أطلقت القيادة السياسية الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، فى عام 2021، وهى عبارة عن خطة عمل وضعتها الدولة لتعزيز وتطوير الملف الحقوقى فى مصر من خلال تلك الاستراتيجية، على أن تلتزم الدولة بتنفيذ الاتفاقيات الدولية التى وقّعتها فى المجال الحقوقى، لتصل إلى النتائج المرجوة بحلول 2026.

«شيحة»: أداة مهمة فى الملف الحقوقى.

. والدولة ملتزمة بتنفيذ بنودها حتى 2026

عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، قال إن الاستراتيجية شملت 4 محاور عمل رئيسية «الحقوق المدنية والسياسية - الحقوق الاجتماعية والاقتصادية - حقوق المرأة والشباب وذوى الإعاقة وكبار السن والطفل - والتثقيف وبناء القدرات».

وأضاف لـ«الوطن» أن الاستراتيجية تُعد الأولى من نوعها، وتعتمد مقاربة شاملة ومتكاملة لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية من خلال رؤية وتوجّهات استراتيجية واضحة، إذ تُبنى على التقدّم الفعلى المحرز وتأخذ بعين الاعتبار عند تحديد نتائجها المستهدفة ما يفرضه السياق الوطنى من فرص وتحديات، بحيث تمثل خريطة طريق وطنية للنهوض بأوضاع حقوق الإنسان، وأداة مهمة للتطوير الذاتى فى هذا المجال من خلال عدة محاور.

وكشف «شيحة» أن من بين تلك المحاور تعزيز الوعى والتثقيف، حيث عملت الاستراتيجية على نشر ثقافة حقوق الإنسان وزيادة الوعى المجتمعي حول أهمية هذه الحقوق وسُبل حمايتها، بما يُسهم فى بناء مجتمع أكثر وعياً بحقوقه وواجباته، بالإضافة إلى إنشاء وحدات حقوق الإنسان.

إلى جانب التشريعات والسياسات، حيث تتضمّن الاستراتيجية مراجعة وتعديل القوانين والتشريعات الوطنية لضمان توافقها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما يُعزّز الإطار القانونى الذى يحمى هذه الحقوق، حيث تم تعديل القانون رقم 107 لسنة 2013 لضمان حرية التجمع السلمى، بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، وقانون العمل الأهلى رقم 149 لسنة 2019، وتعزيز الحق فى الحياة والسلامة الجسدية من خلال توفير الحماية لنزلاء دور الرعاية الاجتماعية، وإلغاء حالة الطوارئ، مما يُعزّز التدابير المتّخذة للحق فى التقاضى وضمانات المحاكمة المنصفة.

وتابع عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان أن المحور الثالث يتمثّل فى حماية الفئات المهمّشة بتحسين أوضاع تلك الفئات، مثل النساء والأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة، من خلال توفير الحماية اللازمة وتعزيز مشاركتهم فى الحياة العامة، وتولى السيدات المناصب القيادية فى مجلس الدولة وقضايا الدولة والنيابة الإدارية.

وإطلاق برنامج الدعم النقدى للأسر الأكثر فقراً «تكافل وكرامة»، ومعالجة قضية العشوائيات، وتعديل بعض أحكام قانون صندوق دعم الأشخاص ذوى الإعاقة، فضلاً عن التنمية المستدامة، حيث عملت الاستراتيجية على دمج حقوق الإنسان فى خطط التنمية المستدامة، بما يضمن أن تكون حقوق الإنسان جزءاً لا يتجزّأ من عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى البلاد.

«نصرى»: صدرت وفق إرادة وطنية دون ضغوط دولية ومثّلت نموذجاً للتعاون مع المجتمع المدني

فيما قال أيمن نصرى، رئيس المنتدى العربى - الأوروبى، إنّ الاستراتيجية تمثل نتاجاً للتعاون بين اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدنى من خلال الحوار المجتمعى، وهو النهج الذى تتبعه الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة لمناقشة القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية، والذى بدأته بمناقشة قانون منظمات المجتمع المدنى، وانتهى بإطلاق الاستراتيجية على مدار خمس سنوات، لتشمل كل المستويات الحقوقية، وهو أمر يؤكد الشراكة مع المجتمع المدنى فى تعزيز وحماية حقوق الإنسان بجميع أبعادها، ومن ثم هناك حرص كبير على تعزيز التواصل والتنسيق.

وأضاف أن الاستراتيجية تُعد المبادرة الأولى التى يشارك فيها الجميع بهذه القوة والتأثير، فهى ليست مبادرة أحادية الجانب من الدولة، وتُعد بداية مرحلة جديدة للتخطيط على أُسس علمية، وطبقاً للضوابط الدولية لفتح ملفات حقوقية وإنسانية واجتماعية وقضايا شائكة، وهو الأمر الذى يستوجب أيضاً مواصلة البحث والدراسة لتحديد أفصل السُّبل لإيجاد حلول عملية قابلة للتنفيذ على الأرض.

وأوضح «نصرى» أنّ الاستراتيجية تُعتبر الخطوة الأولى فى تاريخ مصر الحديث التى تتّخذها الإدارة السياسية طوعياً، ودون أى ضغوط دولية لإقرار خطة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان بعد أن كانت دائماً تتلقى التوصيات من المجلس الدولى لحقوق الإنسان على مدار 10 سنوات، لتدخل مصر من خلال الاستراتيجية مرحلة جديدة، وهى مرحلة الفعل وليس رد الفعل، رغبة من الدولة فى وضع حلول نهائية لكل المشكلات التى تتعلق بالوضع الحقوقى والإنسانى، وذلك من منطلق المسئولية الوطنية تجاه الشعب المصرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الوطنية لحقوق الإنسان الاتفاقيات الدولية الاستراتیجیة ت لحقوق الإنسان حقوق الإنسان من خلال

إقرأ أيضاً:

برلماني: الدولة حريصة على تحويل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان إلى واقع

كتب- نشأت علي:

أكد النائب أيمن محسب، عضو مجلس النواب، أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان نجحت بعد 3 سنوات من إطلاقها في إحداث طفرة ملحوظة في النهوض بكافة حقوق الإنسان في مصر، من خلال تعزيز احترام وحماية كافة الحقوق المدنية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، التي تضمنها الدستور والتشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية والإقليمية المنضمة إليها مصر، مؤكدا أن الاستراتيجية باتت خارطة طريق وطنية طموحة في مجال حقوق الإنسان وأداة مهمة للتطوير الذاتي في هذا المجال.

وقال "محسب"، إن السنوات الماضية أكدت حرص الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في تفعيل الاستراتيجية وتحويلها إلى واقع ملموس، من خلال دمج أهدافها في جميع الخطط التي تتبناها الدولة في كافة القطاعات، إيمانا بأهمية تحقيق المفهوم الشامل لحقوق الإنسان.

وأشار إلى أن إطلاق مشروع بداية جديدة لبناء الإنسان بتوجيهات من الرئيس السيسي هو واحد من محاولات ترجمة الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان على أرض الواقع حيث تستهدف الارتقاء بالمواطن المصري وإعادة تأهيله بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل، فضلا عن ضمان التوزيع العادل لثمار التنمية وحق كل شخص في التمتع بمستوى معيشي ملائم له ولأسرته، بما يوفر لهم ما يفي باحتياجاتهم الأساسية.

وأضاف، أن القيادة السياسية حرصت خلال السنوات الماضية علي تعزيز الحق في المشاركة في الحياة السياسية والعامة باعتبار ذلك مكونًا مهمًا للنهوض بجميع مجالات حقوق الإنسان ويسهم في ترسيخ دعائم الديمقراطية وسيادة القانون، فكانت الدعوة إلى الحوار الوطنى، الذي بات منصة مهمة للتعبير عن الرأي تجاه قضايا الوطن بمختلف أشكالها، والعمل علي صياغة توصيات بشأنها ورفعها إلى رئيس الجمهورية الذي تعامل معها بمنتهى الجدية، وتم الاستجابة للكثير منها مما ساهم في تعزيز المشاركة السياسية، ورسخ لحرية الرأى والتعبير، والقبول بالآخر، والتأكيد علي أن مصر وطن يتسع للجميع.

وشدد البرلماني، علي أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تستهدف أيضا تحقيق العدالة الناجزة وكذا ضمانات المحاكمات العادلة وفي هذا الصدد تبذل الدولة جهودًا حثيثة ومستمرة من أجل تطوير منظومة العدالة، والتأكيد على قيم المواطنة والتسامح والحوار ومكافحة التحريض على العنف والتمييز، بالإضافة إلى تنفيذ الرؤية المتكاملة للإصلاح الإداري على بناء جهاز إداري كفء وفعال يتبع آليات الحكم الرشيد ويخضع للمساءلة وينال استحسان المواطنين لمستوى الخدمات المقدمة لهم ويتسم بالكفاءة والعدالة، مؤكدا أن القيادة السياسية نجحت في ترسيخ مفهوم شامل لحقوق الإنسان لا يقتصر فقط علي الحقوق السياسية والمدنية وإنما يمتد إلى كافة جوانب الحياة.

مقالات مشابهة

  • برلماني: مجلس النواب حريص على تعزيز حقوق الإنسان في قانون الإجراءات الجنائية
  • المؤتمر: قرار النيابة باستبدال العمل بالحبس خطوة نحو تعزيز حقوق الإنسان
  • برلماني: الدولة حريصة على تحويل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان إلى واقع
  • حزب المؤتمر: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التزام حقيقي من الدولة تجاه مواطنيها
  • «المؤتمر»: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية
  • أيمن محسب: الاستراتيجية الوطنية خارطة طريق طموحة في مجال حقوق الإنسان
  • «صحة الشيوخ»: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تمثل جزءا أساسيا من رؤية 2030
  • برلمانية: الدولة ملتزمة بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • نائبة: الدولة ملتزمة بتنفيذ ما جاء في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • برلمانية: الدولة تمضي قدما في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان