صحفية مقدسية تجسد معاناة الحبس المنزلي في معرض فني
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
استلهمت الصحفية المقدسية لمى غوشة من ذكريات طفولتها العودة إلى الرسم للتغلب على قرار إسرائيلي بحبسها في المنزل 10 أشهر، مع منع استخدام وسائل التواصل مع العالم الخارجي.
وعملت لمى خلال فترة حبسها المنزلي في بيت عائلتها في حي الشيخ جراح بمدينة القدس على رسم 31 لوحة فنية بأحجام مختلفة يجري عرضها في معرض بمركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله بعنوان "أم تحت الإقامة الجبرية".
وقالت لمى، وهي أم لطفلين، في مقابلة مع رويترز اليوم الأحد "أدوات الرسم كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن أن أعبر فيها عما مررت به أو ما أفكر به".
وأضافت "جرى تحويلي إلى الحبس المنزلي بعد أن مكثت في السجن 10 أيام وذلك من سبتمبر/أيلول من العام 2022 لغاية يوليو/تموز العام 2023، وما زالت محاكمتي مستمرة إلى اليوم بتهمة التحريض، حيث من المقرر عقد جلسة محاكمة لي خلال أسبوع".
View this post on InstagramA post shared by مركز خليل السكاكيني الثقافي (@khalilsakakinicenter)
إبداع من رحم المعاناةوهذه هي التجربة الأولى للمى في الرسم وإقامة معرض فني منذ أن كانت تمارس هذه الهواية في طفولتها تعبيرا عن ذاتها.
ويمكن لزائر المعرض، الذي اختارت لمي أن تدون فيه إلى جانب كل لوحة شرحا عنها وظروف رسمها، أن ينتقل من قصة إلى أخرى تتناول قضايا خاصة جدا تعيشها النساء الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية.
وتتعرض إحدى اللوحات التي يظهر فيها مرحاض ودماء كثيرة حوله لمعاناة السجينات اللاتي تأتيهن الدورة الشهرية وهن رهن الاعتقال.
وكتبت لمى إلى جانب اللوحة "تجسد هذه اللوحة اللحظة التي عايشتها أثناء وجودي في الزنزانة الانفرادية في سجن المسكوبية في القدس، عندما كانت لدي الدورة الشهرية وطلبت إحضار الفوط الصحية لأجلي، فرفضوا بحجة عدم وجودها".
وأضافت "اضطررت أن استخدم المحارم لإنقاذ نفسي، لكن ما حصل كان أسوأ، فقد أدى استخدام المحارم الورقية إلى حدوث فيضان في المرحاض، فاختلط الدم بالمياه وفاضت حتى وصلت إلى الغرفة الخارجية حيث الحراس، مما دفعهم إلى الجنون والصراخ بشكل هستيري تجاهي، وقد ارتأيت أن أقوم بتوثيق هذه اللحظة لما تركته من أثر قاسٍ وممتد في نفسي".
الحبس المنزلي.. "خوف ودفء"كما جسدت في لوحاتها ما تعانيه السجينات الفلسطينيات خلال حملات التفتيش أو حرمانهن من أطفالهن.
ويتنقل زائر المعرض بين مجموعة كبيرة من اللوحات التي تصور الحياة في الحبس المنزلي بين خوف الأهل من كسر شروط هذه العقوبة ومشاعر الحب ودفء العلاقة الأسرية.
وقالت لمى "كل لوحة رسمتها لها موقف معين أو حالة شعورية مررت بها وحاولت أن أعبر عنها بالألوان والريشة والأقلام، ومرتبطة بقصتي سواء بالسجن الفعلي أو الحبس المنزلي".
وأضافت "كنت أمضي بين ساعتين و6 ساعات في الرسم وكنت أختار الوقت الذي ينام فيه طفلاي كرمل (6 سنوات) وقيس (5 سنوات)".
عقوبة تلو أخرىوتوضح أنه بعد انتهاء فترة الحبس المنزلي الذي استمر 10 أشهر تم تحويلها إلى عقوبة أخرى لمدة 9 أشهر تتطلب "العمل الإجباري في ظروف مهينة في مؤسسات مثل دور المسنين وغيرها".
وقالت إنها رفضت أن تذهب لتنفيذ هذه العقوبة في النقب البعيد عن منزلها بالقدس، فقررت النيابة أن تعيد ملفها إلى المحكمة لتطبق عليها عقوبة السجن بدلا من عقوبة الخدمة.
وأضافت "قدمت استئنافا على القرار وستعقد لي جلسة محاكمة خلال أسبوع".
وتستخدم إسرائيل عقوبة الحبس المنزلي ضد الفلسطينيين من حملة هوية القدس وسكانها لأنه يسهل عليها مراقبتهم.
ومن المقرر أن يمتد المعرض حتى الثامن من سبتمبر/أيلول ويتخلله يوم الأربعاء المقبل لقاء حواري مع لمى عن عقوبة الحبس المنزلي وآثارها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحبس المنزلی
إقرأ أيضاً:
«الأميرة.. ضل حيطة» دراما اجتماعية عن العلاقة الزوجية.. المسلسل يتطرق إلى معاناة المرأة بعد الطلاق في 15 حلقة
من خلال تغيير الدماء فى أعمالها الفنية، بالتعاون مع المؤلف محمد سيد بشير، وبرؤية شاملة وواعية للمخرجة شيرين عادل، التى اعتادت خلال أعمالها الفنية أن تكون نصيرة للمرأة وقضاياها.
يتطرق «الأميرة» إلى قضايا المرأة خاصة بعد الطلاق وكيفية الحصول على حقها، فى حال اكتشاف أن اختيارها كان خاطئاً من البداية، ولم يكن لها حظ فى زواجها رغم أن الزيجة من البداية كانت عن حب، ويشير العمل إلى الظلم والقمع اللذين تتعرض لهما المرأة من الرجل الذى يجبر زوجته على أن تترك العمل ويسلب حقوقها الشرعية والقانونية بطرق مختلفة، وكيف تتحول المرأة من فتاة طموحة ناجحة يتمنى الجميع الوصول لجزء بسيط من نجاحها إلى إنسانة مُدمرة تجلس بالمنزل رغماً عنها، ويتطرق المسلسل أيضاً إلى قضية حضانة الطفل وكيفية استرداد حقوق المرأة بعد كل ما فعله الزوج بها.