قبل آلاف السنين كانت مصر شاهدة على التاريخ وصناعته التي أصبحت ولا تزال حديث العالم، بدءًا من العصور القديمة مرورًا بالحقبات والخلافات المختلفة وصولًا لمصر الحديثة مع دخول محمد علي إلى مصر، ومن ثم أصبحت هي المحروسة حتى بدأت حقبة جديدة مع دخول الألفية الجديدة ومواكبة العصر.

على مدار مئات القرون تربعت مصر على عرش التاريخ سواء بما قدمته من أعظم حضارات العالم وحتى كتابة التاريخ الحديث، حتى باتت واحدة من أهم بلدان ووجهات العالم السياحية والتاريخية.

وفي التقرير نستعرض مجموعة من الصور التي وثَّقت تاريخ مصر بنقشها على معابد الحضارة القديمة، أو سواء التي تم التقاطها فيما بعد بعدسات المصورين، تزامنًا مع اليوم العالمي للتصوير. 

مصر القديمة 

بدأت مصر تاريخها قبل آلاف السنين، حيث نجحت برجالها منذ اليوم الأول في بناء حضارة لا مثيل لها تعد الأعظم في العالم، ويقصدها ملايين الزوار كل عام ليتعرفوا على ما بناه المصري القديم من معالم شامخة تحدت جميع علوم الهندسة والفلك والطب.

وفي الصورة الموضحة يظهر تمثال ضخم من الجرانيت للملك رمسيس الثاني، من الكرنك (طيبة) قديمًا، يعود تاريخه لحوالي عام 1250 قبل الميلاد، وهو أحد تماثيل الملك رمسيس الثاني، الذي استمر حكمه لمصر ما يقرب من 67 عامًا، حسب الموقع الرسمي للمتحف البريطاني «britishmuseum». 

ويُعد تمثال الملك رمسيس الثاني أحد أشهر معالم الحضارة المصرية القديمة، لمكانة صاحبه البالغة آلاف السنين.

تعددت قرون استمرارية الحضارة المصرية القديمة، حتى بدأت مصر في دخول حقبات تاريخية جديدة، وشهودها على مختلف الحضارات ما بين البطلمية والرومانية والقبطية والإسلامية.

ويُعد حجر رشيد أحد أبرز المعالم المصرية التي جذبت أنظار العالم، حيث جمعت قصة اكتشافه بين حقبات مختلفة في تاريخ مصر، وذلك باكتشافه داخل قلعة المملوك الحاكم قايتباي بمدينة رشيد من قبل أحد جنود الحملة الفرنسية على مصر، وتم الكشف فيما بعد عن حمله نصوصًا بالهيروغليفية واليونانية. 

فيما ترمز الصورة الموضحة لبعض الجنود المتواجدين في أحد شوارع مصر بعصر البطالمة الذي استمر على مدار نحو 3 قرون، بنى خلالهم البطالمة حضارة خاصة بهم واتخذوا الإسكندرية عاصمة لهم.

فيما بعد توالت العصور والحقبات والأسر الحاكمة على مصر، وتكاد لم تخلُ أي حقبة من وجود الصور التي وثَّقت تاريخها، للتمكن من نقله للأجيال المتعاقبة حتى وصلت جميعها اليوم لأبناء الألفية الجديدة.

مع تعاقب القرون والسنوات شهدت مصر تطورًا كبيرًا في شكل الحياة بها، حيث ظهرت علامات التقدم ومواكبة العصر خطوة بخطوة، فلم تقف ساكنة عند وقت زمني محدد، وتمكنت الصور المختلفة من نقل خطوات البلاد نحو التطور بلقطات حية لن تنسى في ذاكرة التاريخ.

ففي الصورة يظهر أحد العاملين في صناعة الفسيفساء الخشبية والعاجية الشهيرة، في وقت قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، وحينها أطلقوا عليها اسم فن الأرابيسك. 

مصر الحديثة

ظهرت علامات التطور الزمني في الصور التي يوثقها تاريخ مصر، ففي الصورة الموضحة يظهر مجموعة من السقايين وهم يقفون لجوار «زير» ماء من أجل إفراغ المياه به، بينما يحملون الماء على ظهورهم بأواخر القرن التاسع عشر. 

بينما يظهر في الصورة التالية بائع للعرقسوس في أحد شوارع وسط البلد بأربعينيات القرن الماضي، حيث تم التقاط الصورة بواسطة مجلة «لايف» الأمريكية، وخلال الصورتين تظهر علامات تطور المصريين لمواكبة الحياة العصرية.

وفي صورة أخرى يظهر مجموعة من الرجال وهم يجلسون بأحد المقاهي بأوائل القرن العشرين، حيث كانت تمثل المقاهي مجالس أساسية ومهمة للمصريين.

تطور كبير في احتياجات المصريين وكذلك التقدم في عمليات بيع المنتجات وشرائها سواق داخل الأسواق أو بالتجوال في الشوارع، يظهر خلال اللقطات الموثقة، فبعد أن كان يقتصر بيع المنتجات البسيطة داخل الدكاكين الصغيرة بالقرون القديمة، تطورت حتى أصبح البائع يحمل بضائعه ويجوب بها الطرقات سعيًا لطلب الرزق.

على جانب آخر تطورت وسائل المواصلات بمصر الحديثة بصورة كبيرة، خاصة مع دخول القرنين التاسع عشر والعشرين، فعلى سبيل المثال يظهر في اللقطة السابقة أحد مشرفي الكشف عن التذاكر دخل عربة قطار بخمسينيات القرن الماضي، بعدسات مجلة «لايف»، بينما يظهر زوجان على جانب آخر وهما يتناولان الشاي أمام الأهرامات بأحد المقاهي الشهيرة.

وتظهر في الصور السابقة مظاهر تقدم مصر وتاريخها بالوصول لمنتصف القرن العشرين، حيث ظهرت ملامح التطور الزمني والتقدم بجميع الجوانب الحياتية، سواء بتقديم الخدمات المختلفة للمواطنين أو التقاط الصور الفوتوغرافية وغيرها.

وخلال التباين الكبير الذي يظهر خلال الصور السابقة، تظهر مدى علامات التطور الكبير الذي واكبته مصر على مدار العقود الماضية، لتظل مواكبة وشاهدة على التاريخ في كل وقت وحين. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اليوم العالمي للتصوير تاريخ مصر صور فوتوغرافية صور فی الصورة تاریخ مصر فی الصور

إقرأ أيضاً:

افتتاح قمة “آبيك” في بيرو وترامب الغائب الحاضر

بيرو – افتُتحت في بيرو، امس الجمعة، قمة زعماء منطقة آسيا والمحيط الهادي (آبيك) بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، في ظل حالة من الغموض الدبلوماسي بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

ومن المقرر أن يعقد بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ الذي لم يكن حاضرا في الجلسة الافتتاحية للقمة محادثات اليوم السبت، في حين رجّح مسؤول في الإدارة الأميركية أنه سيكون الاجتماع الأخير بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم قبل أن يؤدي ترامب اليمين في يناير/كانون الثاني المقبل.

وقالت رئيسة بيرو دينا بولوارتي أمام الزعماء إن التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف ينبغي أن يعزَّز “في ظل تفاقم التحديات المختلفة التي نواجهها مع مستويات عدم اليقين في المستقبل المنظور”.

وأكدت “نحن بحاجة إلى مزيد من التشارك والتعاون والتفاهم مع التقليل من التشرذم”.

وتأسست مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي عام 1989 بهدف تحرير التجارة الإقليمية، وهي تجمع 21 اقتصادا تمثل معا نحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 40% من التجارة العالمية.

وكان من المقرر أن يركز برنامج القمة على التجارة والاستثمار للنمو الشامل، كما يُطلق عليه مؤيدوه، لكن عدم اليقين بشأن الخطوات التالية لترامب يخيم الآن على الأجندة، كما هي الحال بالنسبة لمحادثات المناخ في مؤتمر “كوب 29” الجارية في أذربيجان، وقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الأسبوع المقبل.

ومع تبني الرئيس الجمهوري المنتخب نهج مواجهة مع بكين في ولايته الثانية، يحظى هذا الاجتماع الثنائي بمتابعة وثيقة.

وحضرت القمة أيضا اليابان وكوريا الجنوبية وكندا وأستراليا وإندونيسيا، من بين دول أخرى، لكن سيغيب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتستند أجندة ترامب “أميركا أولا” إلى اتباع سياسات تجارية حمائية، وزيادة استخراج الوقود الأحفوري وتجنب الصراعات الخارجية، وتهدد بالتالي التحالفات التي بناها بايدن بشأن قضايا تراوح من الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى تغير المناخ والتجارة العالمية.

وهدد الرئيس الجمهوري المنتخب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على واردات السلع الصينية لتعديل ما يقول إنه خلل في التجارة الثنائية.

من جانبها، تواجه الصين أزمة إسكان مطولة وتباطؤا في الاستهلاك، وهو ما سيزداد سوءا في حال اندلاع حرب تجارية جديدة مع واشنطن.

والصين حليفة لروسيا وكوريا الشمالية اللتين يشدد الغرب عقوباته عليهما، وتبني قدراتها العسكرية، وتكثف الضغوط على تايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها. كما تعمل على توسيع حضورها في أميركا اللاتينية عبر مشاريع البنية التحتية ومشاريع أخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق.

بولوارتي اجتمعت مع نظيرها الصيني شي جين بينغ

وافتتح شي مساء الخميس أول ميناء موّلت الصين بناءه في أميركا الجنوبية، في بيرو، على الرغم من دعوة مسؤول أميركي كبير دول أميركا اللاتينية إلى توخي الحذر حيال الاستثمارات الصينية.

ويجتمع شي بنظيره التشيلي غابرييل بوريتش، الجمعة، في حين يلتقي بايدن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، وهما حليفان رئيسيان للولايات المتحدة في آسيا.

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الذي يرافق بايدن إن الدول الشريكة ستعلن إنشاء أمانة لضمان أن تحالفها “سيكون سمة دائمة للسياسة الأميركية”.

والصين ليست الدولة الوحيدة في مرمى ترامب الاقتصادي، فقد هدد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% أو أكثر على البضائع الآتية من المكسيك -وهي عضو آخر في منتدى آبيك- ما لم توقف “هجمات المجرمين والمخدرات” عبر الحدود.

ونشرت بيرو أكثر من 13 ألف عنصر من القوات المسلحة للحفاظ على الأمن في العاصمة ليما، حيث بدأ عمال النقل وأصحاب المتاجر 3 أيام من الاحتجاجات على الجريمة والإهمال الحكومي.

المصدر : الوكالة الفرنسية

مقالات مشابهة

  • افتتاح قمة “آبيك” في بيرو وترامب الغائب الحاضر
  • مسبار صيني يظهر عينات لتاريخ النشاط البركاني على القمر
  • افتتاح قمة آبيك في بيرو وترامب الغائب الحاضر
  • أهم 10 معلومات عن آخر قمر عملاق يظهر في نهاية 2024
  • حكم الصور المرسومة على الملابس وغيرها
  • اتحاد ملاك الإيجارات القديمة يكشف عدد الشقق التي تدور حولها الخلافات
  • 4 شقيقات يلتقطن نفس الصورة كل عام.. كيف تغيرت ملامحهن على مدار نصف قرن؟
  • يبقي الخيال واقع حي بتفاصيله في الصور القديمة
  • محمود مرسي الحاضر الغائب في مهرجان القاهرة السينمائي.. عرض 3 أفلام من بطولته
  • فنلندا: الحدود مع روسيا ستظل مغلقة في الوقت الحاضر