اصطدمت سفينتان، واحدة تابعة لخفر السواحل الصيني والأخرى للخفر الفلبيني، في حادث وقع صباح يوم الاثنين في منطقة بحرية متنازع عليها، مما أسفر عن أضرار بسفينتين على الأقل. وقد وقع التصادم بالقرب من سابينا شول، وهي جزيرة مرجانية تتنازع عليها عدة دول، بما في ذلك فيتنام وتايوان.

اعلان

وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث.

فقد اتهم خفر السواحل الصيني السفن الفلبينية بالتعمد في الاصطدام  وقال في بيان على موقعه الإلكتروني إن سفينتين تابعتين لخفر السواحل الفلبيني دخلتا المياه بالقرب من جزر سبراتلي المتنازع عليها ، متجاهلة تحذيرات خفر السواحل الصيني واصطدمتا عمدًا بإحدى القوارب الصينية في الساعة 3:24 صباحًا.

تُظهر هذه الصورة التي قدمها خفر السواحل الفلبيني الأضرار التي لحقت بسفينة خفر السواحل الفلبينية BRP Cape Engano (MRRV-4411) بعد تصادمها مع سفينة خفر السواحل الصينية يوم الإثنيAP/Philippine Coast Guard

وحمّل المتحدث باسم خفر السواحل الصيني، غان يو، "الجانب الفلبيني المسؤولية الكاملة عن التصادم"، محذرًا من أن الاستفزازات ستؤدي إلى عواقب وخيمة.

من جهة أخرى، رد جوناثان مالايا، مساعد المدير العام لمجلس الأمن القومي الفلبيني، متهمًا خفر السواحل الصيني بتقديم معلومات مضللة حول الحادث. وأكد أن مقاطع الفيديو والصور التي تم التقاطها، بما في ذلك تلك التي وثقتها وسائل الإعلام الأمريكية، تظهر أن السفن الصينية هي التي تسببت في الاصطدام، وأضاف بأن السفنتين الفلبينية تعرضتا لمناورات عدوانية من قبل السفن الصينية أثناء توجههما إلى جزيرتي باتاغ ولاواك. وأكد البيان أن هذه المناورات أسفرت عن أضرار هيكلية للسفينتين.

تُظهر هذه الصورة التي قدمها خفر السواحل الفلبيني الأضرار التي لحقت بسفينة خفر السواحل الفلبينية BRP Cape Engano (MRRV-4411) بعد تصادمها مع سفينة خفر السواحل الصينية يوم الإثنيAP Photo

أضرار هيكلية بالسفن الفليبينية

وقد عبّر الكومودور جاي تاريلا من خفر السواحل الفلبيني خلال مؤتمر صحفي عن قلقه الشديد، حيث وصف الحادث بأنه "أكبر ضرر هيكلي تكبدناه نتيجة المناورات الخطيرة التي قام بها خفر السواحل الصيني". وأكد فريق العمل الفلبيني التزامه الثابت بحماية سلامة وأمن المياه الإقليمية، مشددًا على التصدي لأي تهديدات لمصالح البلاد الوطنية.

جوناثان مالايا، مساعد المدير العام لمجلس الأمن القومي للحكومة الفلبينية، إلى اليسار، يتحدث بينما يستمع إليه كبير القضاة المساعد السابق أنطونيو كاربيو، في الوسط، والمتحدث باسم Joeal Calupitan/AP

من جانب آخر، صرح غان، المتحدث باسم خفر السواحل الصيني، أن الصين تعتبر أن لها "سيادة لا جدال فيها" على جزر سبراتلي، المعروفة بالصينية باسم جزر نانشا، بما في ذلك جزيرة سابينا شوال والمياه المحيطة بها. وأوضح في بيان منفصل أن سفينة فلبينية تم إبعادها عن سابينا شوال دخلت المياه بالقرب من مضيق توماس الثاني المتنازع عليه، متجاهلة تحذيرات خفر السواحل الصيني، مما استدعى اتخاذ إجراءات رقابية ضدها وفقًا للقوانين المعمول بها.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ يتحدث خلال مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية في بكين، الاثنين 19 أغسطس/آب 2024. (AP Photo/Andy Wong)Andy Wong/Copyright 2024 The AP. All rights reserved

وفي سياق متصل، ألقت وزارة الخارجية الصينية باللوم على الفلبين في الحادث، حيث قال المتحدث باسم الوزارة، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي: "لم يتجاهلوا فقط تحذيرات خفر السواحل الصيني، بل تعمدوا الاصطدام بسفننا التي كانت تقوم بعمليات إنفاذ للقانون بطريقة خطيرة".

تجدر الإشارة إلى أن سابينا شوال، التي تقع على بعد حوالي 140 كيلومترًا غرب جزيرة بالاوان الفلبينية، أصبحت نقطة اشتعال جديدة في النزاعات الإقليمية بين الصين والفلبين.

تقع سابينا بالقرب من شول توماس الثانية، التي تحتلها الفلبين، والتي شهدت مواجهات متزايدة بين سفن خفر السواحل الصينية والفلبينية منذ العام الماضي. وقد توصلت الصين والفلبين إلى اتفاق الشهر الماضي يهدف إلى تقليل المواجهات

الولايات المتحدة تدين المناورات الصينية

وفيما عبرت مالايا عن خيبة أملها، قائلة: "نشعر بخيبة أمل مرة أخرى. على الرغم من هذا التفاهم الأولي الذي كنا نأمل أن يكون بداية جديدة في العلاقات بين الفلبين والصين، إلا أننا شهدنا حادثاً آخر".

تُظهر هذه الصورة التي قدمها خفر السواحل الفلبيني الأضرار التي لحقت بسفينة خفر السواحل الفلبينية BRP Bagacay (MRRV-4410) بعد اصطدامها بسفينة خفر السواحل الصينية يوم الإثنين 19 AP Photo

فلقد، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو، عن أمله في أن تلتزم الفلبين بوعودها وأن تتعامل بجدية مع الاتفاق المبدئي، مشدداً على ضرورة عدم اتخاذ أي إجراءات قد تعقد الوضع، حتى تتمكن الدولتان من إدارة الوضع البحري معاً.

وفي سياق متصل، أكدت السفيرة الأمريكية ماري كاي كارلسون عبر منصة التواصل الاجتماعي X دعم الولايات المتحدة للفلبين في إدانة المناورات الخطيرة لخفر السواحل الصيني بالقرب من سابينا شوال، والتي عرضت الأرواح للخطر وألحقت أضراراً بالسفن الفلبينية. وأضافت أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم حقوق أصدقائها وشركائها بموجب القانون الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن قرارا تحكيميا أصدرته محكمة تابعة للأمم المتحدة في عام 2016 قد أبطل مزاعم بكين في بحر الصين الجنوبي، إلا أن الصين ورفضت الحكم لعدم مشاركتها في الإجراءات.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تسلا تسحب 1.68 مليون سيارة في الصين لخلل برمجي الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها فيديو: تدريبات بحرية أمريكية بمشاركة اليابان وأستراليا والفلبين في بحر جنوب الصين الصين الولايات المتحدة الأمريكية حادث الفلبين اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة: عشرات القتلى جراء القصف الإسرائيلي وبلينكن يتحدث عن الفرصة الاخيرة لصفقة تبادل يعرض الآن Next القوات الأوكرانية تدمر جسرا ثالثا في كورسك الروسية وزيلينسكي يتحدث عن منطقة عازلة كهدف نهائي يعرض الآن Next عبد المجيد تبون: الجيش الجزائري جاهز لبناء 3 مستشفيات خلال 20 يوما في غزة إذا فتحت الحدود مع مصر يعرض الآن Next مسؤول سابق في الاستخبارات السعودية يزعم أن الأمير محمد بن سلمان زوّر توقيع الملك لشن حرب على اليمن يعرض الآن Next بلينكن: نحن أمام فرصة قد تكون الأخيرة وحماس تتهم نتنياهو بالممطالة لإطالة أمد الحرب في غزة اعلانالاكثر قراءة من الملاعب إلى اللجوء.. رياضيون يستغلون أولمبياد باريس للهروب من بلدانهم والبحث عن مستقبل جديد ضريح النبي أيوب: من بين الأماكن السياحية الأكثر زيارة في صلالة بسلطنة عمان هزة أرضية بقوة 5.2 تضرب سوريا والباحث الهولندي المثير للجدل يحذر كيف اغتالت إسرائيل فؤاد شكر؟ "وول ستريت جورنال" تكشف تفاصيل الواقعة مقتل 18 فلسطينياً بينهم عائلة كاملة في قصف إسرائيلي عشوائي على بلدة الزوايدة وسط غزة اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم غزة إسرائيل قتل روسيا الجزائر أفريقيا جدري القرود نباتات محمد بن سلمان مرضى عطارد حملة انتخابية Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: غزة إسرائيل قتل روسيا الجزائر أفريقيا غزة إسرائيل قتل روسيا الجزائر أفريقيا الصين الولايات المتحدة الأمريكية حادث الفلبين غزة إسرائيل قتل روسيا الجزائر أفريقيا جدري القرود نباتات محمد بن سلمان مرضى عطارد حملة انتخابية السياسة الأوروبية خفر السواحل الفلبینی خفر السواحل الصینیة خفر السواحل الصینی بسفینة خفر السواحل وزارة الخارجیة ا خفر السواحل المتحدث باسم یعرض الآن Next بالقرب من

إقرأ أيضاً:

بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني

ترجمة: نهى مصطفى -

خلال شهرين من إصدار شركة صينية غير معروفة تدعى DeepSeek نموذجًا جديدًا قويًا للذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، بدأ هذا الاختراق بالفعل في تحويل سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.

يتميز DeepSeek-V3، كما يُطلق على نموذج اللغة الكبير المفتوح (LLM) الخاص بالشركة، بأداء ينافس أداء النماذج من أفضل المختبرات الأمريكية، مثل ChatGPT من OpenAI و Claude من Anthropic و Llama من Meta ، ولكن بجزء صغير من التكلفة. وقد أتاح هذا للمطورين والمستخدمين في جميع أنحاء العالم الوصول إلى الذكاء الاصطناعي المتطور بأقل تكلفة.

في يناير، أصدرت الشركة نموذجًا ثانيًا، DeepSeek-R1، يُظهر قدرات مماثلة لنموذج o1 المتقدم من OpenAI مقابل خمسة بالمائة فقط من السعر. ونتيجة لذلك، يشكلDeepSeek تهديدًا لقيادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يمهد الطريق للصين للحصول على مكانة عالمية مهيمنة على الرغم من جهود واشنطن للحد من وصول بكين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

يُبرز الصعود السريع لشركةDeepSeek حجم التحديات والمخاطر في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. فإلى جانب الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية الهائلة لهذه التقنية، ستتمتع الدولة التي تطوّر نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية، التي تشكّل العمود الفقري لتطبيقات وخدمات المستقبل، بنفوذ واسع النطاق. ولا يقتصر هذا النفوذ على المعايير والقيم المضمّنة في هذه النماذج فحسب، بل يمتد أيضًا إلى منظومة أشباه الموصلات، التي تعد الركيزة الأساسية والبنية التحتية التقنية والمعالجة الحسابية اللازمة لتشغيل وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وتشمل الأجهزة والبرمجيات التي تمكّن الذكاء الاصطناعي من تنفيذ العمليات المعقدة بكفاءة. وتعكس القناعة الراسخة لدى كل من الصين والولايات المتحدة بأن هذه التقنيات قادرة على تحقيق تفوّق عسكري، الأهمية الاستراتيجية للريادة في هذا المجال وضرورة الحفاظ عليها على المدى الطويل.

ومع ذلك، فإن التركيز على أداء نموذج DeepSeek-V3 وتكاليف تشغيله المنخفضة قد يُغفل نقطة أكثر أهمية. فإحدى العوامل الرئيسة التي ساهمت في سرعة انتشار نماذج DeepSeek هي أنها مفتوحة المصدر، مما يتيح لأي شخص تنزيلها وتشغيلها ودراستها وتعديلها والبناء عليها، مع تحمّل تكلفة الطاقة الحاسوبية فقط. في المقابل، تكاد جميع نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية المماثلة أن تكون ملكية خاصة، مما يحدّ من استخدامها ويزيد من تكاليف تبنيها من قِبل المستخدمين.

بدأت شخصيات بارزة في مجتمع الذكاء الاصطناعي الأمريكي يدركون بشكل متزايد المشكلات الناجمة عن التركيز على النماذج المغلقة المصدر. ففي أواخر يناير، أقرّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأن الشركة ربما «أخطأت في قراءة التاريخ» بعدم تبنيها نهج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر. وفي فبراير، توقّع إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Google، مستقبلًا يُهيمن فيه مزيج من النماذج المفتوحة والمغلقة على التطبيقات اليومية. من الواضح أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على الاعتماد كليًا على نماذج الذكاء الاصطناعي المغلقة التي تطورها الشركات الكبرى لمنافسة الصين، مما يستدعي من الحكومة الأمريكية تكثيف دعمها للنماذج مفتوحة المصدر، حتى مع استمرار جهودها في تقييد وصول الصين إلى التقنيات المتقدمة، مثل أشباه الموصلات وبيانات التدريب.

للحفاظ على هيمنتها، تحتاج الولايات المتحدة إلى وضع برنامج شامل لتطوير ونشر أفضل النماذج مفتوحة المصدر. لكن في الوقت ذاته، يجب عليها ضمان أن تظل الشركات الأمريكية الرائدة هي التي تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر كفاءة، والتي يُشار إليها أحيانًا باسم «أنظمة الحدود»، والتي غالبًا ما يتم تطويرها ضمن شركات خاصة ذات تمويل ضخم.

إلى جانب ذلك، ينبغي على واشنطن تبنّي أجندة سياسية أوسع تعزز مكانة الذكاء الاصطناعي الأمريكي مفتوح المصدر على الساحة الدولية، وتدعم بناء البنية التحتية الأساسية اللازمة للحفاظ على ريادتها في هذا المجال. ولا يقتصر ذلك على تحفيز تطوير النماذج مفتوحة المصدر داخل الولايات المتحدة، بل يشمل أيضًا تسهيل وصولها إلى المساهمين والمستخدمين في المجال الصناعي والأكاديمي والقطاع العام في الدول المتحالفة معها.

بدون هذه الخطوات الاستراتيجية، يُشير مشروع DeepSeek إلى مستقبل محتمل قد تستخدم فيه الصين نماذج مفتوحة المصدر قوية ومنخفضة التكلفة لتجاوز الولايات المتحدة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.

لطالما كان الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر عاملًا رئيسيًا في التقدم التقني، رغم قلة الاهتمام السياسي به مقارنة بالأنظمة المغلقة. منذ ظهور ChatGPT عام 2022، بدأ يُنظر إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية على أنها بمثابة «نظام تشغيل» جديد، حيث تعمل كجسر بين اللغة البشرية والبيانات التي تعالجها الآلات. وكما استمر نظام Linux مفتوح المصدر بجانب أنظمة احتكارية مثل Windows، برزت نماذج مفتوحة مثل Llama إلى جانب ChatGPT، مما يمهّد لانتشار أوسع للذكاء الاصطناعي. هذا التطور دفع بعض الباحثين لوصف المرحلة الحالية بأنها «لحظة لينكس» في مجال الذكاء الاصطناعي.

على مرّ العقود، ازدهرت مشاريع البرمجيات مفتوحة المصدر، مثل لينكس، بفضل مساهمات المطورين حول العالم، وهو ما أدى إلى تطويرها بسرعة وتحسين أمنها، حيث يمكن لأفضل المهندسين اختبارها وتحسينها بشكل متواصل. كما أن كونها خاضعة لإدارة أمريكية وأوروبية جعلها أحد عوامل تفوّق الغرب في مجالات عدة، مثل: أنظمة التشغيل، متصفحات الويب، قواعد البيانات، التشفير، وحتى لغات البرمجة.

تُهيمن Nvidia على صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي بفضل وحدات معالجة الرسومات (GPUs) وبرنامجها الحصري CUDA، مما يمنحها موقعًا متقدمًا في هذا المجال. ورغم القيود الأمريكية، استخدمت الصين رقائق Nvidia في تدريب نماذج DeepSeek، لكنها تسعى حاليًا للاعتماد على رقائق Ascend من هواوي، مما قد يُقلص الحاجة إلى الرقائق الأمريكية. إذا حققت النماذج الصينية انتشارًا واسعًا بدعم حكومي، فقد يُجبر المستخدمون عالميًا على التحول إلى شرائح هواوي، مما سيُضعف شركات مثل Nvidia و TSMC ويمنح الصين نفوذًا أكبر في صناعة الرقائق. هذا السيناريو يُشبه استحواذ الصين على سوق بطاريات الليثيوم، حيث قد تؤدي استراتيجيتها إلى إعادة تشكيل سلسلة التوريد العالمية، مُهددة الهيمنة الغربية في هذا القطاع. كيفية مواجهة هذا التهديد

لمواجهة النفوذ الصيني في الذكاء الاصطناعي، تحتاج الولايات المتحدة إلى تعزيز تطوير ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، مع التركيز على دعم الجامعات والشركات والمختبرات الوطنية. رغم ارتفاع الاستثمارات في هذا المجال، لا تزال متواضعةً مقارنةً بالتمويل الإجمالي للذكاء الاصطناعي. لذا، يجب تقديم حوافز حكومية لدعم المشاريع المتوافقة مع الشرائح الغربية، وتوسيع البرامج البحثية الوطنية، والاستفادة من موارد وزارتي الطاقة والدفاع. كما ينبغي تعزيز التعاون مع مبادرات كبرى مثل Stargate، التي تخطط لاستثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي الأمريكي خلال السنوات القادمة.

يجب على واشنطن تعزيز النظام البيئي التكنولوجي الأمريكي لدعم الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر عبر تطوير نظام حوسبة متكامل يتيح للمطورين الاستفادة من أفضل الشرائح الغربية، مما يعزز الطلب عليها ويحد من المنافسة الصينية. وينبغي ترسيخ تفوق التقنيات الغربية، إلى جانب قيادة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. ورغم هيمنة بنية Transformer، فإن مناهج جديدة مثل Structured State Space Models ونماذج Inception diffusion تُظهر إمكانات مستقبلية واعدة، مما يستدعي دعمها لضمان الريادة الأمريكية في هذا المجال.

ينبغي على واشنطن تجنب فرض قيود واسعة على تصدير نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، وبدلًا من ذلك، تقديم حوافز لضمان توافقها مع الشرائح الغربية. كما يجب على لجنة التجارة الفيدرالية مراعاة دور شركات التكنولوجيا الكبرى في تعزيز الريادة الأمريكية عند النظر في قضايا مكافحة الاحتكار. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي التصدي لمحاولات الشركات الصينية خفض أسعار نماذج الذكاء الاصطناعي لإضعاف المنافسة، عبر دراسة فرض تدابير مكافحة الإغراق إذا تبيّن أن هذه الممارسات تهدف إلى إقصاء الشركات الأمريكية.

يجب على الولايات المتحدة تعزيز تنافسها مع الصين في الأسواق العالمية، حيث قد تستخدم بكين نماذج الذكاء الاصطناعي كأداة للنفوذ الاقتصادي. كما ينبغي لواشنطن التحقيق في إمكانية استخدام DeepSeek بيانات من GPT-4 دون تصريح، ودراسة تطبيق قاعدة «المنتج الأجنبي المباشر» على مخرجات الذكاء الاصطناعي، لمنع الشركات الصينية من الاستفادة من النماذج الأمريكية الرائدة، كما فعلت مع معدات تصنيع أشباه الموصلات.

ستكون هذه الإجراءات أكثر فاعلية إذا تبنتها دول أخرى. لذا، تحتاج واشنطن إلى تنسيق سياساتها مع شركائها في آسيا وأوروبا ومناطق أخرى لإنشاء كتلة دولية قادرة على إبطاء انتشار النماذج الصينية. ورغم ضخامة السوق الصينية، فإنها تظل صغيرة مقارنة بالسوق العالمية، وهو المجال الأكثر أهمية الذي يجب أن تركز عليه الولايات المتحدة لضمان هيمنة النظام البيئي الغربي للحوسبة والذكاء الاصطناعي في المستقبل.

ورغم أن القيود الأمريكية على تصدير الشرائح المتقدمة حدّت من قدرة الصين على الوصول إليها، فإن بكين ترى في الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، المبني على تقنيات أقل تقدمًا، مسارًا استراتيجيًا لاكتساب حصة سوقية أكبر. ومن المرجح أن تستمر النماذج الصينية في التحسن عبر الابتكار الخوارزمي، والتحسينات الهندسية، والتصنيع المحلي للرقائق، بالإضافة إلى أساليب غير مشروعة، مثل التدريب غير المصرح به على مخرجات النماذج الأمريكية، والتحايل على ضوابط التصدير. ومع استمرار الصين في تحسين أداء نماذجها وأسعارها، فإن الحاجة إلى استراتيجية أمريكية متماسكة تصبح أكثر إلحاحًا.

يجب على واشنطن أن تتبنى استراتيجية استباقية تضمن توفير بدائل أمريكية متفوقة فور إصدار الصين لنماذجها الجديدة، ما يعزز الريادة الأمريكية في الذكاء الاصطناعي. يتطلب ذلك تحسين الإطار التنظيمي، مثل ذلك الذي وضعته إدارة بايدن لضبط انتشار التكنولوجيا، إلى جانب تسخير الموارد الحكومية لدعم النماذج المتقدمة قبل إتاحتها للعامة. تقف إدارة ترامب المقبلة أمام «لحظة لينكس» حاسمة، حيث يمكنها إما ترسيخ الهيمنة الأمريكية على الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر، أو المخاطرة بفقدان النفوذ لصالح الصين، التي قد تعيد توجيه السوق نحو تقنياتها الخاصة.

جاريد دانمون هو المستشار الأول للمبادرات الاستراتيجية في وحدة الابتكار الدفاعي (DIU)

نشر المقال في Foreign Affairs

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد الصيني يُظهر علامات تحسن رغم تحديات سوق الإسكان
  • إنقاذ ثلاث سفن من الغرق قبالة سواحل حضرموت
  • «غواصة صينية».. كابوس نووي في واشنطن
  • بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني
  • في مهمة تدريب..تحطم مقاتلة صينية ونجاة طيارها
  • شركة صينية تطلق نموذجين للذكاء الاصطناعي
  • نجاة طيار بأعجوبة بعد تحطم مقاتلة صينية خلال تدريب .. فيديو
  • من الابتدائية إلى الثانوية.. بكين تقدم حصصاً مخصصة للذكاء الاصطناعي
  • انفجار عنيف يهز حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية
  • الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي يظهر أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية