المسلة:
2024-09-16@15:38:05 GMT

نور زهير يراهن على الخفاء: من التالي؟

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

نور زهير يراهن على الخفاء: من التالي؟

19 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: الجلسة الحوارية مع نوري زهير كشفت عن أول صوت للمتهم، وحقه الطبيعي في الدفاع عن نفسه أمام اتهام خطير، لكن الغريب كان في ثقة زهير المطلقة ببراءته، تلك الثقة التي بدت وكأنها مستمدة من مصادر غير مرئية، ما زاد من غموض الموقف.
وبدلاً من التعمق في التفاصيل الدقيقة للدفاع عن نفسه، اكتفى زهير بإرسال رسائل مشوبة بالغموض، تُخاطب الجهات المتورطة معه بطريقة لم تخلُ من التهديد المبطن؛ مفادها أن المحاكمة ستسفر عن كشف أسرار مدفونة.

حاول زهير جاهداً أن ينأى بنفسه عن التهمة، متخذاً من العبارات المتقاطعة سلاحاً لإخفاء حقائق جلية. وربما، بطريقة ما، نجح في زرع الشك في قلوب الكثيرين، خاصة وأن العراقيين قد أدركوا منذ زمن أن الفساد التخادمي هو المتحكم الحقيقي في ملفات الفساد الكبرى، وزهير يدرك أن هذا الواقع المرير يمنحه حظوظاً أكبر في إقناع الرأي العام ببراءته، مستغلاً القناعة بأن السرقة برمتها عبارة عن فساد تخادمي، وليس مسؤولية فرد لوحده.

الاطمئنان الذي بدا على وجه زهير أثناء المقابلة، لم يكن وليد الصدفة، بل جاء من يقين داخلي بأن التوافقات والصفقات المشبوهة ستلعب دوراً في التخفيف من عقوبته، وربما حتى تبرئته لاحقاً.

في هذا المشهد المعقد، يبدو أن اللعبة السياسية والانتخابية لم تكن غائبة عن “سرقة القرن”، بل قد تكون العامل الخفي الذي سيُظهر لاحقاً أسماء أخرى تورطت في هذا الفعل.
ويبدو أن زهير، الذي لم يتحدث عن فريق مصطفى الكاظمي بشكل صريح، قد يحاول في المستقبل توجيه الاتهامات نحوهم، ليحقق بذلك مكاسب مزدوجة؛ فهو من جهة يبعد الأنظار عن الجهات المتنفذة المتورطة الحالية، ومن جهة أخرى ينتقم لها وله، من الكاظمي وفريقه.

لا يمكن إنكار بساطة الأسلوب الذي اتبعه زهير في حديثه، تلك البساطة التي قد تكون جزءاً من استراتيجيته في الظهور أمام الرأي العام. ولكن في الوقت ذاته، كان من الممكن أن يلعب هذه الورقة بشكل أكثر ذكاءً وحنكة، ليضمن لنفسه مخرجاً آمناً من هذا المأزق.

لا شك أن المقابلة كانت سبقاً صحافياً، لكنها وضعت الدولة في موقف محرج أمام الشعب، وزادت من ترسيخ الفكرة السائدة بأن جريمة بهذا الحجم، وإصدار شيكات هائلة العدد، لم تكن لتتم دون تواطؤ أطراف أخرى.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الموظف الليلي… لماذا يراهن المدراء على الجداول المرنة؟

خلال التحدث مع مجموعة من المدراء وقادة الأعمال، استوقفتني قصة أثارت تساؤلات حول كيفية إدارتنا لفرقنا.

روى أحد المدراء تجربته مع موظف متميز في تحقيق النتائج، لكنه اضطر إلى فصله. والسبب أن هذا الموظف يفضل العمل في ساعات متأخرة من الليل، ويجد صعوبة في الاستيقاظ مبكرًا. أصرّ المدير على ضرورة الالتزام بساعات العمل الرسمية، معتبراً ذلك قدوة حسنة في الالتزام والانضباط. ولكن هل كان هذا القرار فعلاً في مصلحة الشركة؟

هذه القصة تكشف عن قصور شائع في أساليب الإدارة التقليدية: تجاهل الإمكانات الفريدة لـ “الموظف الليلي” وعدم استثمارها، فهؤلاء أشخاص تتوهّج طاقاتهم الإبداعية، وتبلغ إنتاجيتهم ذروتها، في الساعات المتأخرة من اليوم أو الليل، على عكس “محبي الصباح الباكر” ممّن يفضلون العمل في الصباح.

إن إنتاجية من يسهر الليل وهو يعمل ليست أقل، بل هي مختلفة، وتتطلب بيئة عمل مرنة تستوعب طبيعتهم.
للأسف، غالبًا ما يُساء فهم “الموظف الليلي”، ويوصم ظلماً بالكسل، أو عدم الاحترافية لمجرد أنه لا يتوافق مع نظام العمل التقليدي، الذي يبدأ الساعة التاسعة صباحا وينتهي الخامسة مساء. هذا التصور الخاطئ قد يحرم الشركات من الاستفادة من طاقات وقدرات موظفين موهوبين، يمكنهم تحقيق إنجازات استثنائية، لو أتيحت لهم الفرصة، للعمل وفقًا لساعاتهم المفضلة. لقد حان الوقت لتغيير هذه النظرة الضيقة، والاعتراف بأن مواءمة جداول العمل مع الأنماط الزمنية الفردية للموظفين، يمكن أن يطلق العنان لإمكانات كامنة ويسهم في تحقيق نجاحات باهرة.

يؤكد دانيال بينك، مؤلف كتاب “متى: الأسرار العلمية للتوقيت المثالي”، على أهمية فهم “الأنماط الزمنية” المختلفة – تلك الساعات البيولوجية الفطرية التي تتحكم في مستويات طاقتنا وتركيزنا. ويشير إلى أن نسبة كبيرة من القوى العاملة تتكون من “محبي السهر”، الذين يقدمون أفضل أداء عندما يتزامن عملهم مع أوقات ذروتهم الطبيعية. بالنسبة للأعمال التي تتطلب مرونة في ساعات العمل أو تتضمن نوبات ليلية، يمكن أن يكونوا بمثابة أصول لا تقدر بثمن.

إن توفير جداول عمل مرنة، أو ساعات بديلة لهؤلاء الموظفين، يمكن أن يعزز بشكل كبير من رضاهم الوظيفي، ويستثمر في نقاط قوتهم الفريدة، ويحسن أداء الفريق ككل.

حان الوقت لكسر قيود الجداول الزمنية الجامدة، فـ “الموظف الليلي”، ليس أقل كفاءة من “محبي العمل الباكر”، بل إنهم يمتلكون طاقة إبداعية كامنة تنتظر اللحظة المناسبة للتوهُّج. في عالم الأعمال الحديث، المرونة هي المفتاح، وتبنيها يعني الاستفادة القصوى من مواهب وقدرات جميع الموظفين، بغضّ النظر عن أنماطهم الزمنية الفريدة. فبينما يفضل البعض العمل في الصباح الباكر، يجد “الموظف الليلي” نفسه في ذروة تركيزه، وإبداعه، في الساعات المتأخرة من اليوم، أو حتى في الليل. إنهم يتألقون في المهام التي تتطلب تفكيرًا عميقًا، وتحليلًا دقيقًا، ويقدمون حلولًا مبتكرة وغير تقليدية. تخيلوا قوة العمل التي يمكن أن تتحقق، عندما نسمح لـ “الموظف الليلي” بالعمل في أوقاتهم الذهبية، بدلاً من التضييق عليهم بساعات الدوام التقليدية وقتل إبداعهم.
من منظور إداري، فإن محاولة كبح جماح “الموظف الليلي”، وإجباره على العمل في أوقات لا تناسبه، ليست مجرد خطوة غير مثمرة، بل قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تراجع الإنتاجية وزيادة الإرهاق الوظيفي.
الحل الأمثل يكمن في تبنّي المرونة، واحتضان التنوع في أنماط العمل، بما يعزِّز من الإنتاجية، ويخلق بيئة عمل ديناميكية تناسب الجميع. هذا يعني الاعتراف بقيمة هؤلاء الموظفين المبدعين، وتوفير فرص حقيقية لهم للتألق، سواء من خلال جداول عمل مرنة، أو خيارات للعمل عن بعد، أو تحديد مواعيد نهائية للمشاريع تراعي أوقات ذروة إنتاجيتهم.

في عالم الأعمال الحديث، حيث التركيز على النتائج هو الأساس، يجب أن نتجاوز قيود الجداول الزمنية الصارمة، ونركز على تحقيق الأهداف بأفضل طريقة ممكنة. يتطلب ذلك من المديرين، فهم، واحترام تنوع تفضيلات العمل داخل فرقهم، وتقديم التسهيلات اللازمة لمن يعملون بشكل أفضل، خارج الإطار التقليدي لساعات العمل، فمن خلال تبني هذا النهج، يمكن للشركات الإستفادة من كامل طاقاتها البشرية، وتعزيز رفاهية موظفيها، وفي النهاية تحقيق أداء أفضل، وأكثر استدامة.
إحتضان “الموظف الليلي”، ليس مجرد لفتة إنسانية، بل هو استراتيجية ذكية، تضمن النجاح، والتميُّز في عالم الأعمال المتغير.

jebadr@

مقالات مشابهة

  • في حال اندلاع حرب مع لبنان.. على ماذا يراهن نتنياهو؟
  • موسى الصبيحي ينصح الرئيس المكلّف بالإفراج عن الزعبي ومعتقلي الرأي
  • وزير الاستثمار السعودي: القطاع الخاص السعودي يراهن على مصر
  • القضاء يحيل رئيس هيئة النزاهة الى التحقيق “لتضليله الرأي العام”
  • الموظف الليلي… لماذا يراهن المدراء على الجداول المرنة؟
  • مدرب الشرطة: مباراة الغد أمام النصر لرفع الحظر عن بغداد بشكل نهائي
  • عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب والقدس ومدن أخرى
  • مهرجان الفضائيات العربية.. نادين نسيب نجيم تتألق بتصميم مذهل من زهير مراد (صور)
  • توافد كبير للجماهير على منافذ بيع تذاكر مباراة الشرطة أمام النصر (صور)
  • الديمقراطية..الرأي الآخر!