علي يوسف السعد يكتب: جوهرة البرتغال الساحرة
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
في قلب البرتغال، حيث تمتزج الحضارة بالطبيعة الخلابة، تقع مدينة لاجوس، وجهتي التي اخترتها لقضاء 4 أيام من الاستجمام والاستكشاف.
من لشبونة بدأت رحلتي بالسيارة متجهاً نحو الجنوب، حيث المناظر الطبيعية تتغير تدريجياً من الحضرية الصاخبة إلى الهدوء المفعم بجمال الطبيعة البرية.
الرحلة من لشبونة إلى لاجوس تستغرق نحو 3 ساعات بالسيارة عبر الطريق A2 وA22، حيث تمر بمناظر طبيعية متنوعة تعبر عن خصوصية البرتغال الجغرافية والثقافية.
عند وصولي إلى لاجوس، كانت الطبيعة الساحرة في استقبالي. لاجوس، المدينة التي كانت مركزاً مهماً للإبحار والاكتشافات البرتغالية خلال العصور الوسطى، لا تزال تحتفظ بسحرها التاريخي من خلال الأسوار القديمة والشوارع المرصوفة بالحصى التي تحكي قصصاً من الماضي.
خلال الأيام الـ 4، كانت لاجوس ملعبي السياحي حيث استمتعت بعدد من النشاطات، مثل: زيارة شواطئ دونا آنا وكاميلو التي تعتبر من أجمل شواطئ البرتغال، حيث الصخور البرتقالية تخترق الأمواج الزرقاء الصافية. وقد قضيت يوماً ممتعاً بين السباحة والتشمس. جولة في المدينة القديمة: حيث تنقلت بين المعالم التاريخية مثل كنيسة القديس أنطونيو، التي تتميز بزخارفها الذهبية الرائعة. رحلة بحرية إلى الكهوف البحرية: تعد من أبرز النشاطات في لاجوس، حيث تأخذك القوارب في جولة لاكتشاف الكهوف المائية الطبيعية المذهلة. تجربة الطعام البرتغالي: كانت الأسماك الطازجة وأطباق السيفيش من أبرز ما تذوقته، مع الاستمتاع بمنظر الغروب الخلاب.
لاجوس ليست فقط مدينة شواطئ وجمال طبيعي، بل هي مدينة ذات أهمية تاريخية كبيرة. ففي العصور الوسطى، كانت لاجوس محطة أساسية للرحلات الاستكشافية البرتغالية التي قادها الأمير هنري الملاح. كما أنها شهدت على بعض الفصول المؤلمة من التاريخ البرتغالي، بما في ذلك تجارة الرقيق التي كانت تُمارس فيها.
قضاء 4 أيام في لاجوس كانت تجربة متكاملة تجمع بين الاسترخاء والاستكشاف والغوص في أعماق التاريخ. من لشبونة إلى لاجوس، كل كيلومتر كان يحمل في طياته جزءاً من قصة هذه الأرض العريقة، وكل نشاط سياحي أضاف إلى روحي المزيد من السعادة والإلهام. ستبقى لاجوس، بكل ما تقدمه، واحة لمن يبحث عن الجمال في أبسط صوره. أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: وجهات خفية ومنسية علي يوسف السعد يكتب: رحالة الكلمة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد
إقرأ أيضاً:
العين.. جوهرة إماراتية تمزج عبق التراث مع سحر الطبيعة الهادئة
◄ قصر المويجعي.. نموذج راقٍ لفن العمارة التقليدية في مطلع القرن العشرين
◄ واحة العين تمتد على مساحة 1200 هكتار من المساحات الخضراء
◄ حديقة حيوانات العين موئلٌ لأكثر من 4 آلاف حيوان
◄ أمسية شتوية مُمتعة في مخيم نجوم الصحراوي وسط الكثبان الرملية وتحت ضي القمر
أبوظبي- أحمد الجهوري
عندما تقترب الطائرة من أجواء العاصمة أبوظبي، تبدأ الحكاية من السماء؛ حيث تتمايل نظراتك بين امتداد الرمال الذهبية التي تروي قصص التاريخ، والمياه الزرقاء الهادئة التي تعكس هيبة المكان. وبينما يقترب الأفق، تظهر معالم المدينة وكأنها تنبض بالحياة؛ الأبراج المهيبة التي تعانق السحاب، والمساجد التي تزدان بجمال العمارة الإسلامية، والمسطحات الخضراء التي تضفي روحًا هادئة على المشهد. وما إن تخطو قدماك داخل مطار أبوظبي الدولي، الذي يجمع بين التصميم العصري والضيافة العربية الأصيلة، تدرك أن هذه المدينة ليست مجرد عاصمة؛ بل تجربة فريدة تجسد روح الإمارات بأصالتها وحداثتها.
هكذا بدأت رحلتنا الصحفية إلى دولة الإمارات بدعوة من دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي والتي وضعت "حيّاكم في أبوظبي"، هويتها السياحية؛ حيث خصصت لنا برنامجًا مليئًا بالتشويق في مدينة العين.
كان الطريق من المطار بالعاصمة أبوظبي إلى مدينة العين ممتعًا، ويتيح لك الفرصة للتأمل بأن الرمال صُنِعت منها منجزات. الإقامة كانت في فندق روتانا العين والذي يعد من أفخم فنادق المدينة ويتميز بموقعه الاستراتيجي وخدماته الفخمة.
زار الفريق الصحفي في اليوم الأول قصر المويجعي، الكائن في الجهة الغربية لمدخل العين، والذي شهد مرحلة مهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمثل بناؤه نموذجًا راقيًا لفن العمارة التي كانت تعتمد على البناء بالطوب اللبن مطلع القرن العشرين.
وشُيد قصر المويجعي في عهد الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (زايد الأول) (1855-1909) وابنه الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة. وبعد تولي المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، منصب ممثل الحاكم عام 1946 في منطقة العين، انتقل للإقامة في قصر المويجعي ليصبح بيتًا لعائلته ومقرًا لحكمه.
بعدها كانت الزيارة إلى واحة العين؛ حيث نظرًا لوجود نظام الأفلاج التقليدي في الري والممرات المُتعرِّجة تحت مظلة أشجار النخيل وأشجار الفاكهة الأخرى، تعكس واحة العين ما كانت عليه الزراعة في هذه المنطقة منذ آلاف السنين. وتقع هذه الواحة الممتدة على مساحة 1200 هكتار وسط مدينة العين؛ مما يجعلها أكبر واحات العين من حيث المساحة. ويعتني المزارعون هناك بأكثر من 147000 نخلة من أنواع مختلفة تُقارب الـ100، إضافة إلى محاصيل العلف وأشجار الفاكهة، مثل المانجو والبرتقال والموز والتين والعناب (المعروف محليًا باسم السدر). ويتم فصل قطع الأراضي المنفردة عن بعضها بأسوار تاريخية.
وتم التنقل بعدها إلى بيت محمد بن خليفة؛ وهو معلم تاريخي مدرج ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في العين. يستضيف البيت معرضًا دائمًا يحتفي بمرحلة التحول الاجتماعي والمعماري إلى الحداثة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين. وأُعيد ترميم البيت ليكون مركزًا مجتمعيًا يرعى برنامجًا متنوع الفعاليات والأنشطة. بعد إعادة تصميمه وإعداده، يحتضن مبنى بيت محمد بن خليفة مسرح العين، ومركز رفلكت للفنون الإبداعية، ونوتس كافيه.
وزار الفريق الصحفي مركز القطارة للفنون؛ حيث يقوم المركز بدور فريد ومتميز في المشهد الفني والثقافي بمدينة العين. فهو ليس مجرد مقصد يشاهد فيه الزائرون الأعمال الفنية؛ بل يُعدّ مركزًا لتشكيلها وصناعتها أيضًا، وتأسس المركز عام 2011 ليصبح حيزًا مهمًا يتيح دراسة الفنون والثقافة وممارستها وتطويرها. تعرض صالة مركز القطارة أعمالًا فنية لفنانين إماراتيين وغيرهم من الفنانين المقيمين في الدولة.
وخُصِّص اليوم الثاني من الرحلة لزيارة حديقة الحيوانات؛ حيث تعد موئلًا لأكثر من 4 آلاف حيوان، والتي يستطيع من خلالها الزائر التمتع بتجربة تغذية الزرافة عن قرب، وركوب الجمال، وحديقة حيوانات العزبة الجذابة للحيوانات الأليفة. تعبر حديقة الحيوانات في العين المعتنى بها هي الأكبر والأكثر شهرة في المنطقة، بفضل كونها موطنًا للأنواع الأصلية والنادرة، بما في ذلك المها العربي والأغنام البربري كبيرة القرون ووحيد القرن وأفراس النهر والنمور والأسود وغيرها.
ويحمي برنامج الحفظ والتربية الذي يحظى باحترام كبير في حديقة الحيوان ويحمي الحيوانات النادرة من الانقراض، والذي يتضمن تجربة رائعة للتجول في الليمور. وهناك الكثير من المساحات الخضراء العامة للنزهات، فضلًا عن الملاعب والمقاهي والمطاعم لتناول وجبة خفيفة. هناك أيضًا جولة بالقطار في منطقة الحياة البرية. وتبلغ تكلفة الدخول إلى حديقة حيوانات العين 30 درهمًا رسوم دخول للبالغين و10 دراهم للأطفال.
وكانت المتعة حاضرة من خلال زيارة مخيم نجوم الصحراوي والذي يتوسط الكثبان الرملية وتم تهيئته لقضاء أمسية شتوية ملكية تحت ضوء القمر والنجوم وتوفير الوجبات الفاخرة وعدد من الأنشطة الترفيهية التي تضمن لك قضاء أجمل الأوقات واللحظات.
أما التجربة الاستثنائية والتي تظل خالدة في الذكرى تجربة الطيران على ارتفاع يصل 3000 متر برفقة طيارين محترفين عبر طائرات بأحجام صغيرة تتسع لراكبين فقط وذلك في نادي صقور الامارات للطيران، تشاهد من خلال الطيران جمال مدينة العين من السماء وتمازج رمالها الساحرة مع مبانيها وقصورها الرائعة.
وعندما نتحدث عن الفخامة الفندقية فلن تجد مثلها إلّا في منتجع تلال في صحراء مدينة العين والذي يضمّ مسبحًا خارجيًا ومركز عافية ويوفّر مجموعة من النشاطات الخارجية. ويشمل هذا المنتجع المترف ذو الطراز البوتيكي سبعة غرف للنزلاء، و10 فيلات بغرفة نوم واحدة، وفيلتيْن بغرفتَيْ نوم، وفيلا واحدة بثلاث غرف نوم. وتضمّ الفيلات التي تحتوي على غرفتَيْ نوم وثلاث غرف نوم مسابحَ خاصة. تزاوج الفلل ما بين الديكور التقليدي والتكنولوجيا الحديثة، كما يقدّم المنتجع لضيوفه باقة من النشاطات لاكتشاف الثقافة المحلية على غرار ركوب الخيل/ الجمل، والصيد بالصقور، وتحضير القهوة العربية، وإعداد عصير التمر ورسم الحناء. كما تتوافر علاجات تدليك في مركز العافية.
وكانت تجربة الأطعمة الإماراتية الشهية في مطعم الفنار إحدى التجارب المشوقة للتعرف على أهم الوجبات المتنوعة.
في مدينة العين، ترسم الطبيعة والحضارة لوحة من الجمال الذي يخطف الأنظار؛ حيث تتعانق واحات النخيل مع سفوح جبل حفيت الشامخة، ويتردد صدى التاريخ في أروقة الحصون والقلاع العتيقة التي تحكي عن إرث عريق. والحقيقة أن مدينة العين ليست مجرد واحة في قلب الصحراء؛ إنها نبض الحياة ووجهة للهدوء والاسترخاء؛ حيث تتناغم الحدائق الغنّاء مع الأسواق التقليدية والمواقع التراثية التي تجعل كل زيارة تجربة فريدة. إنها مدينة تحمل في طياتها سحر الماضي وروعة الحاضر؛ لتظل وجهة تسكن الذاكرة وتُلهم القلوب.