الجديد برس:

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل جديدة عن معتقل “سدي تيمان” السري، الذي أكدت تقارير حقوقية فلسطينية ودولية أنه شهد منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ظروفاً غير إنسانية بحق معتقلين من القطاع، تعرضوا فيه للتعذيب الوحشي، فضلاً عن الإهمال الطبي.

وتحت عنوان “أدينا الخدمة العسكرية في سدي تيمان..

دعونا نخبركم بما فعلناه للأسرى الفلسطينيين”، نقل شاي فوغلمان في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، شهادات لـ8 من الجنود وأفراد الطواقم الطبية الذين عملوا داخل المعتقل، توثق حالات التعذيب.

“هل تعرف أنه يجب الضرب هناك؟”، بهذه العبارة يحاول جندي احتياط إثارة فضول رفيقه الآتي من مستوطنات الشمال إلى بئر السبع، بعد قراءتهما معاً في مجموعة على “واتس آب” إعلاناً بشأن العمل كحراس في سدي تيمان”.

جندي آخر في الفصيل نفسه، تفاخر بأنه ضرب أشخاصاً في هذه المنشأة، وقال إنه ذهب مع الضابط إلى نوبة حراسة للشرطة العسكرية، وهناك قاما بضرب أحد المعتقلين بالعصي. كان هذا كافياً كي يوافق جندي الاحتياط “ن” على التطوع للعمل في المعتقل السري.

“على المعتقلين الجلوس ووجوههم نحو الأرض، ومحظور عليهم التكلم والحركة. وإذا خالفوا التعليمات يُسمح بمعاقبتهم. يعاقبون على أمور خفيفة”، يؤكد الجندي للصحيفة، قبل أن يضيف “يُسمح للشرطي العسكري أن يأخذ المعتقل جانباً ويضربه بالعصا”.

هكذا، يكفي أن تتهم مجندة أحد المعتقلين، المعصوبي الأعين بطبيعة الحال، بالنظر إليها، كي يُساق إلى منطقة غير مرئية خلف المراحيض، ويعود بندبات في جسده ودماء عند ضلوعه، بعد استدعاء شرطي متخصص بالضرب من استراحته القصيرة، لأداء المهمة.

“لماذا نكبّل أرجل شخص فتحنا بطنه قبل يومين؟ ألا يكفي تكبيل يديه؟”، يقول الطبيب “لي” للصحيفة، متحدثاً عن وصوله شتاءً إلى خيمة من “خيم العلاج” فيها 20 مريضاً مكبلو الأيدي والأرجل في أسرّة من الحديد، ومعصوبو العيون طوال الوقت.

“يحتجزون 20 شخصاً عراة في خيمة، بشكل لم أكن أتخيله”، يقول الطبيب، مؤكداً أنه كان ليستوعب أكثر وجود مستشفى ميداني كهذا لو كان الجيش الإسرائيلي يحارب في أفغانستان مثلاً.

في “سدي تيمان” اكتشف الطبيب طرقاً أخرى للتعذيب غير إطفاء السجائر في جسم الأسير، مثل إبقائه شهراً كاملاً مكبّل الأيدي والأرجل ومعصوب الأعين، لا يستطيع الرؤية ولا الحركة ولا الكلام، من دون أي سبب، بينما هو مصاب أصلاً وتتم معالجته بشكل غير جيد.

“أنت لا تتعامل حقاً معهم كبشر. من السهل عليك نسيان أنهم بشر لأنهم لا يتحركون ولأن عليك ألا تتحدث معهم. ليس عليك سوى التوقيع على إجراء طبي ما، وأثناء ذلك يجب إخراج أي بعد إنساني طبي”، يلخص الطبيب الإسرائيلي الأمر بهذه العبارة، مقراً بأنه لم يكن حزيناً لمشاهدة ما يشاهده.

“الأمر الأول الذي يصيبك بالصدمة هو الرائحة”، يقول الجندي “ر”، مضيفاً “عشرات الأشخاص يجلسون باكتظاظ مدة شهر بنفس الملابس، وفي درجة حرارة مرتفعة. يسمح لهم بالاستحمام لبضع دقائق مرتين في الأسبوع، ولكنهم لا يستطيعون تبديل ملابسهم”.

يتحدث الجندي عن إجبار معتقلين على المشي وهم في حالة انحناء وأيديهم مكبلة وعيونهم معصوبة، بينما يمسك كل واحد منهم بقميص الذي أمامه، وحين يصلون إلى المدخل، يمسك أحد الحراس برأس المعتقل الأول ويضربه بشدة بالبوابة الحديدية، مرة تلو الأخرى.

“في سدي تيمان يمكنك ضرب رأس إنسان بالبوابة، فقط لأن ذلك خطر ببالك، وببساطة تامة، من دون أن تكون في حالة غضب أو كراهية، بل وأنت تضحك”، يقول الجندي، قبل أن يعيد للصحيفة ما رواه  الجندي “ن” عن حادثة ضرب معتقل اتهم بالنظر إلى مجندة وهو معصوب العينين، مؤكداً أن 100 شرطي اشتركوا في الضرب.

جندية الاحتياط “هـ” أكدت أن الحديث بين رفاقها عن الوحشية والتنكيل بالمعتقلين كان يتم ببساطة كما لو أنهم يحكون عن أمر عادي، “لم يحتجّ أحد أو يبدي عدم راحته”، تقول، متحدثة عن تخطيطهم المسبق لضرب المعتقلين والبصق في طعامهم.

“ذهبت في الأساس من أجل المال”، يقول جندي الاحتياط “أ”، الذي شاهد إعلاناً في “فيسبوك” يطلب جنوداً لتعزيز حراسة المعتقل، مضيفاً أنه كان لديه أيضاً حبّ للاستطلاع، ورغبة بمشاهدة الأشخاص الذين نفذوا هجوم الـ7 من أكتوبر، عن قرب.

“وصلت إلى المكان مع خوف كبير. أنت تحرس من المسافة صفر أشخاصاً يعرفون كيف يقاتلون” يقول الجندي “أ”، قبل أن يؤكد أنه تكيّف لاحقاً مع الوضع.

يتحدث الجندي “أ” عن ضحك الأطباء على المرضى من المعتقلين، وإطلاق أسماء مهينة عليهم، وعن معاقبة المعتقلين بالوقوف وأيديهم إلى الأعلى، مؤكداً حظر التصوير داخل المعتقل، “قالوا إن هذا خطير جداً وإذا تسربت الصور فسيستدعون الشرطة العسكرية لإجراء تحقيق”.

“يجلسون على فرشات مكبلين وعيونهم معصوبة. هل يمكنك استيعاب ماذا يفعل ذلك بهم؟ يقول الجندي، مضيفاً أنه قام بتجربة في البيت لاختبار ما يشعر به المعتقلون، “جلست ووضعت منديلاً على رأسي، من دون قيود ومن دون جوع، عصبت عيني ووضعت منبهاً ليرن بعد ساعة. بعد عشر دقائق، خطر ببالي الموت. بعد عشر دقائق أخرى، أصبت بالانهيار. فكر في أن يكون ذلك أسبوعاً أو شهراً”.

ولعل ما ختم الجندي به كلامه للصحيفة، يختصر نظرة الاحتلال إلى الأسر والتعذيب وأثرهما المتوقع في نفوس الفلسطينيين، وتنكره لكل الدروس والتجارب السابقة التي أثبتت خروج من كتبت له الحياة من هؤلاء، من الأسر، أكثر إصراراً وعزماً وصلابة.

يقول الجندي “في نهاية المطاف سيكون هناك اتفاق، والكثيرون منهم سيعودون إلى قطاع غزة، وبعد 50 سنة، عندما يمشون في شوارع غزة سيشير إليهم الناس ويقولون: هل ترى هذا المسكين؟ قبل سنوات كثيرة تجرأ على مهاجمة إسرائيل”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: یقول الجندی سدی تیمان من دون

إقرأ أيضاً:

لبيد وغانتس يقودان مشاورات لتشكيل “حكومة مؤقتة” في إسرائيل

#سواليف

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول كبير في حزب “شاس” أن مشاورات تجري حاليا بين حزب “يش عتيد” بقيادة زعيم المعارضة #يائير_لبيد، وحزب “معسكر الدولة” بزعامة بيني #غانتس، لتشكيل #حكومة_بديلة لمدة 6 أشهر، للتوصل إلى #صفقة_تبادل في #غزة و #إنهاء_الحرب في الشمال.

وقالت الصحيفة إن الاتصالات تجري بالتوازي وبشكل مباشر مع حزب شاس، في أعقاب الحوار الذي بدأه أخيرا وزير الداخلية موشيه أرييل مع #المعارضة إثر فشل الائتلاف الحالي في التوصل إلى صفقة تبادل.

وأوضحت أن الأمر لا يتعلق بتشكيل “حكومة وحدة وطنية” أو “حكومة طوارئ”، بل حكومة ستشكل لفترة محددة، للترويج لتسوية مع حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) بهدف إطلاق سراح #الأسرى وإنهاء الحرب وإجراء انتخابات توافقية.

مقالات ذات صلة من أرشيف فايز الفايز … أحمد حسن الزعبي بالمناسبة 2024/09/13

وقالت الصحيفة إن نتنياهو يدرك أنه حتى لو أتيحت له الفرصة للتوصل إلى صفقة، فإنه لن يحظى بدعم سياسي في الائتلاف الحالي؛ لذلك من المهم تشكيل تحالف يركز على عودة الأسرى وإنهاء الحرب.

وتأتي هذه المساعي لتشكيل حكومة مؤقتة في وقت أظهر فيه استطلاع للرأي أنجزته صحيفة معاريف أن 56% من الإسرائيليين يؤيدون تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إعادة الأسرى من غزة وتحدد موعدا للانتخابات البرلمانية.

ووفق الاستطلاع فقد عارض 22% من المستطلعة آراؤهم هذا الأمر، وقال 22% آخرون إنهم لا يملكون إجابة محددة.

وفيما وصفتها بـ”المعطيات المفاجئة”، أشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أظهر أيضا حصول حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على 24 مقعدا في الكنيست (البرلمان) “في حال جرت انتخابات اليوم”.

ولفتت إلى أن هذا هو “أكبر عدد من المقاعد” يحصل عليه الحزب اليميني منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومنذ هذا التاريخ تتواصل مظاهرات في إسرائيل للمطالبة بإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وسط مطالبات سياسية بحكومة وحدة تستعيد المحتجزين بصفقة تبادل مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

مقالات مشابهة

  • ناشر صحيفة هآرتس يدعو لتدخل دولي ضد حكومة نتنياهو
  • صحيفة “هآرتس” الصهيونية: فشل اعتراض الصاروخ اليمني يُشير إلى ثغرات مثيرة للقلق في أنظمة الدفاع
  • حزب الله ينفذ هجوما جويا على تجمع لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع المطلة‏
  • “حماس”.. تجنيد الأفارقة يؤكد عمق الأزمة الأخلاقية في كيان العدو الصهيوني
  • صحيفة بريطانية تعتذر عن نشرها تقريرًا “مفبركًا” حول السنوار
  • “غروندبرغ” يجدد الدعوة للإفراج عن جميع موظفي الأمم المتحدة المعتقلين لدى الحوثيين
  • “الأم والأقارب قـتـلـوهـا” مفاجأة صادمة في القضية التي شغلت تركيا .. صورة
  • مؤسسة حقوقية توثق عدد وفئات المعتقلين الفلسطينيين بسجون الاحتلال
  • لبيد وغانتس يقودان مشاورات لتشكيل “حكومة مؤقتة” في إسرائيل
  • هل تنهي التحاليل الجينية لرفات الضحايا ملف معتقل تازمامارت بالمغرب؟