الكرملين:لن نتحاور مع أوكرانيا..ولافروف يتهم واشنطن بإعطاء الأمر لتنفيذ هجوم نورد ستريم
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
عواصم " وكالات": أكد الكرملين اليوم الاثنين أنه "لن يتحاور" مع أوكرانيا نظرا إلى هجومها داخل منطقة كورسك الروسية الذي دخل أسبوعه الثاني وفاجأ موسكو.
وقال المساعد في الكرملين يوري أوشاكوف لمحطة "راشن شوت" عبر تلجرام "في المرحلة الراهنة ونظرا إلى هذه المغامرة، لن نتحاور" مضيفا "في الوقت الراهن سيكون من غير المناسب على الإطلاق الدخول في عملية تفاوضية".
في السادس من أغسطس، هاجم الجيش الأوكراني منطقة كورسك الحدودية حيث سيطر وفق كييف على 82 بلدة وعلى 1150 كيلومترا مربعا من الأراضي في هجوم باغت موسكو، ناقلا بذلك للمرة الأولى وعلى نحو واسع النطاق ومطوّل، المواجهات إلى الأراضي الروسية.
وردا على سؤال حول موعد بدء المحادثات المحتملة بين الجانبين، أجاب "لا أعرف، كل شيء يعتمد على الوضع في ساحة المعركة، بما في ذلك في منطقة كورسك".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العملية تهدف إلى ممارسة "مزيد من الضغط" على روسيا من أجل تقريب السلام.
وفي سياق آخر، أكد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف اليوم الاثنين أن "من الواضح" أن الولايات المتحدة أصدرت الأوامر لهجوم العام 2022 على خطي انابيب نوردستريم.
وأكد لافرورف لصحيفة "إزفستيا" في مقابلة مصورة "من الواضح أنه لشن هجوم إرهابي كهذا، صدرت أوامر من أعلى الأوساط، وأعلى الأوساط في الغرب بطبيعة الحال هي واشطن".
وكان لافروف يتحدث مع صحافيين خلال زيارة إلى أذربيجان اليوم الإثنين، وكرر اتهامات روسيا بتورط الغرب.
وبحسب لافروف، كانت هناك "محاولات لإلقاء اللوم في كل شيء على مجموعة من الضباط المخمورين"، وهو أمر وصفه بأنه "ليس جديا".
والأسبوع الماضي، كشفت تقارير صحافية ألمانية أن التحقيق في عملية تخريب خطي الأنابيب في بحر البلطيق، يتجه نحو عناصر أوكرانية. وكشفت التقارير عن مذكرة توقيف أصدرها القضاء الألماني في حق غواص محترف يشتبه بضلوعه في الهجوم مع آخرين.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن العملية التي جرت في سبتمبر 2022 بعد أشهر من بدء تدخل موسكو في أوكرانيا، تمّت بموافقة مسؤولين كبار في أوكرانيا وأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أيدها بداية قبل أن يأمر بوقفها بناء لطلب أمريكي.
لندن وبرلين: ملتزمون بتوفير المساعدات لأوكرانيا
من جهة ثانية، أكدت الحكومة الألمانية اليوم الإثنين "التزامها التام" بتوفير الدعم العسكري لأوكرانيا، رغم نيّتها خفض قيمة النفقات العسكرية التي تخصصها لكييف في العام 2025، على أن يتمّ تعويضها من خلال الأرباح المتوقّعة من الأصول الروسية المجمّدة.
وقال المتحدث باسم الحكومة فولفغانغ بوشنر للصحافيين إنّ "التقارير التي تلمّح إلى أنّنا نخفّض المساعدات غير دقيقة"، مضيفا أنّ ألمانيا "ملتزمة تماما" في دعم أوكرانيا، "طالما كان ذلك ضروريا".
وكانت ميزانية ألمانيا لسنة 2025 موضوع خلاف لفترة طويلة بين الأحزاب الثلاثة التي تشكّل الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار أولاف شولتس.
ودعا وزير المال، الليبرالي كريستيان ليندنر، بقية الوزارات إلى الاقتصاد في الإنفاق من أجل احترام القاعدة الدستورية التي تهدف إلى تخفيف الديون.
ويتضمّن مشروع الميزانية الأخير للسنة المقبلة حوالى أربعة مليارات يورو لصالح أوكرانيا، مقارنة بحوالى ثمانية مليارات يورو في العام 2024.
ولتعويض المبلغ، أعلنت الحكومة أنّها ستعتمد على خطط مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي لجمع الأموال من الأصول الروسية المجمّدة.
غير أنّ الميزانية لا تزال تخضع لنقاشات قبل تبنّيها في نهاية العام. وقالت وزارة المالية السبت إنّها منفتحة على دراسة تخصيص مزيد من النفقات لصالح أوكرانيا على أساس كلّ حالة على حدة.
وأشار بوشنر اليوم الإثنين إلى أنّ ألمانيا "ستستمر في توفير المساعدات طالما كان ذلك ضروريا"، مشددا على أنّ "التزامها وتصميمها (على دعم أوكرانيا) لن يتغيّر".
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية "سنستمر في ضمان حصول أوكرانيا على التمويل الذي تحتاج إليه لمواصلة كفاحها من أجل الحرية وتقرير مصيرها".
ويعمل حلفاء أوكرانيا منذ أشهر عدّة على آلية تسمح باستخدام جزء من الأصول الروسية المجمّدة في جميع أنحاء العالم والتي تبلغ قيمتها 300 مليار دولار، لدعم كييف في حربها مع موسكو.
وفي السياق ايضا، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن دعم بلاده لأوكرانيا لا يزال راسخا، وذلك ردا على تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشار فيها إلى إن دعم لندن بدأ يتراجع.
وقال زيلينسكي مطلع الأسبوع إن على الرغم من مساهمة القيادة البريطانية في إنقاذ آلاف الأرواح منذ بداية الحرب مع روسيا، فإن الدعم "يتباطأ" في الآونة الأخيرة.
وأضاف المتحدث "لا يزال رئيس الوزراء عازما تماما على دعمه لأوكرانيا... وأكرر مجددا أن دعمنا لا يتزعزع".
وتابع قائلا إن موقف الحكومة البريطانية لم يتغير بشأن استخدام أوكرانيا لصواريخ (ستورم شادو) بعيدة المدى التي زودتها بها المملكة المتحدة.
زيلينسكي: قواتنا حققت اهدافها في كورسك الروسية
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الإثنين أن الجيش الأوكراني يحقق أهدافه في منطقة كورسك الروسية الحدودية حيث ينفذ هجوما غير مسبوق منذ نحو أسبوعين.
وقال زيلينسكي تعقيبا على الهجوم المباغت الذي شنته القوات الأوكرانية عبر الحدود في 6 أغسطس "نحقق أهدافنا"، بعدما قال الأحد إن الهجوم يرمي إلى إقامة "منطقة عازلة" بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف زيلينسكي "هذا الصباح، جدّدنا (إمداد) صندوق تبادل (أسرى الحرب) لبلدنا".
وأرسلت كييف قوات عبر الحدود في السادس من أغسطس، في أكبر هجوم منذ بدء الحرب الروسية على الأراضي الأوكرانية في فبراير 2022.
وأعلنت كييف أنّ الهجوم على الأراضي الروسية يهدف إلى إجبار موسكو على التفاوض بناء على شروط "منصفة" في وقت توجه القوات الأوكرانية صعوبات على الجبهة الشرقية.
وبعد فترة وجيزة من إعلان زيلينسكي، أدلى القائد الأعلى للقوات المسلّحة الأوكرانية أوليكسندر سيرسكي بتصريح مماثل.
وقال "نحقّق نتائج جديدة في منطقة كورسك وقمنا بتجديد مخزون التبادل (الأسرى)".
أوكرانيا:إجلاء العائلات مع أطفال من بوكروفسك
وعلى الارض، أمرت أوكرانيا اليوم الاثنين بإجلاء العائلات التي لديها أطفال من بوكروفسك ومحيطها فيما تواصل القوات الروسية تقدمها نحو هذه المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا.
وقال حاكم منطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين على مواقع التواصل الاجتماعي "بدأنا الإجلاء القسري للعائلات التي لديها أطفال من بوكروفسك... عندما تكون مدننا في مرمى جميع أسلحة العدو تقريبا فإن قرار الإجلاء ضروري ولا مناص منه".
وأضاف أن أكثر من 53 ألف شخص يعيشون في المنطقة بينهم أربعة آلاف طفل.
ووصف فيلاشكين قرار الإجلاء بأنه "ضروري ولا مناص منه".
وتقع بوكروفسك على تقاطع رئيسي يزود القوات الأوكرانية والبلدات عبر الجبهة الشرقية بالإمدادات وكانت دائما هدفا للجيش الروسي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق إن قواتها سيطرت على بلدة سفيردونيفكا على خط الجبهة وتبعد نحو 15 كيلومترا عن بوكروفسك.
وحذر القائد العسكري في بوكروفسك سيرغي دوبرياك الأسبوع الماضي من أن روسيا أصبحت على بعد نحو 10 كيلومترات من محيط المدينة وحث السكان المتبقين على المغادرة.
الجيش الروسي يسيطر على بلدة جديدة في منطقة دونيتسك
بالمقابل، أعلن الجيش الروسي اليوم الإثنين السيطرة على بلدة زاليزني القريبة من توريتسك في في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا حيث يحقق تقدما متواصلا، بمعزل عن الهجوم المباغت الذي تشkه القوات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي بأن القوات الروسية "حررت واحدة من كبرى بلدات منطقة دزيرجينسك (توريتسك بحسب تسميتها الأوكرانية)، بلدة أرتيوموفو (زاليزني بالأوكرانية)".
ووصفتها بأنها واحدة من "المراكز السكانية الرئيسية" في المنطقة، وتقع بالقرب من مدينتي نيويورك وتوريتسك، والتي تحاول أيضا الاستيلاء عليهما.
وكان عدد سكان البلدة نحو خمسة آلاف نسمة في مطلع العام 2022، ما يجعلها واحدة من أكبر الأماكن التي استولت عليها القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة.
وتقول موسكو إنها سيطرة على عدد من البلدات الأصغر حجما التي لا يزيد بعضها عن شارع واحد وحفنة من المباني المدمرة، في إطار تقدمها في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.
ومنذ الخريف الفائت، يواجه الجيش الأوكراني الذي يفتقر الى العديد والعتاد، هجمات روسية على طول خط الجبهة الممتد حوالى الف كيلومتر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فولودیمیر زیلینسکی القوات الأوکرانیة الیوم الإثنین منطقة کورسک فی منطقة
إقرأ أيضاً:
اتهامات روسية لزيلينسكي.. من رئيس أوكرانيا إلى أسامة بن زيلينسكي
في تحول لافت في الخطاب السياسي الروسي، أطلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لقبًا جديدًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرة إلى أنه أصبح يشبه "أسامة بن زيلينسكي"، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني كقائد لما وصفته "بخلية إرهابية"، يأتي ذلك في أعقاب الهجوم بالطائرات المسيرة على مدينة قازان الروسية، والذي اعتبرته روسيا جزءًا من استراتيجية أوكرانية تستهدف المدنيين والبنية التحتية الروسية.
هذه التصريحات تعكس تصعيدًا ملحوظًا في الخطاب الروسي تجاه زيلينسكي، وتثير تساؤلات حول تطور النزاع الأوكراني الروسي وآثاره على السياسة العالمية.
تفاصيل التصريحات الروسية
في تعقيبها على الهجوم بالطائرات المسيرة على مدينة قازان، أكدت زاخاروفا أن زيلينسكي أصبح يشبه بن لادن في الطريقة التي تتبناها أوكرانيا في العمليات العسكرية، قائلة: "لقد أظهر نظام كييف جوهره الإرهابي من قبل، والآن لم يعد هناك غيره".
وفي هذا السياق، أشارت إلى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة وبريطانيا في دعم الأوكرانيين، متهمة إياهم بتقديم دعم مماثل لما حدث مع أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة.
وواصلت زاخاروفا تأكيدها على أن زيلينسكي "رئيس لخلية إرهابية" تشن الهجمات ضد المدنيين والعلماء وتستهدف البنية التحتية المدنية.
وأضافت أن الغرب، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا، يتظاهر بالصمت تجاه هذه الهجمات في حين يستجيب بسرعة لأي هجوم إرهابي آخر يحدث في مناطق مختلفة من العالم.
الهجوم على قازان
كان الهجوم الذي وقع يوم السبت على مدينة قازان، والذي تم بواسطة ست طائرات مسيرة، قد أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة في عدة مبان سكنية.
ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، فقد تم إسقاط ثلاث طائرات مسيرة بواسطة أنظمة الدفاع الجوي، بينما تم اعتراض ثلاث أخرى من خلال القوات الإلكترونية.
دور الغرب في التصعيد
وقد أثارت تصريحات زاخاروفا انتقادات واسعة من قبل وسائل الإعلام الروسية التي ترى في هذه التصريحات دليلًا على تحول كبير في الخطاب الروسي نحو أوكرانيا.
وفي حين يرى العديد من المراقبين أن هذه التصريحات جزء من استراتيجية موسكو لتشويه صورة الرئيس الأوكراني في محاولة للضغط على المجتمع الدولي وتبرير الهجمات على الأراضي الأوكرانية.