لجريدة عمان:
2024-09-13@23:59:17 GMT

الكاتب المناضل محمد المختار العرباوي.. وداعا

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

لا نملك إلا الكتابة أمام رحيل الأصدقاء والكتاب والباحثين، نعزي أنفسنا والكلمة الحرة الصادقة ومواقف النضال الوطني الشريف، فمنذ يومين تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في تونس رحيل الباحث والكاتب محمد المختار العرباوي (1937-2024) أصيل مدينة تالة الواقعة غرب تونس، تلقى دروسه الأولى في تونس ثم واصل دراسته في جامعة القاهرة ونال شهادة الإجازة في اللغة العربية.

وفي مصر برز الشاب التونسي ككاتب وناشط عروبي في صفوف الطلبة العرب، مصر التي كانت قِبلة للمثقفين ولحركات التحرر الوطنية. وفي القاهرة بدأ نشاطه الكتابي إذ نشر في مجلة الثقافة، التي يرأس تحريرها محمد فريد أبوحديد، مقالا في عدد يوليو 1965 بعنوان «ظاهرة التفكك في قواعد اللغة ودواعيها». عاد إلى تونس أستاذا للغة العربية في معهد رادس، وبقي في المعهد إلى تقاعده في نهاية التسعينيات، وخلال مزاولته لمهنة التدريس ناضل ضمن صفوف الاتحاد التونسي للشغل. عُرف نقابيا عنيدا في سبيل المطالبة بحقوق العمال وتحسين ظروف العاملين في المجال التعليمي، كما خاض نضالات ثقافية وسياسية أبرزها دفاعه عن عروبة تونس ودول المغرب العربي، ولذلك كان من الطبيعي أن يتم تصنيفه ضمن الحركة اليوسفية؛ نسبة إلى المناضل والقيادي التونسي صالح بن يوسف (1907-1961) أحد أبرز رجالات الحركة الوطنية التونسية، وأحد جناحي الحزب الدستوري، وأشد خصوم الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة ( 1903- 2000). تعرض العرباوي أثناء مسيرته الحياتية إلى الاعتقال والسجن والإقامة الجبرية. دافع عن القضايا العربية ليس ابتداء من القضية الفلسطينية وليس انتهاء بالتضامن مع الشعب العراقي لرفع الحصار الجائر، وجمع المساعدات الطبية وإرسالها إلى العراق.

لم تثنِ المضايقات الأمنية التي تعرض لها العرباوي عن الكتابة والنشر والتدوين، والدفاع بالموقف والكلمة عن اللغة والثقافة، حين وجد أن الحركات المتربصة بالأوطان تستهدف المجتمعات وتسعى لزعزعة الاستقرار الاجتماعي واختلاق إشكاليات وأزمات بين أبناء المجتمع المغاربي، وفي سبيل ذلك أصدر العديد من الكتب والدراسات والمقالات في الدفاع عن عروبة شمال إفريقيا منها كتاب «في مواجهة النزعة البربرية وأخطارها الانقسامية»، صدر سنة 2002م، وكتاب «البربر عرب قدامى»، صدر سنة 1993م، و«الكتابة البربرية: اللوبية ــ التيفيناق ما حقيقتها؟» الصادر سنة 1999م، ثم كتاب «اللغة البربرية: لغة عربية قديمة» الصادر سنة 2012م.

كان أول لقاء لي بالأستاذ العرباوي في نوفمبر 2005م، إذ أرسل له الصديق الكاتب سعيد الدارودي بعض المؤلفات، وبعدها أصبحنا نلتقي بين الفينة والأخرى في العديد من المناسبات الثقافية أو في الجلسات في مقاهي شارع الحبيب بورقيبة، لقاءات جمعتنا بالكتاب والمناضلين النقابيين. في كل لقاء يصر العرباوي على الفطور في أحد المطاعم في نهج القاهرة بالعاصمة تونس، معتذرا عن استضافتنا في بيته في رادس. وكان آخر لقاء بيننا في طرابلس الغرب في صيف 2010م، أثناء انعقاد ملتقى ثقافي من تنظيم أكاديمية الدراسات الليبية، ولحسن الحظ فقد التقيت بالدبلوماسي والباحث الجزائري عثمان سعدي (1930-2022) صاحب كتاب «الأمازيغ عرب عاربة» صدر الكتاب سنة 1996م، وجرّ عليه الكثير من القضايا والمحاكمات، وخرج منها بالبراءة من التهم التي رفعت ضده. كما تعرفت في الملتقى بالأكاديمي والباحث الجزائري أحمد بن نعمان المنضوي تحت مشروع الدفاع عن الثقافة العربية في الدول المغاربية.

رحل الكاتب والمناضل محمد المختار العرباوي في صمت، بعد حياة حافلة بالنضالات في عدة مجالات وميادين، عاش في نكران للذات رغم التجارب القاسية التي مارستها بحقه الأنظمة السياسية في تونس قبل سنة 2011م. لذلك نأمل من رفاقه في الاتحاد العام التونسي للشغل إطلاق اسم العرباوي على أحد مقار الاتحاد، أو تسمية إحدى المكتبات العامة في تونس باسمه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی تونس

إقرأ أيضاً:

محمد بن زايد يتسلم نسخة من كتاب «الشيخة سلامة بنت بطي»

أبوظبي - وام
تسلم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اليوم نسخة من كتاب بعنوان: «الشيخة سلامة بنت بطي» الذي أصدره الأرشيف والمكتبة الوطنية.
واستمع سموّه ــ خلال استقباله وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية في قصر الشاطئ بأبوظبي ـ إلى شرح حول أبرز محاور الكتاب وفصوله والذي ألفه الباحث علي أحمد الكندي المرر، ووقع سموّه على نسخة من الإصدار الذي سيحتفظ به في قاعة الشيخ زايد بن سلطان، ضمن الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وأعرب صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ـ خلال اللقاء ـ عن تقديره للدور الذي يقوم به الأرشيف الوطني والمكتبة الوطنية في توثيق تاريخ الوطن وتراثه وثقافته وحفظها للأجيال المقبلة، وشكر سموّه جميع القائمين عليه لجهودهم في هذا الشأن.
من جانبه عبر وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية عن شكره وتقديره للدعم الذي يوليه صاحب السموّ رئيس الدولة للأرشيف والمكتبة الوطنية، لتحقيق رسالته في حفظ تاريخ الوطن وتوثيقه للأجيال المقبلة من خلال استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا في مجال حفظ الوثائق القيمة على المدى الطويل وأرشفتها وإتاحتها.
وحضر اللقاء، سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وسموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية التونسي لـ”خوري”: ندعم أي حوار يقود إلى حلّ سياسي “ليبي – ليبي”
  • مخاوف أوروبية من تصرفات الرئيس التونسي الاستبدادية وتأثيرها على التعاون في ملف المهاجرين
  • فتح باب الترشّح لمسابقة "أصدقاء اللغة العربية" حتى 28 أكتوبر
  • وفاة المختار حازم القصاص على خلفية مشاجرة في المغير بسبب نتائج الانتخابات
  • محمد مغربي يكتب.. وداعا للدروس الخصوصية
  • كتاب جديد فى الأسواق العقارية فى مصر و دبى للخبير المثمن العقارى محمد أحمد فؤاد أمين 《 كيف تبيع العقارات للمليارديرات》
  • عاطف خليل رئيس تحرير الوفد ينعى المناضل الوفدى سعيد الجوجرى
  • محمد بن زايد يتسلم نسخة من كتاب «الشيخة سلامة بنت بطي»
  • عاجل.. محمد عبدالمنعم يكشف حل أولى عقبات احترافه مع نيس
  • اتحاد العاصمة يطير إلى تونس تحسباً لمواجهة الملعب التونسي