الصحة العالمية: ما زالت كورونا تمثل تهديدًا عالميًا
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس أدهانوم "إنه منذ إعلان نهاية وباء كورونا كحالة طوارئ صحية عالمية قبل ثلاثة شهور، إلا أن المنظمة لاتزال تعتبرها حالة تهديد للصحة في العالم"، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين فإن البيانات تشير إلى انخفاض في عدد حالات الإصابة والوفيات وحالات الدخول إلى المستشفى، وكذلك عدد الدول التي تقدم بيانات حولها المنظمة، وبشكل ملحوظ.
وأوضح أدهانوم خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، في جنيف أن 25% من الدول أبلغت خلال الشهر الماضي عن حالات وفيات لديها جراء الإصابة بفيروس كورونا، في حين أبلغ 11% من الدول عن حالات دخول للمستشفيات بسبب المرض، مؤكدا أن هذا لا يعنى أن تلك الدول ليس لديها حالات إصابة أو وفيات، ولكنها فقط لم تبلغ المنظمة.
وأضاف: "لا شك في أن مخاطر الإصابات الشديدة والوفيات هي أقل عما كان عليه الوضع قبل عام من الآن، مازلنا نصنف مخاطر كورونا على الصحة العامة على أنها "عالية"، خاصة وأن الفيروس يستمر في الانتشار بالدول ويسبب إصابات ويتغير".
ولفت إلى أن المنظمة رصدت عددا من المتحورات بالفعل وتقوم بمتابعتها، محذرا من أنها يمكن أن تقتل وتتغير مجددا.. داعيا الدول إلى اتباع توصيات اللجنة التي شكلها للمراجعة وتقديم التوصيات للمدى الطويل، واستمرار عمليات المراقبة والرصد لأية تغييرات على الفيروس، وكذلك إبلاغ المنظمة بالإصابات الشديدة، وبأية حالات وفاة.
وشدد أدهانوم على أن التوصيات مهمة، خاصة وأن الكثير من الدول والأشخاص أصبحوا يرون كورونا باعتبارها أمرا من الماضي، إلا أن المنظمة على العكس "لن تنسى كورونا".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصحة العالمية كورونا
إقرأ أيضاً:
رمضان.. بين غفلة النادم وشكر المدرك للفضل!
جميل القشم
ها هو رمضان، الزائر الذي ننتظره عاما كاملا، يدخل بيوتنا وقلوبنا محملا بالبركة والرحمة، لكنه ما يلبث أن يمضي بخفة، تاركا أثرا عميقا في نفوس من وعى قيمته. في المقابل، يبقى حسرة في قلوب من فرط في لحظاته الثمينة.
الأيام تمضي سريعا، ومع كل رمضان يرحل نجد أنفسنا بين نادم لم يغتنم الفرصة، وهناك من يكون شاكرا أدرك الفضل وعاش أيامه ولياليه كما ينبغي، الفرق بينهما ليس سوى وعي بقيمة الوقت في هذا الشهر الكريم.
ليس هذا الشهر كسائر الأيام، فالساعات فيه غالية، والأعمال قد تكون الفارق بين العتق من النار أو البقاء في دائرة الغفلة، ومع ذلك، كم من الناس يمر عليهم رمضان كغيره من الشهور، منشغلين بدنياهم، غافلين عن كنوزه، يتناسون أن الفرصة التي بين أيديهم قد لا تتكرر، وأن العمر قد لا يمهلهم حتى يعودوا لما فاتهم.
نحن الآن في أيام رمضان المباركة، حيث الأجواء مفعمة بالإيمان والروحانية، والأبواب مفتوحة لمن أراد أن يتقرب إلى الله. الفرصة ما زالت سانحة، واللحظات بين أيدينا، فكيف سنغتنمها؟ العبرة ليست فقط بالبدايات، بل بالاستمرار في الطاعة والحرص على أن يكون هذا الشهر نقطة تحول في حياتنا.
هناك من يملأ نهاره بالصيام وذكر الله، وليله بالقيام والدعاء، فيعيش رمضان بروحه وجسده، ويشعر بحلاوة الطاعة ولذة القرب من الله، وعلى الجانب الآخر، هناك من يضيع أوقاته فيما لا ينفع، منشغلا بأمور تبعده عن جوهر هذا الشهر الكريم، الفرق بينهما هو إدراك القيمة الحقيقية لرمضان، فهل سنكون من المدركين أم الغافلين؟
الفرصة ما زالت قائمة لمن أراد أن يلحق بركب الصالحين، التوبة الصادقة مفتاح البداية، والإقبال على القرآن يجعل للوقت بركة ومعنى. القيام بين يدي الله في جوف الليل باب من أبواب الرحمة، والصدقة طريق لتطهير النفوس ونشر الخير. كل عمل صالح في هذا الشهر يفتح لنا أبواب الأمل ويضعنا على طريق الفلاح.
رمضان ليس مجرد أيام نعيشها، بل فرصة عظيمة لإعادة ترتيب أولوياتنا وتصحيح مسارنا. هو موسم الطاعات الذي يمنحنا طاقة إيمانية تعيننا على باقي العام، فمن وعى ذلك، عاش رمضان كما ينبغي، ومن غفل عنه، فقد خسر كنزا لا يعوض.
ما زالت أمامنا لياليه وساعاته، فهل سندرك قيمتها ونحسن استغلالها؟ أم سنتركها تمضي دون أن نخرج منها بتغيير حقيقي؟ الخيار بأيدينا، فلنغتنم رمضان بكل ما فيه، حتى يكون شاهدا لنا لا علينا.