قصص مأساوية لتعذيب أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
يمانيون../ ترددت كثيراً على ألسنة المسؤولين الصهاينة مقولة “جيشنا هو أكثر الجيوش التزاماً بالمعايير الأخلاقية في الحرب”.
وهي مقولة يفنّدها الواقع الذي يشهد على أن هذا الجيش مجرد قطيع من العصابات فضحتها ممارسات عدوانه على غزة التي تعد حلقة في تاريخه الملطّخ بالإجرام.
تتفق روايات الأسرى ممن أفرج عنهم أخيراً مع آخرين عايشوا بدايات الثورة الفلسطينية، بأن سجون الاحتلال الإسرائيلي تشهد أنواعاً من التعذيب هي الأكثر فظاعة بشاعة وسادية، بشكلٍ لا يتصوره عقل، لكن شهادات أسرى ما بعد الـ7 من أكتوبر، تختلف تماماً عما عايشه الأسرى قبل بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
فما بين الوحشية والإنسانية.. هكذا يبدو المشهد عند مقارنة شهادة الأسيرة الإسرائيلية “ليئات أتزيلي”؛ شاهدة على ظروف احتجازها ومعاملتها الحسنة من المقاومة في غزة، وبين الشهادات المروعة من المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال.
شهادة ترويها الأسيرة الإسرائيلية السابقة “ليئات أتزيلي”:
عبر صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، جاءت شهادة “أتزيلي” لتلقف إفك الاحتلال ودعايته المضللة عن عنف مزعوم تعرض له أسرى الاحتلال في غزة.
تقول: “تلقيت معاملة حسنة وقدم لي الطعام الذي طلبته، كنت أتحرك بحرية في البيت الذي احتجزت فيه”.. هذا ما قالته الأسيرة الإسرائيلية، التي أفرج عنها في نوفمبر العام الماضي، كجزء من هدنة استمرت أسبوع.
وتضيف أنها في الثامن من أكتوبر نقلتْ إلى شقة، وهناك التقت بالعمال التايلانديين، والتقت بأسيرة أخرى وهي “آيلانا غريتزويسكي”، مشيرة إلى أن بقائهما معا أضفى جوّاً من الارتياح جعلهما تتشاركان الحديث والمشاعر بينهما، بل وحتى مع عناصر المقاومة التي كانت تحرسهما مما زرع نوعاً من الثقة بينهم.
وعن خوفها من كونها امرأة محتجزة لدى رجال، قالت: إنها كانت مرتابة جداً في البداية وتخشى من حدوث شيء، أو أن تتعرض لاعتداء جنسي، لكن بعد ذلك تأكدت أن كل شيء كان على ما يرام، وأنهم كانوا ملتزمين بالحدود”.
وتشير الأسيرة السابقة “أتزيلي” إلى إن حراسها اندهشوا من كونها نباتية، وسألوها “إذن، ماذا تأكلين؟” فأجابت أنها تحب “البيتزا” كثيراً فذهب أحدهم بدراجته وأحضر “بيتزا” من “كريسبي بيتزا” في “خان يونس”، بعد ذلك طلبت الفواكه والخضراوات وأحضروها، وتقول: “لقد عاملونا بإنسانية بطريقة جعلت من الممكن لنا أن نجتاز تلك الفترة على ما يرام، في المجمل”.
فصول من الوحشية والسادية:
وأمام تلك الصورة التي تعكس أرقى صور الإنسانية، في المقابل كانت مشاهد الأسرى المفرج عنهم تحكي فصولاً من الوحشية والسادية لا يمكن تخيلها.. وجوه شاحبة وشعر رأس ولحى طويلة، وملابس رثة، وجروح وندوب في أنحاء متفرقة من الجسد، بعد أن حولت قوات الاحتلال سجونها ومراكز التوقيف إلى مسالخ للتعذيب السادي والانتقام والعقاب من الأبرياء لمحاولة الانتصار عليهم من انتقام مما حدث في 7 أكتوبر.
يقول أحد أسرى غزة المفرج عنهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إن نحو 30 جندياً تناوبوا على ضربه خلال وقت قصير من اعتقاله في ديسمبر الماضي.
ووثق المركز الفلسطيني للإعلام شهادة المحرر “زين الدين”، والذي اكتفى بالتعريف عن اسمه الأول، مبيناً أنه أمضى 25 يوماً في سجون الاحتلال دون أن يعرف المكان الذي احتجز فيه.
ويروي الشاب أنه تعرض لأنوع مختلفة من التعذيب والحرمان، كالشبح المستمر طوال أسبوع والضرب على مختلف أماكن جسدنا، والحرمان من قضاء الحاجة أو الحصول على الماء.
ويقول: “طلبت ذات مرة من أحد الجنود الماء. سألني الجندي عن حاجتي للماء حقاً، فأخبرته بأنني أشعر بالعطش، فطلب مني فتح فمي وبصق بداخله”.
خسر “زين الدين” 20 كجم من وزنه في السجن وبصحة متردية وبعظام مكسرة، مبيناً أن الأسرى يحرمون من تناول الطعام لفترات طويلة.
وأضاف: “يعطوننا طيلة اليوم قطعة من الخبز، مع قطعة صغيرة من الجبن، بالكاد تكفي طفل صغير، إضافة لحرماننا من النوم ومن الاستحمام”.
ويصف الشاب الأيام التي قضاها في المعتقل بأنها “جنهم”، مشدداً أن كل ما يمكن تخيله من أساليب تعذيب تعرض لها رفقة الأسرى، من ضرب همجي وسب وشتم، وإجبار على ترديد مسبات للأمهات والأعراض، وتعمد بعض السجانين شتم ديننا والنبي محمد”.
ويلخص “زين الدين” شهادته عن سجون الاحتلال بأن “الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود، لهول ما يتعرض له الأسرى من بشاعات وانتهاكات وظلم كبير لا تطيقه الجبال”.
حفلات التعذيب والترويح عن النفس:
ووفق شهادات نشرتها هيئة شؤون الأسرى، فإن معظم أسرى قطاع غزة، تعرضوا للإغماء، عدة مرات خلال التعذيب، بينما بات شائعاً في السجون ما يسمى بـ “حفلات التعذيب”، حيث يجمع سجانو الاحتلال الأسرى في ساحة معينة، ويمارسون بحقهم تعذيبًا ساديًا ووحشيًا مروعًا.
ثلاثة من الأسرى زارتهم الهيئة ونقلت عنهم محاميها شهادات مروعة، جاء فيها: “نتعرض لفاشية حقيقية، تعرية من الملابس، وضرب وتعذيب وتنكيل، وتقييد الأيدي والأرجل، وتعصيب العينين”.
ويضيف الأسرى الثلاثة أنهم حولوا إلى فرائس لهذه الوحوش المسعورة، التي تتلذذ بجوعنا وعطشنا وصراخنا، ومرضنا، لدرجة أننا لسنا متخيلين أننا على قيد الحياة.
وتتابع الهيئة سرد شهادة الأسرى: “رحلة الموت تبدأ من لحظة الاعتقال، مرورًا بالنقل في العربات والشاحنات العسكرية، وصولاً إلى السجون التي تمنينا الموت قبل أن نصلها، لما رأيناه من حقد وجنون، من جنود في بدايات أعمارهم، ينكلون بنا، ويعذبونا بشكل لا يوصف”.
ويضيف الأسرى الثلاثة: “منذ اعتقالنا، نقضي معظم وقتنا جالسين على أقدامنا، أو منبطحين على بطوننا، واستخدمت الكلاب في ترهيبنا، والاعتداء علينا، لا نبالغ إن قلنا أن معظم أسرى غزة فقدوا الوعي مرات عدة بفعل التعذيب الممنهج”.
تجويع وتعذيب وحشي:
وتطابقت شهادات أسرى من غزة أفرجت عنهم سلطات الاحتلال قبل أيام، مع محررين آخرين أكدوا تعرضهم للتجويع، وأنهم لم يشبعوا منذ 7 أكتوبر الماضي، “فما كان يقدم لهم سوى وجبات سيئة وبملاعق معدودة”.
وأوضحوا أن الأسرى يحرمون من الماء لمدة 23 ساعة، وخلال ساعة واحدة عليهم قضاء كل احتياجاتهم من الماء شربًا ووضوء ونظافة.
ويشير الأسرى إلى استخدام جنود الاحتلال أساليب متعددة للشبح، وبوضعيات مختلفة، ولساعات طويلة، أشدها قساوة أسلوب شبح “الموزة”، وتقييد أيدي الأسرى بأرجهم من الخلف وهم جالسون على الكراسي، وإجبارهم على الوقوف لفترات طويلة وقضاء حاجتهم وقت الشبح.
ووثقت تقارير حقوقية عديدة لمؤسسات نادي الأسير، وهيئة شؤون الأسرى، تعرض الأسرى لإهمال طبي كبير وحرمان من الرعاية الطبية تسبب بانتشار الأمراض الجلدية، وإطلاق الكلاب البوليسية الجائعة على الأسرى لنهشهم.
وبينت التقارير أن نتائج التعذيب الوحشي تسبب في استشهاد عشرات الأسرى، وبتر أعضاء وأطراف آخرين، وفقدان بعضهم الذاكرة، مشيرة إلى أن الأسرى الذين أفرج عنهم خرجوا بأجساد منهكة ونقصان مرعب في الوزن قد يصل 40 كيلو جرام في 6 أشهر.
“أهلا بكم في جنهم”:
“أهلا بكم في جنهم”، هو عنوان تقرير موسع نشرته منظمة “بتسليم” الحقوقية الإسرائيلية، وهي الجملة التي استقبل بها أحد الجنود مجموعة من أسرى غزة، مؤكدة أن تحول السجون إلى شبكات للتعذيب الممنهج.
ويسرد التقرير بشكل مفصل أدوات التعذيب التي يستخدمها الاحتلال في سجونه، مثل: غاز الفلفل، وقنابل الصوت، الهراوات الخشبية والحديدية، ومسدسات صعق الكهرباء، الكلاب المتوحشة، والضرب، واللكم، والركل، والشبح، وتعصيب الأعين لساعات وأيام وأسابيع طويلة.
كما يشمل التعذيب تقييد الأيدي والأرجل على مدار الساعة ولأسابيع طويلة، وشدها بشكل يؤدي إلى تلف الأعضاء وبترها، وإجبار الأسرى على طأطأة الرأس في وضعية القرفصاء والنوم على البطون لفترات طويلة جدًا.
وأورد تقرير “بتسليم” أدوات أخرى للتعذيب، منها: “الضرب الشديد بالهراوات، والأحذية العسكرية، وكوابل الكهرباء على مختلف أنحاء الجسد، وضرب الأسرى على المناطق الحساسة”.
ووثقت المؤسسة الحقوقية تعرض أسرى لأساليب تعذيب مروع كسحب العضو الذكري والخصيتين، والضرب بالمطرقة على الظهر والخصيتين، إلى جانب الاعتداءات الجنسية بوضع عصي أو أدوات حادة داخل الدبر، أو حتى من الكلاب البوليسية”.
وتفيد معطيات نادي الأسير الفلسطيني باستشهاد 23 أسيرًا من غزة عرفت هوياتهم تحت التعذيب في معسكر “سديه تيمان”، مؤكدة إخفاء الاحتلال هويات العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في سجونه ومعسكراته.
تعذيب واعتداءات جنسية:
ووثقت مجلة (+972) الإسرائيلية عدة حالات اغتصاب واعتداءات جنسية بحق أسرى فلسطينيين من قطاع غزة في سجن “سدي تيمان” الإسرائيلي الذي وصفته بأنه أكثر فظاعة من سجني “غوانتانامو” و “أبو غريب” الأمريكيين.
وبحسب المجلة، فقد احتجزت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من أربعة آلاف فلسطيني في القاعدة العسكرية في النقب منذ السابع من أكتوبر، وقد تم الإفراج عن بعضهم فيما بعد، ولكن أغلبهم ما زالوا رهن الاعتقال الإسرائيلي.
والأسبوع الماضي، أكدت صحيفة “هآرتس” أن المحكمة العليا الإسرائيلية أمرت السلطات بتوضيح ظروف اعتقال أسرى قطاع غزة في معتقل “سدي تيمان”، ونقلت الصحيفة عن محامية إسرائيلية تأكيدها أن احتجاز المعتقلين في “سدي تيمان” من شأنه أن يرقى إلى جريمة حرب، مضيفة أن احتجاز المعتقلين فيه “لا يمكن أن يستمر دقيقة أخرى”.
ً#العدو الصهيوني#العدوان الصهيوني على غزةالأسرى الفلسطينيينالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: سجون الاحتلال فی سجون تعذیب ا
إقرأ أيضاً:
حماس تبدي استعدادها للمرحلة الثانية من الاتفاق وعائلات أسرى العدو تتهم نتنياهو بتحويل حياة أبنائهم للعبة لصالحه
الثورة / متابعة/ محمد الجبري
أشارت تقارير حكومية فلسطينية إلى ارتكاب جيش العدو الصهيوني أكثر من 900 خرق لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
وأفادت مصادر محلية، أن ثلاثة مواطنين فلسطينيين، استشهدوا صباح أمس السبت، جراء القصف وإطلاق قوات العدو الصهيوني الرصاص شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وقصف من مسيّرة صهيونية في منطقة أبو حلاوة شرقي مدينة رفح.
وأوضحت المصادر، أن آليات جيش العدو أطلقت ناراً مكثفاً على امتداد محور فيلادلفيا صوب منازل المواطنين جنوبي ووسط رفح.
إلى ذلك أصيب ثلاثة مواطنين برصاص العدو الإسرائيلي، مساء أمس، على شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر محلية بأن طائرة «إسرائيلية» مسيّرة من نوع «كواد كابتر»، فتحت نيرانها صوب المواطنين على شارع صلاح الدين قرب مفترق الشهداء وسط القطاع، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم بجروح.
وأُصيب ثلاثة آخرون بنيران مسيرة «إسرائيلية» في حي البرازيل جنوبي مدينة رفح جنوبي القطاع، كما أصيب مواطن برصاص الاحتلال في بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس جنوب القطاع.
كذلك أصيب 7 مواطنين بجروح متفاوتة في قصف من مسيّرة للاحتلال على جرافة كانت تقوم بإزالة ركام منزل في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، أمس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,453 شهيدا، منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من شهر أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,860 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة سبعة شهداء «ستة شهداء جدد بقصف الاحتلال، وانتشال جثمان شهيد»، وثمان إصابات خلال الساعات الـ48 الماضية.
وبمناسبة يوم المرأة العالمي، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف، أمس السبت، في بيان صادر، على المعاناة الكبيرة التي تواجهها النساء في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
كما سلط الضوء على معاناة النساء المعتقلات، قائلا إن «عشرات النساء تم اعتقالهن وتعرضن للتعذيب داخل المعتقلات».
وقال معروف في البيان : «نذكر المجتمع الدولي المحتفي اليوم بحقوق المرأة بمجازر الاحتلال الصهيونازي بحق النساء خلال حرب الإبادة في غزة»، مضيفًا أن نحو «12316 شهيدة قتلهن الاحتلال بدم بارد، 13901 امرأة ترملت وفقدت زوجها ومعيل أسرتها، و17 ألف أم ثكلت بفقدان أبنائها، و50 ألف امرأة حامل وضعن مواليدهن في ظروف غير إنسانية».
وأشار إلى أن «162 ألف امرأة أصيبت بأمراض معدية، و2000 امرأة وفتاة ستلازمهن الإعاقة جراء بتر أطرافهن».
وفي هذا السياق أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، حق النساء والفتيات الفلسطينيات في العيش بأمان وسلام، والتمتع بالحماية القانونية اللازمة من جريمة الإبادة الجماعية، وعدوان الاحتلال الصهيوني غير القانوني المستمر والممنهج وواسع النطاق، وإرهاب مستعمريه، وضرورة إنهاء ممارساته العنصرية والإجرامية بحقهنّ.
وذكرت الوزارة في بيان، أمس السبت، بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف في 8 مارس من كل عام أن النساء الفلسطينيات هن الأكثر تضرراً وتأثراً بجرائم وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وأنه على مدى أكثر من 519 يوما، استشهدت أكثر من 12,298 امرأة، بينما تعرضت آلاف النساء للتشريد القسري وفقدان أبسط حقوقهن الإنسانية.
وأضافت وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية أن عرقلة وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة من الغذاء والدواء والاحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات، يضاعف معاناتهن في ظل الإبادة، وهو ما تؤكد عليه جميع المؤسسات الدولية والأممية.
وأوضحت الخارجية أن هناك أكثر من 50 ألف امرأة حامل أو مرضعة في قطاع غزة، و4 آلاف متوقع أن يضعن مواليدهن خلال الشهر الجاري في ظل ظروف مأساوية ولا إنسانية، بما يخالف جميع المواثيق والاتفاقيات والقرارات الدولية ومنها قرار مجلس الأمن 1325 الخاص بـ «المرأة والأمن والسلام».
وتابعت أن 21 امرأة فلسطينية يواجهن ظروف اعتقال قاسية وغير إنسانية في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ويتعرضن لشتى أشكال التعذيب والعزل الانفرادي، والإهمال الطبي.
وأشارت الوزارة إلى أن العالم يحتفي في هذا اليوم بإنجازات النساء، ويجدد التزامه بالمساواة والعدالة، بينما تقف المرأة الفلسطينية في قلب معركة البقاء، وتواجه العبء الأكبر من الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ومحاولات التهجير القسري والتطهير العرقي. من جهته أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أن العدو الصهيوني يسعى مجددًا لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني كجزء من مشروعه الاستيطاني التوسعي.
وأوضح الشوا في مداخلة تلفزيونية أمس السبت أن جهود العدو الصهيوني تشمل تهجير المواطنين من أراضيهم، مما يمهد الطريق لعمليات الضم الواسعة التي ينوي القيام بها في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتجلى بوضوح من خلال تخريب المخيمات واستهدافها، وخاصة مخيمات اللاجئين المنتشرة في مختلف المناطق.
وقال «إن استهداف الأونروا يعكس نوايا الاحتلال الرامية إلى تقويض الخدمات الأساسية المقدمة للاجئين الفلسطينيين» .
وأشار إلى أن هذه المؤشرات الخطيرة تتطلب تكثيف الجهود والعمل على حملة دبلوماسية واسعة على كافة المستويات، بهدف التصدي لهذا المخطط الإجرامي ومنع تنفيذ هذه الجريمة بحق الشعب الفلسطيني.
وكان المفوض العام للأونروا قد أعلن أمس أن العدو الصهيوني ينفذ أكبر عملية تدمير في الضفة الغربية منذ 58 عاما .
وفي غضون ذلك أكدت حركة المقاومة الاسلامية حماس ، أمس ، أن جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات المرحلة الثانية والمؤشرات إيجابية نحو ذلك».
وقال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع في تصريح صحفي :» نؤكد جاهزيتنا لخوض مفاوضات المرحلة الثانية بما يحقق مطالب شعبنا وندعو لتكثيف الجهود لإغاثة قطاع غزة ورفع الحصار عن شعبنا المكلوم».
وأضاف: «وفد قيادة الحركة المتواجد في القاهرة منذ أمس يناقش سبل بدء مفاوضات المرحلة الثانية وإلزام الاحتلال بها وآليات تطبيق مخرجات القمة العربية».
بدورها تبنت منظمة التعاون الإسلامي أمس السبت، في ختام اجتماعها الوزاري الطارئ في جدة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحثت المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة.
وأكدت المنظمة أن هذه الجهود كافة «تسير بالتوازي مع تدشين مسار سياسي وأُفق للحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته والعيش في سلام وأمان».
وأضافت عقب اجتماعها الوزاري عقد لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني ومحاولات تهجيره من أرضه، في بيانه الختامي «الرفض المطلق والتصدي الحازم للخطط الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني فرادى أو جماعات، داخل أرضهم أو خارجها».
كما أدان سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة إلى إجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه.
من جهة أخرى أكدت هيئة عائلات الأسرى الصهاينة في غزة، مساء السبت، أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حوَّل حياة أبنائهم إلى لعبة شطرنج لخدمة مصالحه، داعية للنزول إلى الشوارع لمنع عودة الحرب.
وقالت عائلات الأسرى في مؤتمر صحفي أن «نتنياهو يتعمد إيجاد أزمة في محادثات الصفقة للعودة إلى الحرب» مشيرة إلى أن «نتنياهو يحاول تهيئة الرأي العام للعودة إلى الحرب بخلاف مصلحة «إسرائيل».
وتساءلت «كيف يعقل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهتم بحياة الأسرى أكثر من نتنياهو؟» مطالبة ترامب «بعدم السماح لنتنياهو بالتضحية بأرواح الأسرى لأن الحرب لن تعيدهم».
وأردفت عائلات الأسرى «ما دامت «إسرائيل» في حالة حرب فنتنياهو يتهرب من قضايا محاكمته بالفساد».
وأكدت أن «الحرب لن تعيد الأسرى بل ستقتلهم» مشددة على أن «صفقة تبادل فقط من دفعة واحدة ستنقذهم».
وأشارت عائلات الأسرى إلى أن «مصالح نتنياهو لا تتماهى مع مصلحة «إسرائيل» التي تطالب بإعادة الأسرى».
ولفتت إلى أن «نتنياهو عمل على تفكيك فريق المفاوضات وجمد المحادثات عمدا، ومستعد للتضحية بحياة الأسرى من أجل مصالحه السياسية والإجرامية.
وشددت عائلات أسرى العدو على أنها لن تسمح لنتنياهو بالتخلي عن أبنائهم.