تعد العمليات الاستشهادية واحدة من الوسائل القتالية، التي لجأت إليها المقاومة الفلسطينية، لتكبيد الاحتلال خسائر كبيرة، في ظل المجازر الوحشية التي يرتكبها، وعدم امتلاك الأسلحة الكافية، في المواجهة، خاصة في المناطق الموجعة للاحتلال، في المدن الكبرى بالأراضي المحتلة عام 1948.

ولم يكن الشكل الحالي للعمليات الاستشهادية معروفا في الساحة الفلسطينية، حتى نهاية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إذ لم تكن الوسائل الخاصة بتنفيذها متوفرة، عدا عن أن الفكرة برمتها، في قيام مقاوم فلسطيني بتفجير نفسه سواء بحزام ناسف أو قنبلة محمولة، أو سيارة مفخخة، أمرا مطروحا أو قابلا للتطبيق.




وبالنظر لإعلان كتائب القسام، بالاشتراك مع سرايا القدس، المسؤولية عن العملية الاستشهادية التي وقعت في تل أبيب، والتي انفجرت فيها القنبلة قبل وصول الاستشهادي إلى هدفه، عودة لهذا النوع من العمليات لتكبيد الاحتلال خسائر والضغط عليه، بعد انقطاع دام سنوات طويلة، منذ نهاية الانتفاضة الثانية.

القصة من البداية

توثق كتائب القسام، أنها صاحبة العملية الاستشهادية الأولى، والتي قامت بالتحضير والتخطيط لها القيادي في الكتائب الشهيد يحيى عياش، وعدد من مقاتلي القسام، في الضفة الغربية، وكان المستهدف فيها، بعد عملية رصد لإيقاع أكبر الخسائر، مطعم في غور الأردن بجانب قاعدة عسكرية، معروف بتجمع جنود الاحتلال في خلال تنقلاتهم.

وكشف القيادي في القسام، والأسير المحرر عبد الحكيم حنيني في لقاء مصور قبل أعوام، أن الشهيد يحيى عياش وبرفقة خلية كان أحد عناصرها، قاموا بتجهيز حافلة صغيرة، بلوحات إسرائيلية، محملة بنحو 150 كيلوغراما من المتفجرات، وأوكلت مهمة الهجوم فيها للشهيد ساهر تمام.


الشهيد ساهر تمام


وقام الشهيد عياش، بتجهيز السيارة المفخخة، وإجراء التوصيلات بداخلها للتنفيذ، وقام تمام، بقيادتها، والخطة كانت باجتياز كافة الحواجز بسرعة كبيرة، واقتحام الساحة التي تقف بها حافلات الجنود والانفجار أمام المطعم.

ونفذت العملية بدقة، في 16 نيسان/أبريل، 1993، وكان في المطعم حينها، حمولة حافلتين من جنود الاحتلال،  كانوا في طريقهم من طبريا إلى القدس المحتلة، ورغم أن الاحتلال تكتم على النتائج بعد أن شكلت له طريقة التنفيذ صدمة كبيرة، إلا أن حنيني كشف أنه جرى رصد المطعم بعد العملية، وكان مدمرا بالكامل، وكافة من فيه قتلوا.

تغيير في الوسيلة

ورغم أن القسام، لم تستبعد هذه الطريقة من العمليات الاستشهادية واستمرت بها، لكن الشهيد يحيى عياش، قام بتطوير الأداء، وابتكار ما عرف بالحزام الناسف، لتكون الحركة أسهل للمقاتلين، والقدرة على اختراق مواقع الاحتلال بعبوات أصغر حجما وأكثر تأثيرا.

واستهلت العمليات الاستشهادية بواسطة الأحزمة الناسفة، على يد الشهيد عمار عمارنة، في 13 نيسان/أبريل 1994، ضمن عمليات الثأر التي أعلنت عنها عياش، ردا على مجزرة الحرم الإبراهيمي، والتي ارتكبها المتطرف باروخ غولدشتاين من مستوطنة كريات أربع.


صورة الشهيد عمار عمارنة مع آثار عمليته

وتمكن عمارنة من الوصول إلى مدينة الخضيرة في الداخل الفلسطيني المحتل، وهو يرتدي حزاما ناسفا، وقام بتفجير نفسه في تجمع للمستوطنين، ما أدى إلى مقتل 6 منهم وإصابة العشرات بجروح متفاونة.

أرقام وإحصاءات

خلال المرحلة الأولى من العمليات الاستشهادية، منذ عام 1993، وقعت 5 عمليات استشهادية، 4 منها لكتائب القسام، وواحدة لحركة الجهاد الإسلامي.

وفي عام 1994، نفذت كتائب القسام، 4 عمليات استشهادية، وواحدة لحركة الجهاد الإسلامي كذلك، نتج عنها مقتل 40 مستوطنا للاحتلال، ونحو 144 جريحا.



أما في الفترة ما بين 1995- 2000 فوقعت 22 عملية استشهادية، 11 منها لحركة حماس، و4 لحركة الجهاد الإسلامي، وعمليتان متشركتان بين الحركتين، إضافة إلى 5 عمليات لم يعلن أي فصيل المسؤولية عنها، وذلك لاعتبارات أمنية تتعلق بهوية المنفذين والتي كشفت بعضها كتائب القسام بعد أعوام طويلة.

وأسفرت تلك العمليات، عن مقتل 97 مستوطنا، وإصابة 844 آحرين بجروح متفاوتة.

لكن مع اندلاع انتفاضة الأقصى، وتصاعد المقاومة ضد الاحتلال، والعمليات المسلحة، عادت العمليات الاستشهادية لتضرب في الأراضي المحتلة عام 1948، ووقعت في عام 2001، 27 عملية استشهادية ضد أهداف للاحتلال.

ووفقا للإحصائيات، فقد بلغ مجموع العمليات الاستشهادية في السنوات الأربع الأولى من انتفاضية الأقصى، 219 عملية، قتل فيها 650 بين جنود ومستوطنين للاحتلال، وأصيب جراءها 3277 آخرين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال القسام العمليات الاستشهادية غزة الاحتلال القسام العمليات الاستشهادية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیات الاستشهادیة کتائب القسام

إقرأ أيضاً:

«ضحك مميت».. ماذا تعرف عن متلازمة «كورو» التي أنهت حياة آلاف البشر؟

تخيل أن ضحكة بسيطة قد تكون بداية رحلة مروعة نحو الموت، هذا ما يحدث مع متلازمة نادرة، لم يتوقع أحد أنها قد تكون سببا في وفاة آلاف الأشخاص حول العالم، إذ يُعاني المصاب بها من نوبات ضحك مفرطة وغير مبررة، ترافقها أعراض نفسية وعصبية قد تؤدي به إلى الجنون أو الموت.

تُعرف هذه المتلازمة بالضحك المميت أو «كورو»، كما يصفها موقع Health Line الطبي، فما هي أعراض هذه الحالة الغامضة؟ وهل من أمل في العلاج؟ 

 

ظهور متلازمة الضحك المميت 

أثبتت متلازمة كورو النادرة أن مقولة هتموت من الضحك ليست مجرد عبارة هزلية عابرة بل هي مقولة حقيقية، إذ يعتبر مرض الضحك المميت من الأمراض القاتلة الذي يظهر في صورة نوبات متكررة من الضحك تنتاب الشخص حتى لو لم يكن الحدث والموقف يستدعي كل هذا الضحك، وقد ظهر لأول مرة بين عامي 1968 و1975 في عينيا وتسبب في وفاة أكثر من 1000 شخص، حسب ما أوضحته الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاري الصحة النفسية.

يطلق على متلازمة الضحك العديد من الأسماء التي أقرتها منظمات الصحة النفسية، مثل التوتر العاطفي، الضحك المرضي، عدم التنظيم العاطفي، اضطراب التعبير العاطفي اللاإرادي، وأضافت استشاري الصحة النفسية خلال حديثها لـ «الوطن»، أن أعراض المرض تتمثل في التغيرات السلوكية والمزاجية، ارتعاش العضلات، الخرف، صعوبة تناول الطعام، بالإضافة إلى صعوبة البلع والتحدث بطريقة غريبة.

سبب الضحك المميت 

لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى السبب الرئيسي المسبب لمرض الضحك المميت، ولكن أثبتت الأبحاث والدراسات أنه غالبًا ما يرتبط بالاضطرابات الأخرى، مثل نوبات الصرع، وأورام الدماغ، ومرض الزهايمر، ومرض الشلل الرعاش، ويحدث إثر وجود خلل في الناقلات العصبية بالمخ مثل السيروتونين، الدوبامين.

ويمكن تشخيص مرض الضحك المميت من خلال عمل مخطط كهرباء بالدماغ وتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، وتابعت: «لم يتوصل العلماء إلى دواء يقضي على المرض، ولكن الأطباء يصفون علاجات للأعراض مثل أدوية الخرف وأدوية تحسين المزاج».

مقالات مشابهة

  • عسكريا.. إلام تشير عودة عمليات المقاومة بعد إعلان إسرائيلي تفكيك لواء رفح؟
  • “القسام” تعتبر الضربة الحوثية لتل أبيب “نقلة نوعية” بمسار المعركة
  • عائلة الشهيد الجازي: لم نستلم جثمانه بعد
  • ‏الحوثيون: على إسرائيل أن تتوقع المزيد من العمليات النوعية القادمة
  • «ضحك مميت».. ماذا تعرف عن متلازمة «كورو» التي أنهت حياة آلاف البشر؟
  • “القسام” تعلن تفجير ست عبوات في آليات العدو خلال عدوانه الأخير على طولكرم
  • «القسام» تستهدف اللواء الغربي لـ الاحتلال شمال فلسطين
  • القسام تعلن تفجير ست عبوات في آليات العدو خلال عدوانه الأخير على طولكرم
  • "القسام": أوقعنا قتلى وجرحى بصفوف الاحتلال خلال العدوان على طولكرم
  • قبل إعلان نتيجة التنسيق.. تعرف على كليات «علمي رياضة» في المرحلة الثالثة 2024