقط: عند مشاركتي في مسابقة المستثمر الذكي الخليجي، فزت بالمركز الأول من فئة المدارس في مجال التسويق من خلال المشاركة بصورة توضح أنه لو كل شخص يدخر أمواله ولو لفترة طويلة سيسهم في تحقيق حلمه، لذلك حببت أن يكون لي دور في توعية الناس بالثقافة المالية للادخار، وكسبت من فوزي مبلغا ماليا استثمرته في مشروع تجاري "مكس" جراء بيع أكواب زجاجية عن طريق شراء الأكواب من مواقع إلكترونية وإعادة بيعها.

في حين قالت الطالبة عائشة محمد اليعقوبية من مدرسة المسرات للتعليم الأساسي بمحافظة الظاهرة: استثمرت فوزي بالمركز الأول في مسابقة المستثمر الذكي الخليجي في مسار الفيديو من خلال حصولي على مبلغ مالي في شراء ذهب لاستثماره على المدى الطويل، لافتة إلى أن مشاركتها باستغلال مهارتها في عمل "مسار فيديو" تعلمته من المدرسة.

"مشروع منزلي"

وأشارت منيرة بنت أحمد البرعمية من محافظة ظفار من مدرسة النهضة للتعليم ما بعد الأساسي أنها عملت مشروعا تجاريا معنيا بصنع الحلويات عندما كانت مقيدة في الصف الثامن، ومن خلال مشروعها ساهمت في استفادة العديد من الباحثين عن عمل لعمل وظيفة مندوبي توصيل، لافتة إلى أن مشروعها لاقى نجاحا واسعا وصل إلى 50 طلبية في اليوم، إلى جانب أنها عملت تطبيق "سهالات"هدف إلى تجميع الورش الصناعية في منصة واحدة، لتسهيل طلب الخدمات وتقليل الازدحام في المناطق الصناعية مع ضمان جودة عالية للخدمات.

مقالات مشابهة

  • ابتكارات طلابية ناشئة تعزز الوعي المالي باستخدام التكنولوجيا وتحقق ريادة أعمال
  • “إسلامية دبي” تطلق برنامج “أجيال” لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس
  • إسلامية دبي تطلق برنامج «أجيال» لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس
  • نظام الثانوية العامة الجديد 2025: كل ما تحتاج معرفته عن التغييرات والإشاعات
  • بعد 21 عاماً من التغيير.. تحديات وتعقيدات تهدد ديمقراطية العراق
  • السيد القائد .. مسار التغيير متواصل حتى يلمس شعبنا ثمرة ذلك
  • المولدُ النبوي وسؤالُ التغيير والبناء
  • نائب رئيس جنوب أفريقيا يفقد الوعي أثناء إلقاء كلمة
  • غسان حاصباني في ذكرى اغتيال بشير الجميل: اختصرتَ معنى الجمهورية
  • بعضها صادم ومفاجئ.. هذه المصطلحات التي يبحث عنها الناس بخصوص ترامب