شكراً للإنقاذ ومرحباً بالتغيير والبناء
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
بإعلان تشكيلة حكومة التغيير والبناء، تكون مهمة حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور قد انتهت، بعد سنوات من العمل في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، ظروف جعلت مهمة الحكومة صعبة للغاية في ظل العدوان والحصار وتداعياتهما، ورغم ذلك إلا أنني كمتابع للأداء الحكومي في ظل المعطيات والإمكانيات التي كانت متاحة لها ؛ أستطيع القول إن حكومة الإنقاذ تمكنت من تحقيق بعض التحولات في كثير من المجالات وفي مقدمتها الجانب العسكري والأمني والإنجازات الملحوظة التي تحققت خير شاهد على ذلك، سواء ما يتعلق بالتطور النوعي في جانب التصنيع الحربي، وتعزيز الصمود في مختلف ميادين البطولة والشرف، وتحديث وتطوير وتأهيل المنظومة الأمنية والذي أسهم في تحقيق حالة من الأمن والاستقرار في عموم أرجاء المحافظات اليمنية الحرة .
وكذلك ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والحفاظ على قيمة العملة الوطنية في ظل المؤامرة الكبرى التي تعرضت وما تزال لها، والحفاظ على الاستقرار التمويني والسلعي بخلاف ما عليه الحال في المحافظات اليمنية المحتلة، أضف إلى ذلك ما تم إنجازه من مشاريع خدمية وتنموية في مختلف القطاعات الخدمية، والتي تمثل شاهد عيان على جهود حكومية بذلت في سبيل تحقيقها، وهو الأمر الذي يدفعنا لتقديم الشكر والتقدير لرئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ على كل ما بذلوه، وما لقاء السيد القائد يحفظه الله بهم إلا خير شاهد على تقدير القيادة لهم ولكل الجهود المشكورة التي قاموا بها، مع التأكيد على أن التغيير سنة من سنن الله في الأرض .
حالة ارتياح شعبية غير مسبوقة أعقبت الإعلان عن تشكيل حكومة التغيير والبناء برئاسة الأستاذ أحمد غالب الرهوي، للمرة الأولى في تاريخ اليمن الحديث يتم تشكيل حكومة وطنية من 19وزيرا وثلاثة نواب لرئيس الوزراء، بعد أن تعودنا على قائمة طويلة عريضة من الوزراء والوزارات والتي كانت تستحدث لإرضاء بعض المكونات الحزبية وبعض الشخصيات النافذة لتحقيق مبدأ المحاصصة والتقاسم الذي كان سائدا، علاوة على الهيئات والمؤسسات والصناديق التي تتبع تلكم الوزارات، والتي تشكل أعباء مرهقة للدولة تستنزف الكثير من موازنتها المالية تحت بند النفقات والاعتمادات المختلفة .
اليوم لدينا حكومة من 19وزيرا بعد دمج العديد من الوزارات وفق رؤية عملية دقيقة، تمت خلالها إعادة هيكلة الوزارات والحد من تضخم المسميات والكيانات من أجل ضمان تحقيق الأهداف المتوخاة والوصول للنتائج المرجوة، حكومة وطنية جديدة، غالبيتها من الشباب، تمثل في مضمونها خيار القيادة الثورية والسياسية للمرحلة الراهنة، يعول عليها بعد الله عز وجل في تحقيق الأهداف والمهام المنشودة منها، والقيام بالمسؤوليات المنوطة بها، والتي تركز في المقام الأول على مسارين رئيسين : مسار التغيير، ومسار البناء .
التغيير نحو الأفضل في جانب الكادر الوظيفي المعني بأداء المهام والمسؤوليات، والتغيير في طبيعة الأداء وحجم الإنجاز والتحولات، والتغيير في الطرق والأساليب المتبعة لما من شأنه الحد من الروتين الممل، والعمل على السرعة في إنجاز المعاملات دونما مماطلة أو تسويف، والتغيير في طريقة التعاطي مع الأوضاع العامة للمواطنين من واقع الميدان والتفاعل الإيجابي معها، والعمل على تصحيح الأخطاء، ومعالجة أوجه القصور والإهمال أولا بأول، بروح المسؤولية والواجب الإيماني والوطني والوظيفي والأخلاقي، بعيدا عن الاتكالية واللامبالاة، واستشعار الرقابة الإلهية من قبل أعضاء الحكومة لضمان التوفيق والنجاح في المهام الموكلة إليهم .
والمسار الثاني، وهو البناء والذي يتطلب شحذ الهمم وتكاتف الجهود والعمل بروح الفريق الواحد، والاستفادة من الإمكانيات المتاحة، لبناء الإنسان وتأهيله والاستفادة من قدراته في مختلف المجالات ليصبح عنصرا فاعلا في أوساط المجتمع، وبناء الوطن في مختلف القطاعات والمجالات على ضوء ما ورد من محاور ومنطلقات وركائز أساسية في مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة، بطرق وأساليب حديثة ومتطورة يراعى عند تنفيذها الدقة والتقنية والالتزام بالمواصفات والمقاييس لضمان ديمومتها أطول فترة ممكنة، والابتعاد عن أساليب البناء العشوائية التي تعتمد على أسلوب الترقيع والعمل ( السفري ) الذي يفتقر للمواصفات والمقاييس ويعد ضربا من ضروب الفساد والعبث والإهدار للمال العام .
ونحن هنا ندرك أن طريق حكومة التغيير والبناء لن تكون مفروشة بالورود، وستواجه الكثير من الصعوبات والتحديات والعقبات، ونعي جيدا أنها لا تملك عصا سحرية، ولا مصباح علاء الدين، لذا فهي مطالبة بالعمل وفق ما هو متاح وممكن لديها، مع ضرورة مراعاة الأولويات، واستغلال دعم قائد الثورة ووقوفه إلى جانبها في تحقيق نقلة نوعية في مساري التغيير والبناء.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: التغییر والبناء فی مختلف
إقرأ أيضاً:
محمد بن سلمان.. ماذا يعني التغيير الكبير لمستقبل السعودية؟
يرسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استراتيجية جديدة للنظام العالمي بعد أن تحول من أمير شاب معتدٍ بنفسه قبل عدة سنوات، إلى وسيط دولي مؤثر وقوي، وفقا لوكالة "بلومبرغ".
وقالت بلومبرغ في مقال لبرادلي هوب، الذي نشر هو وجاستين تشيك كتاب "الدم والنفط" في عام 2020 حول الأمير محمد بن سلمان، إن السنوات الأربع الأخيرة من حكم محمد بن سلمان تمثل تغييرا كبيرا عن أول خمس سنوات له، وما يعنيه ذلك لمستقبله ومستقبل المملكة العربية السعودية.
تميز صعود محمد بن سلمان، الذي اختير وليا للعهد في عام 2017، بسلسلة من التعقيدات، بدءا من الحرب المدمرة في اليمن والتضييق على المعارضين والإنفاق الباذخ والمشاكل مع الجارة قطر وانتهاء بمقتل الصحافي جمال خاشقجي والتي ساهمت في توتر علاقات الرياض مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويوضح الكاتب كيف أن محمد بن سلمان تمكن بعد ذلك من تجاوز كل هذه القضايا، ليصبح قوة مؤثرة على الساحة الدولية.
في البداية تصالح مع قطر في عام 2021، وبعدها نجح في تخفيف حدة التوتر مع إيران، العدو التقليدي للسعودية، قبل أن تعود واشنطن للتعامل معه من جديد مستفيدا من الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط.
السعودية أولايقول الكاتب إنه وعلى الرغم من استمرار الانتقادات التي توجهها المنظمات الحقوقية لمعاملة السعودية للمعارضين وغياب الحريات السياسية، لكن العالم الذي سعى إلى عزل محمد بن سلمان أصبح الآن "بلا خيار سوى التفاعل معه."
ويضيف أن عصر محمد بن سلمان، الذي تمتد فيه تأثيرات السعودية إلى ما هو أبعد من أسواق النفط، بدأ الآن.
ويشير إلى أن السياسة الخارجية السعودية باتت تتبع اليوم بوضوح مبدأ "السعودية أولاً".
ويلفت إلى أن تأثيرات السعودية توسعت لتشمل الشركات الكبرى في وادي السليكون إلى ملاعب الدوري الإنكليزي الممتاز وألعاب الفيديو والغولف وكذلك مشاريع الطاقة المتجددة وأبحاث الذكاء الاصطناعي.
ويختتم الكاتب بالقول إن بصمات المملكة أصبحت أكثر وضوحا في الاقتصاد العالمي وإن تداعيات تحول السعودية تحت قيادة محمد بن سلمان ستستمر في التأثير على ما وراء حدود المملكة لعقود قادمة.
وفي إطار خطته الإصلاحية "رؤية 2030" التي أطلقها قبل عدة سنوات، يسعى محمد بن سلمان إلى تطبيق إصلاحات اجتماعية والى تنويع مصادر دخل بلاده، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، وتحويل المملكة إلى مركز أعمال ورياضة وسياحة.
ومنذ تولي محمد بن سلمان (37 عاما) ولاية العهد في 2017، تشهد المملكة التي ظلت مغلقة لعقود انفتاحا اجتماعياً واقتصاديا واسع النطاق وغير مسبوق.
وتنفق المملكة ببذخ في إطار استراتيجية لتطوير بنيتها التحتية وتحسين صورتها، فتقوم ببناء مرافق سياحية جديدة على ساحل البحر الأحمر ومدينة نيوم المستقبلية بقيمة 500 مليار دولار بالإضافة لاستضافة فعاليات رياضية وترفيهية تضم صفوة نجوم العالم.