الاحتلال وأَدَ حملة تبرعات من القدس إلى غزة قبل انطلاقها
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
القدس المحتلة – منعت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي في القدس انطلاق حملة لجمع التبرعات من المقدسيين لصالح قطاع غزة الذي يتعرض لحرب مدمرة وتجويع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وهددت القائمين عليها بمصادرة التبرعات والاعتقال، وذلك بعد ستّ دقائق من الإعلان عن انطلاق الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعلن الناشط المقدسي حسن علقم ووالده الأمين العام لعشائر القدس وفلسطين عبد الله علقم صباح الأحد من خلال مقطع فيديو عن إطلاق حملة إغاثة من القدس إلى قطاع غزة.
ونُشر المقطع في تمام العاشرة صباحا، وتلقى حسن مكالمة بعد ستّ دقائق يهدده فيها ضابط مخابرات بعدم جمع أي تبرعات، لكنه يصر على الوصول إلى هدفه بإعادة إطلاق الحملة وإشراك القدس في العمل التطوعي لصالح قطاع غزة.
وفي التفاصيل، قال حسن علقم -في حديثه للجزيرة نت- إن الضابط الإسرائيلي قال له "ممنوع هذا العمل في القدس، وإذا بدأتم بجمع التبرعات سنوقف الحملة وسنصادر التبرعات ونعتقلك على الفور".
وأجابه علقم بأن حملات إغاثية انطلقت في الداخل الفلسطيني، وأن القدس هي جزء من هذه الحملة وستُنقل التبرعات إلى قرية "جِيت" في المثلث الشمالي ومن هناك إلى معبر كرم أبو سالم ثم إلى غزة.
ردّ ضابط المخابرات على علقم بالقول "ممنوع يصدر أي صوت من القدس"، وانتهت المكالمة بعدما قال علقم للضابط إنه سيطلق حملة جديدة بعد الحصول على الغطاء القانوني، ورد الأخير بالقول "وإن فعلتم سنوقف الحملة".
لماذا هددت مخابرات الاحتلال منظمي حملة التبرعات لغزة في القدس؟ ولماذا منعت إقامتها أسوة بالحملات القائمة في الداخل المحتل؟
الناشط حسن علقم يُجيب "القدس البوصلة".#القدس_البوصلة pic.twitter.com/3uG2ddfvCx
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) August 19, 2024
البحث عن مظلةاضطر القائمون على الحملة لتجميدها حتى النجاح في الانضواء تحت مظلة قانونية، وفي سبيل ذلك توجهوا لعدة جهات منها أعضاء كنيست عرب وجمعية "رحمة"، التي وعد القائمون عليها بتنظيم حملة خاصة بالقدس في الأيام المقبلة على أن تُجمع التبرعات في خمس نقاط رئيسية بالمدينة المقدسة.
وبالعودة إلى فكرة إطلاق حملة "فينا خير" من القدس إلى غزة، قال حسن علقم إن "المآسي الكبيرة تُحيي الشعوب، وكان لا بد من أن يسطع نجم القدس في حملة ضخمة خاصة أن هذه المدينة كُبّل أهلها وكُتم صوتها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم يكن بالإمكان الانطلاق بأي حملة قبل ذلك".
"كلنا يد واحدة، وعندما يتعلق الأمر بإنسانيتنا تسقط كل الحسابات الأخرى، ومن هنا انطلقت الفكرة من مجموعة من المتطوعين الشباب من أجل مساعدة أهلنا في القطاع بحملة ضخمة تسد رمق الجوعى والعطشى"، حسب الناشط المقدسي.
يريد حسن والمتطوعون أن يصنعوا بصمة لأن القدس هي "العنوان والأصل"، حسب تعبيره، وليتحقق ذلك سيتفرغ هؤلاء بعد ساعات عملهم اليومية من أجل استقبال التبرعات وتصنيفها وتغليفها استعدادا لنقلها إلى الداخل الفلسطيني ومن هناك إلى القطاع.
فلسطينيو الداخل المحتل يدشنون حملة تبرعات لإغاثة سكان غزة الذين يتعرضون للعدوان الإسرائيلي pic.twitter.com/IPZ19FxjgK
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) August 19, 2024
إحياء ثقافة التطوعويعتبر علقم أن أحد أهم أهداف هذه الحملة هو إحياء ثقافة التطوع في القدس لأنه "عندما يحرص الشخص على تسخير جزء من وقته لخدمة وطنه ومجتمعه يصل إلى أعلى مراتب الأخلاق والكرم والعطاء".
وحول الخطوات التي اتبعها المتطوعون من أجل الانطلاق في الحملة، أشار علقم إلى بحثهم عن جمعيات تعمل في قطاع الإغاثة، فوجدوا جمعيات تضم من بين أعضائها يهودا يساريين، لكن ذلك لم يكن مقبولا في المجتمع المقدسي.
وفي نهاية المطاف تم الاتفاق مع المسؤول عن حملة التبرعات في الداخل الفلسطيني تحت مظلة منظمة "رحمة" الإنسانية الدولية على الانطلاق بجمع التبرعات في القدس، "وأبدى المسؤول رغبته في انضمامنا لهم لكنه لم يتمكن بسبب ضيق وقته من تسليمنا موافقة خطية، وبعد تجميد الحملة وعدنا بالتركيز على القدس بحملة جديدة تنطلق في الأيام المقبلة".
وفي ختام حديثه، قال الناشط المقدسي إن الخطوة الشجاعة وهي قرع جدران الخزّان تمت، وبقي التصميم على التحرك والانطلاق لأن غزة تستحق وأهل القدس "فيهم الخير".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی القدس من القدس
إقرأ أيضاً:
6 خطط لتوسيع مستوطنات أو إقامة جديدة بشرقي القدس
قالت جمعية "عير عميم" الحقوقية الإسرائيلية إن "لجنة التخطيط اللوائية" التابعة لسلطات الاحتلال في القدس ستناقش اليوم الاثنين في جلسة واحدة 6 خطط لتوسيع البناء الاستيطاني في شرقي المدينة.
وقالت الجمعية إن الخطة تشمل بناء ما مجموعه 2200 وحدة سكنية من خلال توسيع مستوطنات أو إقامة مستوطنات جديدة في شرقي المدينة، ووصفت تلك الخطوة بغير المسبوقة.
ويشير هذا العدد الاستثنائي من الخطط الاستيطانية إلى "مرحلة جديدة من التسريع المستمر للاستيطان في القدس الشرقية"، وفقا للجمعية الحقوقية.
وحسب "عير عميم" فإن 4 من الخطط الست تستهدف أحياء فلسطينية، من بينها اثنتان لإقامة مستوطنات جديدة.
وتشمل الخطط، التي نوقشت في "لجنة التخطيط اللوائية" أمس الاثنين، "جفعات شاكيد شرق" في بيت صفافا، و"نوفي راحيل" في صور باهر وأم طوبا، و"نوف تسيون" و"نوف زهاف" في جبل المكبر، بالإضافة إلى "جيلو شمال" و"هار هتسوفيم" (جبل المشارف).
ومنذ بداية عام 2025 الجاري، تم الترويج لخطط بناء في شرقي القدس تشمل 11 ألفا و575 وحدة سكنية للمستوطنين، بما في ذلك الخطط التي نوقشت أمس، رغم أن بعض هذه الخطط كانت مجمدة لعدة سنوات، لكنها عادت إلى المسار بعد عودة إدارة ترامب، حسب الجمعية الحقوقية.
إعلانوفي تصريح صدر عن الباحث في جمعية "عير عميم" الحقوقية أفيف تاتارسكي، قال إنه "وفقا لنهج الحكومة الإسرائيلية الحالية، يبدو أن السلطات تستغل الاضطرابات والهستيريا السياسية لتسريع عملية الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية".
وأضاف أن الحكومة لا تُظهر فقط إصرارها على تعزيز سيطرتها على كامل القدس، بل تُظهر أيضا سياساتها العدوانية وغير العادلة التي تضر بالفلسطينيين في المدينة.
أما ساري كرونيش من منظمة "بمكوم" الحقوقية فقالت -في تعليق لها على هذه الخطوة- إن اللجنة اللوائية "لم تكتفِ بمنع الفلسطينيين في القدس الشرقية تماما من تقديم خطط لتنظيم البناء وإنشاء مساكن جديدة، وهو ما يفاقم أزمة السكن الخانقة التي يواجهونها، بل إنها تعمل الآن بشكل كامل على دعم مشروع الاستيطان، بالتعاون مع جهات مختلفة في وزارة العدل".
وادّعى رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون قبل أيام -أثناء مداخلة له في أحد المؤتمرات- أنه ضاعف عدد تراخيص البناء 3 مرات خلال ولايته رئيسا للبلدية.
مضاعفة البناء لليهود والهدم للعربوجاء على موقع "كالكاليست" الإسرائيلي أن موشيه ليون تحدث عن تسارع وتيرة التنمية في القدس مع إصدار 7500 رخصة بناء في عام 2023، وأن "الاستثمار في المدينة ليس ماليا فحسب، بل هو استثمار في الإيمان بوجود مستقبل أفضل، لأن القدس مدينة مفعمة بالأمل والقوة".
وادّعى ليون أن إصدار تراخيص البناء ترافق مع استثمار ضخم في بناء بيئة توفر لجميع سكان القدس تعليما وثقافة وتنمية متميزة، "مما سيؤدي إلى تقدم حقيقي وتحسين لجودة الحياة للجميع".
لكن مصطلح "الجميع" لا يشمل المقدسيين بالتأكيد، ففي عام 2023 ومقابل مضاعفة عدد تراخيص البناء التي تذهب دائما لصالح المستوطنات والأحياء الاستيطانية، وثقت محافظة القدس 337 عملية هدم في المحافظة، وهُدمت 79 من المنشآت قسريا على أيدي أصحابها، في حين هدمت 218 منشأة بأنياب جرافات بلدية الاحتلال، ونُفذت 40 عملية تجريف بإشراف بلدية موشيه ليون.
إعلانكما سلمت سلطات الاحتلال -وفقا لبيانات المحافظة- خلال العام ذاته 263 قرار هدم.
مرّ عام 2024 عصيبا على مدينة القدس وأهلها مع استمرار سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد المقدسيين، وصعدتها منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023.
إليكم حصاد القدس خلال عام 2024 من إعداد فريق الجزيرة نت
للمزيد: https://t.co/PQIeYQKbUz pic.twitter.com/bZyDs9wCNb
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) January 1, 2025
وفي توثيق خاص بالجزيرة نت، هُدم في محافظة القدس خلال عام 2024 المنصرم 349 منشأة سكنية وتجارية وحيوانية وزراعية، بينها 256 بجرافات الاحتلال، بالإضافة إلى 93 منشأة أُجبر أصحابها على هدمها بأيديهم قسرا.
يذكر أن "لجنة المالية البلدية" في بلدية الاحتلال بالقدس صادقت يوم الأحد 30 مارس/آذار على الميزانية الجديدة لعام 2025، والتي بلغت نحو 16 مليار شيكل، بزيادة قدرها 8% عن عام 2024 المنصرم.