القدس المحتلة – تبدي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مخاوفها من مغبة عودة العمليات الاستشهادية إلى داخل إسرائيل، حيث أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة عن رفع حالة التأهب القصوى في مركز البلاد، وذلك في أعقاب التفجير الذي حدث مساء أمس الأحد في تل أبيب.

واعتبرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الحادث "عملية عدائية"، وقالت إنه نُفذ بعبوة ناسفة تزن 8 كيلوغرامات من المتفجرات نقلها فلسطيني -على ما يبدو- من منطقة نابلس في الضفة الغربية، وقد استشهد المنفذ الذي كان يحملها في حقيبة ظهر، وقُتل إسرائيلي وأصيب آخر بجروح متوسطة.

وتعززت مخاوف المؤسسة الأمنية من سيناريو عودة العمليات الاستشهادية إلى عمق الجبهة الداخلية والبلدات الإسرائيلية مع تبني حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي عملية تل أبيب.

تأهب أمني

وتعليقا على رفع حالة التأهب الأمني في إسرائيل، قال قائد شرطة منطقة "أيالون" حاييم بوباليل، في تصريح صحفي، "إنها معجزة أن الانفجار لم يحدث في كنيس أو مركز تجاري قريبين من مكان الانفجار، حيث كان من الممكن أن تنتهي الحادثة بسقوط عشرات القتلى".

وفي قراءة لتفجير العبوة الناسفة، أضاف قائد الشرطة أنه "أسلوب عمل لم يشهدوه منذ سنوات في المنطقة، مما يضعهم في مكان مختلف"، قائلا إن الانفجار كان بسبب خلل وإن العبوة لو وُضعت في مكان وتم تفجيرها لكانت هناك "خسائر فادحة لم يعهدوها منذ زمن".

وتجمع قراءات المحللين الإسرائيليين على أن فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، تسعى إلى توحيد الساحات في القطاع والضفة الغربية، وتصعيد شامل في الضفة من خلال العودة إلى العمليات الاستشهادية والتفجيرية داخل المدن الإسرائيلية.

من وجهة نظر المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون، فإن حادث تل أبيب مؤشر على عودة العلميات التفجيرية إلى قلب المدن الإسرائيلية، مشيرا إلى أن التسلسل غير المعتاد للأحداث خلال الحرب على قطاع غزة والحظ هو الذي حال دون وقوع الكوارث والتفجيرات داخل إسرائيل.

واستذكر زيتون العلميات التفجيرية التي شهدتها المدن الإسرائيلية، وأبرزها انفجار مساء أمس الأحد، وانفجار حديقة "اليركون" في تل أبيب ليلة رأس السنة العبرية الجديدة يوم 15 سبتمبر/أيلول 2023، وانفجار عبوة ناسفة عند مفترق مجدو جنوب حيفا يوم 13 مارس/آذار 2023.

ويقول إن تفجير جنوب تل أبيب يعيد إثارة المخاوف لدى الأجهزة الأمنية والإسرائيليين من مغبة عودة العمليات التفجيرية إلى مناطق الخط الأخضر، وذلك بعد سنوات عديدة من الهجمات "الجهنمية للانتفاضة الثانية في العام 2000″.

وبرأيه، تحققت المخاوف بطريقة معينة في التسلسل غير المعتاد للأحداث وللعلميات التفجيرية في العام الأخير، على الرغم من أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تنشط بالضفة وداخل الخط الأخضر "لإحباط العلميات العدائية، حيث بات واضحا أن نسبة نجاح إحباطها ليست مطلقة".

وحدة الساحات

بدورها، ترى مراسلة الشؤون العربية في القناة 12 الإسرائيلية سبير ليفكين أن ما يعزز هواجس الاحتلال من عودة العلميات التفجيرية هو تبني حماس والجهاد المشترك لعملية تل أبيب، و"التهديد بالعودة إلى العمليات الانتحارية التي تحظى بدعم الشارع الفلسطيني في ظل التفاعل مع العملية على منصات التواصل".

ووفقا لتقييمات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تجزم ليفكين أن حماس والجهاد الإسلامي تحاولان توحيد الجبهات بين غزة والضفة، وتدفعان بكل قوتيهما إلى تصعيد شامل بالضفة الغربية، وذلك "بضغط من إيران بهدف أن تكون لها ساحة مركزية أخرى".

وقالت إن طهران وفصائل المقاومة "تفعل ذلك على أساس أنه بهذه الطريقة سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي التعامل مع غزة والجبهة الشمالية مع حزب الله".

وفي التهديد الذي أطلقته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، تقول ليفكين إنه تم استخدام مصطلح العمليات الاستشهادية، الذي يعيدهم -إلى حد ما- إلى أيام الانتفاضة الثانية عندما اعتادت حماس والجهاد على تنفيذ هجمات مشتركة في عمق إسرائيل.

قرارات بطيئة

أمام هذه المستجدات والتهديدات بتنفيذ عمليات تفجيرية في العمق الإسرائيلي، يعتقد مراسل الشؤون الأمنية للموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" أرييه أغوزي أن إسرائيل مطالبة بالقيام بخطوات فورية لمنع تنفيذ هذه العلميات في قلب مدنها.

وأوضح أغوزي أن تفجير تل أبيب يعيد إسرائيل إلى الأوقات التي انفجرت فيها العبوات الناسفة في مدنها المختلفة، خاصة في القدس وتل أبيب الكبرى، مما أدى إلى سقوط قتلى بالعشرات وجرحى بالمئات.

ولمنع العلميات التفجيرية داخل الخط الأخضر، يعتقد مراسل الشؤون الأمنية أن إسرائيل مطالبة بفرض طوق أمني شامل وحصار كامل على الضفة. وقال "توجد عملية غير مفهومة من القرارات البطيئة وغير المرضية، عندما يقوم الجيش الإسرائيلي بالقضاء على الجماعات المسلحة ومختبرات المتفجرات بالضفة كل يوم، نرى عملية تفجيرية في قلب تل أبيب".

وأضاف مراسل الشؤون الأمنية أن جيش الاحتلال وقوات الأمن الأخرى "مشغولون حاليا بالحرب في الشمال والجنوب. ومن شبه المؤكد أن الضغوط التي تمارس على حماس في الضفة تؤدي إلى شن هجمات في قلب إسرائيل"، حسب تقديره.

ويرى أن حرية تنقل الفلسطينيين من الضفة الغربية داخل إسرائيل تشكل "مدخلا لمزيد من الهجمات التفجيرية"، وهو ما يلزم الحكومة الإسرائيلية -وفقا له- اتخاذ قرارات "بفرض الإغلاق الكامل والحصار على الضفة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العملیات الاستشهادیة الأمنیة الإسرائیلیة الأجهزة الأمنیة الضفة الغربیة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

حماس: إذا وسّع الاحتلال الحرب في جبهات جديدة سيتعرض لآلاف الصواريخ

حماس.. أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، اليوم الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي إذا وسّع الحرب في جبهات جديدة في الإقليم فإنه سيتعرض لآلاف الصواريخ، مؤكدة أن خطوة كهذه ستعني أن رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو يقود الاحتلال نحو كارثة محققة.

وأكدت حماس أن الاحتلال الإسرائيلي لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وتأتي هذه التصريحات بعد استمرار بنيامين نتنياهو في المماطلة ووضع العراقيل أمام عقد صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين والأسرى ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى استمراره في التصعيد العسكري في إقليم الشرق الأوسط، وعقده العزم على التوسّع العسكري في جنوب لبنان زاعما أن الهدف هو إعادة مستوطني الشمال إلى بيوتهم.

عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة

ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي مستمرا في عدوانه على قطاع غزة حتى اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024 الذي يوافق اليوم ال345 منذ بداية عدوانه، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، بعدما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية، شارة البداية لمعركة طوفان الأقصى.

وارتفع عدد شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 41206 شهيد، حسبما أعلنت الصحة الفلسطينية، وأضافت أن عدد الإصابات ارتفع إلى 95337 مصابا.

العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على الضفة الغربية وممارسة التصعيد الخطير الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى تنفيذ عملية عسكرية لاستهداف مقاتلي المقاومة الفلسطينية في جنين وطولكرم وطوباس، الأمر الذي يأتي تبعا لـ استمرار هجمات المستوطنين المتطرفين في مختلف المدن والبلدات بـ الضفة الغربية.

اقرأ أيضاًالجارديان: الحرب تسرق مستقبل الأطفال في غزة

الحوثي: عملية اليوم تمت بصاروخ باليستي تجاوز كل دفاعات الاحتلال

بالصواريخ.. حزب الله يستهدف مرابض الاحتلال في الزاعورة

مقالات مشابهة

  • ناشط لـ "صفا": اجتماع الأجهزة الأمنية في الخليل تنسيق أمني موسّع لا يمثل المحافظة
  • ناشط لـ "صفا": اجتماع الأجهزة الأمنية في الخليل تنسق أمني موسّع لا يمثل المحافظة
  • حماس: تصاعد جرائم المستوطنين في الضفة الغربية يستدعي مزيدا من العمل المقاوم
  • لقناة 12 الإسرائيلية: العثور على عبوة ناسفة في سيارة في جنوب تل أبيب والخلفية على الأرجح جنائية
  • التعليقات الإسرائيلية على الهجوم الصاروخي اليمني في “تل أبيب”: صواريخ الحوثيين تصل إلى عمق “إسرائيل” بنجاح كبير وفشل الدفاعات يثير القلق
  • حماس: إذا وسّع الاحتلال الحرب في جبهات جديدة سيتعرض لآلاف الصواريخ
  • ‏الحوثيون: على إسرائيل أن تتوقع المزيد من العمليات النوعية القادمة
  • الغارات الإسرائيلية تواصل استهداف المنازل وإزهاق الأرواح
  • نائب وزير الداخلية ورئيس العمليات المشتركة يتفقدان التجهيزات الأمنية والتنظيمية بميدان السبعين
  • نائب وزير الداخلية ورئيس العمليات المشتركة يتفقدان التجهيزات الأمنية والتنظيمية في ساحة الفعالية المركزية بميدان السبعين