قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مساء اليوم الاثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على المقترح الذي قدمته واشنطن خلال جولة المفاوضات الأخيرة بالدوحة بشأن صفقة تبادل محتملة للأسرى مع المقاومة، والذي انتقدته حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف بلينكن، في مؤتمر صحفي بتل أبيب، إثر محادثات استمرت 3 ساعات مع نتنياهو ثم مع وزير الدفاع يوآف غالانت أن نتنياهو أبلغه موافقة إسرائيل على المقترح الذي قدمته الولايات المتحدة في جولة المفاوضات التي عقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين بالدوحة للتقريب بين مواقف الأطراف.

وتابع أنه يتعين الآن على حركة حماس قبول المقترح بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه عقد اجتماعا وصفه بالجيد والمهم مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وقال نتنياهو، في بيان أصدره مكتبه عقب المحادثات، إن إسرائيل تسعى للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى في المرحلة الأولى للصفقة، مضيفا أن إسرائيل تقدر جهود الولايات المتحدة في ما وصفه "بالدفاع الإقليمي ضد المحور الإيراني".

بلينكن (يسار) عقد محادثات مع نتنياهو بالقدس المحتلة لمدة 3 ساعات (الأناضول)

وكانت حركة حماس قد أكدت أمس الأحد مجددا أن المقترح الأميركي يستجيب لشروط نتنياهو، خاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب من غزة وإصراره على مواصلة احتلال محوري نتساريم وفيلادلفيا ومعبر رفح.

وبعد انتهاء الجولة الأخيرة بساعات، أكد قيادي في حماس للجزيرة أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقف العدوان، والانسحاب من قطاع غزة، كما يجب أن يشمل أيضا توفير الإغاثة العاجلة، والتوصل إلى صفقة حقيقية لتبادل الأسرى.

وأكد القيادي التزام الحركة بما وافقت عليه في الثاني من يوليو/تموز الماضي، والمبني على إعلان الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن، داعيا الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال وإلزامه بالذهاب إلى تنفيذ ما اتفق عليه.

تنفيذ الاتفاق

وفي مؤتمره الصحفي بتل أبيب، قال وزير الخارجية الأميركي إنه سيتوجه إلى مصر وقطر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني للدفع باتجاه التوصل إلى صفقة.

وأضاف بلينكن أنه خلال الأيام المقبلة سيعمل الخبراء على تقديم فهم واضح لتنفيذ الاتفاق المحتمل، وتحدث عن شعور لدى الجانب الأميركي بضرورة الاستعجال للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

كما قال الوزير الأميركي إنه كلما طال أمد النزاع سيعاني "الرهائن" أكثر وسيلقون حتفهم، مضيفا أن التوصل لوقف إطلاق نار دائم هو الوسيلة المثلى لإطلاق سراح المحتجزين.

وتابع أن الوسيلة الأسرع لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة هي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتطرق بلينكن أيضا إلى التوترات الإقليمية المتصاعدة، قائلا إن على الجميع أن يتجنب اتخاذ خطوات أو إجراءات تصعد التوتر وتوسع رقعة العنف.

وكان وزير الخارجية الأميركي قال خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في تل أبيب إنها ربما تكون الفرصة الأخيرة لإعادة "الرهائن".

وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهامات في الداخل والخارج بإفشال المساعي التي بذلت خلال الأشهر الماضية لإبرام صفقة إما عن طريق التصعيد العسكري وإما من خلال الاغتيالات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وزیر الخارجیة الأمیرکی إطلاق النار لوقف إطلاق

إقرأ أيضاً:

مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب

كتب غاصب المختار في" اللواء": يتضح من كل المشهد السياسي الفولكلوري والعسكري الدموي، ان لا مجال لإقناع إسرائيل بوقف الحرب، خاصة في ظل «الدلع» الأميركي الزائد وغض النظر عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال وعن التقدم البرّي الذي أدّى الى تدمير قرى بكاملها عند الحد الأمامي الجنوبي، ما أوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الإسرائيلي ذاهب الى أبعد من مجرد مطالب وشروط أمنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية وإعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الأسابيع الأخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الأوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية وإقامة سلام في الشرق الأوسط وفق رؤيته لهذا «السلام» بالخلاص من كل يتسبب بإفشال مشروعه، من لبنان الى سوريا والعراق وإيران وحتى اليمن.

وفي صورة أوسع من المشهد الحالي القائم، لا بد من العودة الى وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلّمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الأوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتنياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام. فأي سلام بالمفهوم الأميركي - الإسرائيلي يعني تغليب مصالح الدولتين على مصالح كل دول المنطقة الحليفة والصديقة منها كما الخصوم، بحيث تبقى إسرائيل هي المتفوّقة وهي المتحكّمة وهي التي تفرض الشروط التي ترتأيها على كل الراغبين بوقف الحرب وبتحقيق السلام الفعلي والشامل الذي يُفترض أن يعيد الحقوق الى أصحابها في فلسطين ولبنان وسوريا.

لذلك أي قراءة جيو - سياسية وعسكرية لوضع المنطقة الآن لا بد أن تأخذ بالاعتبار مرحلة حكم ترامب ومصير نتنياهو بعد الضغوط الدولية الكبيرة عليه، والتي تجلّت مؤخراً بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر بإعتقال نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة. فهل تبقى توجهات أميركا وإسرائيل هي ذاتها أم تكبح الضغوط الدولية السياسية والقانونية بعض الجموح والتطرف؟!
يتضح من موقف ترامب من قرار المحكمة الجنائية انه سيقف ضد أي إجراء بحق إسرائيل ونتنياهو شخصياً، وان مرحلة حكمه المقبلة ستكون مليئة بالتوترات في الشرق الأوسط لا سيما إذا استمر في السياسة العمياء بدعم إسرائيل المفتوح سياسيا وعسكريا والضغط على خصومها وأعدائها، والتوافق الى حد التماهي مع ما تريده إسرائيل ومحاولة فرض أي حل سياسي بالحديد والنار والمجازر.
 

مقالات مشابهة

  • مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب
  • المستهلك الأميركي يبقى انتقائيا في فترة "بلاك فرايدي"
  • المستهلك الأميركي يبقى انتقائيا في فترة "بلاك فرايدي"
  • حديث بين وزير الدفاع الإسرائيلي ونظيره الأميركي عن الحزب.. هذا تفاصيله
  • وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده “حلا دبلوماسيا في لبنان”
  • وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده بحل دبلوماسي في لبنان
  • خبير دولي: اعتقال نتنياهو يعكس القناعة العالمية بجرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • حول الجيش واليونيفيل.. هذا ما أكّده وزير الدفاع الأميركي لنظيره الإسرائيلي
  • الخارجية الأمريكية: بلينكن يناقش أزمات أوكرانيا والشرق الأوسط خلال قمة السبع بإيطاليا
  • التلفزيون الإسرائيلي: تل أبيب ترفض مشاركة فرنسا في المفاوضات مع لبنان