تاريخ مصر في 50 صورة ما بين الحاضر والماضي.. شامخة وشاهدة على الحضارات
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
قبل آلاف السنين كانت مصر شاهدة على التاريخ وصناعته التي أصبحت ولا تزال حديث العالم، بدءًا من العصور القديمة مرورًا بالحقبات والخلافات المختلفة وصولًا لمصر الحديثة مع دخول محمد علي إلى مصر، ومن ثم أصبحت هي المحروسة حتى بدأت حقبة جديدة مع دخول الألفية الجديدة ومواكبة العصر.
على مدار مئات القرون تربعت مصر على عرش التاريخ سواء بما قدمته من أعظم حضارات العالم وحتى كتابة التاريخ الحديث، حتى باتت واحدة من أهم بلدان ووجهات العالم السياحية والتاريخية.
وفي التقرير نستعرض مجموعة من الصور التي وثَّقت تاريخ مصر بنقشها على معابد الحضارة القديمة، أو سواء التي تم التقاطها فيما بعد بعدسات المصورين، تزامنًا مع اليوم العالمي للتصوير.
مصر القديمةبدأت مصر تاريخها قبل آلاف السنين، حيث نجحت برجالها منذ اليوم الأول في بناء حضارة لا مثيل لها تعد الأعظم في العالم، ويقصدها ملايين الزوار كل عام ليتعرفوا على ما بناه المصري القديم من معالم شامخة تحدت جميع علوم الهندسة والفلك والطب.
وفي الصورة الموضحة يظهر تمثال ضخم من الجرانيت للملك رمسيس الثاني، من الكرنك (طيبة) قديمًا، يعود تاريخه لحوالي عام 1250 قبل الميلاد، وهو أحد تماثيل الملك رمسيس الثاني، الذي استمر حكمه لمصر ما يقرب من 67 عامًا، حسب الموقع الرسمي للمتحف البريطاني «britishmuseum».
ويُعد تمثال الملك رمسيس الثاني أحد أشهر معالم الحضارة المصرية القديمة، لمكانة صاحبه البالغة آلاف السنين.
تعددت قرون استمرارية الحضارة المصرية القديمة، حتى بدأت مصر في دخول حقبات تاريخية جديدة، وشهودها على مختلف الحضارات ما بين البطلمية والرومانية والقبطية والإسلامية.
ويُعد حجر رشيد أحد أبرز المعالم المصرية التي جذبت أنظار العالم، حيث جمعت قصة اكتشافه بين حقبات مختلفة في تاريخ مصر، وذلك باكتشافه داخل قلعة المملوك الحاكم قايتباي بمدينة رشيد من قبل أحد جنود الحملة الفرنسية على مصر، وتم الكشف فيما بعد عن حمله نصوصًا بالهيروغليفية واليونانية.
فيما ترمز الصورة الموضحة لبعض الجنود المتواجدين في أحد شوارع مصر بعصر البطالمة الذي استمر على مدار نحو 3 قرون، بنى خلالهم البطالمة حضارة خاصة بهم واتخذوا الإسكندرية عاصمة لهم.
فيما بعد توالت العصور والحقبات والأسر الحاكمة على مصر، وتكاد لم تخلُ أي حقبة من وجود الصور التي وثَّقت تاريخها، للتمكن من نقله للأجيال المتعاقبة حتى وصلت جميعها اليوم لأبناء الألفية الجديدة.
مع تعاقب القرون والسنوات شهدت مصر تطورًا كبيرًا في شكل الحياة بها، حيث ظهرت علامات التقدم ومواكبة العصر خطوة بخطوة، فلم تقف ساكنة عند وقت زمني محدد، وتمكنت الصور المختلفة من نقل خطوات البلاد نحو التطور بلقطات حية لن تنسى في ذاكرة التاريخ.
ففي الصورة يظهر أحد العاملين في صناعة الفسيفساء الخشبية والعاجية الشهيرة، في وقت قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، وحينها أطلقوا عليها اسم فن الأرابيسك.
ظهرت علامات التطور الزمني في الصور التي يوثقها تاريخ مصر، ففي الصورة الموضحة يظهر مجموعة من السقايين وهم يقفون لجوار «زير» ماء من أجل إفراغ المياه به، بينما يحملون الماء على ظهورهم بأواخر القرن التاسع عشر.
بينما يظهر في الصورة التالية بائع للعرقسوس في أحد شوارع وسط البلد بأربعينيات القرن الماضي، حيث تم التقاط الصورة بواسطة مجلة «لايف» الأمريكية، وخلال الصورتين تظهر علامات تطور المصريين لمواكبة الحياة العصرية.
وفي صورة أخرى يظهر مجموعة من الرجال وهم يجلسون بأحد المقاهي بأوائل القرن العشرين، حيث كانت تمثل المقاهي مجالس أساسية ومهمة للمصريين.
تطور كبير في احتياجات المصريين وكذلك التقدم في عمليات بيع المنتجات وشرائها سواق داخل الأسواق أو بالتجوال في الشوارع، يظهر خلال اللقطات الموثقة، فبعد أن كان يقتصر بيع المنتجات البسيطة داخل الدكاكين الصغيرة بالقرون القديمة، تطورت حتى أصبح البائع يحمل بضائعه ويجوب بها الطرقات سعيًا لطلب الرزق.
على جانب آخر تطورت وسائل المواصلات بمصر الحديثة بصورة كبيرة، خاصة مع دخول القرنين التاسع عشر والعشرين، فعلى سبيل المثال يظهر في اللقطة السابقة أحد مشرفي الكشف عن التذاكر دخل عربة قطار بخمسينيات القرن الماضي، بعدسات مجلة «لايف»، بينما يظهر زوجان على جانب آخر وهما يتناولان الشاي أمام الأهرامات بأحد المقاهي الشهيرة.
وتظهر في الصور السابقة مظاهر تقدم مصر وتاريخها بالوصول لمنتصف القرن العشرين، حيث ظهرت ملامح التطور الزمني والتقدم بجميع الجوانب الحياتية، سواء بتقديم الخدمات المختلفة للمواطنين أو التقاط الصور الفوتوغرافية وغيرها.
وخلال التباين الكبير الذي يظهر خلال الصور السابقة، تظهر مدى علامات التطور الكبير الذي واكبته مصر على مدار العقود الماضية، لتظل مواكبة وشاهدة على التاريخ في كل وقت وحين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اليوم العالمي للتصوير تاريخ مصر صور فوتوغرافية صور فی الصورة تاریخ مصر فی الصور
إقرأ أيضاً:
من هو صاحب أكبر اكتشاف في مصر القديمة بعد مقبرة توت عنخ آمون؟
مرت مائة عام منذ أن أذهل هوارد كارتر العالم باكتشافه مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 والذي كان أحد أعظم الاكتشافات في التاريخ، والآن وبعد قرن من البحث، جرى الكشف عن قطعة أثرية جديدة في مهمة قادها بيرس ليثرلاند، عالم المصريات الاسكتلندي، الذي كشف النقاب عن مقبرة تحتمس الثاني، فرعون الأسرة الثامنة عشر، المفقودة منذ زمن طويل في الوديان الغربية لمقبرة طيبة.
عالم المصريات الأسكتلندي يعلق على الاكتشاف الأعظموتوفي تحتمس الثاني منذ 3500 عام، وظل مكان استراحته الأخير موضع جدل وتكهنات لأجيال، وكان قبره هو القبر الوحيد لملك من الأسرة الثامنة عشرة الذي لا يزال مفقودًا، وكان قد جرى التوصل لهذا الاكتشاف في أكتوبر 2022 ولكن لم يدرك أحد أنّ القبر يخصه، وبدلاً من ذلك ظنوا أنه يخص إحدى ملكات أو أميرات ذلك العصر، إذ يقول ليثرلاند، صاحب أكبر اكتشاف في مصر القديمة منذ توت عنخ آمون في تصريحات لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «هذا الاكتشاف يحل لغزًا كبيرًا في مصر القديمة، موقع مقابر ملوك الأسرة الثامنة عشرة المبكرة، إذ لم يتم العثور على قبر هذا الجد لتوت عنخ آمون أبدًا لأنه كان من المعتقد دائمًا أنه يقع في الطرف الآخر من الجبل بالقرب من وادي الملوك».
ويقول صاحب الاكتشاف: «في البداية اعتقدنا أننا ربما وجدنا قبر زوجة ملكية، لكن الدرج العريض والمدخل الكبير أوحانا إلى شيء أكثر أهمية، فكانت حجرة الدفن مزينة بمشاهد من كتاب أمدوات، وهو نص ديني مخصص للملوك، مثيرًا للغاية وكان أول مؤشر على أن هذا قبر ملك».
كان تحتمس الثاني زوجًا وأخًا غير شقيق للملكة حتشبسوت، التي تعتبر واحدة من أعظم فراعنة مصر، وقدمت القطع الأثرية التي تم اكتشافها في المقبرة المكتشفة حديثًا، بما في ذلك أجزاء من جرار من المرمر تحمل نقوشًا باسمي تحتمس الثاني وزوجته الرئيسية حتشبسوت، دليلاً قاطعًا على ملكيتها، وهذه هي القطع الأثرية الوحيدة المرتبطة بالدفن والتي تم العثور عليها على الإطلاق.
احتمالات تشير إلى وجود مقبرة ثانيةوتشير الأدلة الأثرية إلى أنه في عهد تحتمس الثالث، حدث فيضان كارثي في المقبرة، مما أدى إلى نقل المحتويات إلى مقبرة ثانية، ويشير اكتشاف البعثة لرواسب أساس سليمة إلى أنّ هذا القبر الثاني مخفي في نفس الوادي، وقال محسن كامل، المدير الميداني المساعد للبعثة: «إن احتمال وجود مقبرة ثانية، وعلى الأرجح سليمة، لثوتموس الثاني هو احتمال مذهل».
ويلقي هذا الاكتشاف أيضًا مزيدًا من الشكوك حول هوية الجثة التي عثر عليها في الخبيئة الملكية عام 1881 والتي تم تحديدها سابقًا على أنها تعود لتحتمس الثاني، وقد تم تأريخ هذا الجسم على أنه يعود تاريخه إلى أكثر من 30 عامًا، ومع ذلك وُصف تحتمس الثاني بأنه «صقر العش» عندما اعتلى العرش وحكم لفترة كافية فقط لإنجاب الطفل تحتمس الثالث قبل أن يموت بعد فترة حكم من غير المرجح أن تستمر أكثر من أربع سنوات، ويعتقد أن عهد تحتمس الثاني يعود إلى الفترة من حوالي 1493 إلى 1479 قبل الميلاد، لكن حياته كانت في الظل بسبب والده الأكثر شهرة تحتمس الأول وزوجته حتشبسوت التي كانت واحدة من النساء القليلات اللواتي حكمن بمفردهن، وابنه تحتمس الثالث.
وجرى تحقيق الاكتشاف الأخير في مهمة مشتركة بين مؤسسة أبحاث المملكة الحديثة، وهي مؤسسة أكاديمية مستقلة بريطانية، ووزارة السياحة والآثار المصرية، وهو تتويج لـ 12 عامًا من العمل في الوديان الغربية من قبل البعثة التي سبق أن حددت هويات أكثر من 30 زوجة ملكية وامرأة بلاط من هذه الفترة وحفرت 54 مقبرة في الجزء الغربي من جبل طيبة في الأقصر.
وكان وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي علق على هذا الاكتشاف قائلًا: «هذه أول مقبرة ملكية يتم اكتشافها منذ الاكتشاف الرائد لغرفة دفن الملك توت عنخ آمون عام 1922، إنها لحظة استثنائية لعلم المصريات والفهم الأوسع لقصتنا الإنسانية المشتركة».