التنويع الاقتصادي وتعزيز القاعدة الإنتاجية
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
ما يؤكد نجاعة الخطط والاستراتيجيات التي تتبناها سلطنة عمان لدعم التنويع الاقتصادي هو الاستمرار في توسع الأنشطة غير النفطية وتحولها إلى مصدر رئيسي لزخم النمو، وكما تظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي فان هذه الأنشطة سجلت أداء جيدا وارتفع نموها 4.5 بالمائة خلال الربع الأول من هذا العام.
وإذ تتجه الخطة الخمسية العاشرة نحو عامها الأخير، فإن ما أنجز من مستهدفاتها وبرامجها انعكس إيجابا، على توسيع قاعدة التنويع والهياكل الإنتاجية للاقتصاد، وتحسين بيئة الأعمال.
ويعد التوجه نحو استغلال كافة الموارد المتاحة وحسن الاستفادة منها أحد أهم الأسس الداعمة للنمو القائم على روافد متنوعة وخفض الاعتماد على النفط. وكان اعتماد مجلس الوزراء للسياسة الوطنية للمحتوى المحلي هذا العام إحدى الخطوات المهمة نحو استغلال الموارد تحت منظومة تتولى تنظيم ومتابعة المحتوى المحلي في جميع القطاعات، وتوسعة برامج القيمة المحلية المضافة لدعم عناصر الإنتاج من القوى العاملة الوطنية، والمنتجات المحلية، والأصول الثابتة، وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
إن سلطنة عُمان زاخرة بثروات كبيرة بما فيها القوى البشرية والموارد والمقومات، وهي كفيلة بصناعة منتجات تلبي الكثير من المتطلبات المحلية وتحقق قيمة مضافة عالية مع تصديرها، مما يتطلب وضع استراتيجيات مدروسة لتعزيز الاستفادة من تلك الثروات، والدفع بالتنويع الاقتصادي من خلال توسعة القاعدة الإنتاجية، خاصة في بعض القطاعات المستهدفة، والتي لم تصل حتى الآن إلى مساهمة توازي وفرة مواردها، كقطاع التعدين بإمكانياته الكبيرة وتنوع خاماته، وهو واقع يمتد أيضا إلى القطاع السمكي الذي يحقق نموا لكنه مازال دون الطموح في استغلال موارده التي تتيح توسعا في الصناعات السمكية والمساهمة بدور متزايد في جهود دعم الأمن الغذائي ورفع حجم الصادرات غير النفطية.
إن احترافية توظيف هذه القطاعات وتعظيم دورها في عجلة الاقتصاد الوطني يُحدث نقلة حقيقية في مسار التنويع ويوسع دائرة الاستثمارات النوعية. كما أن سياسات دعم المنتجات والصناعات الوطنية ترسخ أسسا قوية تكسب الاقتصاد مرونة أكبر في التعامل مع كافة المتغيرات وتزيد من قدرته على مواجهة التقلبات المرتبطة بالنفط.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
من الوشاح الأسود إلى ربطة العنق.. كيف تحول الجولاني؟
ظهر زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني" خلال استقباله الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، الأحد، ببدلة سوداء أنيقة مع ربطة عنق، في آخر حلقة من مسلسل التحول في مظهر الرجل الذي يقود الإدارة الجديدة في سوريا.
ويأتي هذا التحول في مظهر أبو محمد الجولاني ليتناسب مع تحول في مواقفه السياسية على مر السنين.
الهوية الغامضة
عند تأسيس جبهة النصرة في عام 2012، ارتبط ظهور الجولاني باللباس العسكري واللثام، مما حافظ على غموض هويته.
كان هذا المظهر متسقًا مع دوره كقائد لجماعة مسلحة متشددة في خضم الصراع السوري.
وفي بداية ظهور "جبهة النصرة" عام 2012، كان الجولاني يمثل "الجناح القاعدي" في سوريا، مشددًا على الانتماء لمنهج تنظيم "القاعدة".
في تلك الفترة، كان الجولاني يعلن معارضته للنظام السوري ويحرص على إخفاء هويته.
الظهور الأول
في عام 2013، ظهر الجولاني لأول مرة في مقابلة تلفزيونية، لكن ليس بوجهه أمام الكاميرا. أظهر خلال المقابلة جزءًا من كتفه حيث حرص على الظهور من الخلف وهو متشح بوشاح أسود.
وبعد ثلاث سنوات من أول مقابلة، أعلنت جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام". مع هذا الإعلان، تخلى الجولاني عن الغموض الذي أحاط به لسنوات، وظهر لأول مرة أمام الكاميرا بلباس عسكري، ولحية طويلة، وعمامة بيضاء، ليعلن فك الارتباط مع "القاعدة".
تغير في الشكل والمواقف
بعد فترة قصيرة، أجرى الجولاني مقابلة تلفزيونية أمام الكاميرا وهو يرتدي لباسًا مدنيًا. دافع في حينها عن أفكاره ورفض تصنيفه ضمن قائمة الإرهابيين.
وفي عام 2017، أعلن الجولاني تأسيس "حكومة الإنقاذ السورية" بعد هيمنة "هيئة تحرير الشام" على إدلب.
وبدأ الجولاني يظهر في أنشطة عامة وفي شوارع المدينة، وقد تخلى عن اللباس العسكري والعمامة اللذين كانا يميزان مرحلة "التشدد". أصبح يركز على الظهور كـ"قائد سياسي" يسعى لإدارة المناطق التي تسيطر عليها الهيئة.
السيطرة على دمشق
في السنوات الأخيرة، شهد خطاب الجولاني تحولًا نحو الترويج لفكرة الاعتدال السياسي. تحدث في مقابلة عام 2021 عن ضرورة التعايش مع كافة المكونات السورية، بما في ذلك الأقليات والطوائف، وأكد على أهمية بناء هوية سورية جديدة تتجاوز الانقسامات الطائفية والأيديولوجية.
وأصبحت خطابات الجولاني أكثر اعتدالًا مع سقوط نظام بشار الأسد. قبل أيام من السيطرة على دمشق، ظهر في قلعة حلب مرتديًا لباسًا عاديًا دون غطاء رأس، وبشكل أكثر حداثة.
وبعد دخول دمشق، ظهر الجولاني في أكثر من مناسبة وقد تخلى عن اللباس العسكري. ظهر وهو يستقبل الزعيم اللبناني وليد جنبلاط مرتديًا بدلة سوداء وربطة عنق خضراء، تشير إلى اللون الأخضر في العلم السوري الجديد، مؤكدًا من خلال ذلك على التحولات في مواقفه السياسية ورغبته في تغيير صورة الهيئة أمام المجتمع الدولي والسوريين، ومحاولته التخلص من التصنيفات الإرهابية.
حملة علاقات عامة؟
يقول الباحث في مركز سينتشري إنترناشونال للأبحاث، آرون لوند، إن الجولاني و"هيئة تحرير الشام" تغيرا بشكل ملحوظ، لكنه أشار إلى أن الجولاني وجماعته ظلوا "على نهج التشدد إلى حد ما".
وأضاف لوكالة "رويترز": "إنها حملة علاقات عامة، لكن حقيقة أنهم يبذلون هذا النوع من الجهد أصلًا تظهر أنهم لم يعودوا بذات التشدد الذي كانوا عليه. المدرسة القديمة من القاعدة أو داعش لم تكن لتفعل ذلك أبدًا".
وبدوره، قال الخبير في الشأن السوري ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس، إن "الجولاني أكثر ذكاء من الأسد. غير أدواته، وغير مظهره العام، وعقد تحالفات جديدة، وأطلق رسالته المتوددة" للأقليات.