أظهر تقرير نشرته "نيوزويك" استندت على إحصائياته وأرقامه على وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن التعداد السكاني حول العالم في تضاؤل من المتوقع أن يستمر خلال السنوات المقبلة، وفي حين تشهد بعض الدول نموا متسارعا، فإن معدلات البعض الآخر في انحدار مستمر.

  

ووفق نائب مدير معهد الديموغرافيا في فيينا توماس سوبوتكا، سيستمر هذا الانحدار في المستقبل، نظرا لانخفاض معدلات الخصوبة وشيخوخة السكان، وخص سوبوتكا بهذه العوامل اليابان وكوريا الجنوبية، وكذلك الصين التي انخفض عدد سكانها بما يقارب 3 ملايين نسمة في العام السابق.

 

وعلى نقيض ذلك تصدرت بعض مناطق الشرق الأوسط في أعلى قائمة معدلات النمو، ومنها الضفة الغربية (37)، وغزة (40)، والعراق (41)، واليمن (48)، وعمان (52)، والسعودية (55)، وسوريا (56).

  

وحسب قائمة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التي تضم معدل النمو السكاني لـ236 دولة بشكل تسلسلي، فإن البلدان التي تشهد أكبر تضاؤل في عدد السكان تتضمن بورتو ريكو ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وإستونيا.

أما الدول الأسرع نموا فيقع أغلبها في أفريقيا، وعلى رأسها جنوب السودان، والنيجر، وأنغولا، وبنين وغينيا الاستوائية.

   

وتعد روسيا البلد الـ16 من حيث سرعة انكماش معدل النمو السكاني، ويقول سوبوتكا في التقرير إن ذلك يعود لمعدلات الخصوبة المنخفضة، وارتفاع معدلات الوفيات وسوء حالة السكان الصحية.

وأضاف سوبوتكا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحصل على الزيادة السكانية التي "يحلم بها" من ضم أراضٍ جديدة لروسيا في الحرب مع أوكرانيا، إذ إن المناطق المسلوبة في الحرب غالبا ما تكون مدمرة، ويكون سكانها من كبار السن أو المصابين.

كما تؤدي الحرب الحالية -وفق سوبوتكا- إلى زيادة عدد الوفيات والإصابات بين الرجال في سن العمل والإنجاب، ويزيد ذلك من انكماش القوى العاملة والضغط على النظام الصحي، ويقلل معدل المواليد، وهذه مؤشرات سكانية يحاول بوتين عكسها.

 

كما تجتمع عوامل انخفاض معدل الخصوبة وارتفاع معدل الهجرة خارج البلاد وشيخوخة السكان في البلدان التي تشهد انخفاضا حادا في نمو التعداد السكاني، حسب التقرير، وتتجلى هذه العوامل خاصة في شرق أوروبا وشرق آسيا، وبورتو ريكو وكوبا.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

تيتانيك.. 112 عامًا تحت أعماق المحيط – تحليل علمي وتاريخي لانهيار حطام السفينة الأكثر شهرة في العالم

مرَّ أكثر من قرن على غرق سفينة "آر إم إس تيتانيك"، التي تُعتبر واحدة من أشهر الكوارث البحرية في التاريخ. ففي ليلة باردة مظلمة بلا قمر من شهر أبريل/نيسان عام 1912، اصطدمت السفينة بجبل جليدي ضخم، ما أدى إلى غرقها بسرعة. وقد فقد أكثر من 1500 شخص من الركاب والطاقم حياتهم في تلك الليلة المأساوية. اليوم، تظل بقايا السفينة مستقرة في قاع المحيط الأطلسي على عمق 12،500 قدم (3.8 كيلومتر)، حيث يتعرض الحطام لعملية تحلل بطيئة.

تحلل بطيء في ظلام الأعماق

رغم مرور 112 عامًا على الغرق، لا يزال حطام تيتانيك يمثل لغزًا بيئيًا فريدًا. فقد كشفت الرحلات الاستكشافية الحديثة عن تدهور واضح في هيكل السفينة. في عام 2022، تم اكتشاف التواءات في الدرابزين الشهير للمقدمة، وفي أحدث بعثة عام 2024، وُجد أن جزءًا كبيرًا منه قد سقط. هذا التدهور البطيء يعود بشكل رئيسي إلى الظروف القاسية في أعماق المحيط، حيث تتسبب البكتيريا المتغذية على الحديد في تآكل الهياكل المعدنية للسفينة.

بكتيريا تحلل الحديدبيئة قاع البحر: ضغط هائل وتيارات جارفة

تعرض حطام تيتانيك لضغط مائي يصل إلى 40 ميجا باسكال، أي ما يعادل 390 ضعف الضغط الموجود على سطح الأرض. وبسبب هذا الضغط الهائل، انقسمت السفينة إلى قسمين أثناء غرقها، مما أدى إلى تشكل شبكة معقدة من الفولاذ والحطام. تشير التقديرات إلى أن التيارات البحرية المتحركة في قاع المحيط تلعب دورًا مهمًا في تحلل السفينة، حيث تؤدي إلى تفكيك المزيد من الهياكل الضعيفة.

التفكك بفعل البكتيريا: سفينة تلتهمها الميكروبات

البكتيريا البحرية تلعب دورًا رئيسيًا في تسريع تدهور تيتانيك. فقد اكتشف الباحثون نوعًا جديدًا من البكتيريا يُسمى "هالوموناس تيتانيكا"، قادرًا على تكسير الحديد. إلى جانب هذه البكتيريا، توجد مستعمرات أخرى تنتج الأحماض التي تُذيب المعادن، مما يساهم في تفكك السفينة. ورغم هذا التآكل، فإن الحطام ما زال يشكل "واحة حديدية" تجذب العديد من الكائنات البحرية التي تعتمد على الحديد المتحلل كمصدر غذائي.


مستقبل الحطام: النهاية الحتمية لأسطورة تيتانيك

بينما يواصل العلماء دراسة حطام تيتانيك، يتوقعون أن الحطام سيختفي بشكل تدريجي على مدار العقود القادمة. بعض التقديرات تشير إلى أن مقدمة السفينة قد تتحلل بالكامل خلال 280 إلى 420 عامًا. ومع ذلك، قد تبقى القطع المدفونة في الرواسب لفترة أطول، حيث تكون محمية من التأثيرات البيئية القاسية.

حزن تحت الماء

رغم أنها أصبحت مجرد بقايا صدئة على قاع المحيط، فإن سفينة تيتانيك ستظل دائمًا رمزًا للكوارث البشرية. وبفضل الاكتشافات العلمية الحديثة، نعرف الآن أن هذا الحطام يشكل بيئة فريدة وحيوية في أعماق البحر. ولكن مع مرور الوقت، ستتحلل السفينة، تاركة خلفها بعض البقايا القليلة مثل البلاط والبورسلين، كتذكار مؤلم لغطرسة الإنسان وأخطائه.

مقالات مشابهة

  • من الأعلى في العالم.. تقرير: غالبية سكان دبي لا يستطيعون تحمل أقساط المدارس
  • المطار الأكثر هدوءا في العالم يستقبل 7 ركاب يوميا.. لسبب غريب
  • خبير مناخ: الشتاء القادم سيكون الأكثر صعوبة على مصر (فيديو)
  • خبير مناخ: الشتاء القادم الأكثر برودة.. ودرجة الحرارة تنخفض لصفر
  • تيتانيك.. 112 عامًا تحت أعماق المحيط – تحليل علمي وتاريخي لانهيار حطام السفينة الأكثر شهرة في العالم
  • د. يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
  • عادل حمودة يكشف مفاجأة مدوية بشأن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على العالم (فيديو)
  • عادل حمودة يكشف أقسام وكالة الاستخبارات الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر
  • رئيسة المركزي الروسي تحدد الأسباب التي تقف وراء هبوط أسعار النفط
  • بلينكن يعلن فرض عقوبات جديدة على وسائل إعلام روسية