قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية إن الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة اليمني مساء 20 يوليو/تموز 2024 شكلت هجوما يُفترض أنه عشوائي أو غير متناسب بشكل يخرق القانون، وقد يكون له تأثير طويل المدى على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على الميناء للغذاء والمساعدات الإنسانية، الأمر الذي يمكن اعتبارها "جريمة حرب".

وأضافت في بيان أصدرته اليوم الاثنين اطلع عليه موقع" مارب برس" الضربات الجوية الإسرائيلية، التي قتلت ستة مدنيين على الأقل وأصابت 80 آخرين على الأقل، أصابت أكثر من عشرين خزان نفط ورافعتين للشحن في ميناء الحديدة شمال غرب اليمن، بالإضافة إلى محطة كهرباء في مديرية الصليف بالحديدة".

وتابعت "يفترض أن الهجمات تسببت في أضرار غير متناسبة للمدنيين والأعيان المدنية"، مشيرة إلى أن الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب المرتكبة عمدا، أي عن عمد أو بإهمال، تُعتبر جرائم حرب.

  

وقالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: "الهجمات الإسرائيلية على الحديدة، ردا على غارة الحوثيين على تل أبيب، قد يكون لها تأثير دائم على ملايين اليمنيين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".

 

وأضافت نيكو ان الضربات الجوية الإسرائيلية على البنية التحتية الحيوية في الحديدة قد يكون لها تأثير مدمر عميق على حياة كثير من اليمنيين على المدى الطويل"،

 

وتابعت جعفرنيا مشددة: "يتعين على الإسرائيليين والحوثيين أن يوقفوا فورا جميع الهجمات غير القانونية التي تؤثر على المدنيين وحياتهم".

  

وأوضحت المنظمة أنها قابلت 11 شخصا حول هجوم الحديدة، منهم مسؤول في شركة النفط الخاضعة للحوثيين و4 موظفين في وكالات تابعة لـ"الأمم المتحدة" على معرفة بالميناء، وحلّلت صور الأقمار الصناعية للمواقع المستهدفة وصور لمخلّفات الأسلحة المحتملة (...).

ولفتت أنها وجدت أن القوات الإسرائيلية أضرت أو دمرت 29 من مرافق تخزين النفط الـ41 في ميناء الحديدة على الأقل، والرافعتين الوحيدتين المستخدمتين لتحميل وتفريغ الإمدادات من السفن، كما دمرت الضربات الجوية أيضا خزانات النفط المتصلة بمحطة كهرباء الحديدة، مما أوقف محطة الكهرباء عن العمل 12 ساعة.

وأشارت "هيومن رايتس"، إلى أن ميناء الحديدة هام جدا لتوصيل المواد الغذائية وغيرها من الضروريات إلى السكان اليمنيين الذين يعتمدون على الواردات.".

ونقل البيان عن أوكي لوتسما، الممثل المقيم لـ "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" القول: "يمر حوالي 70% من واردات اليمن التجارية و80% من المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة،".

وأضاف أن [موانئ الحديدة] "بالغة الأهمية للأنشطة التجارية والإنسانية في اليمن".

من جانبها وصفت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، الميناء بأنه "شريان حياة لملايين الأشخاص" ويجب أن يكون "مفتوحا وعاملا".

وقال مسؤول في وكالة تابعة للأمم المتحدة إن نحو 3,400 شخص، جميعهم مدنيون، يعملون في الميناء.

وفيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية، قالت المنظمة "تفتقر الموانئ اليمنية الأخرى إلى القدرة نفسها على إدارة الواردات، كما أن الدمار والأضرار التي لحقت بخزانات النفط ورافعات التحميل، والضرر والدمار الأوسع الذي لحق بمنشآت الميناء، يعني أن إعادة بناء هذه المرافق سيتطلب الكثير من التمويل والوقت".

وأشارت إلى أنها توصّلت بعد تحليل صور الأقمار الصناعية إلى أن خزانات النفط احترقت لثلاثة أيام على الأقل، مما يثير مخاوف بيئية.

ونقلت عن مساعد عقلان، الخبير البيئي في "مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية"، وهو مركز أبحاث يمني، القول إن "الأبخرة السامة الناتجة عن حرق آلاف الأطنان من الوقود... تشكل بلا شك خطرا جسيما على الصحة العامة"، مضيفاً أن تسرب النفط من الخزانات إلى المناطق المحيطة "يهدد بتلويث مصادر المياه والتربة والشواطئ والموائل البحرية القريبة".

وقال مسؤول في شركة النفط التابعة للحوثيين، إن خزانات النفط في الميناء ليست مملوكة للحوثيين، بل "لرجال أعمال يمنيين يستوردون النفط ويعيدون بيعه إلى محطات الوقود والمؤسسات الأخرى".

وتمتلك منظمات الإغاثة أيضا بعضا من النفط وتستخدمه في عملياتها. قال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج خسر 780 ألف ليتر من الوقود في الهجوم، الذي كان يستخدمه لـ "دعم مولدات المستشفيات" والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في جميع أنحاء اليمن، وقال مسؤولان في وكالة تابعة للأمم المتحدة إن النفط الموجود في الميناء مستورد من الإمارات.

ونوه البيان إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت أيضا محطة الكهرباء الرئيسية في الحديدة. وقال شخصان على معرفة بالحديدة إن محطة توليد الكهرباء كانت المصدر الرئيسي للكهرباء في المدينة، وتوفر الكهرباء للمستشفيات والمدارس والشركات والمنازل. المناخ في محافظة الحديدة من بين الأعلى حرارة في اليمن، مما يجعل الكهرباء ضرورية للمراوح وتكييف الهواء والتبريد

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

WSJ: فصائل يمنية تخطط لهجوم بري ضد الحوثيين بعد الضربات الأمريكية

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين ويمنيين، أن فصائل يمنية موالية للحكومة المعترف بها دوليا تخطط لشن هجوم بري ضد جماعة أنصار الله "الحوثي"، في محاولة لاستثمار حملة القصف الأمريكية التي "أدت إلى تدهور قدرات الجماعة المسلحة".

وتشن الولايات المتحدة منذ آذار /مارس الماضي، سلسلة من الغارات الجوية على مناطق مختلفة من اليمن بهدف ضرب قدرات الحوثيين وإنهاء الهجمات التي تنفذها الجماعة في المنطقة نصرة لقطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفصائل اليمنية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا "تشعر بوجود فرصة لطرد الحوثيين من أجزاء على الأقل من ساحل البحر الأحمر".

وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن "متعاقدين أمنيين أمريكيين خاصين قدموا استشارات للفصائل اليمنية بشأن عملية برية محتملة”. كما نقلت عن مسؤولين يمنيين وأمريكيين أن "الإمارات، التي تدعم هذه الفصائل، طرحت الخطة على المسؤولين الأمريكيين خلال الأسابيع الأخيرة".


وأكد مسؤولون أمريكيون أن "الولايات المتحدة منفتحة على دعم عملية برية للقوات المحلية"، مشيرين إلى أنه "لم يُتخذ بعد القرار النهائي بشأن تقديم هذا الدعم"، حسب الصحيفة.

كما أوضح المسؤولين الأمريكيين أن "الولايات المتحدة لا تقود المحادثات بشأن عملية برية"، بل إن "النقاش يدور حول تمكين الفصائل المحلية المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من تولي مسؤولية الأمن في البلاد".

ووفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين يمنيين، فإن "الفصائل المحلية المتمركزة في جنوب البلاد ستنشر قواتها على طول الساحل الغربي لليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون، وتحاول الاستيلاء على ميناء الحديدة بموجب الخطة التي يجري مناقشتها".

وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين أفادوا بأن "الولايات المتحدة شنت أكثر من 350 غارة خلال حملتها الحالية ضد الحوثيين في اليمن"، في حين شدد مراقبون للحرب ومسؤولون يمنيون على أن "الضربات الجوية وحدها لن تهزم الحوثيين".

وأشارت الصحيفة إلى أن حاملة طائرات أمريكية ثانية والسفن المرافقة لها وصلت للتو إلى المنطقة، مما قد يؤدي على الأرجح إلى زيادة الضربات لعدة أسابيع أخرى على الأقل، حسب مسؤولين أمريكيين.

ووفقا لمحللين ومراقبين تحدثوا إلى الصحيفة، فإن العملية البرية ضد الحوثيين ستساعد في استهداف البنية التحتية العسكرية التي يصعب ضربها من الجو.

وتطرق تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى موقف السعودية من العملية البرية المفترضة ضد الحوثيين، موضحة أن مسؤولين من المملكة "أبلغوا مسؤولين أمريكيين ويمنيين سرا بأنهم لن ينضموا أو يدعموا أي هجوم بري في اليمن مرة أخرى".

ووفقا لما نقله التقرير، فإن ذلك يرجع إلى خشية المملكة من "الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ التي شنها الحوثيون سابقا على المدن السعودية".

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برايان هيوز، قد صرح للصحيفة قائلا: "في نهاية المطاف، يقع أمن البحر الأحمر على عاتق شركائنا في المنطقة، ونحن نعمل معهم عن كثب لضمان بقاء حركة الملاحة في تلك الممرات المائية آمنة ومفتوحة في المستقبل البعيد".

وتأتي هذه التطورات، بحسب التقرير، بالتزامن مع تلميحات أمريكية إلى تقليص الهجوم الجوي في اليمن، رغم استمرار الحوثيين بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة قرب حاملة الطائرات "هاري إس ترومان"، واستئناف هجماتهم على إسرائيل.

وأكدت الصحيفة أن العملية البرية، إن نُفّذت، ستحرم الحوثيين من "شريان حياة اقتصادي"، كما ستقطع "طريقهم الرئيسي لتلقي الأسلحة من إيران"، رغم نفي طهران علنا لذلك.

وقال القيادي الحوثي محمد علي الحوثي إن "الحملة الجوية الأمريكية فشلت في وقف الجماعة"، وإن "العملية البرية ستلاقي المصير نفسه".


وشدد المتحدث باسم القوات المشتركة على الساحل الغربي، وضاح الدبيش، على استعداد الفصائل، قائلا "كنا مستعدين منذ اليوم الأول لتحرير الحديدة وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين - بمشاركة أمريكية أو بدونها".

وأكد الدبيش، بحسب ما نقلته الصحيفة، أن القرار النهائي بيد "الحكومة اليمنية والتحالف العسكري السعودي الإماراتي".

ونقلت الصحيفة عن طارق صالح، رئيس فصيل المقاومة الوطنية اليمنية، قوله إن "العمل العسكري هو السبيل الوحيد لإنهاء التهديد الذي يمثله الحوثيون".

ورأى محمد الباشا وهو محلل شؤون الشرق الأوسط في منظمة "باشا ريبورت" مقيم في الولايات المتحدة، أن "الرياض قد تغير رأيها إذا حوّل الحوثيون تهديداتهم إلى هجمات فعلية ضد السعودية".

مقالات مشابهة

  • سلسلة غارات أميركية تستهدف عدة مواقع للحوثيين في اليمن
  • منظمة دولية: 400 ألف طفل في سوريا يواجهون خطر "سوء التغذية الحاد"
  • تقارير تكشف نشر الإمارات رادات إسرائيلية قبالة سواحل اليمن ومخاوف من حرب باردة جديدة (ترجمة خاصة)
  • شكوك حول قدرة الضربات العسكرية على تدمير برنامج إيران النووي
  • خطة سرية تكشف عنها أمريكا: هذا الطرف لإدارة الحديدة وسط تكتيك عسكري جديد
  • كيف تم نقل رَيِش توربينات توليد الكهرباء من الميناء إلى مكان تثبيتها؟.. فيديو يشرح
  • ما أخر تفاصيل تشغيل ميناء الفاو الكبير؟
  • WSJ: فصائل يمنية تخطط لهجوم بري ضد الحوثيين بعد الضربات الأمريكية
  • نائب في الكونجرس: ما يفعله ترامب في اليمن غير قانوني ولا دستوري (فيديو)
  • الحوثيون: الضربات الأمريكية قتلت 6 مدنيين في اليمن