لجريدة عمان:
2024-09-13@11:10:48 GMT

بعد 75 عامًا ... اتفاقية جنيف: هل انتهت للأبد؟

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

نعيش هذه الأيام الذكرى الخامسة والسبعين لاعتماد اتفاقية جنيف التي تمت في 12 أغسطس عام 1949، ومن الناحية النظرية، فإن كل الدول تتفق على الاتفاقية وقواعدها على مستوى العالم. أما من الناحية العملية، فإنه يتم بشكل متواصل انتهاك هذه الاتفاقية بشكل روتيني، بل وفي كل مكان.

يوجد إلى اليوم ما يقدر بـ120 صراعًا مسلحًا في جميع أنحاء العالم، إلى جانب أكثر من 450 جماعة مسلحة يعيش تحت وطأتها حوالي 195 مليون إنسان في المناطق التي تسيطر عليها تلك الجماعات.

إن حماية الضعفاء تمثل أهمية كبيرة اليوم أكثر من أي وقت سابق.

وتذكرنا عناوين الأخبار بشكل يومي بالكثير من المآسي نتيجة الحروب والصراعات التي يروح ضحيتها الإنسان الضعيف، فأين تطبيق القانون الإنساني الدولي؟ قد يبدو تطبيقه أقل مما ينبغي بكثير، بل إن تطبيقه لا زال متأخرًا للغاية لصد المواجهات العسكرية و«اللامبالاة السياسية».

كما يمثل هذا العام مناسبة سنوية أخرى، لكنها لا تمثل أي تفاؤل، أولها مرور عشر سنوات على القتل الجماعي الذي ارتكبه تنظيم داعش في سوريا، وعشر سنوات من المناوشات في أوكرانيا التي وصلت إلى الحرب، كما لا تزال المناوشات والتوترات الجيوسياسية قائمة في الشرق الأوسط وبحر الصين الجنوبي.

وفي ضوء كل ذلك، وإلى جانب وسائل الحرب الجديدة المتمثلة في الفضاء الإلكتروني، وتواصل انتهاكات أبسط أشكال حماية الإنسان، هل هناك الكثير من المآسي لنحتفل بها تزامنًا مع احتفالنا بالذكرى الـ75 لاتفاقية جنيف؟ الاتفاقية التي أتساءل: هل ما زالت صالحة للاستخدام في الحروب التي نشهدها اليوم، وهل ستصلح لحروب الغد؟

لدى كل المجتمعات في العالم قواعد ثقافية أو دينية أو قوانين تتصل أخلاقيًا بمسائل الحروب، وهي قواعد خاصة. وبعد الأهوال التي شهدها العالم والمآسي التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، جاء العالم ليتفق على مجموعة من القواعد المفصلة والمكتوبة لتكون قواعد عابرة للحدود وتشترك فيها عدد من الدول لتحكم مسألة الصراعات المسلحة.

وقد وافقت الكثير من الدول على تلك القواعد، وهي قواعد اتفاقية جنيف، وجاء الاتفاق رغم وجود اختلافات في وجهات النظر السياسية وتجارب الحرب في بعض الدول. ويرجع هذا الاتفاق إلى أن الاتفاقية تُوجد نوعًا من التوازن بين الاحتياجات العسكرية، وكذلك القيم الإنسانية، وأخلاقيات التعامل مع المدنيين والجنود والأسرى وجثامين القتلى.

لذلك، فمن الناحية النظرية، فإن اتفاقية جنيف، التي تكمل اليوم 75 عامًا، ما زالت تُشكل جوهر القانون الإنساني الدولي وقوانين النزاعات المسلحة. وخلال الأعوام الماضية زادت بنود الاتفاقية وتوسع نطاقها من خلال معاهدات جديدة وبروتوكولات وبنود ضمت الحروب الأهلية والأسلحة الكيميائية والألغام المخفية بالأرض، وكذلك مسألة التعذيب والاختفاء القسري. كل ذلك يهدف إلى الحد من فضائع الحروب التي ترتكبها بعض الدول أو بعض المنظمات أو الجماعات المسلحة. كما أن اتفاقية جنيف تحاول ضمان المنفعة المشتركة بين الأطراف المتحاربة. فهناك أشبه بقاعدة بين الأطراف المتقاتلة تقول: «عامل جنودنا بشكل جيد عندما تقوم بأسرهم، ونحن سنقوم بالشيء نفسه». إلى جانب ذلك، فإن الاتفاقية تطلب من الأطراف أن يتعاملوا بشكل إنساني مع الأشخاص المحاصرين في الحروب، حتى إن انتهك أحد الأطراف هذه القواعد تبقى مسألة الحماية هي الأولوية.

وتتضمن اتفاقيات جنيف أكثر من 400 مادة حول الحرب، وتحدد قواعد مفصلة بشأن معاملة الأسرى والمدنيين، وحماية المستشفيات والموظفين الطبيين، والسماح بالمساعدات الإنسانية لتصل إلى ضحايا الحروب، وحظر التعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي.

وفي الواقع، تم اعتماد أربع اتفاقيات في عام 1949، وبنيت أحكام الثلاثة الأولى على القوانين القائمة التي تحمي الجنود الجرحى في ساحة المعركة وفي البحر وعند احتجازهم كأسرى. وسعت الاتفاقية الرابعة الرئيسية إلى حماية المدنيين الذين يعيشون تحت سلطة العدو، مثل الأراضي المحتلة، وقدمت مادة واحدة قواعد أساسية بشأن المعاملة الإنسانية للناس خلال حرب أهلية، وهي المرة الأولى التي تجرأ فيها القانون الدولي على تنظيم العنف الذي يحدث داخل بلد ما بدلا من الحروب المعتادة بين دولتين أو أكثر.

في ستينيات القرن التاسع عشر، أثار البعض الكثير من الجدل حول القانون الإنساني الدولي، مشيرين إلى أن هذا القانون ارتكب خطأ فادحًا. فعندما تم اعتماد اتفاقية جنيف الأولى، كانت الفكرة الأبرز هي قبول «الحروب» بدلًا من الإصرار على إحلال السلام.

ومن بين من أثار الجدل الباحث «صموئيل موين» الذي أشار إلى أن الاتفاقية أجبرتهم على الاختيار بين فكرة معارضة الحرب نهائيًا، وفكرة معارضة الجرائم التي تحدث أثناء الحروب.

ومما أثار الجدل أن القانون يضع حدًا أدنى من الضرر الذي قد يمس المدنيين، باعتبار هذا الحد «ضررًا جانبيًا» لا بد من حدوثه أثناء الهجمات على الأهداف العسكرية. وبشكل آخر، تقول الاتفاقية ليس كل القتلى المدنيين أثناء الحروب يُقتلون جراء جرائم حرب.

كما يبدو واضحًا أن بنود الاتفاقية لا زالت قديمة، إذ تذكر الاتفاقية من ضمن الحاجات الأساسية التي يجب توفيرها للأسرى أثناء الحرب هي التبغ إلى جانب الطعام والماء، وذلك مثال واحد.

ومن خلال تجربتي الشخصية، إذ عملت مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لمست أثر القانون الدولي أثناء العمل. فإذا ما تم تطبيقه واحترامه فعلا، فإنه قادر على إنقاذ الأرواح وتحسين مستوى الحياة للناس.

لا تزال الأطراف المتحاربة في كل مكان تسمح لمنظمة الصليب الأحمر بزيارة الآلاف من المعتقلين والتفاوض بشأن تحسين معاملتهم، ويتفق المقاتلون على تبادل الأسرى وإطلاق سراح الرهائن وإعادة الجثث وتقديم الرعاية الطبية للجنود الأعداء الجرحى، وأحيانًا تحقق الدول في مزاعم جرائم الحرب، وتتيح الاتفاقيات للأطراف المتحاربة إمكانية عقد اتفاقيات أخرى للحصول على حماية أكبر.

وعلى الرغم من أن اتفاقيات جنيف والقانون الإنساني الدولي بشكل عام بعيد كل البعد عن الكمال، إلا أن هذه القواعد تسعى إلى وضع حد أدنى من أسوأ ما تقدمه الإنسانية، من خلال الإصرار على بعض الكرامة الإنسانية الأساسية.

ولضمان عدم خرقها على الأقل بشكل نشط، وبشكل مثالي توسيع نطاق حمايتها، فيجب على الدول القيام بثلاثة أمور رئيسية، أولها التركيز على المسؤولية الجماعية والامتثال للقانون بأنفسهم وضمان احترام الآخرين له، وثاني تلك الأمور التوقف عن استخدام الحجج القانونية التقنية لتبرير الدمار واسع النطاق بطرق تتجاهل الهدف الإنساني الأساسي للقواعد، وأخيرا مقاومة أي ادعاء من قبل دولة قومية بأن التهديدات الاستثنائية للأمن القومي، بما في ذلك الإرهاب أو التمرد أو التقنيات الجديدة، تبرر التخلي عن القواعد.

إنه في أشد المواقف خطورة، عندما تفشل السياسة والقوانين الأخرى في منع الحرب، تبرز الحاجة إلى هذه القواعد، وسيؤدي احترامها بشكل أكبر إلى إنقاذ العديد من الأرواح ومنع الفظائع التي نراها في حروب اليوم.

مارني لويد: محاضرة في القانون مديرة مشاركة في مركز نيوزيلندا للقانون العام.

نقلا عن آسيا تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القانون الإنسانی الدولی اتفاقیة جنیف إلى جانب

إقرأ أيضاً:

الصراع يحول السودان إلى مركز تنافس دولي.. هذه الدول تبحث عن موطئ قدم

شدد تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، على أن الحرب الأهلية في السودان تحولت إلى ساحة حرب دولية تتنازع فيها الدول على التأثير واستغلال مصادر السودان من الذهب وموقعه الاستراتيجي، مشيرا إلى مساعي روسيا وإيران والإمارات لإيجاد موطئ لها في البلد الأفريقي.

وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21"، في بدايته، إلى ولد عمره 15 عاما التقاه في مدينة أم درمان، يرتجف كلما سمع صوت إطلاق النار. ففي هذا العام كان يلعب كرة قدم في ملعب عندما اعتقله رجال الميليشيا التابعين لقوات الدعم السريع، حيث سجن مع عدد من الأولاد في سنه، وتم استخدامهم بداية في خدمة المقاتلين مثل غسل ملابسهم وكيها وتلميع أحذيتهم، وتعرضوا للاغتصاب. ثم أجبروا على القتال ضد الجيش السوداني وقدمت لهم منشطات ووضعوا في سيارة لنقلهم إلى ساحة المعركة في جنوب الخرطوم، لكنهم استطاعوا الهرب بعد هجوم مفاجئ بمسيرة، واعتقلهم الجيش السوداني.

وهو الآن في بيت آمن بمدينة أم درمان، وقال "تمنيت لو لم تندلع هذه الحرب"، لكنها تحولت إلى حرب طاحنة منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حيث يتنازع جنرالان اختلفا على السلطة. فالقوات السودانية المسلحة هي بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع هي بقيادة محمد حمدان دقلو أو حميدتي، المتهمة قواته بعمليات تطهير عرقي.


وتعاون الاثنان للإطاحة بعمر البشير عام 2019. ولكنهما الآن يتنزعان على الغنائم حيث قدر المسؤولون الأمريكيون أن الحرب قتلت حتى الآن أكثر من 150,000 شخصا. ويتهم كلاهما بارتكاب جرائم حرب، فيما حذرت الأمم المتحدة أن السودان يواجه أزمة لا مثيل لها حيث تشرد أكثر من 10 ملايين نسمة، أي خمس سكان البلد.

ويعاني نصف السكان  البالغ عددهم 49 مليون نسمة من الجوع وانعدام الأمن الغذائي، وهي أسوأ الظروف التي يشهدها البلد منذ وقت. وربما كانت هذه الحرب هي الأكثر دمارا في العالم ولا توجد إشارة عن نتيجة حاسمة لها أو منتصر واضح فيها، علاوة عن تسوية سلمية لها. وبالإضافة إلى المقاتلين من البلدان المجاورة، فقد اجتذبت هذه الحرب سلسلة من الجهات الفاعلة العالمية والإقليمية، حيث يتنافس كل منها على النفوذ والسلطة في أرض تعد واحدة من أكبر منتجي الذهب في أفريقيا، حسب الصحيفة.

ونقل التقرير عن كلمنتاين نكويتا سلامي، منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، قولها "مضى على الحرب 16 شهرا ولان نرى نهاية له في الأفق" و "ما نراه هو القتال والجوع والمرض اللذان يقتربان منا".

وكما هو الحال في الحروب التي تشهدها أفريقيا، بما الحرب في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، فالأحداث في السودان ظلت تجري تحت رادار الاهتمام العالمي. فقد أثارت الصراعات في أوكرانيا وغزة، التي تعتبر صراعات استراتيجية ذات تداعيات جيوسياسية واضحة، مشاعر التضامن والاحتجاجات الجماهيرية، ولم يكن هناك سوى القليل من القلق والتوتر بشأن السودان، وفقا للتقرير. 

وأشارت الصحيفة، إلى أن كل هذا رغم أن الرهانات عالية في السودان، مثل موقع السودان على البحر الأحمر القريب من قناة السويس، الممر التجاري العالمي. وتتهم روسيا ودول في الشرق الأوسط بضخم المال والسلاح للحرب. ويقول أحمد عثمان حمزة، حاكم ولاية الخرطوم "غير 15 نيسان/أبريل 2023 كل شيء في السودان" و "هذه الحرب هي ضد الشعب". وتسيطر قوات حميدتي الآن على مناطق من معقله الرئيسي في دارفور بالغرب وجنوب- غرب البلد على مناطق واسعة من البلاد. وسيطرت على معظم المناطق حول الخرطوم في العام الماضي. وتتعرض العاصمة للحصار فيما تراجع البرهان وقواته إلى بورت سودان التي تبعد 670 كيلومترا  شمال- شرق الخرطوم. 

وأصبحت الآن 14 ولاية من 18 ولاية في السودان في وسط الحرب. وتقول الصحيفة عن السياق الجيوسياسي بأنه معقد، ففي الوقت الذي يرتشف فيه الطيارون الأوكرانيون المتقاعدون عصير المانجا ويتناولون جراد البحر في بورت سودان إلى جانب قادة القوات المسلحة السودانية، يقوم القناصة الروس أيضا بتدريب جيش البرهان، وفقا لضباط استخبارات سودانيين. 

وفي الوقت نفسه، يزعم الجنرالات السودانيون أن قوات الدعم السريع جندت "مرتزقة" من جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وجنوب السودان. وتشير تقارير حديثة نشرتها منظمة أمنستي انترناشونال وهيومان رايتس ووتش إلى أن الأسلحة التي تنتجها دول عدة مثل الصين وإيران وتركيا وروسيا والإمارات العربية المتحدة تتزايد، وسط دعوات متزايدة لتوسيع حظر الأسلحة.  

ويؤكد مسؤولون في بورت سودان، أن تمويل الألة العسكرية للقوات المسلحة السودانية يأتي جزئيا من صادرات الذهب، فضلا عما تبقى من الشركات التجارية الضخمة التابعة  للجيش.  

وكل هذا مدعوم بإمدادات النفط الروسي، حيث أرسلت موسكو منذ بداية الحرب ثماني شحنات من المنتجات النفطية، معظمها ديزل. ويعتقد خبراء الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع مدعومة من أعمال حميدتي في تجارة الذهب والإمارات العربية المتحدة، حسب التقرير.  


وأشارت الصحيفة، إلى أن لجنة تابعة للأمم المتحدة، قدمت ما وصفته بأنها أدلة "موثوقة" تفيد بأن أبو ظبي كانت تزود السودان بالأسلحة. وهي مزاعم ترفضها الإمارات بقوة وتقول إنها تلتزم بموقف محايد من الحرب وأن ما يقال عن دعمها الدعم السريع لا أساس له من الصحة ويهدف لحرف النظر عن القضايا الأساسية.  

ويرى المراقبون الدوليون أن دعم الإمارات لحميدتي مدفوع بشكوك من البرهان وأنه قريب من الإسلاميين، الذين كانوا بارزين في عهد البشير، حسب الصحيفة.

ويقول دبلوماسي أجنبي كبير: "ترى الإمارات العربية المتحدة أن جماعة الإخوان المسلمين بارزة في السودان، وهذا هو ما يدفعهم". ووضعت الحرب مصادر السودان على المحك، فقد عرقلت برنامج الإصلاح الذي يدعمه صندوق النقد الدولي، وأضعفت قدرة الخرطوم على سداد الديون للدائنين، بما في ذلك الصين، في وقت كانت فيه البلاد تتفاوض على تخفيف أعباء الديون.  

وانكمش الاقتصاد السوداني بنسبة 40 بالمئة الماضي، حسب تقديرات جبريل إبراهيم، وزير مالية المؤسسات التي يسيطر عليها البرهان. والسودان، ليس فقط أكبر منتج للذهب في أفريقيا، بل ولديه مصادر غير متوفرة لدول أخرى، بما في ذلك مساحات من الأراضي الصالحة للزراعة على طول نهر النيل.

والأهم من ذلك، حسب التقرير، أن شاطئه يمتد 750 كيلومترا على ساحل البحر الأحمر وعلى طول الطريق إلى قناة السويس، حيث تتنافس دول مثل إيران وروسيا والإمارات العربية المتحدة لإيجاد موطئ قدم عليه.

وبعد الإطاحة بالبشير الذي ظل يتأرجح بين إيران والسعودية، قام البرهان بتقوية العلاقات مع الإمارات والسعودية ومصر بل وتقارب مع إسرائيل. وعندما بدأ النزاع الأخير، أخذ البرهان يبحث عن حلفاء له وأعاد الجنرالات العلاقات مع طهران التي وفرت مسيرات للجيش السوداني. ويعلق دبلوماسي غربي  قائلا: "هذه الآن حرب شرق أوسطية تدور رحاها في أفريقيا".  

وفي الوقت الذي كان المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر سابقا يقدمون الدعم والتدريب لقوات الدعم السريع، إلا أن الروس حاليا منحازون للبرهان، حسب الصحيفة.

ويتحدث القادة العسكريون السودانيون والمسؤولون الروس عن إحياء خطط للسماح بإنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر. ويقول سليمان بالدو من مركز الشفافية ومتابعة السياسة السوداني إن "الإمارات والسعودية وإيران وروسيا تريد موطئ قدم في السودان"، كما و "تريد روسيا الذهب السوداني". 

 ودعا المبعوث الأمريكي للسودان توم بيريلو، الدول والقوى السلبية التي تصب الزيت على الصراع السوداني، التوقف عن  تغذية الحرب وتسليح المشاركين.


وأطلقت الحرب العنان لمجازر، أدت لفتح منظمات جنائية دولية التحقيق فيها. ويتهم مقاتلو الدعم السريع بارتكاب مجازر في الحرب الحالية مثلما ارتكب الجنجويد قبلهم  مجازر في دار فور بداية القرن الحالي.

وذكرت الصحيفة أن فتاة عمرها 16 عاما اختطفت بداية العام من أم درمان، قالت إن مقاتلين من الدعم السريع ربطاها وضرباها وقاما باغتصابها عدة مرات. وكانت صوت التعذيب لشقيقها الذي اعتقل بتهمة التعاون مع الجيش، ولم تره أبدا. ومع ذلك يتهم الطرفان بانتهاكات حسب مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.  

 ورغم الاتهام الرئيسي للدعم السريع، وفقا للتقرير، إلا أن جماعات مثل الجيش السودانية متهمة بهجمات ضد المدنيين والمدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية.

وأكد النائب العام المرتبط بالحكومة التي يديرها الجيش، الفاتح محمد عيسى طيفور، أن الدعم السريع متهم بغالبية المجازر. وقال رجل أعمال سوداني عن الدعم السريع: "ما يحدث في السودان لم يحدث منذ العصور الوسطى" و"كانت هناك عدة حروب  وحروب أهلية حول العالم لكن لم يفعل أحد ما فعله هؤلاء الرجال، لقد دمروا السودان بشكل مدروس". 

مقالات مشابهة

  • بعيدا عن صخب المدينة.. استمتع برحلة بحرية فاخرة في بحيرة جنيف
  • أكثر الحروب تكلفة.. الاقتصاد الإسرائيلي يعاني تحت ضغوط العدوان والإنفاق العسكري
  • الحروب المتكررة على الفلسطينيين تعصف بالجيش الصهيوني 78 ألف معاق يخضعون للعلاج و172% الزيادة المتوقعة في المرضى النفسيين
  • وزير إسرائيلي لـ«نتنياهو»: لولا الحرب لتركنا حكومتك
  • الرئيس السيسي: «قمة المستقبل» تنعقد في ظل أزمات دولية متنامية
  • محمد بيومي: الاتفاقية الموقعة بين الزمالك وبوبيندزا لا قيمة لها
  • أبرز الفعاليات التي تُقام في الدول المختلفة للاحتفال بمولد النبي عليه السلام
  • الصراع يحول السودان إلى مركز تنافس دولي.. هذه الدول تبحث عن موطئ قدم
  • غالانت: فيديو نفق حماس في رفح يؤكد أهداف الحرب التي يخوضها الجيش
  • احترام اتفاقيات جنيف