أصبح «الثراء السهل والسريع»، «حلمًا» يراود الكثيرين الباحثين عن تحقيقه بأي وسيلة، حتى لو كانت تُنافي الأخلاق والقِيم، أو اتباع أساليب «الفهلوة» و«تفتيح الدماغ» والابتزاز العاطفي.. والجنسي!
الآن، في ظل عدم السيطرة على جموح «السوشيال ميديا»، أصبحنا محاصَرين من كل اتجاه، في مساوئ عالم افتراضي، خصوصًا بعد الانتشار المخيف لتطبيق برنامج الفيديوهات القصيرة «تيك توك»، الذي قارب عدد مستخدميه الملياري شخص حول العالم، في ثلاثة أعوام فقط!
تطبيق أُسيئ استخدامه، بمحتوى هابط، وغير صالحٍ للاستهلاك الإنساني، تسبب في شتى أنواع الأذى النفسي والانحطاط القِيَمي والأخلاقي، عن طريق الاجتزاء والسب والقذف، ونشر الجهل والفضائح، بعناوين صفراء، ومشاهد ساخنة!
أخيرًا، انتشرت شائعة قوية بمنع وحجب «تيك توك» حول العالم، لكن الواقع أن التطبيق يواجه حظرًا محتملًا في الولايات المتحدة فقط، بعد موافقة الكونجرس على قرار الحظر، بانتظار توقيع الرئيس «جو بايدن».
ورغم أن الأمر يتعلق بالولايات المتحدة، التي يبلغ فيها عدد مستخدمي التطبيق فيها لـ170 مليونًا، لكننا كنا نأمل أن نسير ـ في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ـ على خطى أمريكا في مثل هذا القرار، بعد غزو «المُرْتَزَقة الجُدُد»، «المهووسين» بتحقيق الربح والانتشار السريعَين، غير مُبَالين بالانتهاك المُتَعَمَّد لخدش الحياء!
إن ما يحدث في الواقع هو إسفافٌ وتَدَنٍ واضحَيْن، نراهما نمطًا مكررًا لمشاهد هابطة وملابس فاضحة وأفعال منافية للآداب والذوق العام.. والنتيجة «تهريج قبيح»، ومؤشر خطير، يعكس مستوى الانحطاط القِيمي والأخلاقي والديني.
للأسف.. أصبح تطبيق «تيك توك» عالَمًا من الـ«فوتوشوب» لشخصياتٍ مشوَّهة نفسيًّا، تعاني من فوبيا الشُّهْرة والأرباح، مما أسفر عن تداعيات خطيرة، بانتشار تلك الـ«فقاعات» التي تقدم محتوى «اللاحاجة»، وتحقق نِسَب مشاهدة بالملايين، وبالتالي خَلْقِ مجتمعٍ هَشٍّ، يعتاد شيئًا فشيئًا على المحتوى الهابط، ليصبح أسلوب حياة!
نتصور أن المتابع لكثير مما يُقَدَّم عبر هذا التطبيق، وغيره من التطبيقات، يصل إلى قناعة تامة، بأننا نحتاج إلى سنوات ضوئية طويلة لنلحقَ بساكني الجزء الغربي من الكرة الأرضية، الذين يستخدمونها بحسب وظيفتها الأساسية.
لقد بات الأمر عبثيًّا وفوضويًّا، غير محكوم بضوابط أو أخلاق، ولذلك يجب أن تكون هناك ضوابط حاكمة، تمنع تغول هؤلاء «المُرْتَزَقة الجُدُد» في تشويه وتخريب مجتمعاتنا «المحافظة»، وتحصين بلداننا من انتشار تلك «السخافات» و«الانحطاط» و«قلة الأدب»، والاستخفاف بالقِيم، والإفراط في التجاوزات غير الأخلاقية.
أخيرًا.. عندما يصبح «المُرْتَزَقة الجُدُد»، القوى الناعمة الجديدة، ونجوم الصف الأول، ونُخْبَة المجتمع وصفوته، وتكريمهم والاحتفاء بهم، وتناقل أخبارهم وتسليط الضوء عليهم، بما يقدمونه من «سقوط أخلاقي» و«تفاهات»، فلا أقل من نُقِيمَ على مجتمعاتنا مأتمًا وعويلًا!
فصل الخطاب:
يقول الله تعالى في سورة الكهف: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا.. الذين ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مراجعات محمود زاهر
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان العربي: المرأة العربية شريك رئيسي في مسيرة البناء والتنمية في مجتمعاتنا العربية
المناطق_أحمد حماد
أكد معالي محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، أن المرأة العربية شريك أساسي في مسيرة البناء والتنمية في المجتمعات العربية، مشيدًا في هذا السياق بالإنجازات العديدة التي حققتها المرأة العربية في كافة المجالات وما أثبتته من جدارة بتقلدها أرفع المناصب ليس فقط على المستوى العربي، وإنما على المستوى الدولي أيضاً، من خلال تمثيلها للدول العربية في كبرى المحافل الإقليمية والدولية.
ودعا “اليماحي”، بمناسبة يوم المرأة العربية الذي يوافق الأول من فبراير من كل عام، إلى تعزيز التشريعات الداعمة للمرأة بما يحفظ ويصون حقوقها ومكتسباتها ويعزز من تمكينها ودورها الحيوي والمحوري في بناء الأجيال.
أخبار قد تهمك رئيس البرلمان العربي يهنئ المملكة العربية السعودية لحصولها على المركز الأول إقليميًا والرابع عالميًا في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية، ويؤكد: ثمار مباشرة للرؤية الطموحة “2030” 18 سبتمبر 2024 - 12:02 مساءً رئيس البرلمان العربي ينوه بمشروعات البنك الدولي في قطاع غزة 20 يوليو 2024 - 11:34 صباحًاكما أكد “اليماحي”، على حرص البرلمان العربي على دعم المرأة العربية، لافتًا إلى جهود البرلمان العربى في هذا الصدد، وخاصة إطلاقه الوثيقة العربية لحقوق المرأة لتكون إطارًا تشريعيًا ومرجعًا للدول العربية في سن وتحديث القوانين الخاصة بحقوق المرأة العربية، عرفانًا بدورها وتقديرًا لمكانتها في المجتمع.
وبهذه المناسبة، وجه رئيس البرلمان العربي، تحية إجلال وعرفانًا للمرأة العربية في كل مكان، وبشكل خاص للمرأة الفلسطينية التي مثلت رمزًا للنضال والتضحية في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي شنها كيان الاحتلال على قطاع غزة لأكثر من عام وثلاثة أشهر.