عربي21:
2025-04-11@08:58:21 GMT

حياة الماعز فيلم هندي أغضب السعودية

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

"هذا الفيلم لا يحمل إساءاة لأي دولة أو شعب او مجتمع أو عرق".. بهذه العبارة بدأ صناع الفيلم الهندي حياة الماعز فيلمهم في إشارة إلى ما سيحدثه الفيلم من ضجة كبيرة على المستويين الخليجي والعربي بمجرد عرضه.

فيلم حياة الماعز من إنتاج هندي استغرق تصويره خمسة أعوام ما بين بلدان الأردن والهند وبلدان أخرى وعرض في الهند في مارس الماضي ثم تم عرضه على منصة نيتفليكس في يوليو الماضي ليصبح الفيلم الأكثر مشاهدة ويشاهده ملايين عبر منصة الأفلام الشهيرة.



قصة الفيلم مأخوذة من رواية بنيامين وهي تجسيد لقصة حقيقية بطلها مواطن هندي يحكي ما تعرض له من مآسي بشعة أثناء رحلة عمله في المملكة العربية السعودية على يد ما يعرف باسم الكفيل والذي جسد دوره الفنان العماني طالب البلوشي.

فيلم حياة الماعز من إنتاج هندي استغرق تصويره خمسة أعوام ما بين بلدان الأردن والهند وبلدان أخرى وعرض في الهند في مارس الماضي ثم تم عرضه على منصة نيتفليكس في يوليو الماضي ليصبح الفيلم الأكثر مشاهدة ويشاهده ملايين عبر منصة الأفلام الشهيرة. على مستوى صناعة الفيلم من حيث التمثيل والإخراج والتصوير والسيناريو والموسيقى التصويرية فقد أبدع صناع الفيلم في رسم تفاصيل الحكاية بدقة واحترافية شديدة ما جعل انتشار الفيلم والتأثر بأحداثه أمرا طبيعيا لما يجسده من معاناة إنسانية كبيرة لفئة العمال المغتربين.

قصة نجيب العامل الهندي الذي باع منزله ليحصل على تأشيرة عمل في إحدى الشركات داخل المملكة العربية السعودية ، هي قصة ملايين البشر الذين ساقتهم الأقدار لرحلة عمل مشابهة داخل السعودية ليصطدموا بكابوس بشري اسمه نظام الكفيل بما يحمله من قسوة وظلم وقمع واستعباد للعامل الوافد أيا كانت جنسيته او دينه دون رحمة أو إنسانية أو احترام لقانون أو نظام.

يصل نجيب إلى السعودية وفي المطار لا يفهم لغة الموظفين ولا يجد كفيله الذي يستقبله، فقط صديقه الصغير حكيم الذي يعرف بعض الكلمات الإنجليزية ولا يفهم هو الآخر ما يحدث حوله في مشهد كشف لك معاناة كل عامل مغترب لا يعرف من اللغة إلا لغته الأم ويصبح عرضة للنصب والاحتيال بل الاختطاف من أصحاب البلد وهذا ما حدث مع أبطال الفيلم.

كفيل سعودي صارم الملامح قاس الطباع عنيف المعاملة، اصطحبهم في سيارة متهالكة في رحلة نحو الصحراء القاحلة، يسبهم كلما تكلموا، يوبخهم كلما سألوا، يضربهم كلما اعترضوا، اختطفهم إلى المجهول، ترك الولد الصغير حكيم في مزرعة أحد أصدقائه داخل الصحراء ثم اصطحب نجيب بطل الحكاية إلى جحيم آخر أو حتى أكون دقيقا إلى حياة الماعز.

ثلاثة أعوام، تحول فيها نجيب إلى شخص آخر، فقد وزنه، طالت لحيته، تحول لونه إلى اللون الأسود، تعرض إلى أبشع أنواع العذاب، فلا ماء ولا طعام إلا بإذن الكفيل، لم يرى إلا الماعز فبات يعيش حياتهم، يأكل أكلهم، حتى فقد القدرة على الكلام إلا بعضا من أصوات يطلقها الماعز بين الحين والآخر.

ثلاثة أعوام من الكفيل عديم الإنسانية، غليظ القلب، الذي لا يعرف إلا السباب والضرب بالعقال والتهديد بالقتل والتحقير من نجيب ومعاملته كما يعامل الماعز.

فجأة جاءت لنجيب فرصة للنجاة، تقابل مع صديقه الصغير حكيم وشخص آخر ذو أصول إفريقية وعدهم بالهروب، وهنا جسد الفيلم مأساة متكررة ليست فقط في صحراء السعودية هربا من الكفيل ولكنها مأساة الهروب من جحيم الأنظمة القمعية في عالمنا العربي.

رحلة نجيب في الصحراء، هي نفسها رحلة آلاف المصريين هربا من السيسي نحو السودان، وهي نفسها رحلة السودانيين هربا من حميدتي إلى مصر، نفس المعاناة في الحر والشمس وانعدام المياه والطعام ومواجهة الثعابين والعقارب والرمال المتحركة، رحلة عذابات أطفال ارتريا هربا من خدمة التجنيد الإجباري نحو الصحراء الكبرى، ورحلة آلاف المصريين هربا إلى ليبيا ثم أوروبا عبر صحراء مصر الغربية.

أثناء الرحلة، مات الشاب الصغير حكيم من الحر والعطش والتعب امام أعين نجيب ، ثم اختفى الشاب الإفريقي أيضا أثناء عاصفة رملية، حتى وصل نجيب فجأة وبمعجزة حقيقية إلى طريق للسيارات وهو في حالة إعياء شديدة وعلى مشارف الموت المحقق.

بعد محاولات بائسة لطلب النجدة وإيقاف عدد من السيارات، توقف له رجل سعودي كريم، اصطحبه معه إلى المدينة وأوصله إلى المسجد، وهناك التقطه بعض العمال الهنود فأنقذوا حياته.

مشهد النهاية في الفيلم قبل عودة نجيب إلى الهند مرة أخرى كشف عن مفاجاة مذهلة داخل مصلحة الجوازات وقسم الترحيلات، أن الكفيل السعودي الذي اصطحب نجيب من المطار لم يكن بالأساس كفيله الحقيقي وهو ما يوضح بشاعة هذا النظام الذي راح ضحيته آلاف البشر عبر سنوات طويلة.

ما فعله فيلم حياة الماعز بكل ما سبق أنه ببساطة هدم المعبد فوق رؤوس أصحابه وفتح نقاشا لن يتوقف عن حقوق العمال في السعودية وعن فعالية الإجراءات التي أدخلتها السعوية على نظام الكفالة منذ مارس 2021 فيما عرف بخدمة التنقل الوظيفي ومبادرة تحسين العلاقات التعاقدية. حياة الماعز، قصة حقيقية كشفت عوار نظام الكفيل داخل المملكة العربية السعودية، ولكنه أيضا أغضب السلطات السعودية والتي أطلقت العنان للذباب الالكتروني ليهاجم الفيلم وصناعه والفنان العماني طالب البلوشي لمشاركته فيما أسموه محاولة الإساءة للمملكة العربية السعودية.

النظام السعودية بقيادة محمد بن سلمان ومندوبه في رئاسة هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، أنفقوا مليارات لرسم صورة جديدة ومتقدمة للسعودية أمام العالم، نظموا حفلات، غيروا قوانين، بدلوا الهوية، استضافوا مناسبات عالمية كبرى، في محاولة لتوجيه رسالة مفادها أن السعودية قادمة وبقوة نحو 2030 وكأس العالم 2034.

ما فعله فيلم حياة الماعز بكل ما سبق أنه ببساطة هدم المعبد فوق رؤوس أصحابه وفتح نقاشا لن يتوقف عن حقوق العمال في السعودية وعن فعالية الإجراءات التي أدخلتها السعوية على نظام الكفالة منذ مارس 2021 فيما عرف بخدمة التنقل الوظيفي ومبادرة تحسين العلاقات التعاقدية.

تركي آل الشيخ أراد أن يصنع فيلما أبطاله مصريون يحكي عن نصاب مصري يجسد دوره الفنان أحمد حلمي ينصب على الحجاج المصريين القادمين للمملكة ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فجاءته الصدمة من الهند وبات لسان حال الجميع كم شخصا يعاني من حياة الماعز في السعودية؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفيلم الهندي السعودية فيلم السعودية الهند رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربیة السعودیة هربا من

إقرأ أيضاً:

السفر الجوي..ما هو أخطر جزء في رحلة الطيران؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يبدو التحليق في السماء، من دون أي شيء أسفلك، سوى 12 ألف متر من الفراغ، بمثابة تجربة خطيرة.

لكن عندما يتعلق الأمر بالسفر على متن طائرة تجارية، فهذا ليس الجزء الأكثر خطورة من الرحلة.

خضعت سلامة الطيران لتدقيق متجدّد بعد سلسلة من الحوادث المروعة في الأسابيع الأخيرة، ما دفع بعض المسافرين القلقين إلى التفكير مليًا قبل حجز تذاكرهم.

وفقًا للطيارين وخبراء الطيران، تنحصر مراحل الخطر في لحظات محددة للغاية أثناء الطيران، وخاصةً خلال مرحلة الإقلاع والهبوط.

وقعت حوادث الأشهر الأخيرة خلال هذه المراحل، ما دفع المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل (NTSB) وإدارة الطيران الفيدرالية (FAA) إلى إجراء تحقيقات.

ما هي المرحلة الأكثر خطورة؟ يخضع قطاع الطيران للمزيد من التدقيق في أعقاب حدوث سلسلة من الحوادث الجوية المروعة مؤخرًا. Credit: Nicolas Economou/NurPhoto/Getty Images

وقعت 770 حادثة خلال الهبوط، و124 حادثة أثناء الإقلاع من بين 1،468 حادثة سجلها الاتحاد الدولي للنقل الجوي بأمريكا في عام 2024،

رأت محللة شؤون النقل في CNN، ماري شيافو، أنّ ارتفاع نسبة الحوادث في هاتين المرحلتين أثناء الطيران يعود إلى المخاطر والمناورات اللازمة للإقلاع والهبوط في المطار.

وأوضحت شيافو: "تُشكل المطارات ضغطًا أكبر بكثير على الطيارين، ومراقبي الحركة الجوية، والطائرات"، إذ باعتقادها أنّ الهبوط يُشكل خطورة أكبر من الإقلاع نظرًا لقلة الخيارات المتاحة خلاله.

وقالت شيافو إنّه "وقت حرج للغاية، خاصةً في حالات التصادم الجوي وما إلى ذلك".

قاعدة "قمرة القيادة المعقمة" يتمتع الطيارون بقوائم تدقيق طويلة لضمان إجراء الإقلاع والهبوط بأمان. Credit: Timothy A. Clary/AFP/Getty Images

لا يُستهان بمرحلتي الإقلاع والهبوط، حيث يتم تدريب الطيارين مرارًا وتكرارًا على كيفية التصرف في حال حدوث أي خطأ خلال هذه اللحظات الحاسمة.

ذكر المتحدث باسم رابطة الطيارين المتحالفين التي تمثل طياري الخطوط الجوية الأمريكية دينيس تاجر أنّ "المرحلتين تشكلان أهمية كبيرة خاصة أنّ إدارة الطيران الفيدرالية تحظر أي محادثات أو أنشطة غير ضرورية عند التحليق على علو أقل من 3 آلاف متر تقريبًا".

أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية قاعدة "قمرة القيادة المعقمة" في عام 1981، حيث تُخصص فترة زمنية خلال اللحظات الحرجة ليضع فيها الطيار تركيزه على إقلاع الطائرة أو هبوطها.

وأوضح تاجر أنّ الطيارين يتمتعون بعدد كبير من قوائم التدقيق المُستَخدمة عند أداء هذه المهام، كما تُكرَّر الخطوات في حال قام الطيار أو المراقب الجوي بارتكاب خطأ ما.

يجدر بالذكر أنّ الحوادث تحصل بشكلٍ أكثر تكرارًا في مجال الطيران العام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى أن هذه الفئة تضم عددًا أكبر من الطائرات. 

على عكس الطيران التجاري، أشار مصطلح الطيران العام إلى الطائرات الأصغر حجمًا، والتي تكون أحيانًا مملوكة للقطاع الخاص، وتُستخدم لأغراض ترفيهية.

من جهته، أشار مايك جينتر، وهو نائب الرئيس الأول لمعهد سلامة الطيران في جمعية مالكي الطائرات والطيارين، إلى أنه رغم من احتمالية ارتفاع حوادث إقلاع وهبوط الطائرات الصغيرة، إلا أن ركابها أقل عرضة للوفاة.

وأضاف جينتر: "شهدنا العام الماضي 195 حالة وفاة، حيث انخفض هذا العدد لأدنى مستوى له منذ 32 عامًا".

بينما يبدو أن هناك العديد من الحوادث، فقد أكد جينتر أن قطاع الطيران العام يواصل تحسين سجله في مجال السلامة.

وأوضح جينتر أن هناك 205,000 طائرة طيران عام في البلاد، حيث ينصب تركيز كل طيار في الحفاظ على السلامة، ويركز التدريب على ذلك أيضَا.

ما الذي يلوح في الأفق؟

لن تكتمل العديد من تحقيقات المجلس الوطني لسلامة النقل في الحوادث الأخيرة قبل عام أو أكثر، ولكن يُمكنها أن تدفع نحو التغيير.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر فكري وأفلام وثائقية للأوبرا عن سيرة نجيب محفوظ
  • نجيب ساويرس: التعريفات الجمركية الأمريكية تمثل فرصة نمو للاقتصاد المصري
  • حدث وأنت نائم| «رحلة» تنهي حياة سائق الإسكندرية.. ومقتل فتاة على يد شقيقيها بعد «حقنة هواء» بالصف
  • هل تؤثر نظريات الجمهور على الموسم الثالث من Severance.. وما هي نظرية الماعز؟
  • هيئة الكتاب تقدم تخفيضات على أعمال نجيب محفوظ
  • تقديرا لدوره البارز في تعزيز الهوية المصرية.. ثقافة الغربية تحتفي بـ نجيب محفوظ
  • السفر الجوي..ما هو أخطر جزء في رحلة الطيران؟
  • محافظ الإسكندرية يُتابع أعمال مشروع كوبري محمد نجيب خلال جولته بشارع خالد بن الوليد
  • بالملايين.. السعودية تعلن أعداد معتمري الخارج في موسم ذروة رمضان
  • 24 ساعة في غزة.. الجزيرة توثق مشاهد المعاناة والألم اليومية