20 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: في ظل تفاقم ظاهرة الزواج خارج إطار المحاكم في العراق، تبرز العديد من التحديات والمشكلات التي تؤثر بشكل مباشر على المجتمع، وخصوصاً على النساء والأطفال. هذه الزيجات غير المسجلة تشكل خرقاً للقانون العراقي وتترتب عليها آثار قانونية واجتماعية خطيرة، حيث يعاني الأطفال من عدم وجود هوية قانونية، بينما تفقد النساء حقوقهن في حماية قانونية مستدامة.

ويحظر القانون العراقي الزواج خارج المحاكم، حيث يشترط تسجيل عقود الزواج في المحاكم الرسمية لضمان حقوق الأطراف المعنية. إلا أن هذه الظاهرة لا تزال قائمة وبشكل ملحوظ، نتيجة لعوامل متعددة منها الجهل بالقانون، وضغوط اجتماعية، وتسهيل الأمور من قبل بعض رجال الدين الذين يقومون بعقد الزيجات دون التأكد من تسجيلها قانونياً.

والأطفال هم الضحية الأكبر في هذه الزيجات غير المسجلة. فمع عدم تسجيل عقود الزواج رسمياً، يصبح من الصعب تسجيل الولادات في المستشفيات واستخراج الوثائق المدنية الأساسية مثل شهادة الميلاد، البطاقة الموحدة، وبطاقة التموينية.

وبدون هذه الوثائق، يصبح هؤلاء الأطفال بلا هوية قانونية، مما يعيق حصولهم على حقوقهم الأساسية في التعليم والرعاية الصحية والمشاركة في الحياة الاجتماعية.

وفي هذا الصدد، تقول المحامية الحقوقية سارة الهاشمي: “إن الزواج خارج إطار المحاكم يعرض النساء والأطفال لمخاطر كبيرة. النساء قد يجدن أنفسهن بلا حقوق قانونية في حالة الطلاق أو الوفاة، بينما الأطفال ينشأون في مجتمع لا يعترف بهم قانونياً، مما يؤثر سلباً على مستقبلهم ويجعلهم عرضة للاستغلال والتهميش.”

و تسجيل عقود الزواج في المحاكم ليس فقط إجراءً قانونياً، بل هو حماية للأسر ولحقوق الزوجة والأطفال. فعند تسجيل الزواج، يتم ضمان حقوق المرأة في الميراث والنفقة، كما يتم تأمين حقوق الأطفال في الحصول على هوية قانونية وحمايتهم من مخاطر المستقبل المجهول.

ووفقًا لقانون الأحوال الشخصية العراقي، فإن السن القانوني للزواج هو 18 عامًا، إلا أن القانون يسمح للفتاة التي أتمت عامها الخامس عشر بالزواج بإذن من القاضي، شريطة توفر البلوغ الشرعي والقابلية البدنية. ولكن الزواج خارج إطار المحكمة يحرم الزوجة والأطفال من حقوقهم القانونية، ويجعلهم عرضة لمشاكل متعددة على المدى الطويل.

وفي هذا السياق، نشر مجلس القضاء الأعلى إحصائية رسمية لحالات الزواج والطلاق لشهر حزيران من العام الجاري. ووفقًا للإحصائية، بلغ عدد عقود الزواج المسجلة رسميًا 21,268 عقدًا، فيما تم تصديق 2,156 عقد زواج خارج المحكمة. أما حالات تصديق الطلاق الخارجي فبلغت 3,528 حالة، في حين بلغت حالات التفريق بحكم قضائي 1,251 حالة. وتُظهر هذه الإحصائيات أن الزواج خارج المحكمة لا يزال يشكل جزءًا كبيرًا من واقع الحياة الزوجية في العراق.

في جانب متصل، يتصاعد الجدل في الشارع العراقي وفي البرلمان بشأن تعديلات مقترحة على قانون الأحوال الشخصية، وسط مخاوف من تأثير هذه التعديلات على الوضع الاجتماعي والسياسي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الزواج خارج عقود الزواج

إقرأ أيضاً:

الامن الوطني: إحباط طرق تهريب جديدة للمخدرات في حليب الأطفال

14 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: اعلن جهاز الامن الوطني، اليوم السبت، عن إحباط طرق تهريب جديدة للمخدرات في حليب الأطفال.

وقال الجهاز في بيان “مرة أخرى ينجح رجال الأمن الوطني في إحباط محاولات تجار المخدرات الذين يحاولون في كل مرة اللجوء إلى طرق مختلفة لتهريب السموم المخدرة”.

وأضاف ان “مفارز جهازنا في البصرة تمكنت من الإطاحة بتاجرين من ذوي الجنسية الأجنبية (رجل وامرأة) إذ ضُبط بحوزتهم كميات من مادة الكريستال حاولا إخفاءها في علب حليب الأطفال”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • التغيرات في أدوار الرجل والمرأة تساهم في ارتفاع حالات الطلاق بالعراق
  • نميرة نجم تسلم "أوكسانا سلطان "جائزة "العدالة " لأبرز قانونية في العالم
  • قراءة في ملف الاغتيالات الإسرائيلية
  • تسليح البيشمركة خارج سيطرة بغداد: هل تتحول كردستان إلى جيش مستقل؟
  • أشرف عقبة: مبادرة "بداية" ​​​​​​​تهدف لرفع مستويات الأطفال والشباب
  • العراق على موعد مع تغييرات قانونية مثيرة للجدل
  • الحكيم والعامري يجدّدان الدعوة لوقف الحرب على غزة
  • الامن الوطني: إحباط طرق تهريب جديدة للمخدرات في حليب الأطفال
  • زواج مثليي الجنس كان رائجًا في آسيا.. ليس بعد الآن
  • تعديلات قانون الأحوال الشخصية تثير جدلاً واسعاً ونواب يرجحون التصويت عليه