استمرار فعاليات دورة مركز الشيخ زايد لإعداد معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
عقدت بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، ورشة عمل حول التطبيق العملي لتدريس مهارة الاستماع، حاضر فيها كل من أ.د. إيمان هريدي عميد كلية الدراسات العليا للتربية والمشرف الأكاديمي بمركز الشيخ زايد، د.محمد أحمد السيد المدرس بكلية التربية جامعة الأزهر ونائب شئون التعليم بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
التطبيق العملي لتدريس مهارة الاستماع
تناولت ورشة العمل التطبيق العملي لاستراتيجات تدريس مهارة الاستماع لغير الناطقين بالعربية للمستويات اللغوية المتفق عليها، كما تناولت د.إيمان هريدي ، الأطر والأسس التي يسير عليها معلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ليكون معلما محترفا مبدعا في تدريسه عامة وتدريس مهارة الاستماع خاصة.
وفي الختام أشاد المتدربون بتنوع محتوي الدورة وما تقدمه من تناول للمهارات والمواضيع بطرق مختلفة.
محافظ أسيوط يشيد بجهود جامعة الأزهر في خدمة مواطني الصعيد محافظ أسيوط يلتقي رئيس جامعة الأزهر لبحث التعاون ودعم المشروعات القومية والتنموية التحاور من أجل استقامة الحياة واستمراريتهافيما عقد الجامع الأزهر لقائه الأسبوعي لملتقى شبهات وردود ، والذي دار حول "أدب الحوار في الإسلام"، وذلك بحضور د. أحمد حسين عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر الشريف، ود. حسن القصبي، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية الأسبق، ود.علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالأزهر الشريف.
وقال الدكتور أحمد حسين، إن لفظة "الحوار" من حار بمعنى رجع، فتقول لي كلامًا أراجعه لك، وأقول لك كلاما تراجعه لي، حتى نصل إلى أرض واحدة، وهذا مستوى من الحوار أسس له القرآن الكريم، فالقرآن الكريم أكثره حوار، ومادة : (قال – يقول – قل) تكررت أكثر من 1700 مرة، فهناك من يبدأ القول، وهناك من يستمع القول، وهناك من يوصل القول، حكى لنا القرآن الكريم حوار أهل الجنة مع أهل النار، وحوار أهل النار مع أهل الجنة، كما أن رسول الله ﷺ وضع أسسا للحوار، في أحاديثه الشريفة الكثيرة، وفي حياته العملية، مع من يوافقه أو يخالفه ومن ينصره أو يعاديه، ونستطيع أن نسمى هذا المستوى من الحوار، حوارًا علميا.
وتابع عميد كلية الدعوة، أن هناك حوار اجتماعي، بين الزوج وزوجه والأستاذ وتلميذه والجيران وبعضهم ، كما أن هناك حوار مباشر وحوار غير مباشر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، حثنا الدين الحنيف على الحفاظ على أسسه، والارتقاء به وذلك لرفعة هذا الدين.
من جانبه ذكر د. حسن القصبي، أن النبي ﷺ ما أرسل إلى هذه الأمة إلا من أجل أن يتمم مكارم الأخلاق، فعلَمنا كيف نتعامل ونتشارك ونتحاور، وقد علم الله الإنسان البيان – كما ورد في سورة الرحمن حيث قال في مطلعها: "الرَّحْمَٰنُ ﴿۱﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿۲﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿۳﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"، حتى يستطيع بيان ما في داخله بالصورة الصحيحة، وهذا هو الهدف من الحوار، فنحن لا نستطيع التعايش بلا حوار، ومن سنة الله في خلقه خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتنا وألواننا والخلاف طبيعة، فليس من اثنين متطابقين تمام التطابق.
وتابع الدكتور القصبي: ولكن إذا اختلفت وجهات النظر، فكيف نتوصل إلى كلمة سواء؟ لا يكون ذلك إلا بأدب الحوار، بحيث تكون سليم الصدر لا تحاور للغلبة أو لهزيمة من أمامك، وقد قال الإمام الشافعي: (ما ناظرت أحدًا إلا تمنيت أن يكون الحق معه)، فلابد من بناء النية في الحوار على الوصول إلى الحقيقة، وليس الانتصار للرأي وإن كان خطأ، والسبيل إلى هذا أن نبدأ الحوار بحصر أوجه الاتفاق أولًا قبل الاختلاف، فإن ذلك أسلم للصدر وأضيق للخلاف، فنحن نعيش على القواسم المشتركة، ثم تسمع أكثر مما تتكلم، حتى لا تبادر بتخطئة الآخرين، وإنما الحوار على أسس من التَّحابِّ، والمشاركة، والصفاء يوصلنا إلى الالتقاء لا الافتراق، والتلاحم لا التباعد.
من جهته ، بيّن د. علي مهدي، أن الحوار في الإسلام فريضة دينية أمر بها الدين الإسلامي، في قول الله – تعالى : ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" وأول الحوار السليم النية في الوصول إلى الحقيقة والأدب في اللسان، فإذا حضر الأدب كان الإقناع سهلًا، فالمسلم صاحب قضية لا يهمه أن يغلب، لكن يهمه أن يصل دينه إلى القلوب، ورسالته إلى الناس، فالحوار بالحسنى فيه بركة التوفيق من الله – عز وجل .
وشدد على أن الخلاف بين الأمة الإسلامية قائم، وبين الإنسانية عموما موجود، فهو فطرة فطر الله الناس عليها، ولكن مدار الأمر، وجوهره، أن يحترم كل منا وجهة نظر الآخر، لنصل في النهاية إلى مجتمع مسالم، يسمع بعضه بعضًا، وكان السرخسي – رحمه الله – يقول: إن مسألة اختلف فيها الصحابة الكبار، يصعب حسمها والخروج منها، فالمسائل الخلافية مردها إلى اختلاف الصحابة – رضوان الله عليهم – في أفعالهم، فلماذا يفسق بعضنا بعضا، ويعيب بعضنا على بعض؟، فالاختلاف رحمة، وعلينا أن نكون أهلا لهذه الرحمة، بأن نتحاور برقي، ويقين أن الحق ليس حكرا على أحد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر المنظمة العالمية لخريجي الازهر اللغة العربية جامعة الأزهر
إقرأ أيضاً:
السفير عبد الله الرحبي: العربية لغة كتاب مقدّس وشارة هوية ولسان ثقافة
شهدت سفارة سلطنة عمان بالقاهرة، تنظيم فعالية ثقافية احتفاءً بالمكانة التاريخية واللغوية لسلطنة عمان في دعم اللغة العربية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وبحضور السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة الأستاذ الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية والسفير عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق وبعض سفراء الدول.
وألقى السفير العماني عبدالله بن ناصر الرحبي كلمة جاء نصها على النحو التالي:
صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد - مفتي الديار المصرية
معالي عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق
أصحاب السعادة السفراء
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا نلتقي اليوم، في صالون أحمد بن ماجد، الذي طاف العالم عبر سفينته ربانا وعالما عربيا، لنبحر نحن بدورنا عبر صالونه في عوالم متجددة من بحار اللغة العربية، هذه اللغة التي وصفها -
أديب مصر الكبير عباس العقّاد باللغة الشاعرة، ونحن نقول أنها اللغة الحية المبدعة المتجددة، وكما وصفها شاعر النيل حافظ إبراهيم قائلا بلسانها:
أنا البحرُ في أحشائه الدرُ كامنٌ// فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
اليوم نفتح بعض تلك الصدفات، لتظهر لنا الدرر في تلك اللغة البحر، ليحدثنا فضيلة العلاّمة مفتي الديار المصرية بلسان عالم الدين الواعي، ومعالي الأمين العام بلسان السياسي الحاذق، ويحدثنا الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور بلسان المعجمي المقتدر، ويحدثنا الأستاذ الدكتور أحمد عبد الرحيم أحمد فراج بلسان القراءات، ويحدثنا المستشار الدكتور خالد القاضي بلسان القانوني البارع، وعن الجانب الاجتماعي والثقافي يتحدث ابن عمان الدكتور سالم البوسعيدي...
هذه هي العربية لغتي ولغتك ولغتنا جميعا، لم تبقِ مجالا من مجالات الحياة لم تبرعُ فيه، وصدق شاعر النيل حين قال بلسانها:
وسعتُ كتابَ الله لفظا وغاية// وما ضقتُ عن آيٍ به وعظاتِ
فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلةٍ// وتنسيق أسماءٍ لمخترعات.
أرى لرجالِ الغرب عزا ومنعةً// وكم عزّ أقوامٌ بعز لغاتِ
كذا نلتقي اليوم لنحتفي بهذه اللغة المحيطة عسى أن تحتفي يوما بنا.
فأهلا بكم ضيوفا كرامًا على مائدة لغة الضاد.
أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة،
الحضور الكريم
كيف نحتفي باللغة العربية؟
لا شك أن استحضار جوانب عظمتها أمر مهم، إلا أننا في صالون أحمد بن ماجد، نرى أيضا ضرورة استحضار أعلام هذه اللغة،
من القدماء والمعاصرين، وقد اخترنا هذا العام أن نلقي الضوء على بعض أعلام عمان الذين خدموا هذه اللغة، وكعماني أدرك أن العربية جزء لا يتجزأ من تاريخ بلادي، قبل الإسلام وبعده، وقبل أن تعرف مناطق من عالمنا العربي شكل الدولة كانت سلطنة عمان دولة عربية اللسان والثقافة.
وهذه العراقة جعلت بلادي - في وقت مبكر من تاريخ الإسلام - مساهما بارزا في تاريخ الإنتاج اللغوي. وفي إطار هذا الدور المبكر
كانت مؤهلة لأن تنجب في القرن الثاني الهجري واحدًا من أهم علماء العربية في التاريخ: الخليل بن أحمد الفراهيدي.
وتتوالي القامات العمانية الكبيرة التي خدمت اللغة العربية، ولا يتسع المقام إلا لإشارة عابرة لنجوم لامعة في سماء تاريخ الإنتاج اللغوي:
كالمُبرِّد، وابن دريد الأزدي الملقب بشيخ الأدب.
وابن الذهبي، عبد الله محمد الأزدي، الذي جمع بين اللغة والطب.
الحضور الكريم
لم تكن خدمة العمانيين للغة العربية منحصرة في أولئك، بل حمل العمانيون اللغة العربية على سفنهم، وبنوا جسرا بينها وبين أفريقيا، أعني بذلك "اللغة السواحيلية"، التي شربت من اللغة العربية حدّ الارتواء.
وأتذكّر هنا في زيارة لها إلى مصر العزيزة في العام 2021، سجلت فخامة رئيسة تنزانيا سامية حسن تقديرها لقرار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إدخال تعليم اللغة السواحيلية في بعض معاهد اللغات المصرية.
والسواحيلية اليوم إحدى اللغات الوطنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولغة رسمية في تنزانيا وكينيا وأوغندا، ولغة تواصل في منطقة البحيرات العظمى الإفريقية وأجزاء أخرى من شرق وجنوب شرقي إفريقيا تشمل رواندا وبوروندي كما أن لها حضورًا
في زامبيا وملاوي، وموزمبيق والصومال وجزر القُمر. وهي إحدى اللغات الخمس الرسمية للاتحاد الأفريقي.
فعن هذه اللغة وصلتها بالعربية نستمع لمداخلة مختصرة في هذا اللقاء.
الحضور الكريم
كما نستحضر السابقين الذين خدموا هذه اللغة، نستحضر الأبطال الذين خدموها في هذا الزمان، وقد وقع اختيارنا على اثنين من أعلام ثقافتنا العربية، قدما للمكتبة العربية من المؤلفات ما يستحق التقدير، وبذلا في محراب التعليم الجامعي سنوات من أعمارهما، ونسأل الله أن يبارك فيهما وفيما قدما.
معربين لهما عن الامتنان والتقدير العميق.
وبعد
العربية لغة كتاب مقدّس وشارة هوية ولسان ثقافة، والاحتفال بيوم اللغة العربية مناسبة لم أتوقف عن الاهتمام بها منذ سنوات من فترة عملي في المقر الأوربي للأمم المتحدة في جنيف إلى انتقالي إلى بلدي الثاني مصر. لأنني أرى ذلك واجبا مقدّسا، ورسالة عميقة من رسائل صالون أحمد بن ماجد.
أرحب بكم من جديد في مكانكم، شاكرا لكم حضوركم، وراجيا لكم وقتا ماتعا، سعيدا لمشاركتكم لنا هذه الأمسية.
وتقبلوا عاطر السلام وبالغ التحايا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.