كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور شوقي علَّام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم إن المسلم الحق هو الذي يحب وطنه ويعمل جاهدًا على دعم مقومات الدولة والحفاظ على مؤسساتها؛ لأنه حفاظ على شعائر الدين ورعاية لمصالح الخلق وانضباطًا لحياتهم .. مشيرا إلى أن هذا من الإصلاح الذي قال الله تعالى عنه: ﴿وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف 142] فالمتدين بحق هو أبعد الناس عن معاني الإفساد في الأرض.

جاء ذلك خلال كلمة المفتي بمحاضرة في معهد إعداد القادة تحت عنوان "وسطية الخطاب الديني ومحاربة السلوكيات غير السوية" اليوم الأربعاء.

وأضاف مفتي الجمهورية أن الوسطية سمة للأمة الإسلامية ، فقال سبحانه وتعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، وكانت الوسطية سببًا في تحقيق الخير للأمة على جميع مستوياتها، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع الداخلي أو على مستوى العلاقات الخارجية.

وأضاف علام أن طابع المجتمعات العربية والإسلامية الميل إلى التدين، ويمثل الخطاب الديني ركنًا رئيسيًّا في تكوينهم الثقافي وسلوكهم وتفاعلهم الاجتماعي، و من هنا كان ولا بد أن يتمتع الخطاب الديني بالوسطية باعتبارها من أهم الخصائص الإسلامية.

وأكد فضيلة المفتي أن وسطية الإسلام شملت جميع جوانب حياة الأمة العلمية والعملية، فعلى المستوى العقدي جعل الله سبحانه وتعالى اعتقاد هذه الأمة وسطًا بين الغلو والتقصير.. موضحا أن المسلمين وسط في اعتقادهم في أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين؛ فهم مؤمنون برسل الله جميعًا، كما أنهم آمنوا بجميع الكتب المنزلة على الرسل والأنبياء.

وشدد على أن الخطاب الوسطي يتطلب تضافر الجهود وتنسيق التحركات بين جميع الأطراف لبعث الخطاب الديني الوسطي ونشره بمبادئه ومفرداته السمحة التي تعبر عن جوهر الشريعة الإسلامية.

وأشار المفتي إلى أنه لا يمكن أن نرى سلوكًا منحرفًا في جماعة إنسانية إلا ونجد بالضرورة وراءه خطابا منحرفا دفع لهذا السلوك ، وإذا كان السلوك المنحرف نتيجة لخطاب منحرف، فلا شك أن الخطاب الوسطي الرشيد يخلف وراءه سلوكًا منضبطًا وعملًا رشيدًا، ويعد آلة فعالة في مواجهة كمِّ الظواهر السلوكية السلبية.

وعن دور الخطاب الوسطي في مواجهة ظاهرة التنمر، قال المفتي إنها إحدى الظواهر السلبية التي وجدت طريقها للانتشار داخل مجتمعاتنا، والخطاب الوسطي الرشيد قادر على تبصير الفرد بمقصد الشريعة من الحفاظ على الكرامة الإنسانية وتحريم الاعتداء اللفظي والبدني على الغير؛ يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾.

وحول دور الخطاب الوسطي في مواجهة ظاهرة الطلاق المبكر أكد أنه ينبغي ترسيخ مبدأ الفضل والإحسان في التعامل بين الزوجين بما له من أثر على إرساء معاني الود والتراحم وتفعيل الشراكة والتعاون والتكامل بين الأزواج، مشيرا إلى أن الخطاب الإفتائي الوسطي يساعد في حماية البيوت بناء على فهم الواقع والعرف في فتاوى الطلاق.

وشدد المفتي على أن الخطاب الوسطي يقابل خطاب الكراهية الذي يعتمد على إرساء مفاهيم من شأنها خلق حالة من العداء بين صاحب الفكر وكل من خالفه، وهنا يأتي دور الخطاب الوسطي في بيان دعوة الإسلام لتقبل الآخر.

وحول ظاهرة العنف الأسري أكد مفتي الجمهورية أنها باتت من الظواهر الدخيلة التي تؤرق مجتمعنا، فالخطاب الوسطي يؤسس للرحمة الأسرية؛ يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون.

كما شدَّد فضيلة مفتي الجمهورية على أن الإدمان أصبح شبحًا يهدد قوة الأمة الحقيقية المتمثلة في شبابها، موضحا أن الخطاب الوسطي يبين خطورة الإدمان ويحذر منه؛ يقول تعالى: {يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} فالخطاب الوسطي يرشد الشباب ويوجِّه سلوكهم لما ينفع الأمة وينفعهم.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن الدعوة لخطابٍ ديني وسطي هي الدعوة للدين الحق والقول الحق والمنهج الحق، الذي دلت عليه النصوص الشرعية الصحيحة، وهو في حقيقته عدل كله وخير كله، لا غلو فيه ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط؛ لأنه من لدن لطيف خبير.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: تنسيق الجامعات فانتازي الموجة الحارة انقطاع الكهرباء سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة مفتي الجمهورية المسلم الحق يحب وطنه دعم مقومات الدولة مفتی الجمهوریة على أن

إقرأ أيضاً:

كيف يكون المسلم غريبا في الدنيا؟.. وصية نبوية اعرف تفسيرها

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" يحمل في طياته حكمة عظيمة ودعوة للتعامل مع الدنيا بروح المسافر، الذي يعلم أن وجهته الحقيقية ليست هنا، بل في الآخرة. 

وأوضح الدكتور أسامة فخري الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن الغريب لا يتعلق بالمكان الذي يمر به، ولا يحمل فوق كاهله أثقالًا زائدة، بل يركز على وجهته النهائية، تمامًا كطالب يسافر لتحصيل العلم، فلا ينشغل إلا بكل ما يعينه على تحقيق هدفه. 

خالد الجندي يوضح المقصود بـ "حبل الله" في القرآن«كان يردده الرسول 5 مرات يوميًا».. 3 أدعية لا تتركهم طوال شهر رمضانكفارة الجماع في نهار رمضان.. الفقهاء: تجب على الزوج فقط ولا شيء على الزوجةانقلاب كوني مذهل.. لماذا شُبهت السماء بالوردة في القرآن؟

وأشار إلى أن العيش كغريب لا يعني الحزن، بل يعني تحرر القلب من قيود الدنيا، والعمل والاجتهاد مع يقين أن الرزق بيد الله، وحب الأهل والأصدقاء مع إدراك أن اللقاء الحقيقي سيكون في الجنة.

كيفية أداء صلاة التراويح من المنزل

وكانت دار الإفتاء كشفت عن طريقة أداء صلاة التراويح موضحة أنها صلاة سنة مؤكدة، وتؤدي من بعد صلاة العشاء إلى وقت أذان الفجر، ويتراوح عدد ركعاتها من 8 إلى 20 ركعة، فالأمر مرنًا وفقًا لقدرة كل شخص.

وأشارت إلى أن الصحابة كانوا في عهد عمر رضي الله تعالى عنه، يصلونها 20 ركعة، مشيرة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتبع ما يحدث في عهد الخلفاء الراشدين، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» "سنن ابن ماجه". وقال أيضًا: "ستحدث بعدي أشياء فأحبها إلي أن تلزموا ما أحدث عمر».

وتابعت دار الإفتاء "فمن استطاع صلاتها عشرين ركعة فقد أتى بالكمال وعمل عملًا يُثَاب عليه وله أجرا وافرا، ومن لم يستطع صلاة العشرين صلَّى ما في استطاعته ويكون بذلك مأجورًا أيضًا، غير أنَّه لم يرقَ إلى درجة الكمال ولا يكون بذلك تاركًا فرضًا من الفرائض".

مقالات مشابهة

  • أيهما أفضل أداء صلاة التراويح في المنزل أم المسجد.. علي جمعة يجيب
  • طوفان انتصار.. لا انكسار
  • المفتي السابق: الفتوى الرشيدة وسيلة لرفع الجهل وتعزيز الوعي الديني |فيديو
  • نواب البرلمان: قانون تنظيم الفتاوى حصن ضد الفوضى وداعم لوحدة الخطاب الديني
  • برلماني: قانون تنظيم الفتاوى يعزز من دور الأزهر ودار الإفتاء في توحيد الخطاب الديني
  • مفتي الجمهورية: الموقف العربي خلال القمة يعيد لقضية فلسطين زخمها في وجدان الأمة
  • أهمية مراقبة الله في رمضان وتأثيرها على المسلم الصائم.. واعظ يجيب
  • «بها خطأ يبطل الصيام».. تحذير عاجل من الأزهر لمسئولي إعلانات رمضان
  • كيف يكون المسلم غريبا في الدنيا؟.. وصية نبوية اعرف تفسيرها
  • دعاء صلاة الوتر مستجاب لنفسي كامل pdf