الأمم المتحدة تحذر من تصاعد اعتداءات الاحتلال على العمال الإنسانيين في غزة
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
الجديد برس:
نددت الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، بمستويات “غير مقبولة” من العنف الذي بات شائعاً بحق العاملين الإنسانيين، حيث بلغ حداً قياسياً عام 2023 مع مقتل 280 منهم عبر العالم، محذرةً من أن هذا الرقم قد يزداد على وقع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، إن “تطبيع العنف بحق العاملين الإنسانيين وعدم المحاسبة أمران غير مقبولين وغير جائزين وفي غاية الخطورة بالنسبة إلى عمليات المساعدة في أي مكان”.
وتابعت أنه “مع مقتل 280 عاملاً إنسانياً في 33 بلداً العام الماضي، فإن 2023 هي السنة التي سجلت أكبر عدد من القتلى في المجتمع الإنساني العالمي منذ بدء تسجيل البيانات”، إذ سجل عدد القتلى زيادة بنسبة 137% عن العام 2022 (118 قتيلاً)، بحسب ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان.
واستند المكتب في أرقامه إلى “قاعدة بيانات أمن عاملي الإغاثة – Aid Worker Security Database” التي تحصي هذه الأعداد منذ العام 1997.
وبحسب هذه البيانات، فإن “أكثر من نصف القتلى عام 2023 (163) عاملون إنسانيون سقطوا في قطاع غزة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر”، معظمهم في ضربات جوية إسرائيلية.
وبحسب “قاعدة بيانات أمن عاملي الإغاثة”، “قُتل هذه السنة 176 عاملاً بين الأول من يناير والتاسع من أغسطس، بينهم 121 في الأراضي الفلسطينية، وهو رقم يتخطى الحصيلة الكاملة لمعظم السنوات السابقة، إذ تعود أعلى حصيلة بين العاملين الإنسانيين إلى 2013 حين قتل 159 منهم”.
و”قتل منذ أكتوبر أكثر من 280 عاملاً إنسانياً في غزة، معظمهم موظفون في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا”، بحسب الأمم المتحدة.
وأضافت الأمم المتحدة أنه “إذا كانت حصيلة 280 قتيلاً عام 2023 مشينة”، فإنّ العام 2024 “قد يكون بصدد تسجيل حصيلة أعلى”.
حماس تدعو إلى تجريم الانتهاكات ضد العمل الإنساني
وفي السياق، دعت حركة حماس إلى تجريم انتهاكات الاحتلال ضد العمل الإنساني، ووقف إرهابه المتصاعد ضد قطاع غزة والضفة والقدس، والتحرك العاجل لتكثيف العمل الإنساني والإغاثي الداعم للشعب الفلسطيني وصموده على أرضه.
وفي بيان، تابعت الحركة أن اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي تحتفي به الأمم المتحدة ودول العالم في مثل هذا اليوم 19 أغسطس، يأتي “في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير والتطهير العرقي ضد قطاع غزة لليوم الـ318، حيث ارتقى خلالها أكثر من 40 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، بينهم 280 عامل إغاثة من موظفي وكالة الأونروا، ونحو 93 ألف جريح، وآلاف المفقودين وتحت الركام والأنقاض، وآلاف المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلال، تمارس ضدهم أبشع جرائم التعذيب الوحشي والقتل الانتقامي”.
وأكدت الحركة في الإطار، أن احتفاء المجتمع الدولي بهذا اليوم العالمي “يضعهم جميعاً، دولاً وحكومات ومنظمات، أمام مسؤولية سياسية وقانونية وأخلاقية وإنسانية، من أجل الوقوف مع قضيَّة شعبنا العادلة وحقوقه المشروعة، الذي يتعرض لأبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ الحديث، على مدار 10 أشهر، ستبقى وصمة عار على كل المتقاعسين والمتخاذلين في وقفها وإنهائها ومحاكمة مرتكبيها في المحاكم الدولية”.
في المقابل، أشادت بعمل ودور وجهود كل طواقم العمل الإنساني والإغاثي من أبناء الشعب ومؤسساته، خصوصاً في قطاع غزة، الذين “يقدمون خدماتهم على الرغم من القصف وتصعيد الاحتلال كل أشكال الإجرام والقتل والتدمير ضدهم”، داعيةً المنظمات العربية والإسلامية والعالمية العاملة في مجالات العمل الإنساني والإغاثي إلى “تكثيف أعمالها وبرامجها، وتوفير الخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية والإغاثية”.
ودعت حماس أيضاً كل الدول والحكومات إلى “تجريم الممارسات والانتهاكات العنصرية والإجرامية التي تمارسها حكومة الاحتلال الفاشية ضد طواقم العمل الإنساني الدّاعمة لشعبنا الفلسطيني، والضغط على الاحتلال لوقف إرهابه ضدهم، وتوفير الحماية لمواصلة دورهم وعملهم الإنساني”.
كما دعت الحركة الأمم المتحدة ومؤسساتها المتعددة، وكل المنظمات الإنسانية، إلى “تحمّل مسؤولياتهم في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، وخاصة في قطاع غزة، مشددةً على ضرورة مواصلة عملهم الإنساني المتضامن والمؤيد لحقوق شعبنا المشروعة؛ في العيش بحرية وكرامة على أرضه المحتلة، حتى انتزاع الحقوق والتحرير والعودة”.
وتحيي الأمم المتحدة في 19 أغسطس من كل سنة اليوم العالمي للعمل الإنساني، في يوم ذكرى الاعتداء بالقنابل على مقرها في بغداد عام 2002، الذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً بينهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق سيرجي فييرا دي ميلو، وإصابة نحو 150 عاملاً إنسانياً محلياً وأجنبياً.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: العمل الإنسانی الأمم المتحدة الیوم العالمی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
قانون القوة وعدالة الإجرام
حينما أعادت بريطانيا احتلال جزر فوكلاند الواقعة في المياه الإقليمية لدولة الأرجنتين والبعيدة كل البعد عن المياه الإقليمية للإمبراطورية التي غابت عنها الشمس فتلك في قارة أوروبا وتلك في قارة أمريكا الجنوبية لكنها تعطي بريطانيا أهمية استراتيجية في تنفيذ سياستها وإثبات جدارتها في القرار السياسي العالمي، أرسلت قواتها وطردت قوات الأرجنتين فيما سمي بحرب فوكلاند وذلك بسبب الفارق الكمي والنوعي والتكنولوجي بين الدولتين .
رفعت الأرجنتين شكوى إلى مجلس الأمن ولما سُئلت رئيسه وزراء بريطانيا آنذاك –مارجريت تاتشر-لماذا لم تعرضوا أو تقدموا شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟
قالت: لسنا عربا حتى نشكو إلى مجلس الأمن، وعندما أرادت السيطرة على عدن أغرق ربان السفينة –هانس-سفينته وادعى ان القوات اليمنية أغرقتها، واستولت على الجنوب تحت ذريعة التعدي على بريطانيا ومكثت اكثر من مائة سنة.
جميع الذرائع والحجج والمبررات التي يسوقها الاستعمار لتحقيق سياساته ومصالحه كاذبة وأحيانا مصطنعة لكنه يعتمد على إعلام لا أخلاق له ولا مبادئ ولا قيم وهي ذاتها التي يعتمدها سياسيو الاستعمار ومثقفوه الا قليلا ممن يلتزمون الحياد والأقل منهم من يتحدثون بصدق ولا يكتمون الحقيقة.
في مداخله رائعة للمرحوم محمد المقرمي -رحمه الله- عن تجربته في كوكب اليابان أراد ان يقنع إحدى تلميذاته بوجود الله استدل بترتيب مكونات الفصل الدراسي التي غادرها الجميع بالأمس وهي غير مرتبة، فقال لها لقد رتبت الصدفة الفصل فأنكرت ذلك بشدة؟ فقال لها، وهل يمكن القول ان هذا الكون العظيم بشمسه وكواكبه ونجومه رتبته الصدفة؟ فأجابت لا، وسألته من رتبه ونظمه عظيم لا يقارن؟ لكن السؤال من هو؟ فقال لها انه الله .
وهنا ردت عليه أنتم تعبدون هذا الإله العظيم البديع فلماذا انتم كمسلمين وعرب غير منظمين؟
والسؤال المشروع هل الواقع العربي والإسلامي نتاج سياسة داخلية أم مفروض أم تكاملت في أحداثه عوامل الداخل والخارج؟
المعروف تاريخيا ان الاستعمار هو الذي صنع واخرج الواقع العربي المشوه لخدمة مصالحه وتحقيق أهدافه، حتى وقد غادر بجيوشه وسياسته وآلته العسكرية.
فقبل مجيئه استعان بمن يمهدون له وأغراهم بالمناصب والأموال واستعمل أسلوب الترغيب والترهيب، وحينما غادر سلم لهم مقاليد الحكم ليواصلوا المشوار.
الكيان المحتل أنشأته القوة ومكنته من الاستيطان على ارض فلسطين، واما قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة -181-فلا يعني شيئا لمن لا يمتلك القوة؛ القرار نص على إنشاء دولتين فلسطينية ويهودية وأعطى المساحة الأكبر لليهود والذين لم يكن يتجاوز عددهم 175-الفا عام 1931م، وحرمت غالبية السكان من أرضهم وأعطت القدس للإشراف الدولي .
القوة وحدها مكنت اليهود من إقامة كيانهم المحتل على ارض ليست له، وحولت الشعب الفلسطيني إلى لاجئين ومشردين ومقتولين داخل أرضهم ووطنهم وفي بلدان العالم، وأيضا مكنت كيان الاحتلال من الاستيلاء على مساحة تزيد على ثلاثة أضعاف الأرض التي استولوا عليها ومازالت في التوسع والاستيلاء منذ ذلك التأريخ حتى الآن، فالجولان التي قال رئيس مصر السادات انه تم تسليمها من قياده سوريا مقابل المال استكمل سيطرته عليها ولم يواجه بطلقه واحدة.
الأمة العربية التي تحتكم إلى القانون ووعود الاستعمار خسرت فلسطين والعراق ولبنان وسيناء والجولان والضفة الغربية، رغم ان قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن تؤكد على عدم شرعية احتلال الأراضي بالقوة وعلى حق فلسطين في تقرير المصير، القرارات لم تنفذ وتم تصفية رجال المقاومة والجهاد والنضال لصالح رجال وفرسان المفاوضات الذين يفرض الاستعمار أسماءهم وصفاتهم لأن من يشترطهم هي ذاتها الدول التي أوجدت كيان الاحتلال أو بالأصح صهاينة العرب وصهاينة الغرب .
قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن تصدر بالإجماع لصالح قضايا الأمة العربية والإسلامية، لكن لم يُنفذ منها أي قرار لكن الصادرة ضده يتم تنفيذها لغياب القوة وبسبب العمالة والخيانة.
كيان الاحتلال منذ قامه وحتى الآن لم يطبق ولا قرارا للأمم المتحدة ولا لمجلس الأمن، لان قوى الاستعمار تحميه وتدافع عنه .
الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن اللذان أقرا التقسيم لأرض فلسطين أرادا ان يحولا القضية إلى جدل قانوني بدلاً من التمسك بالقرارات الصادرة عنهما لأنهما أوجدا أساس النزاع ولذلك فقد طلبوا الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التي أصدرته في 19يوليو 2024م ونص على الاتي:
1 -عدم قانونية استمرار وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة (بعد قرار التقسيم وهي الأراضي المحتلة منذ عام 1967م).
2 -انها-اسرائيل-كدولة احتلال ملزمة بإنها وجودها في الأراضي المحتلة بأسرع وقت ممكن.
3 -وملزمة بالوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية واجلاء جميع المستوطنين من الأراضي المحتلة.
4 -ملزمة بدفع تعويضات عن الاضرار التي لحقت جميع الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين في تلك الأراضي.
5 -جميع الدول ملزمة بعدم الاعتراف بشرعية الوضع الناشئ عن الوجود غير القانوني لها في الأراضي المحتلة وعدم تقديم العون والمساعدة للحفاظ على الوضع الناشئ عن الوجود المستمر فيها.
6 -الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ملزمة بعدم الاعتراف بشرعية الوضع الناشئ عن الوجود غير القانوني للكيان المحتل في الأراضي الفلسطينية.
7 -ينبغي للأمم المتحدة -وخاصة الجمعية العامة التي طلبت الرأي ومجلس الأمن- سرعة النظر في الطرائق اللازمة لوضع حد للوجود غير القانوني لدولة (الإمارات العربية المتحدة) إسرائيل-هكذا ورد في ترجمة القرار- في الأراضي المحتلة، حيث راعت الصياغة جانب الاحتلال مع أن القرار242و338 صدرا استنادا إلى سلطات مجلس الأمن الفصل السابع التي تمنحه استخدام القوة ضد الاحتلال.
القرار هذا وكل القرارات السابقة، صدرت لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فماذا فعلت الأنظمة العربية حاصروا غزة وتعاونوا مع الحلف الصهيوني الصليبي ودعموا الإجرام الصهيوني من أجل ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وشنوا الحملات الإجرامية على المقاومة ووصفوهم بالإرهاب والتطرف وأباحوا دماء المقاومين المعتدى عليهم لأنهم ضعفاء لا يمتلكون القوة، وقدموا جسور الدعم بكل أشكاله وأنواعه للحلف الإجرامي، لأنه يستطيع ان يزيلهم من كراسي الحكم .
القوة لا القانون فصل جنوب السودان عن شماله وتيمور الشرقية عن إندونيسيا لوجود غالبية مسيحية ليس لأنهم يريدون ذلك لكن لأنه يريد ولأنه يكتنز العداوة والبغضاء للإسلام والمسلمين .
افغانستان استعمرت من قبل حلف وارسو الاشتراكي لم تنتظر قرارات الأمم المتحدة بل قاومت وتحررت، واستعمرت من قبل الحلف الأطلسي، فلم تنتظر قرارات الأمم المتحدة، بدأت بوسائل بسيطة في كل مرة وأنهت الاحتلال واستعادت حريتها واستقلالها.
فلسطين ولبنان والجولان والضفة الغربية وكشمير اعتمدت على الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والمفاوضات .
الاستعمار في توسع، والمقاومة تحولت من عمل مشروع إلى إرهاب وإجرام، فقد تآمر صهاينة العرب والغرب على سفك دماء الأحرار والشرفاء الذين يريدون الاستقلال.
عمر المختار قاد النضال من أجل التحرر من الاستعمار الإيطالي في صحراء ليبيا وترك أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فتحررت ليبيا، ورحل الاستعمار، وقادة منظمة التحرير يناضلون في عواصم المفاوضات وفنادقها لذلك يتعاونون مع الاحتلال في القضاء على المجاهدين، وحينما زارهم وفد المقاومة الفيتنامية إلى فنادقهم قالها، لن تتحرر فلسطين بمثل هؤلاء، لأن الحرية تروى بالدماء.