أخبارنا:
2025-03-13@21:01:40 GMT

كيف يمكن كشف زيف الصوت الموّلد بالذكاء الاصطناعي؟

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

كيف يمكن كشف زيف الصوت الموّلد بالذكاء الاصطناعي؟

هل صرّح الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أن الديمقراطيين كانوا وراء محاولة اغتيال فاشلة لخلفه، دونالد ترامب؟ تم تداول عدة تسجيلات صوتية في الولايات المتحدة، يُزعم أنها لأوباما يتحدث مع مستشاره السابق، ديفيد أكسيلرود، عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. في إحدى المقاطع، يُسمع صوت يشبه صوت أوباما يقول: "كانت فرصتهم الوحيدة وهؤلاء الأغبياء أضاعوها.

لو تمكنوا فقط من التخلص من ترامب، لكنا ضمنا فوزهم ضد أي مرشح جمهوري". هذا التسجيل مزيف، وقد تم توليد الصوت بشكل مصطنع بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

نشرت "نيوز غارد" وهي جهة رقابية مختصة بتتبع المعلومات المضللة والإعلام في الولايات المتحدة، تحليلًا للتسجيلات الصوتية المنسوبة لباراك أوباما. وقد استخدمت عدة أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وقامت بمقابلة خبير رقمي، كما تواصلت مع متحدث باسم أوباما، قبل التوصل إلى أن التسجيل بالفعل مزيف.

وليس أوباما السياسي الوحيد الذي تعرّض لتزييف صوته. ففي وقت سابق من هذا العام، تم إنشاء تسجيل صوتي بواسطة الذكاء الاصطناعي لصوت الرئيس الأمريكي جو بايدن يحث الناخبين في الانتخابات التمهيدية بولاية نيو هامبشير على عدم التصويت.  وفي سلوفاكيا، تم نشر تسجيل صوتي مزيف لشخصية ليبرالية هو السياسي ميخال شيميتشكا. وفي المملكة المتحدة، وقع عمدة لندن صادق خان ضحية لتسجيل زائف بالذكاء الاصطناعي.

أسهل في التوليد.. أصعب في التفنيد

يمكن أن تكون المقاطع الصوتية المزيفة التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ضارة بشكل خاص خلال الانتخابات لأنها سهلة الإنشاء والنشر، لكن هذه المقاطع الصوتية المزيفة أصعب في الكشف عنها من الأشكال الأخرى للمعلومات المضللة.

 وتقول آنا شيلد،  خبيرة الإعلام والاتصال بفريق الابتكار في DW: "إنها تتطلب بيانات تدريبية وقدرات بعلوم الحاسوب مقارنة بالفيديوهات المزيفة لعرض نتائج شبه واقعية". وتقوم آنا بفحص تأثير المقاطع الصوتية المزيفة، مع زميلتها جوليا باير، وتوضح سبب شعبيتها المتزايدة بسرعة، إذ تقول: "لقد تعدّدت  استخداماتها، من المكالمات الآلية إلى الرسائل الصوتية والتعليقات في الفيديو".

من جانبه يؤكد نيكولاس مولر، مهندس التعلم الآلي في معهد فراونهوفر للأمن التطبيقي والمندمج في ألمانيا، لـ DW: "إن المقاطع الصوتية المزيفة أصعب قليلاً في التعرف عليها من مقاطع الفيديو المزيفة، لأن لدينا ببساطة عددًا أقل من الأدلة"، ويوضح أنه في الملفات الصوتية، هناك عدد أقل من العناصر التي يمكن للناس الاعتماد عليها لاكتشاف ما إذا كان التسجيل أصليًا أم لا.

في هذه الحالة، كيف يمكنك التعامل مع ملف صوتي تشكّ أنه حقيقي؟

يمكن أن يكون أحد الحلول هو الجمع بين تقنيات التحقق وبين استخدام برامج الذكاء الاصطناعي المتخصصة في تحديد المقاطع الصوتية المزيفة.  وهذه بعض الأفكار في هذا السياق:

تنمية الشك

إحدى الطرق للتحقق مما إذا كانت التسجيلات الصوتية حقيقية أم لا هي فحص الملف بشكل دقيق بحثًا عن أدلة  قد تشير إلى تدخل الذكاء الاصطناعي. في المثال المذكور أعلاه لباراك أوباما، يمكننا مقارنة الملف الصوتي المشبوه، بملف صوتي أصلي لأوباما، لأجل العثور على أي انحرافات محتملة عن طريقة حديث أوباما بشكل طبيعي. ويمكن أن يشمل ذلك الاختلافات في النطق، أو التوقفات غير الطبيعية، أو أنماط التنفس غير الواقعية.

ليس من السهل العثور على هذه الأدلة بالنسبة للمستمعين غير المدربين، لكن تم تصميم العديد من الأدوات لمساعدة الناس في ممارسة التعرف على هذا النوع من المعلومات المضللة، ومن هذه الأدوات مشروع "ديغر" (Digger)  لاكتشاف التزييف العميق، الذي تم تصميمه بالتعاون مع DW. وقد طور المشروع تمارين عملية لمساعدة الناس على تطوير مهارات الاستماع النقدي لديهم.

 

هذه الأدوات يمكنها أن تساعدك

 

يمكن كذلك استخدام برامج مدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على اكتشاف المقاطع الصوتية المزيفة. في مثالنا مع الصوت الاصطناعي لأوباما، استخدمت منصة "نيوز غارد"  برامج مثل "ترو ميديا" (TrueMedia)، حيث يمكنك وضع رابط من وسائل التواصل أو رفع ملف صوتي أو صورة أو فيديو، ويقوم البرنامج بتحليل هذا الملف.

وفي الوقت نفسه، طور معهد فراونهوفر منصة "ديب فيك توتال" (Deepfake Total)، حيث يمكن للمستخدمين تحميل الملفات الصوتية المشبوهة لتحليلها. تُقيَّم جميع الملفات المحملة على "مقياس التزوير"، الذي يشير إلى احتمالية أن يكون الملف مصطنعًا.

لكن من المهم التأكيد على أن أدوات الكشف عن التزييف ليست معصومة عن الخطأ. ففي حين يمكنها تقدير احتمالية أن يكون الملف مولدًا بواسطة الذكاء الاصطناعي، إلا أنها لا تكون صحيحة دائمًا. ولهذا السبب ينبغي استخدام هذه الأدوات دائمًا بحذر، كجزء من عدة خطوات للتحقق.

 

من الوسائل الأخرى، تصفح مواقع ومنصات تدقيق الحقائق، لمعرفة ما إذا كان قد تم التحقق من حقيقة الملف الصوتي موضع الشك. وقد طورت عدة وسائل إعلامية أيضًا أدوات لتحديد المقاطع الصوتية المزيفة، مثل "فيريفيك أوديو" ( VerificAudio )التابعة لشركة "بريزا" الإعلامية العالمية في إسبانيا، والتي تهدف إلى اكتشاف التزييف في وسائل الإعلام الناطقة بالإسبانية.

وأوضح خوسيه غوتيريز من "بريزا ميديا" لـ DW أن الأداة تعتمد على عمليتين موجهتين بالذكاء الاصطناعي: بينما تقوم الأولى بمقارنة الملفات الصوتية المشبوهة مع تسجيلات صوتية أصلية للشخص نفسه، تحلل الثانية الميزات الصوتية مثل الطبقة الصوتية، لكنه يؤكد أن المنضة لا تعطي إجابات حاسمة تمامًا.

التحقق من السياق 

إذا كان كل هذا يبدو معقدًا أو تقنيًا أكثر من اللازم، فإن يمكن العودة إلى تقنيات التحقيق التقليدية، ومن ذلك البحث في الأخبار ومعرفة ما إذا كان هناك أخبار حول الموضوع، والتحقق من قنوات التواصل الاجتماعي للشخص والبحث عن سياق إضافي في مصادر الأخبار الموثوقة.

في النهاية، الأمر كله يتعلق باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات، كما يشير فريق الابتكار في DW، إذ "لا يوجد حل بنقرة واحدة يمكنه المساعدة في اكتشاف التلاعب في الصوت".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی إذا کان

إقرأ أيضاً:

"وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟

 

 

 

مؤيد الزعبي

رغم أنَّ مصطلح "وكلاء الذكاء الاصطناعي" ليس بالمصطلح الجديد، فقد سمعنا به كثيرًا خلال الفترة الماضية، والذي يعني ببساطة أنه نظام ذكي مُستقل قادر على إدراك بيئته، ومعالجة المعلومات، واتخاذ القرارات، وتنفيذ الإجراءات لتحقيق أهداف محددة دون تدخل بشري، إلّا أنه برز مرة أخرى بعدما طرحت شركة Butterfly Effect الصينية وكيلها الاصطناعي "مانوس"، والذي أحدث ضجّةً كبيرة حول العالم لكونه قادرًا على تنفيذ مهام معقدة بشكل مستقل، مثل إنشاء مواقع إلكترونية مخصصة؛ بدءًا من اختيار القالب المناسب، وتصميم الهيكل، وإضافة المحتوى، وصولًا إلى إطلاق الموقع النهائي.

وهذا المستوى من الاستقلالية في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام يعكس تقدمًا كبيرًا في مجال وكلاء الذكاء الاصطناعي ولهذا دعنا نبحر في هذا المصطلح ونكتشف معًا أنا وأنت عزيزي القارئ ماذا ينتظرنا في المُستقبل؟

في البداية، دعني أخبرك بأن وكلاء الذكاء الاصطناعي سيكونون هم يَدُنا اليُمنى في كل ما نقوم به في حياتنا في قادم السنوات، هم من سيديرون لنا مواعيدنا كما لو كانوا أفضل سكرتير وهم أيضًا من سيكونون مساعدينا الشخصيين الذين طلباتنا لهم مجابة وحاضرة في الوقت واللحظة، وهم من سيكونون وكلاء سفرنا وهم مساعدينا في العمل وفي البيت وفي الشارع وفي المراكز التجارية، هم من سيختارون لك لباسك بناءً على شكلك وجسمك، وهم من سيختارون لك عطرك بناء على درجة حرارة الجو والمكان الذي تقصده، وهم من سيختارون لك تخصصك الدراسي ومسارك المهني، وهم من سيقودون سيارتك وينجزون لك مهامًا وأنت في طريقك للعمل، وهم من سيكونون طبيبك ومعالجك وجراحك الذي يجري عمليته ببراعة دون أي تدخل بشري لا في التحريك ولا في اتخاذ القرار.

تخيَّل معي، عزيزي القارئ، كيف ستكون مهام عملك بوجود وكيل ذكاء اصطناعي يساعدك على إتمامها. فحسب التقارير، هذا الوكيل سيقوم بما يزيد عن 50% من مهام عملك، فكما جاء في الفيديو التعريفي لـ"مانوس"، فهو قادر على مراجعة السير الذاتية المقدمة لوظيفة ما، وبعد أن يقوم بدراستها، يختار الشخص المناسب لهذه الوظيفة، وصحيح أن الأمر أعقد من مجرد قراءة سير ذاتية، إلّا أن هذا العمل الذي كان يتطلب الكثير من الوقت والجهد من موظفي الموارد البشرية، ها هو وكيل الذكاء الاصطناعي يختصر لك المُهمة ويُشيل عنك نصف العبء، والأمر لا يتوقف عند هذه المهمة فقط، فهناك الآلاف من المهام التي سيقوم بها وكيل الذكاء الاصطناعي في قادم الأيام.

فمثلًا، لو كنت مُتداوِلًا في أسواق الأسهم، وجعلت وكيل الذكاء الاصطناعي هو من يدير لك عملية التداول، فهو سيقوم بكل ما يلزم من دراسة الأسواق، وقراءة التقارير المالية، وقراءة ما يُكتب في الصحافة، ويدرس لك وضع الشركات وخططها المستقبلية، ويقوم لك بالتداول من بيع وشراء دون أن تتدخل أنت. أو على الأقل، يقدم لك اقتراحات حول أفضل الاتجاهات في السوق، وأنت تقوم بتأكيد العملية. وهذا ما سيحدث في البداية، ولكن يومًا بعد يوم سيختار هو بدلًا عنك، واختياراته ستكون مقنعة ومنطقية أكثر منك أنت، عزيزي المتداول.

في قادم الوقت، حتى لو كنت تعمل في وظيفة حساسة كوزير مثلًا، سيكون لديك وكيلك الاصطناعي الذي يخاطب وكيلًا اصطناعيًا لوزير آخر، ويتفق معه على كل الصيغ المتاحة للتبادلات التجارية أو السياسية أو حتى المجتمعية أو الفنية أو الرياضية، ويخرج لك باتفاق مبدئي لا ينقصه سوى توقيعك البشري ليدخل حيز التنفيذ، وحمدًا لله إن بقي التوقيع البشري له قيمة في قادم الأيام، فبمجرد أن أعطينا الذكاء الاصطناعي السلطة على اتخاذ القرارات، سيبدأ بتعلم كيفية اتخاذها بشكل أفضل يومًا بعد يوم، وكل المهارات البشرية الحساسة سيبدأ الوكلاء بتعلمها وإتمامها بسرعة تفوق قدرتنا على مجاراتهم.

ما نحن مقبلون عليه باختصار هو أن حياتنا العملية والشخصية ستتغير للأبد. فوكلاء الذكاء الاصطناعي سيصلون إلى بيوتنا ويدخلون مطابخنا، وسيطرقون أبواب غرف نومنا ليقوموا لنا بمهام كثيرة؛ هم من سيختار وجبات طعامنا، وهم من سيطلب لنا طلبيات احتياجاتنا المنزلية، وهم من سيضعون لنا ميزانيتنا، وهم من سيختارون لنا شكل علاقاتنا.

ما الذي سيأتي مستقبلًا؟!

ستصبح حياتنا مُنقسمة إلى جزأين: جزء يقوم وكلاء الذكاء الاصطناعي بملئه من مهام في العمل أو مهام حياتية، وجزء تقوم به أنت. وقد يكون هذا الأمر إيجابيًا في حالة أوكلنا لهذه الأنظمة ما يعكر علينا صفو الحياة، وجعلناها تساعدنا في تنفيذ أمور حياتنا وعملنا بطريقة أسرع وأسهل وأكثر دقة. ولكن في حال اعتمدنا عليها اعتمادًا كليًا، ستفوق علينا لدرجة أن تطغى، وتصبح الوكلاء تخاطب بعضها البعض وتدير حياتنا بناءً على صفقات من يشغل هؤلاء الوكلاء، أو نكون مجبرين على أن ندفع لهم جزءًا من أموالنا مقابل خدماتهم. فالأمر لن يكون مجانيًا، أعدك بذلك.

في النهاية، ما أردته هنا هو أن نفتح أعيننا للفرص المتاحة أمامنا مع هؤلاء الوكلاء. وأنا أتفق بأنهم سيكونون عونًا لنا في الكثير من الأمور، ولكن في مُعظم الأحيان ستكون قراراتهم مبنية على منطق عقلي أو حسابي. أما في حياتنا نحن كبشر، فإنَّ جزءًا كبيرًا من قراراتنا مبنية على الإحساس أو المشاعر، أو ما نسميه "إنسانية"؛ فكيف سيتعامل الوكلاء مع هذه النقطة تحديدًا؟ هو ما سنكتشفه أو ستكشفه لنا الأيام.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سوني تختبر شخصيات بلايستيشن مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • في روسيا FAW تطرح سيارة كهربائية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • مخرج سينمائي يفشل في مقابلة سام ألتمان.. فيصنع نسخة رقمية منه بالذكاء الاصطناعي
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • "وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي
  • بالذكاء الاصطناعي.. طرق دبي تحدث نظام التحكم بإشارات المرور
  • “سدايا” توفر نظام رؤية حاسوبية بالذكاء الاصطناعي لإدارة الحشود في المسجد الحرام وتحسين إجراءات دخول المعتمرين خلال شهر رمضان
  • سيلين ديون تحذر معجبيها من الأغاني المزيفة بواسطة الذكاء الاصطناعي