بوابة الوفد:
2025-02-01@19:41:55 GMT

التعليم... بهدوء

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

مستقبل أى أمة تحدده الأجيال القادمة وما تحمله من أفكار ورؤى وعلم وثقافة وسلوك وأيضًا ذلك الانتماء وهذه الهوية الوطنية التى تطمح دومًا فى رفعة الوطن والحفاظ على مقدراته وأرضه وتاريخه والنهوض به نحو مستقبل أفضل اقتصاديًا وحضاريًا وتكنولوجيًا.. لذا فإن التعليم والثقافة والإعلام هي الأدوات التى تساعد الأسرة فى تشكيل وتكوين المواطن الفرد أو تلك البنية الرئيسية والأساسية فى بناء المجتمع والوطن، لذا فقضية التعليم خاصة الأساسى وما قبل الجامعى هى الركن الخطير والمحرك الفاعل فى العملية المجتمعية وكل ما تطرحه وتصرح به الحكومة عن مصر ٢٠٣٠ أى هؤلاء الشباب القادم القادر على تنفيذ مخططات وأفكار الحكومة التى هى تعمل فى الأساس لصالح هذا الوطن والمواطن.

. وبعد يناير٢٠١١ تعاقب على وزارة التربية والتعليم عدد من الوزراء وآخرهم ثلاثة د. طارق شوقى ود.رضا حجازى وأخيرًا السيد محمد عبداللطيف وحين عرض د. طارق شوقى خطته وفكرته الطموح لمستقبل التعليم صفقنا بداية للعلم والخطط الإستراتيجية والرؤية والرسالة العلمية لكن كان التخوف من عدم إعداد بيئة مدرسية لتحقيق هذا الفكر فانفصلت الخطة عن آليات التنفيذ...حيث المعلم غير مؤهل والمدرسة لا ترقى لمستوى الخطة والكثافة فى الفصول تمنع المتابعة والتقيم المستمر بالإضافة إلى أن ثبات أعداد المعلمين منعت التعيين ولم ترفع مكافآت التدريس بما يتناسب وحجم التغير، وكانت الطامة الكبرى فى قضية التابلت وعدم وجود بنية تحتة صالحة وكافية فى جميع المناطق ولأن المعلم مرة آخرى لم يكن متسلحًا بالتكنولوجيا الحديثة ولم يتم إعداده لهذا التغيير الجذرى... وإن كانت المناهج وتطويرها تم من خلال شركات عالمية بعضها راعى البعد الثقافى والاجتماعى فى تطوير المناهج والبعض للأسف لم يلتفت لهذا فمثلًا هناك درس فى اللغة العربية لطلبة الصف الثالث الإبتدائى يتحدث عن مائدة غذاء عليها أصناف من المأكولات البحرية الفخمة الغالية الثمن ندرسها لطلاب فى الصف الثالث الابتدائى قد لا يدركون المعنى والمغزى والشكل فيشعرون بمزيد من الحسرة وقلة الحيلة منذ الصغر.

ثم جاء د.رضا حجازى وهو تكنوقراط لأنه عمل فى التدريس منذ تخرجه في كليات التربية وتدرجه فى الوظائف داخل الوزارة فحاول جاهدًا أن يستعيد الثقة بين الطالب والمدرسة وأولياء الأمور والوزارة لكنه للأسف لم يغير من الداخل ولم يحرك وكلاء ومديرى التعليم الذين تحولوا إلى الهيمنة والسيطرة على مفاصل الوزارة وأيضًا لم يحارب الدروس الخصوصية ولم يمنع المراكز التعليمية وكانت الطامة الكبرى فيما حدث من حالات غش جماعى فى المحافظات وهذا بسبب مديرى التعليم هناك.. لكنه حاول فى مناخ غير صالح.

وجاء الوزير الجديد من خلفية مختلفة تمامًا فهو يعمل فى مجال الاستثمار والتعليم الخاص والأجنبى وجاءت مجموعة قرارات تعديل مناهج الثانوية العامة والمرحلة الثانوية سريعة وخاطفة وصادمة للمجتمع... فلم تعرض على الرأى العام ولم يشارك المختصون والخبراء فى الخطة ولم يقرها مجلس النواب ولم يأخذ الوزير الوقت الكافى لدراستها وفحصها ومقارنتها بالشهادات الدولية ومناهجها ولم يستشر فيها وزير التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات ليعرف هل تلك التغيرات مؤهلة بدرجة كافية ومكافأة لخريجى الشهادات الدولية والعربية فى الالتحاق بالجامعات والكليات المختلفة... التطوير والتغير مطلوب وحتمى وإضافة درجات لمادة اللغة العربية تغير محمود ولكنه يبدأ من المراحل الأولى الابتدائية لتأسيس الطلاب ولى فى آخر مرحلة... تقليص المواد يحتاج إلى إعادة نظر خاصة إلغاء مواد العلوم الإنسانية مثل الفلسفة والمنطق وعلم النفس لأنها مواد تكوين الفكر والعقل البشرى وجميع النظريات الاقتصادية والعلمية تبدأ حيث تنتهى الفلسفة والمنطق وعلم النفس... فنظرية كارل ماركس الرأسمالية كانت محركًا لعديد من التغيرات والثورات ضد الملكية... ونظرية فرويد عن الأسرة هدمت سلطة الكنيسة والأبوية السياسية والتسلط والتحكم،أما دراسة اللغة الثانية فهى بحاجة إلى تطوير وتغيير فى المناهج لكنها حتمية وأساسية وحاكمة مثل إضافة اللغة الصينية والروسية باعتبار الاهتمام بالتنين الشرقى القادم... أين المجالس الأعلى للتعليم ما قبل الجامعى؟ وأين أبحاث الخبراء ومقترحاتهم؟ وأين دور المجالس النيابية؟ التعليم أمن قومى ومستقبل أمة تطمح فى النهوض والانطلاق والتقدم... فلنفكر بهدوء حتى نخرج من الأزمة..

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الهوية الوطنية المواطن الفرد

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي أولوية وطنية

الذكاء الاصطناعي أولوية وطنية

انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة، وما يتحقق بفضلها من إنجازات ونقلات نوعية نحو المستقبل، تواصل دولة الإمارات تمكين الأجيال من الأدوات اللازمة كالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة وأحدث التقنيات، والقدرة على إنتاجها والتعامل معها وتسخيرها في مسيرة التنمية الشاملة، وتأمين كل ما يلزم لتحقيق المستهدفات، وفي طليعتها الصروح العلمية المتخصصة والرائدة عالمياً والتي تعتبر من أهم وأبرز مراكز البحوث العلمية، ومنها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، دورها الداعم للتطلعات الوطنية بقول سموه: “إن الجامعة تعد رافداً مهماً يعزز رؤية الدولة التنموية بشأن الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة وإعداد كوادر وطنية متخصصة في هذا المجال الحيوي بجانب إرساء دعائم الاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي وضمان استدامته لأجيال الحاضر والمستقبل”.. ومعرباً سموه عن تطلعه إلى أن تسهم الجامعة في بناء قاعدة علمية من البحوث والدراسات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل هذا المجال، وذلك خلال زيارة سموه مقر الجامعة في مدينة مصدر بأبوظبي، ولقاء رئيس الجامعة وعدداً من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية وعدد من طلبة الدراسات العليا وحثهم على المثابرة وبذل مزيد من الجهد في تحصيل العلوم التي يخدمون بها أوطانهم ومجتمعاتهم.. واطلاع سموه على البرامج الدراسية التي تطرحها الجامعة وأبرز المجالات البحثية التي تهتم بها والإمكانات التي تقدمها إلى الدارسين، وشراكاتها مع المؤسسات العالمية المختصة بدراسات الذكاء الاصطناعي، وكذلك تفقد سموه مرصد البيانات التابع للجامعة حيث قدم الباحثون وأعضاء الهيئة التدريسية خمسة مشاريع بحثية في مجال الذكاء الاصطناعي تتعلق بالطاقة والمناخ بجانب مجالات الطب وعلم الوراثة والإعلام و”الروبوتات” إضافة إلى شركتين من مركز حضانة وريادة الأعمال التابع للجامعة.
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تمكنت خلال وقت قياسي من ترسيخ موقعها بين أفضل وأعرق جامعات العالم بفعل إنجازاتها النوعية الفريدة، إذ تم تصنيفها في المركز العاشر في “الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية، وتعلم الآلة، ومعالجة اللغة الطبيعية، وعلم الروبوتات، وعلم الأحياء الحاسوبي”، وذلك لما تحظى به من دعم يترجم توجهات القيادة الرشيدة الحاضرة والمستقبلية ونظرتها الثاقبة واستشرافها الدقيق ومعرفة المتطلبات والأدوات الضرورية الداعمة لعمليات التحديث والتطوير الدائم، وخاصة أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة ملحة وأساساً لا بديل عنه لمواكبة المتغيرات والتعامل مع التحديات وإيجاد حلول علمية قائمة على الابتكار، وهو ما يدعم مكانة الإمارات وازدهارها وتقدمها ويضاعف اندفاعها نحو المستقبل الذي أصبحت وجهة رئيسية نحوه ومن أكثر الدول تمكناً من أدواته.
قوة أي مسيرة تنموية رهن بتمكن رأس المال البشري من الذكاء الاصطناعي، والقدرة على تسخيره، وكذلك لدوره في تعزيز جودة الحياة، والإمارات اليوم تثبت بجدارة قوة توجهاتها وأهمية استراتيجياتها نحو مستقبل تُعد له بكل ثقة.


مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي أولوية وطنية
  • غربة اللغة العربية
  • وزير التربية والتعليم يبحث تطوير التعليم الفني في ألمانيا
  • «التعليم»: بحث تدريس اللغة الألمانية في مدارس التعليم الفني
  • التعليم تتفق مع معهد جوته على دعم إنشاء 100 مدرسة مصرية ألمانية
  • بحث تدريس اللغة الألمانية في مدارس التعليم الفني
  • التعليم: التعاون مع معهد جوته لتطوير اللغة الألمانية وإنشاء مدارس مصرية ألمانية
  • وزير التعليم يبحث مع الأمين العام لمعهد "جوته" سبل التعاون المشترك فى مجال التعليم قبل الجامعي
  • التعليم تبحث مع معهد جوته التعاون لتدريس اللغة الألمانية في المدارس الفنية
  • أخبار كفر الشيخ| ضبط 14 قضية مخدرات.. المحافظ يناقش موقف تنفيذ مشروعات الخطة الاستثمارية.. والجامعة تحصد المركز الثالث بمهرجان إبداع