صحيفة “هآرتس” تكشف شهادات صادمة لجنود الاحتلال وهم يتفاخرون بتعذيب الأسرى الفلسطينيين من داخل معتقل “سدي تيمان”
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
الجديد برس:
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل جديدة عن معتقل “سدي تيمان” السري، الذي أكدت تقارير حقوقية فلسطينية ودولية أنه شهد منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ظروفاً غير إنسانية بحق معتقلين من القطاع، تعرضوا فيه للتعذيب الوحشي، فضلاً عن الإهمال الطبي.
وتحت عنوان “أدينا الخدمة العسكرية في سدي تيمان..
“هل تعرف أنه يجب الضرب هناك؟”، بهذه العبارة يحاول جندي احتياط إثارة فضول رفيقه الآتي من مستوطنات الشمال إلى بئر السبع، بعد قراءتهما معاً في مجموعة على “واتس آب” إعلاناً بشأن العمل كحراس في سدي تيمان”.
جندي آخر في الفصيل نفسه، تفاخر بأنه ضرب أشخاصاً في هذه المنشأة، وقال إنه ذهب مع الضابط إلى نوبة حراسة للشرطة العسكرية، وهناك قاما بضرب أحد المعتقلين بالعصي. كان هذا كافياً كي يوافق جندي الاحتياط “ن” على التطوع للعمل في المعتقل السري.
“على المعتقلين الجلوس ووجوههم نحو الأرض، ومحظور عليهم التكلم والحركة. وإذا خالفوا التعليمات يُسمح بمعاقبتهم. يعاقبون على أمور خفيفة”، يؤكد الجندي للصحيفة، قبل أن يضيف “يُسمح للشرطي العسكري أن يأخذ المعتقل جانباً ويضربه بالعصا”.
هكذا، يكفي أن تتهم مجندة أحد المعتقلين، المعصوبي الأعين بطبيعة الحال، بالنظر إليها، كي يُساق إلى منطقة غير مرئية خلف المراحيض، ويعود بندبات في جسده ودماء عند ضلوعه، بعد استدعاء شرطي متخصص بالضرب من استراحته القصيرة، لأداء المهمة.
“لماذا نكبّل أرجل شخص فتحنا بطنه قبل يومين؟ ألا يكفي تكبيل يديه؟”، يقول الطبيب “لي” للصحيفة، متحدثاً عن وصوله شتاءً إلى خيمة من “خيم العلاج” فيها 20 مريضاً مكبلو الأيدي والأرجل في أسرّة من الحديد، ومعصوبو العيون طوال الوقت.
“يحتجزون 20 شخصاً عراة في خيمة، بشكل لم أكن أتخيله”، يقول الطبيب، مؤكداً أنه كان ليستوعب أكثر وجود مستشفى ميداني كهذا لو كان الجيش الإسرائيلي يحارب في أفغانستان مثلاً.
في “سدي تيمان” اكتشف الطبيب طرقاً أخرى للتعذيب غير إطفاء السجائر في جسم الأسير، مثل إبقائه شهراً كاملاً مكبّل الأيدي والأرجل ومعصوب الأعين، لا يستطيع الرؤية ولا الحركة ولا الكلام، من دون أي سبب، بينما هو مصاب أصلاً وتتم معالجته بشكل غير جيد.
“أنت لا تتعامل حقاً معهم كبشر. من السهل عليك نسيان أنهم بشر لأنهم لا يتحركون ولأن عليك ألا تتحدث معهم. ليس عليك سوى التوقيع على إجراء طبي ما، وأثناء ذلك يجب إخراج أي بعد إنساني طبي”، يلخص الطبيب الإسرائيلي الأمر بهذه العبارة، مقراً بأنه لم يكن حزيناً لمشاهدة ما يشاهده.
“الأمر الأول الذي يصيبك بالصدمة هو الرائحة”، يقول الجندي “ر”، مضيفاً “عشرات الأشخاص يجلسون باكتظاظ مدة شهر بنفس الملابس، وفي درجة حرارة مرتفعة. يسمح لهم بالاستحمام لبضع دقائق مرتين في الأسبوع، ولكنهم لا يستطيعون تبديل ملابسهم”.
يتحدث الجندي عن إجبار معتقلين على المشي وهم في حالة انحناء وأيديهم مكبلة وعيونهم معصوبة، بينما يمسك كل واحد منهم بقميص الذي أمامه، وحين يصلون إلى المدخل، يمسك أحد الحراس برأس المعتقل الأول ويضربه بشدة بالبوابة الحديدية، مرة تلو الأخرى.
“في سدي تيمان يمكنك ضرب رأس إنسان بالبوابة، فقط لأن ذلك خطر ببالك، وببساطة تامة، من دون أن تكون في حالة غضب أو كراهية، بل وأنت تضحك”، يقول الجندي، قبل أن يعيد للصحيفة ما رواه الجندي “ن” عن حادثة ضرب معتقل اتهم بالنظر إلى مجندة وهو معصوب العينين، مؤكداً أن 100 شرطي اشتركوا في الضرب.
جندية الاحتياط “هـ” أكدت أن الحديث بين رفاقها عن الوحشية والتنكيل بالمعتقلين كان يتم ببساطة كما لو أنهم يحكون عن أمر عادي، “لم يحتجّ أحد أو يبدي عدم راحته”، تقول، متحدثة عن تخطيطهم المسبق لضرب المعتقلين والبصق في طعامهم.
“ذهبت في الأساس من أجل المال”، يقول جندي الاحتياط “أ”، الذي شاهد إعلاناً في “فيسبوك” يطلب جنوداً لتعزيز حراسة المعتقل، مضيفاً أنه كان لديه أيضاً حبّ للاستطلاع، ورغبة بمشاهدة الأشخاص الذين نفذوا هجوم الـ7 من أكتوبر، عن قرب.
“وصلت إلى المكان مع خوف كبير. أنت تحرس من المسافة صفر أشخاصاً يعرفون كيف يقاتلون” يقول الجندي “أ”، قبل أن يؤكد أنه تكيّف لاحقاً مع الوضع.
يتحدث الجندي “أ” عن ضحك الأطباء على المرضى من المعتقلين، وإطلاق أسماء مهينة عليهم، وعن معاقبة المعتقلين بالوقوف وأيديهم إلى الأعلى، مؤكداً حظر التصوير داخل المعتقل، “قالوا إن هذا خطير جداً وإذا تسربت الصور فسيستدعون الشرطة العسكرية لإجراء تحقيق”.
“يجلسون على فرشات مكبلين وعيونهم معصوبة. هل يمكنك استيعاب ماذا يفعل ذلك بهم؟ يقول الجندي، مضيفاً أنه قام بتجربة في البيت لاختبار ما يشعر به المعتقلون، “جلست ووضعت منديلاً على رأسي، من دون قيود ومن دون جوع، عصبت عيني ووضعت منبهاً ليرن بعد ساعة. بعد عشر دقائق، خطر ببالي الموت. بعد عشر دقائق أخرى، أصبت بالانهيار. فكر في أن يكون ذلك أسبوعاً أو شهراً”.
ولعل ما ختم الجندي به كلامه للصحيفة، يختصر نظرة الاحتلال إلى الأسر والتعذيب وأثرهما المتوقع في نفوس الفلسطينيين، وتنكره لكل الدروس والتجارب السابقة التي أثبتت خروج من كتبت له الحياة من هؤلاء، من الأسر، أكثر إصراراً وعزماً وصلابة.
يقول الجندي “في نهاية المطاف سيكون هناك اتفاق، والكثيرون منهم سيعودون إلى قطاع غزة، وبعد 50 سنة، عندما يمشون في شوارع غزة سيشير إليهم الناس ويقولون: هل ترى هذا المسكين؟ قبل سنوات كثيرة تجرأ على مهاجمة إسرائيل”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: یقول الجندی سدی تیمان من دون
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية تكشف ما يقلق جيش الاحتلال
سرايا - نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن جنود الاحتياط في "الجيش الإسرائيلي" أنهم يتحدثون عن كيفية تآكل قوة الردع التي يتمتع بها "الجيش" ضد حماس، وبخاصة في محيط قطاع غزة.
ووفق الصحيفة، "بدأت حماس في استعادة قدراتها في حفر الأنفاق وإعادة تأهيل الأنفاق المتضررة أو حفر أنفاق جديدة".
وذكرت أن التقديرات تشير إلى أن "بعض الحفريات كانت مخصصة لوضع عبوات ناسفة في حال أقدم الجيش على التحرك والمناورة مرة أخرى".
وبحسب الصحيفة، فإن :ما يقلق الجيش الآن هو عمل حماس الاستخباراتي، حيث يقف عناصرها على بعد أمتار من قوات الجيش ويراقبون لساعات".
وأضافت: يقول الجنود "إن الأمر لا يتعلق بمتى سيحاولون إلحاق الأذى بالقوة أو خطف جندي، بل فقط متى سيحدث ذلك فعلا".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#غزة#الاحتلال
طباعة المشاهدات: 1636
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-02-2025 09:08 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...