شدد كاتب تركي على أن "محاولات الانقلاب الملونة" التي قامت بها الإمبريالية الأمريكية والمدعومة من الغرب ضد الدول الأفريقية التي تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا والصين "لن تنجح بعد الآن"، معتبرا أن الولايات المتحدة وفرنسا "لن يتمكنا من غزو أفريقيا بسهولة وتنظيم انقلابات من الآن فصاعدا".

وقال الكاتب في صحيفة "أيدن ليك" التركية، علي رضا تاشديلين، إن "حقبة جديدة بدأت في أفريقيا"، معتبرا أن "الدول الأفريقية بدأت حرب الاستقلال ضد الإمبريالية بجيوشها ودولها".



وأضاف خلال مشاركة تلفزيونية مع قناة "أولوسال" التركية، لخصتها صحيفة "أيدن ليك" بنقاط مجملة في تقرير لها، أن "الأجواء في أفريقيا تغيرت بعد عام 2020"، مشيرا إلى أن "الوقت حان لنهاية الاستعمار الجديد في القارة السمراء".

وفي معرض حديثه عن "التدخلات المسلحة والانتفاضات التي خططت لها الولايات المتحدة في أفريقيا" والتي وصفها بـ"الانقلابات الملونة" التي تدار عبر أجهزة الاستخبارات الغربية، أوضح الكاتب التركي أن القارة الأفريقية "دخلت في عصر جديد".


وقال تاشديلين، إن "العقد الأول من القرن الحادي والعشرين هو الأعوام التي نهضت فيها الصين وروسيا في أفريقيا. بمعنى آخر، السنوات التي فقدت فيها فرنسا السلطة وحاولت الولايات المتحدة الاستيلاء على القوة التي فقدتها فرنسا".

وأضاف أن "مرت سنوات استخدمت فيها أمريكا وفرنسا أساليب مثل خلق الاضطرابات والفوضى الداخلية، أو إذا فشلا في ذلك، قتل رؤساء الحكومات والغزو، من أجل تغيير الحكومات في البلدان الموجهة نحو آسيا".

وأشار إلى أنه "من الممكن أن ننظر إلى عودة فرنسا إلى حلف شمال الأطلسي مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في عام 2007، وتأسيس الرئيس الأمريكي الأسبق بوش لقيادة أفريكوم (القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة في أفريقيا) في عام 2008، باعتباره ميلادا لنظام جيوسياسي جديد في أفريقيا"، موضحا أنه "قبل عام 2010، كانت الولايات المتحدة في منافسة مع فرنسا على أفريقيا".

ولفت إلى أنه "عندما بدأت الصين في الصعود وتركت فرنسا والولايات المتحدة وراءها، رأينا أن الولايات المتحدة وفرنسا بدأتا العمل معا. وبشكل أكثر دقة، فقد اتبع ساركوزي خطى الولايات المتحدة".

"الغرب يحرك المنظمات الإرهابية"
وشدد الكاتب على، أن "الولايات المتحدة وفرنسا تقومان بإسقاط الدول الأفريقية ذات التوجه الصيني من خلال خلق الفوضى من خلال أساليب تسمى الثورات الملونة، بالإضافة إلى قيامهما بتنشيط المنظمات الإرهابية المدعومة من الغرب. وهذا أمر مهم للغاية لأن أفريقيا تعاني بالفعل من الإرهاب حتى اليوم".

وذكر أنه "في حال لم يتمكنوا (واشنطن وباريس) من تحقيق ذلك، فإنهم يقومون بتدخلات عسكرية، أو انقلابات، أو حتى يحاولون قتل قادة ذلك البلد"، مشيرا إلى أن "العذر وراء هذه الثورات المضادة الملونة هو أنها في أفريقيا، كما هو الحال في مناطق أخرى، تتزامن عادة مع فترة الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية".

انقلابات في أفريقيا
على سبيل المثال، لفت الكاتب التركي إلى أن "لوران غباغبو،  فاز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في ساحل العاج عام 2010، وكان يعرف عنه رغبته في التعاون مع الصين ومنظمة بريكس"، و"لكن الولايات المتحدة وفرنسا زعمتا أن المرشح المنافس له، الحسن واتارا، قد فاز، ما خلق اضطرابا في البلاد وتدخلا عسكريا".

وقامت واشنطن وباريس "باعتقال غباغبو وإحالته إلى المحكمة الجنائية الدولية"، حسب الكاتب الذي أشار إلى أن "واتارا هو شخص درس الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية وشغل مناصب مختلفة في صندوق النقد الدولي. واليوم، لا يزال واتارا رئيسا لساحل العاج".

وعبر "أساليب التدخل وتسليح الإرهابيين"، أشار تاشديلين إلى أن واشنطن وفرنسا "قامتا باستفزاز التنظيمات الإرهابية الانفصالية في مالي عام 2013 وقاما بتدخل عسكري"، مشيرا إلى أن البلدين المشار إليهما "في البداية يقومون بإشعال النار، ثم يقومون بدور رجال الإطفاء ويتدخلون عسكريا".
وفي العام نفسه، "حشدوا منظمة سيليكا الإرهابية على أسس عرقية ودينية ضد الرئيس فرانسوا بوزيزيه في جمهورية أفريقيا الوسطى وقادوا البلاد إلى حرب أهلية"، وفقا للكاتب التركي.


وفي عام 2013 أيضا، أشار الكاتب إلى أن البلدين الغربيين "قاما بتعيين مرشح المعارضة رئيسا للوزراء للإطاحة بروبرت موغابي في زيمبابوي. وفي كل هذه الأمور، قام الناس بأعمال شغب، ونزلوا إلى الشوارع وجعلوا الناس يتقاتلون مع بعضهم البعض. لقد شهدنا صورا ترقى إلى مستوى الحرب الأهلية".

و"مرة أخرى، كما هو الحال في زيمبابوي، تم تعبئة الشوارع ضد نتائج الانتخابات الرئاسية في كينيا"، وفقا للكاتب التركي.

بحسب ما أورده الكاتب في تقرير صحيفة "أيدن ليك التركية"، فإن الغابون شهدت أولى الثورات الملونة التي عرفت باسم الربيع الأفريقي في الفترة بين عامي 2014 و2016، موضحا أن "المحاولة في ذلك الوقت فشلت، لكن في عام 2023، تمت الإطاحة بالرئيس علي بونغو أونديمبا في انقلاب قام به معاونه الفرنسي الجنرال نغويما".

في السنوات ذاتها، وفقا للكاتب، جرى التدخل في الانتخابات "ضد جوزيف كابيلا في جمهورية الكونغو الديمقراطية وضد بول بيا في الكاميرون، وتم استفزاز الجمهور وتعبئة المنظمات الإرهابية".

وفي نيسان /أبريل 2021 أيضا، تعرض الرئيس التشادي إدريس ديبي للاغتيال بينما كان في طريقه إلى خط المواجهة ضد التمرد المسلح.

أفريقيا على جدول الأعمال في عهد بايدن
أشار الكاتب التركي، إلى أنه "في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لم يتم عقد قمة أمريكية-أفريقية، ولم يكن ذلك من ضمن أولوياته".

لكن بعد وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن عام 2021، "طُرحت قضية أفريقيا على جدول الأعمال مرة أخرى، حيث عارض جزء كبير من الدول الأفريقية قرار الإدانة ضد روسيا في الأمم المتحدة، بسبب حرب أوكرانيا".

ودعا بايدن إلى قمة أمريكية-أفريقية في كانون الأول /ديسمبر 2022، حضرها 49 زعيما". وأشار الكاتب التركي إلى أن بايدن "غيّر بايدن استراتيجيته لمواجهة النفوذ المتزايد للصين وروسيا".


وعلى هذا فإن النهج الجديد أنتج استراتيجية أمريكية جديدة لمنطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، تحدد الخطوط العريضة لسياسة أفريقية أكثر واقعية ومشاركة أكبر في القضايا الأمنية والاقتصادية، وفقا للكاتب

تغير الطقس في أفريقيا بعد عام 2020
بعد عام 2020، تغير الجو في أفريقيا، حسب الكاتب التركي. وأوضح  تاشديلين أن "الوقت حان الآن  لنهاية الاستعمار الجديد في أفريقيا، حيث لن تتمكن الولايات المتحدة ولا فرنسا من غزو أفريقيا بسهولة وتنظيم الانقلابات من الآن فصاعدا".

واعتبر الكاتب، أن "الغرب خسر أفريقيا، التي نهبها من أجل ثرواته وازدهاره. وحتى لو حققت الثورات الملونة نجاحا مؤقتا، كما حدث في الغابون والسنغال، فإن الثورات الملونة لن تكون ذات فائدة على الإطلاق".

وأشارت إلى أن "حرب الاستقلال الثانية في أفريقيا ضد الاستعمار الجديد المستمر بدأت منذ ستينيات القرن الماضي"، موضحا أن "هجمات العولمة والليبرالية الجديدة التي تهدف إلى تفكيك وتدمير الدول الوطنية اصطدمت بجدار الأمة والجيش، كما حدث في مالي وبوركينا فاسو والنيجر".

وشدد الكاتب في ختام حديثه، على أن "الجيش الذي يتحد مع شعبه في الدول الأفريقية، أصبح الآن هو المفتاح الرئيسي للدفاع عن استقلال بلدانهم وأوطانهم ضد الإمبريالية في أفريقيا"، حسب تعبيره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة أفريقيا فرنسا بايدن فرنسا الولايات المتحدة أفريقيا بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة وفرنسا الدول الأفریقیة الکاتب الترکی فی أفریقیا فی عام إلى أن

إقرأ أيضاً:

مقتل تسعة جنود من جنوب أفريقيا في شرق الكونغو مع تصاعد الصراع

يناير 25, 2025آخر تحديث: يناير 25, 2025

المستقلة/- قالت وزارة الدفاع في جنوب أفريقيا يوم السبت إن تسعة جنود من جنوب أفريقيا قتلوا في منطقة الصراع بشرق الكونغو، بينما خاضت قوات الكونغو وقوات حفظ السلام معارك لوقف تقدم المتمردين المدعومين من رواندا نحو مدينة جوما.

وقال مصدران بالجيش إن جمهورية الكونغو الديمقراطية وحلفاءها صدوا في وقت سابق تقدما خلال الليل نحو العاصمة الإقليمية التي يقطنها أكثر من مليون شخص. وهز صوت القصف العنيف القريب المدينة في الساعات الأولى من الصباح.

اشتد تمرد حركة إم23 الذي استمر ثلاثة أعوام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغني بالمعادن في يناير/كانون الثاني مع سيطرة المتمردين على المزيد من الأراضي أكثر من أي وقت مضى، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا.

وقالت قوة الدفاع الوطني في جنوب أفريقيا في بيان إن قتال عنيف استمر يومين أسفر حتى يوم الجمعة عن مقتل اثنين من مواطني جنوب أفريقيا يعملون مع بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وسبعة آخرين في قوة الكتلة الإقليمية لجنوب أفريقيا في الكونغو.

وقالت المنظمة في بيان “لقد خاض الأعضاء معركة شجاعة لمنع المتمردين من التقدم إلى غوما كما كانت نيتهم”، مضيفة أن حركة إم23 تمكنت من صد الهجوم.

وتأتي هذه الوفيات في أعقاب تصعيد في الأعمال العدائية أدى أيضا إلى مقتل الحاكم العسكري لشمال كيفو على خط المواجهة هذا الأسبوع.

وقال مراسلو رويترز هناك إن الوضع بدا هادئاً في غوما يوم السبت حيث بدأ الناس في ممارسة أعمالهم بشكل حذر وسط وجود مكثف للشرطة.

وقالت الأمم المتحدة يوم السبت إنها بدأت في نقل موظفيها غير الأساسيين مؤقتاً من غوما بسبب تدهور الوضع الأمني ​​في الإقليم.

وتتهم الكونغو والأمم المتحدة ودول أخرى رواندا المجاورة بتأجيج الصراع بقواتها وأسلحتها. وتنفي رواندا هذا لكن تصاعد القتال دفع إلى تجدد الدعوات لفك الارتباط.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان يوم السبت “يتعين على رواندا أن تكف عن دعمها لحركة إم23 وأن تنسحب”.

تمكنت حركة إم23 لفترة وجيزة من الاستيلاء على غوما خلال تمرد سابق في عام 2012، مما دفع المانحين الدوليين إلى قطع المساعدات عن رواندا. وحتى في ذلك الوقت، لم يسيطر المتمردون على الكثير من الأرض كما يفعلون الآن.

كما أدى انعدام الأمن إلى تعميق الوضع الإنساني المتدهور بالفعل في المقاطعات الشرقية، حيث أجبر 400 ألف شخص آخرين على الفرار من منازلهم هذا العام وحده، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم السبت “إن الوضع الذي يواجه المدنيين في غوما أصبح خطيرًا بشكل متزايد والاحتياجات الإنسانية هائلة”.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين لمناقشة الأزمة.

مقالات مشابهة

  • كولومبيا سترسل طائرتها الرئاسية إلى الولايات المتحدة لنقل المهاجرين المرحّلين
  • وزير الخارجية التركي: لا مكان للإرهاب في سوريا
  • تحذير إسرائيلي من دور أردوغان في سوريا.. يسعى لتعزيز نفوذه الإقليمي
  • الشركة المتحدة تعلن تعيين الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى مستشارا لمجلس الإدارة
  • تعيين الكاتب الصحفي أحمد الطاهرى مستشارا لمجلس إدارة الشركة المتحدة
  • مقتل تسعة جنود من جنوب أفريقيا في شرق الكونغو مع تصاعد الصراع
  • الولايات المتحدة تجمّد جميع المساعدات باستثناء إسرائيل ومصر
  • المكسيك: نرحب بمواطنينا العائدين من الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تبدأ الخطة الأكبر في التاريخ لترحيل المهاجرين
  • المكسيك ترفض استقبال رحلة مهاجرين غير شرعيين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة