قالت السفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن الدولة المصرية تعيش حالة من التطور فى الشأن الحقوقى، وأصبحت ملتزمة بتقديم تقاريرها الدورية من قبَل الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى الحقوقية فى مواعيدها إلى مجلس حقوق الإنسان الدولى، بعد أن انقطعت عنها لسنوات.

نعيش حالة من التطور فى الشأن الحقوقى.

. ونشر الثقافة الحقوقية أهم خطوات التعزيز فى المجتمع

وأوضحت فى حوارها مع «الوطن» أن نشر ثقافة حقوق الإنسان من أهم الأمور التى لا بد من العمل عليها حتى تتمكن الدولة من تحقيق الأهداف المرجوة فى تعزيز الوضع الحقوقى، مشيرة إلى أن الشباب هم أهم فئة فى هذا الإطار.

ما وضع حالة حقوق الإنسان فى مصر؟

- الدولة المصرية تعمل جاهدة على الارتقاء بحالة حقوق الإنسان، ولأول مرة يكون لدينا دستور يعتبر حقوق الإنسان واحدة من دعائم المجتمع الأساسية، كما أن دستور 2014 يعمل على إلزام الدولة بأن تكون تشريعاتها الوطنية متوائمة وفق اتفاقيات حقوق الإنسان التى قامت مصر بالتوقيع عليها، وقد ورد ذلك تحديداً فى المادة رقم 93 من الدستور.

ماذا عن حرص الدولة على الالتزام بتقديم التقارير الدورية لمجلس حقوق الإنسان الدولى فى موعدها؟

- هناك تطور ملحوظ فى هذا الأمر، فقد توقفت الدولة المصرية لفترة عن تقديم تقاريرها الدورية، المتعلقة بتنفيذ التزاماتها التعهدية بموجب الاتفاقيات الدولية التى وقَّعت عليها، ولكن بعد ذلك، استأنفت الحكومة المصرية تقديم التقارير الدورية فى مواعيدها المحددة، فى دليل على التطور الذى وصلت له مصر فى هذا الملف، إلى جانب الحرص على الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات التى وقَّعنا عليها.

وهناك العديد من الخطوات التى تم اتخاذها فى إطار تلك الاتفاقيات، مثل اتفاقية القضاء على كافة أشكال التعذيب، واتفاقية منع التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل، وغيرها من الاتفاقيات المختلفة، وأصبحت الدولة المصرية اليوم تقوم بتقديم تلك التقارير بانتظام، والمجتمع المدنى أيضاً يقوم بتقديم تقاريره والتى تسمى بتقارير الظل، وتأتى وفقاً لرؤيته الشخصية فى الوضع الحقوقى بالبلاد، وكل تلك التقارير هى عبارة عن تلخيص لمدى التزام الدولة بالمعاهدات الدولية المختلفة التى صدقت عليها.

ما أهمية نشر الثقافة الحقوقية؟

- لا يمكننا تطبيق مبادئ حقوق الإنسان داخل المجتمع إذا كان المواطن غير مدرك ما هى حقوق الإنسان، لا بد أن يدرك المواطن أن حقوق الإنسان تبدأ من الحق فى الكرامة، وهو حق مكفول لكل المواطنين دون تمييز، وهناك جهود كبيرة تُبذل فى هذا الإطار، والشباب هم أهم فئة فى المجتمع لا بد أن تكون مدركة لحقوق الإنسان بشكل واضح، وحقوق الإنسان تعنى سيادة واحترام القانون.

ما أهمية أن يدرك الشباب حقوق الإنسان ومبادئها الأساسية؟

- الشباب هم الفئة الأكبر فى أى مجتمع والفئة الأهم، بالتالى لا بد من الاهتمام بتثقيف تلك الفئة وتعريفها بمبادئ حقوق الإنسان، وتصحيح المفاهيم لديهم حولها، لما لهم من دور كبير وفعال فى تعزيز الملف الحقوقى، ولا بد أن يدركوا أن الدولة مسئولة عن إنفاذ حقوق الإنسان فى المجتمع، ولكن الشباب عليهم مسئولية فى إنفاذها بإدراك حقوقهم الأساسية.

نحرص على الوصول للشباب من كل فئات المجتمع ونعمل على تنظيم حوارات معهم منذ عامين

ما أفضل الآليات التى يمكن الاستعانة بها لتوعية الشباب بحقوق الإنسان؟

- لا بدَّ من أن يتم دمج حقوق الإنسان فى المناهج الدراسية للشباب فى الجامعات، والعمل على تعديل المناهج المتعلقة بحقوق الإنسان بالفعل، وفى المجلس القومى لحقوق الإنسان نحرص على تحقيق ذلك، وعقدنا اتفاقيات مع المجلس الأعلى للجامعات وجامعة القاهرة وعين شمس والمنصورة وحوالى 10 جامعات حول هذا الأمر، وذلك لأن هذه المناهج لا تلقى قبولاً لدى شباب الجامعات، فيعزفون عنها ويتعاملون معها فقط للنجاح دون الاهتمام بما فيها من علوم ومبادئ مهمة، فتعديلها أمر مهم حتى تصبح أمراً أساسياً لهم، ونحن نهدف إلى أن يقوم الشباب أنفسهم بإجراء تلك التعديلات، وألا يتم طمس المناهج المتعلقة بالحقوق.

كيف يعمل المجلس على تثقيف الشباب؟

- فى المجلس القومى لحقوق الإنسان نؤمن بأهمية دور الشباب فى الملف الحقوقى، لذا قما بإعداد العديد من اللقاءات مع الشباب، فضلاً عن إطلاق النسخة الأولى من منتدى الشباب وحقوق الإنسان، وتم خلاله إجراء حوارات معمقة مع الشباب حول القضايا الحقوقية المختلفة والمهمة، ونحرص دائماً على الوصول للشباب من كل فئات المجتمع، سواء من الشباب والفلاحين أو الجامعات أو الأحزاب، كما نعمل على تنظيم حوارات معهم منذ عامين.

رسالتي للشباب

أوصى الشباب بقراءة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، لما يحمله من معانٍ مهمة وقوية، وبالرغم من مرور أكثر من 75 عاماً على هذا الإعلان، فإنه ما زال مواكباً لكافة التطورات التى يمر بها العالم، ومع زيادة الحروب وممارسات انتهاكات حقوق الإنسان مثل التى تجرى فى فلسطين، يدرك العالم قيمة تلك الوثيقة أكثر وأكثر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الوطنية لحقوق الإنسان الاتفاقيات الدولية الدولة المصریة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان فى هذا

إقرأ أيضاً:

«صحة الشيوخ»: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تمثل جزءا أساسيا من رؤية 2030

أشاد الدكتور علي مهران رئيس لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، بالإنجازات المحققة في مجال حقوق الإنسان، منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، إذ تمثل نقطة تحول مهمة في تعزيز وصيانة حقوق الإنسان في مصر، وتعكس التزام الدولة بجعل حقوق الإنسان جزءًا أساسيًا من رؤية مصر 2030.

ضمان الحريات الأساسية

وأوضح أنه منذ انطلاق الاستراتيجية، شهدت مصر تطورات ملموسة في مجال تعزيز حقوق الأفراد والمجتمع، إذ حدثت الدولة العديد من القوانين والتشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان لضمان الحريات الأساسية، بما في ذلك حرية الرأي والتعبير، وحقوق المرأة، وحقوق ذوي الهمم، كما جرى تكثيف الجهود لدعم الخدمات الصحية والتعليمية وتوفير حياة كريمة لجميع المواطنين.

وأشار إلى أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق دون الدعم المستمر من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أولى ملف حقوق الإنسان اهتمامًا خاصًا، مشددًا على ضرورة تحقيق التوازن بين الحقوق والحريات من جهة، ومتطلبات الأمن القومي واستقرار الدولة من جهة أخرى.

بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة

وتابع رئيس صحة الشيوخ، أن هذا الدعم يؤكد حرص القيادة السياسية على ترسيخ قيم المواطنة والمساواة، وتعزيز حقوق الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع، مطالبا من جميع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني إلى مواصلة العمل الجاد من أجل تعزيز المكاسب التي حققتها الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن تعزيز حقوق الإنسان هو عملية مستمرة تتطلب تضافر جهود الجميع، لبناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة.

مقالات مشابهة

  • برلماني: مجلس النواب حريص على تعزيز حقوق الإنسان في قانون الإجراءات الجنائية
  • «الإصلاح والنهضة» يشيد بقرار النيابة بشأن 54 متهما: يعزز حقوق الإنسان
  • المؤتمر: قرار النيابة باستبدال العمل بالحبس خطوة نحو تعزيز حقوق الإنسان
  • حزب المؤتمر: استراتيجية حقوق الإنسان تشكل إطارا وطنيا لتحقيق العدالة الاجتماعية
  • حزب المؤتمر: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التزام حقيقي من الدولة تجاه مواطنيها
  • «المؤتمر»: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية
  • «صحة الشيوخ»: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تمثل جزءا أساسيا من رؤية 2030
  • برلمانية: الدولة ملتزمة بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • نائبة: الدولة ملتزمة بتنفيذ ما جاء في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • برلمانية: الدولة تمضي قدما في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان