FP: جماعة الإخوان المسلمين تمر بأزمة وجودية.. هل تنجو منها؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
في ظل التغيرات الإقليمية والدولية الجارية، كشف تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الجدل الذي يثيره مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في تركيا، والتحديات التي تواجهها الجماعة وجهودها للبقاء والازدهار.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان استضاف في منتصف حزيران/ يونيو الماضي، وليّ العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وأشاد بتلك الزيارة باعتبارها بداية "حقبة جديدة" في العلاقة بين البلدين.
ومثّل ذلك نهاية التوترات بين الجانبين التي وصلت ذروتها في سنة 2018 بعد أن نشرت وسائل الإعلام التركية معلومات مسربة حول جريمة القتل المروع التي استهدفت المعارض السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول.
وفي نيسان/ أبريل 2022، نقلت تركيا قضية قتل خاشقجي إلى القضاء السعودي، الأمر الذي مهّد الطريق لأول رحلة لأردوغان منذ سنوات إلى الرياض في ذلك الشهر. فيما ذكرت المجلة أن علاقات أردوغان مع جماعة الإخوان المسلمين وفروعها هي التي أثرت على العلاقات الثنائية بين البلدين منذ أكثر من عقد في بداية الانتفاضات في العالم العربي.
وبحسب المصدر نفسه: "تعتقد السعودية والإمارات ومصر أن الإخوان يمثّلون تحديًا لأنظمتها الاستبدادية، بينما كان أردوغان يأمل أن يؤدي النجاح الانتخابي للإخوان المسلمين في مصر بين 2011 و2012 إلى إزاحة المملكة العربية السعودية التي تعد الزعيم الفعلي للعالم الإسلامي السني. وبالتالي، أصبحت تركيا أحد الملاذات الآمنة في المنطقة لجماعة الإخوان المسلمين".
وأشارت المجلة إلى أن أهم بادرة حسن نية لتركيا تجاه السعودية ومصر والإمارات، ربما كانت تخليها عن دعم الجماعة الإسلامية وتقييد حركة الإخوان المسلمين ونشاطها. فقد طلبت تركيا من القنوات التلفزيونية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين تخفيف انتقاداتها لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي. والعام الماضية، تزامنت زيارة أردوغان إلى جدة مع إغلاق قناة "مكملين" الفضائية التابعة للإخوان المسلمين بعد ثماني سنوات من البث من إسطنبول.
وأضاف التقرير أنه "فضلا عن ذلك، رفضت تركيا تجديد الإقامة لأعضاء الجماعة أو المرتبطين بها في محاولة لتشجيعهم على مغادرة البلاد، وقيل إنها اعتقلت بعضهم وتفكّر في ترحيل كثيرين آخرين بطلب من السيسي إلى دولة ثالثة. وقد قررت إلغاء عضوية بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الأتراك في حزب العدالة والتنمية".
وأوردت المجلة أن هذه التحرّكات ساعدت في التخفيف من حدة الخلاف بين أنقرة والرياض، لكنها أثارت أيضًا أسئلة كبيرة حول مستقبل جماعة الإخوان المسلمين. ولكن إذا أدارت تركيا ظهرها للجماعة، ما الذي سيحدث للمعارضين في المشهد السياسي الإسلامي؟ وما هو المصير الذي ينتظرهم في المنطقة بأسرها؟
تجدر الإشارة، إلى أنه منذ أن قدّم الربيع العربي للجماعة أول فرصة حقيقية لها لدخول الساحة السياسية قبل عقد، انقسمت الجماعة إلى فصائل مختلفة وتواجه صعوبة في اكتساب الشرعية بين المسلمين الأصغر سنًا. وبينما تكافح من أجل بقائها، هناك قلق واضح من أن الميدان الذي تنازلت عنه قد تستغله بعض الجهات الإقليمية المستبدة؛ لاسيما بوجود أمل ضئيل في ظهور معارضة أقل تشددا وأكثر ديمقراطية في المنطقة في نهاية المطاف.
وتشكّلت جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928 لمواجهة الإمبريالية البريطانية وأسلمة المجتمع من خلال الشريعة، وأصبحت في النهاية أكثر المنظمات الإسلامية العربية نفوذًا، ورغم تعرضها لحملات من القمع ظلت بارزة في جميع أنحاء المنطقة. وقد ولّدت الكثير من الحركات السياسية السلمية.
وفي سنة 2011، برزت جماعة الإخوان المسلمين في مصر كقوة معارضة أقوى وأكثر تنظيمًا في الاحتجاجات، ونجحت للمرة الأولى في تنصيب أحد أعضائها رئيسا للبلاد. وفي تونس، كانت حركة النهضة المستوحاة من جماعة الإخوان المسلمين جزءًا من حكومة ائتلافية. ولكن لأسباب مختلفة، بما في ذلك الانقسامات العميقة وانعدام الخبرة في الحكم الفعلي، فشل كلاهما في تحقيق النتائج المرجوة.
وقال نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، تيموثي كالداس، إنه "نظرا لافتقار جماعة الإخوان المسلمين للخبرة والتجربة عندما تولوا سدة الحكم في مصر وتونس، لم يحققوا النتائج التي كان ينتظرها الناس".
وأشارت المجلة إلى أن صعود الجماعة السياسية في مصر لم يدم طويلاً؛ فقد أطاح السيسي، الذي كان وقتها وزير دفاع مصر، بالرئيس آنذاك محمد مرسي في انقلاب 3 تموز/يوليو 2013 وشن أكثر حملة قمع وحشية ضد أعضائها منذ تأسيس الجماعة. قُتل أكثر من 800 متظاهر مؤيد للإخوان في مذبحة رابعة في 14 آب/أغسطس من تلك السنة، وذلك وفقًا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي شبهتها بعمليات القتل في ميدان تيانانمين. وعلى خلفية ذلك، تعرّض الآلاف من أعضاء الجماعة وقادتها للسجن أو أجبروا على الهجرة وهرب معظمهم إلى تركيا وقطر والمملكة المتحدة.
وأوردت المجلة أن عيّاش عبد الرحمن، المعارض المصري والعضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين، الذي ترك الجماعة بسبب خلافات سياسيّة في عام 2011 إلى تركيا، أقام في إسطنبول لمدة ست سنوات حتى تشرين الأول/ أكتوبر من السنة الماضية، عندما رفضت السلطات التركية تجديد إقامته مما أجبره على الانتقال إلى المملكة المتحدة.
وحسب عبد الرحمن، فهو "لم يُمنح سوى 10 أيام لحزم حقائبه" مضيفا أنه "لم يتمكن من تجديد تصريح إقامته بسبب هذا التقارب الجديد بين الحكومة التركية ومصر، وأن يكون ذلك أيضًا بسبب تزايد كراهية الأجانب ولاسيما العرب".
وأشارت المجلة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تمر بأزمة وجودية يعتقد البعض فقط أنها يمكن أن تنجو منها. لكنها لازالت تتمتع ببعض النفوذ. ففي ليبيا، تحظى حكومة الوفاق الوطني بدعم جماعة الإخوان المسلمين، ويعيش أعضاؤها من المعارضة السوريّة في المنفى.
ونقلت المجلة عن سيف الدين فرجاني، وهو تونسي عاش في المنفى في لندن منذ أن كان في العاشرة من عمره بعد أن أُجبر والده على مغادرة البلاد لصلاته بزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، أن "المشكلة الحقيقية للعالم الإسلامي ليست إضعاف الإخوان المسلمين بل تقلص مساحة نفوذ الجماعات المعارضة؛ مؤكدا أن هناك حاجة للمعارضة للتعبير عن الاستياء الشعبي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات تركيا مصر لندن مصر تركيا لندن الاخوان المسلمين سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
بريئة ومدانة!
احترامى للدستور يمنعنى من أن أقول عن ثورة 25 يناير ما تستحقه بعد أن أوصلتنا إلى قيام فصيل إرهابى بالقفز إلى سدة الحكم، ودلدل رجليه حتى كاد أن يسقط البلاد فى جحيم من التخلف والتقهقر وصولا إلى عصور الجاهلية.
هذا الفصيل لا يؤمن بفكرة الوطن ولا يغير على الأرض ولا يعتبرها كما نعتبرها نحن العرض الذى نموت دون قيام غازٍ بامتطائه. قالوها بصراحة على لسان كبيرهم «طظ فى مصر» والوطن حفنة تراب. قد تكون ثورة 25 يناير التى أوشكت ذكراها الرابعة عشرة تفوح فى الأركان بريئة من خطط الخرفان، ولكنهم ركبوها، امتطوها، خطفوها، قضوا على براءتها ولوّثوا سمعتها، ومرغوها فى التراب، وطغوا، وكذبوا، ونكصوا، وخانوا العهود والوعود، ومارسوا الدجل والتدليس، واستغلوا حاجة الناس، ووصلوا إلى السلطة التى كانوا يراودونها سرا، أما جهرا فهم جماعة دينية، وأخفوا أنهم تنظيم عصابى مسلح، عملاء لأجهزة أجنبية ساعدتهم فى الوصول إلى الحكم لإسقاط مصر مقابل منح الجماعة قطعة أرض يقيمون عليها إمارة دينية يمارسون فيها خزعبلاتهم وطقوسهم التى تعود إلى القرون الوسطى.
فى السلطة، مارس الإخوان كل ما هو حرام، أو محرم، أو مجرم، داسوا على الدستور، وعلى كل القوانين، من أجل تطبيق قانونهم الذى يقوم على السمع والطاعة، علم وينفذ، لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، لا أناقش! من يطبق قانون الجماعة هو من العشيرة والقبيلة، ومن يعص لهم أمرا فهو خارج حدود الرعاية والحماية.
تقييم ثورة 25 يناير، البعض قال إنها ثورة، والبعض اعتبرها عورة، والجميع اتفق على إزالة آثارها عن طريق ثورة الكرامة فى 30 يونيو التى أسقطت حكم المرشد وحاكمت قيادات الجماعة بعد أن حاولوا حرق البلد وجاهروا بالعداء لرجال القوات المسلحة والشرطة، ولمؤسسات الدولة، تحول الإخوان بعد إسقاط حكمهم إلى الإرهاب، لم يكونوا مصدقين أن ما جنوه فى عام، سوف تذروه الرياح فى يوم واحد وهو يوم 30 يونيو، أصر الشعب على أن 25 يناير سيظل كما هو عيدا للشرطة المصرية التى وقفت فى وجه الاحتلال البريطانى فى معركة الإسماعيلية، وتلقى الجنود البواسل نيران المدافع البريطانية فى صدورهم، وسقط منهم الشهداء، ولكن لم يسقط إيمانهم بكرامة الوطن، وانتصرت إرادة الأبطال كما انتصرت فى الدفاع عن البلد عندما انكشف أمر الإخوان الذين ناصبوا العداء لرجال الجيش والشرطة ليثنوهم عن الدفاع عن الأمن وعن المواطنين. تحمل جهاز الأمن عنف جماعة الإخوان، وتحمل مسئولياته عندما تحولوا عن أمن المواطن وتأمين ممتلكاته، وعلى طريقة يموت الزمار ولسانه بيلعب مازال لسان الإخوان يلعب ويحرض ضد المصريين، يريدون هدم الوحدة الوطنية وضرب الاقتصاد القوى وتهديد السلام الاجتماعى عن طريق نشر الشائعات، وواجب المصريين حتى يستمر البناء لإقامة الجمهورية الجديدة هو الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة السياسية، وعدم تصديق الشائعات التى يطلقها أهل الشر لأن الهدف منها الإحباط ووضع الشعب فى مواجهة مع الحكومة، ورفع درجة الوعى مطلوب فى المرحلة الحالية لأنه يجعل كيد أهله الشر فى تضليل، ومطلوب أيضا أخذ العظة من الجزء الثانى من ثورة 25 يناير عندما خرج الإخوان من تحت الأرض لزرع الفتنة والانقضاض على الثورة البريئة، وعلى طريقة العيار الذى لا يصيب يدوش فإننا ما زلنا نحاسب على فواتير أخطاء ثورة 25 يناير.