ليس البشر وحدهم.. الحيوانات أيضا تستخدم اليد اليسرى
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
في حين أن واحدا من كل عشرة أشخاص حول العالم يستخدمون اليد اليسرى، يتساءل العلماء عن الحيوانات: ماذا عن القطط والكلاب، أو حتى الأخطبوط؟ تشير الأبحاث الحديثة إلى أن التفضيلات الجانبية ليست حكرا على البشر، بل تشمل أيضا عالم الحيوان بشكل أوسع مما كنا نعتقد.
يواجه مستخدمو اليد اليسرى العديد من التحديات في الحياة اليومية في عالم مصمم للأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى.
لقد اعتبر الناس منذ فترة طويلة استخدام اليد اليمنى أو اليسرى ظاهرة إنسانية فقط، حتى أنهم حددوها بيوم سنوي، هو 13 أغسطس/آب، لكن دراسة عالمية أُجريت في عام 2021 كشفت أن حوالي 10% من البشر يستخدمون اليد اليسرى، وقد سلطت الضوء على هذه الظاهرة لدى الحيوانات أيضا.
عالم النفس الحيوي، سيباستيان أوكلينبورغ، من كلية الطب في هامبورغ، أكد أن استخدام إحدى اليدين هو نوع من عدم التماثل في الدماغ، وهو شائع بين البشر والحيوانات على حد سواء، كما أن العديد من الحيوانات لديها مخلب مهيمن ويتأثر ذلك بالعوامل الوراثية والبيئية. ويضيف أن العديد من أنواع الحيوانات تظهر تفضيلا لليسار واليمين.
الدراسة التي قادها أوكلينبورغ بالتعاون مع علماء آخرين، مثل فيليكس ستروكنز وأونور جونتوركون، تناولت 119 نوعا من الحيوانات، بما في ذلك القطط والببغاوات والقردة. ووجدت الدراسة أن حوالي ثلث الأنواع لم تظهر تفضيلا واضحا لجانب معين، لكن معظم الحيوانات أظهرت تفضيلا لجانب محدد، وغالبا ما تفضل استخدام اليسار، تماما كما يميل البشر إلى استخدام اليد اليمنى.
وأوضح أوكلينبورغ في دراسة أخرى أن تفضيلات الأطراف هي القاعدة وليست الاستثناء في مملكة الحيوان. وقد أظهرت تحقيقات أخرى أن أكثر من 3 أرباع القطط التي شملتها الدراسة كانت إما يمينية أو عسراء، في حين استخدم حوالي ربعها كلتا اليدين بالتساوي.
وأظهر التحليل أنماطا مشابهة في الكلاب، حيث يفضل أكثر من الثلثين إما الكف الأيسر أو الأيمن.
ومن المثير للاهتمام أن الحيوانات التي لا تمتلك أذرع أو أرجل بالمعنى التقليدي، مثل السلاحف وسرطان البحر، تظهر أيضا تفضيلات جانبية. على سبيل المثال، تُظهر إناث السلاحف الجلدية تفضيلا لاستخدام الزعنفة اليمنى لتغطية بيضها. وحتى الأخطبوط، رغم امتلاكه 8 أذرع، يظهر تفضيلا لإحداها عند تناول الطعام، مما يدل على أن هذه الظاهرة أعمق وأكثر شمولا مما كنا نعتقد.
ووفقا لدراسة قديمة أجراها معهد كونراد لورينز لأبحاث التطور والإدراك في النمسا. تماما مثل البشر، تتمتع العديد من أنواع الحيوانات بمهارة أكبر في استخدام أحد أطرافها. يمكن لأصحاب الحيوانات الأليفة استخدام حيل بسيطة ليكتشفوا بأنفسهم أي مخلب يفضله صديقهم ذو الأرجل الأربعة.
يقول أوكلينبورغ: "من حيث المبدأ، يقوم معظم الناس بذلك من خلال مهام الوصول إلى الغذاء. هذه هي المهام التي يجب على الحيوان الوصول إليها للحصول على الطعام، لذا قد تقوم بإخفاء قطعة حلوى في أنبوب ضيق للغاية بحيث لا يمكن أن يمر عبره سوى مخلب واحد. ويقول: "إذا استخدم حيوانك الأليف المخلب نفسه عدة مرات متتالية للوصول إلى الطعام، فأنت تعلم أن الحيوان يستخدم قدمه اليمنى أو اليسرى".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الید الیسرى الید الیمنى العدید من
إقرأ أيضاً:
عالمان يقترحان إرسال مدن سياحية عائمة فوق كوكب الزهرة
في اللحظة التي يراود فيها حلم السياحة في الفضاء عقول الكثير من الأثرياء حول العالم على مستوى المدار المنخفض حول الأرض، يقترح عالمان فلكيان الخروج من هذا النطاق الضيق والغوص في أعماق الكواكب الأخرى لغرض السياحة والنزهة، مثل التحليق فوق كوكب الزهرة على ظهر منطاد هوائي، أو استكشاف الكهوف المسامية لقمر "هايبريون"، أو التزلج على المنحدرات الجليدية لكوكب بلوتو، فتكون بذلك رحلة سياحية فضائية بامتياز.
ويرى كلّ من عالم الكواكب جون مورز وعالم الفيزياء الفلكية جيسي روجرسون العديد من التجارب السياحية الفضائية الممكنة من الناحية الفيزيائية، ويناقشان هذه المغامرات الشيقة في كتابهما المنشور حديثا "أحلام اليقظة ضمن النظام الشمسي"، من مطبعة معهد ماساتشوستس للتقانة. ولا يكتفي المؤلفان بعرض أفكار مثيرة فحسب، بل يتعمقان أيضا في الأسس العلمية التي قد تجعل كل مغامرة فضائية ممكنة الحدوث.
وعلى عكس السرد التقليدي لاستكشاف الفضاء، الذي يركز غالبا على تحديات البقاء والتقنيات المعقدة، يقدّم العالمان منظورا مختلفا يتمحور حول الاستمتاع والاستجمام خارج كوكب الأرض بعيدا عن الاكتظاظ السكاني والتلوث الضوضائي، ويتصوران مستقبلا يصبح فيه السفر بين الكواكب تجربة تجمع بين استكشاف المناظر الطبيعية الفريدة والاكتشافات العلمية.
تعتمد الرحلات الاستكشافية التي يتناولها العالمان على علم كواكب المجموعة الشمسية، فعلى سبيل المثال، التحليق داخل منطاد فوق كوكب الزهرة أمر ممكن لأن الظروف الجوية على ارتفاع يتراوح بين 20 و25 كيلومترا فوق سطحه تشبه إلى حد كبير ظروف الأرض من حيث درجة الحرارة والضغط الجوي.
ولطالما كانت هذه الفكرة مطروحة لدى العلماء لاستكشاف غلاف الزهرة الجوي، فإن مختبرات الدفع النفاث التابعة لوكالة ناسا تعمل الآن على تطوير مناطيد آلية لدراسة سُحُب هذا الكوكب.
وبالمثل، فإن فكرة استكشاف المحيط الجوفي لقمر أوروبا باستخدام غواصات صغيرة ليست بعيدة المنال، فمن المتوقع أن تمهد مهمة "أوروبا كليبر" التابعة لناسا الطريق أمام اكتشافات مستقبلية بواسطة غواصات آلية.
إعلانكذلك، بينما تركز مهمة "دراجون فلاي" على استكشاف "تيتان" باستخدام مركبة دوّارة، فقد طُرحت فكرة إرسال غواصة لاستكشاف بحيراته الهيدروكربونية. وتعكس جميع هذه المشاريع كيف يتطور استكشاف الفضاء من بعثات الروبوتات التقليدية إلى تقنيات أكثر ديناميكية وتفاعلية مع البيئات المختلفة في الفضاء.
ويغلب على الكتاب الطابع المتفائل حول مستقبل البشر في إمكانية التحليق والسفر في الفضاء، على عكس العديد من أعمال الخيال العلمي الحديثة التي تتجه نحو سيناريوهات كارثية وغامضة. وعلى الرغم من أن هذه المغامرات لا تزال في نطاق الخيال من حيث الموارد التقنية الحالية، فإن التقدم السريع في تكنولوجيا الفضاء يشير إلى أن مثل هذه التجارب قد تكون أقرب مما يتصور البشر.
وتعمل الشركات الفضائية الخاصة ووكالات الفضاء الوطنية والمؤسسات العلمية على تطوير أنظمة دفع جديدة، وتقنيات دعم الحياة، ومساكن وموانئ كوكبية قد تُمهد الطريق لسفر البشر بين الكواكب في المستقبل.
وقد يكون الانتقال من المهام الروبوتية إلى استكشاف البشر بأنفسهم للفضاء بغرض الاستمتاع والتنزه مجرد خطوة طبيعية ضمن سلم التطور الطبيعي للحضارة البشرية.