بروفيسور إسرائيلي يحذر: موجة هجرة ضخمة تهدد بالقضاء على دولة الاحتلال
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
سرايا - القى البروفيسور الإسرائيلي أهارون تشيخانوفير، الحائز على جائزة نوبل، خطابًا في "مؤتمر الطوارئ الوطني" الذي عُقد مؤخرًا في كيبوتس نير عوز، حذّر فيه من التهديدات التي تواجه "إسرائيل" نتيجة هجرة العلماء.
وقال عالم الأحياء الإسرائيلي أهارون تشيخانوفير إنّ هجرة الأطباء وأعضاء هيئة التدريس في المجالات الحيوية مثل الفضاء، والآلات، وأجهزة الكمبيوتر قد يتسبب في عواقب وخيمة على المجتمع الإسرائيلي، وأشار إلى أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى مغادرة حوالي 30 ألف شخص، ما يعرّض وجود "إسرائيل" للخطر.
وانتقد تشيخانوفير بشدة القيادة الإسرائيلية الحالية، وعبّر عن قلقه من الصمت الذي يتبناه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ودعاه إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذه الأزمة.
ولفت البروفيسور الإسرائيلي إلى أن الهجرة تأتي نتيجة الإخفاقات القيادية المتزايدة، وقال إن هؤلاء المغادرين يبحثون عن بيئة ديمقراطية ليبرالية حرّة، وهي ظروف قد لا تكون متاحة في إسرائيل في ظل الأوضاع الحالية.
وأضاف أن التكنولوجيا تشكل الركيزة الأساسية لبقاء "إسرائيل"، وحذّر من أنّ فقدانها سيؤدي إلى انهيار الدولة. وأشار إلى أنه بينما تعاني دول مثل فنزويلا من الفقر بسبب ظروف جغرافية، فإن "إسرائيل" قد تواجه مصيرًا مشابهًا إذا فقدت تقدمها التكنولوجي.
ووفقًا للباحث والصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب، فإن حوالي 400 ألف إسرائيلي يعملون في قطاع "الهايتك"، والطب، والأكاديميا يساهمون بنسبة 53% من إجمالي الصادرات الإسرائيلية، وأن 20% فقط من السكان يساهمون بـ92% من إجمالي ضريبة الدخل، بينما يُعفى 50% من السكان بالكامل بسبب انخفاض رواتبهم، حيث يُصنفون تحت خط الفقر.
وأضاف لـ"الترا فلسطين"، أن هذا التفاوت الاقتصادي يثير تساؤلات حول متى ستتحول "إسرائيل" إلى دولة من دول العالم الثالث، وليس ما إذا كان ذلك سيحدث.
وأشار أبو عرقوب إلى أن هذه الفجوة قد تدفع الفئة التي تدفع الضرائب إلى الهجرة، متسائلًا: "ماذا سيحدث إذا هاجر عشرات الآلاف من دافعي الضرائب؟ من سيموّل السكان الذين لا يعملون ويتزايد عددهم باستمرار؟".
وأكد أبو عرقوب أن منظومة التعليم في "إسرائيل" تُعد من بين الأسوأ في العالم الغربي، خاصة في مجالات الرياضيات والعلوم، ما يضع البلاد في مرتبة متأخرة مقارنة بالدول المتقدمة، فعندما يكبرون، سيكون من المستحيل عليهم إدارة اقتصاد أو نظام صحي أو جيش يعتمد على معايير العالم المتقدم.
وفيما يتعلق بالحريديم، أشار أبو عرقوب أن هذه الفئة تضاعف نفسها كل 25 عامًا، حيث يشكل الأطفال دون سن الرابعة 25% من المجتمع الحريدي. هؤلاء الأطفال يتلقون تعليمهم في مدارس دينية لا تُدرّس المواد العلمية أو اللغات الحديثة، ما يجعلهم غير مؤهلين لإدارة اقتصاد أو نظام صحي أو جيش يعتمد على معايير العالم المتقدم.
وسلطت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الضوء على التصدع الداخلي الذي تعاني منه "إسرائيل"، منتقدة بشدة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو واصفة إدارته بأنها تقود البلاد نحو الهاوية. وأكدت الصحيفة أن إسرائيل تُدار من قِبَل جماعات تضع مصالحها الخاصة فوق المصلحة العامة، ووصفتهم بالخائنين. كما انتقدت الصحيفة بشدة وزير التعليم يوآف كيش، مشيرة إلى تقاعسه عن أداء مهامه الحيوية، مثل ضمان بدء العام الدراسي بشكل طبيعي. وأوضحت أن كيش يفضل مصالح التعليم الحريدي على حساب التعليم الرسمي، ما أدى إلى تدهور النظام التعليمي الذي يخدم ملايين الطلاب. وأكدت أن تصرفات كيش تعكس سلم الأولويات المشوه لحكومة نتنياهو، حيث يتم تجاهل المسؤوليات الأساسية لصالح تعزيز التحالفات السياسية.
وأشارت "هآرتس" إلى أن الوزراء الرئيسيين في الحكومة الإسرائيلية يساهمون في تدهور الوضع العام في البلاد. ووصفت الصحيفة الحكومة بأنها كارثية، حيث ينشغل الوزراء بتأمين مكاسب سياسية على حساب المصلحة العامة.
وفي هذا السياق، انتقدت الصحيفة وزير المالية مشيرة إلى أنه يدمر الاقتصاد، ووزير الأمن القومي الذي يقوّض الأمن، ووزير التربية الذي يلحق الضرر بالطلاب.
وختمت الصحيفة بالتأكيد أن السخط يتزايد بين الإسرائيليين نتيجة فشل الحكومة في إدارة الحرب على غزة واستعادة الأسرى الإسرائيليين، ما يعكس عجزًا واضحًا في القيادة الإسرائيلية الحالية.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: أبو عرقوب إلى أن
إقرأ أيضاً:
التكنولوجيا والروابط العائلية| أستاذ بمركز البحوث الجنائية يحذر: التكنولوجيا تهدد الترابط الأسري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تسارع الثورة التكنولوجية وانتشار الذكاء الاصطناعي، باتت الشاشات الذكية جزءًا أساسيًا من حياة الأفراد، حتى داخل الأسرة الواحدة، مما أدى إلى تغير واضح في طبيعة العلاقات الأسرية.
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن التكنولوجيا أثّرت سلبًا على الترابط الأسري، موضحًا أن كل فرد أصبح يعيش في "عالمه الخاص" أمام شاشة هاتفه أو حاسوبه، مما قلّص فرص الحوار والتفاعل داخل الأسرة.
ويضيف قناوي: "إدمان التكنولوجيا جعل من المناسبات العائلية مجرد لحظات افتراضية، فاختفت الزيارات وتحولت التهاني إلى رسائل إلكترونية، ما أضعف المشاعر وقلل من الانتماء بين أفراد العائلة".
ويرى قناوي أن التواصل الحقيقي لا بد أن يعود ليحتل مكانته داخل البيوت، مشددًا على أهمية إحياء التقاليد العائلية، مثل تناول الطعام معًا، وزيارات الأهل، وإشراك الأطفال في المناسبات الاجتماعية لتعزيز القيم الإنسانية.
كما دعا إلى ضرورة نشر الوعي المجتمعي بخطورة الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، عبر وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والدينية، موضحًا أن تعزيز الروابط الأسرية لا يحافظ فقط على تماسك المجتمع، بل يساهم أيضًا في الحد من انتشار الجريمة.
ويختم قناوي حديثه بالتأكيد على أن "التكنولوجيا يجب أن تكون وسيلة للتقارب لا أداة للعزلة، وأن الحل يبدأ من الأسرة نفسها بإعادة ترتيب أولوياتها وتعزيز التواصل الحقيقي داخل جدران البيت".