مصادر: السفير البريطاني يتدخل في ملف زيد الطالقاني
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
19 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: كشفت مصادر مطلعة عن تحركات يجريها السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيتشن، بشأن أمر القبض الصادر بحق زيد الطالقاني، رئيس مركز الرافدين للحوار.
ووفقًا للمصادر، يسعى السفير إلى تسوية الملف، مستفيدًا من العلاقة الخاصة التي تربطه بالمركز الذي سبق وأن استضافه في مناسبات سابقة.
هذه العلاقة الغامضة بين السفير البريطاني ومركز الرافدين للحوار أثارت استياء العراقيين، حيث أعربوا عن قلقهم من احتمالية تدخل السفير في الشأن العراقي الداخلي.
وهذه المخاوف ازدادت بعد الاتهامات التي وجهت للسفير بالتدخل غير المبرر في القضايا الداخلية للعراق، وهو ما أكدته وزارة الخارجية العراقية في بيان رسمي.
و تعرض السفير البريطاني في العراق لموجة من الانتقادات الشعبية، ما دفع الخارجية العراقية إلى استدعاء القائمة بأعمال السفارة البريطانية، روث كوفيرال، وتسليمها مذكرة احتجاج رسمية على خلفية تصريحات السفير هيتشن. وكان السفير قد أطلق تصريحات اعتبرتها بغداد تدخلاً غير مقبول في الشأن الداخلي العراقي وخروجًا عن المهام الدبلوماسية التي ينبغي عليه الالتزام بها.
ويعكس هذا الوضع تصاعد التوتر بين العراق وبريطانيا في ظل تصريحات السفير البريطاني وتدخله في القضايا العراقية الداخلية.
والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين شهدت فترات من المد والجزر على مر السنين، ولكن التدخل في الشؤون الداخلية يعتبر خطًا أحمر في الأعراف الدبلوماسية.
كما ان العلاقة بين السفير البريطاني ومركز الرافدين للحوار تبدو غامضة ومحفوفة بالتساؤلات، خاصةً في ظل الأحداث الأخيرة.
وهذه العلاقة يمكن أن تفسر بأنها محاولة لبريطانيا للحفاظ على نفوذها داخل العراق من خلال دعم شخصيات ومؤسسات معينة. ولكن في الوقت نفسه، تثير هذه العلاقات شكوكًا لدى العراقيين بشأن طبيعة الدور الذي تلعبه بريطانيا في البلاد ومدى احترامها للسيادة العراقية.
وكشفت وثائق صادرة عن محكمة تحقيق النجف، عن صدور امر قبض بحق مدير مركز الرافدين للحوار في المحافظة.
وطبقا للوثائق، فأن “قاضي محكمة تحقيق النجف أصدر أمر قبض بحق زيد الطالقاني، مدير مركز الرافدين للحوار وفق أحكام المادة 430 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل”.
وبينت، أن “المشتكي ضد الطالقاني هو نائب رئيس مجلس محافظة النجف غيث ابو شبع، بسبب تعرضه للتهديد من قبل الطالقاني الذي طرده من الحزب بعد فوزه في انتخابات مجلس المحافظة الاخيرة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: السفیر البریطانی الرافدین للحوار
إقرأ أيضاً:
عالم مزنَّر بالانفجارات
لم يمضِ شهر حتى الآن على رئاسة دونالد ترمب الثانية، ومع ذلك فالعالم برمته «يفرقع» من أمامه ومن حوله. واللافت في هذا الدرب المطرَّز والمزنَّر بالمشاكل والأزمات، أنه يستهدف أصدقاء أميركا وليس خصومها. فقد أعلن أنه سوف يصالح زعيم كوريا الشمالية، وهذا حدث تاريخي ثمين، لكنه في المقابل ملأ درب العلاقة مع جارته المكسيك، أحزاناً وقلقاً. وحوَّل العلاقة مع كندا إلى خوف وعداء وخطاب غير مسبوق. ومنذ رئاسته الأولى خاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بطريقة مملوءة بالتهديد المبطن.
توقَّع الناس أن يكون ترمب في ولايته الثانية أكثر هدوءاً وأكثر التزاماً بالآداب السياسية، لكن ترمب الثاني تجاوز تجاوزات ترمب الأول بأشواط لم يتخيلها أحد. ما بين دعوة ترمب إلى جمهورية كباريهات في غزة، ودعوة شريكه رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إقامة دولة فلسطينية في السعودية، بدا مستوى العلاقات والأعراف الدولية، بين منزلتين، الجنون والانحطاط. من المكسيك إلى رفح بدا مستوى العلاقات الدولية فجأة في أدنى مستوياته الإنسانية: مزايدة عقارية، الأهمية فيه للبرج لا لأهله.
قدم دونالد ترمب ونتنياهو للعالم استعراضاً ثنائياً نادراً في مفهوم الدول والأوطان وعلاقات الشعوب. بل ذهب الرئيس الأميركي إلى أبعد من ذلك في طريقة الانتقام الصبياني من سلفه، والإقالات الجماعية للموظفين، وكأنما الإدارة شركة خاصة.
بدا المشهد غريباً على مسرح العالم. رئيس أميركا يعلن أن صديقه الأول وحليفه دون الجميع، هو الرجل المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، التي لا يعترف بها في أي حال. ولا بسواها. لذا يجب الإقرار بأننا في قلب محنة ضمير عالمية وغير محدودة. وإذا كانت كل خطوة سياسية يتخذها رئيس أميركا سوف تؤدي إلى زعزعة ما، في استقرار العالم، والرئيس في شهره الأول من الحكم، فماذا ينتظرنا في الشهور التالية.
ليس مستغرباً أن يدعو نتنياهو إلى إقامة دولة فلسطينية في السعودية. فهذا جزء من سلوكه ومبادئه وسياساته. أما أن يكون موقف رئيس أميركا مبنياً على المفهوم نفسه، فإن مفاجآت ترمب المرعبة في بداياتها.
الشرق الأوسط