بعد أن أصبحت الأرض موطنًا لحيوانات من جميع الأشكال والأحجام، بدءًا من المخلوقات المجهرية تقريبًا مثل بطيئات الخطو إلى الحيتان الزرقاء التي يبلغ طولها 80 قدمًا (25 مترًا)، نشأت هذه الكائنات وتطورت على مدى ملايين السنين، ولكن بقي السؤال الذي حيَّر العلماء، ما هو أول حيوان على هذا الكوكب؟.

إن الإجابة على هذا السؤال محل جدال شديد بين العلماء، فقد توصلت عشرات الدراسات المختلفة التي استخدمت كل شيء من تطور الكروموسومات على مر الزمن إلى الحفريات القديمة إلى اثنين من المرشحين، وهما الإسفنج وقناديل البحر.

ما هو أول حيوان على الأرض؟

تأتي بعض أفضل المعلومات عن الحيوانات المبكرة من الحفريات التي يعود تاريخها إلى العصر الكامبري، والذي بدأ منذ حوالي 541 مليون سنة، بحسب موقع «live science».

خلال هذا الوقت، شهدت الأرض اندفاعًا من الأنواع الجديدة خلال الانفجار الكامبري، في غضون 10 ملايين سنة فقط، ظهرت مئات الآلاف من الأنواع الحيوانية فجأة، تطورت كل أنواع مخططات جسم الحيوان الموجودة اليوم تقريبًا خلال الانفجار الكامبري، بما في ذلك المفصليات المبكرة والرخويات وحتى الحبليات، والتي أدت لاحقًا إلى ظهور الفقاريات، بحسب التقرير.

تمكَّنت العينات المحفوظة بشكل رائع من تكوين صخري يُعرف باسم Burgess Shale في كولومبيا البريطانية نافذة على شكل هذه الحيوانات المبكرة.

ولكن كل هذه الأنواع لم تظهر من العدم، ففي خمسينيات القرن العشرين، تم التعرف على حفريات تم اكتشافها سابقاً على أنها بقايا حيوانية من العصر الإدياكاري، الذي امتد من حوالي 635 مليون سنة إلى فجر العصر الكمبري قبل 541 مليون سنة.

إلى ماذا توصل العلماء بشأن أول حيوان على الأرض

على عكس الهياكل الخارجية الصلبة الموجودة في العديد من حفريات العصر الكمبري، كانت الحيوانات التي عاشت خلال العصر الإدياكاري في الغالب حيوانات ذات أجسام رخوة على شكل كتل مثل اللاسعات، وهي مجموعة تضم حيوانات مثل قنديل البحر وشقائق النعمان البحرية، والديدان، وربما الإسفنج.

من الصعب للغاية الحفاظ على الأنسجة الرخوة لأنها تتحلل بسهولة أكبر من العظام أو الهياكل الخارجية، وهذا يعني أن بقايا حفريات حيوانات العصر الإدياكاري ليست نادرة فحسب، بل إنها أكثر صعوبة في التحليل، ولعل أشهرها حيوان يشبه الدودة يسمى ديكينسونيا، والذي يبدو وكأنه طبق عشاء كبير مع أجزاء مضلعة تنبثق من مركزه.

قبل ذلك، تبدأ الأمور في أن تصبح غامضة، تقول إليزابيث تيرنر ، عالمة الأحياء القديمة بجامعة لورينتيان في أونتاريو، لموقع «لايف ساينس»: «ما وراء العصر الإدياكاري، لا أحد يبحث حقًا، وأوضحت أن جزءًا من المشكلة هو أن العلماء لا يعرفون حقًا ما الذي يبحثون عنه، وتعتقد العالمة أن أقدم الحفريات الحيوانية ربما كانت بها القليل من الأنماط التي يمكن التعرف عليها أو لا تحتوي على أي نمط يمكن التعرف عليه.

قدمت تيرنر ما تقترحه باعتباره أقدم حيوان معروف على الأرض، عينة أحفورية لما تقول إنه إسفنجة عمرها 890 مليون عام، في ورقة بحثية عام 2021 في مجلة Nature، ومع ذلك، لا يتفق الجميع مع فرضيتها.

كل الأدلة المذكورة عن الحيوانات المبكرة حتى الآن تأتي من الحفريات الموجودة في الصخور والتي يمكن تحديد عمرها إشعاعيًا باستخدام نظائرها، والتي تتحلل بمعدل ثابت بمرور الوقت.

ولكن مؤخرًا، برزت طريقة جديدة تستخدم نموذجًا يسمى الساعة الجزيئية، بناءً على افتراض أن الجينات تتحور بمعدل ثابت بمرور الوقت، يمكن للعلماء تحليل جينومات الحيوانات الحديثة وتتبعها إلى الوقت الذي ظهرت فيه لأول مرة.

تزعم دراسة أجريت عام 2023 باستخدام بيانات الكروموسومات من المشطيات الحديثة - المعروفة أيضًا باسم قناديل المشط - أنها كانت أول الحيوانات المعروفة، حيث ظهرت منذ حوالي 600 مليون إلى 700 مليون سنة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حيوان الحيوانات الأرض على الأرض ملیون سنة

إقرأ أيضاً:

سؤال اليوم التالي في العالم العربي

ترسم الدول والمجتمعات الخطوط العريضة لسنواتها القادمة وفق تقديرات سياسية واقتصادية واجتماعية على شكل خطط خمسية وعشرية ومضاعفاتها من الأرقام، لكن الغريب أن يقوم بذلك المحتل كما تفعل إسرائيل التي تطرح سؤال اليوم التالي في غزة. والأغرب أن يصير هذا التخطيط هو حديث العالم العربي الذي لا تعرف كثير من الدول العربية فيه ما هي خطط اليوم التالي فيها أصلا. وهو سؤال لم يجد فرصته في الطرح وتقديم الحلول والبدائل على صعيد أكثر من بلد عربي، وهو أولى بالالتفات إليه على صعيد الدول العربية أكثر من طرحه على أهل غزة الذي ينزفون تحت وطأة حصار غاشم لا يرحم؛ لأن سؤال اليوم التالي في غزة لا محل له من الإعراب فلسطينيا سوى وفقا لقواعد اللغة الإسرائيلية الفاسدة، وإجابته تنطوي على خيارات صراعية وعدائية أكثر منها حلول تهم أهل غزة ورفعا لمعاناتهم.

على عكس ما هو متوقع، تبدو سيناريوهات اليوم التالي في غزة محصورة في عدة خيارات شبه معروفة، أما سؤال اليوم التالي في دول مثل تونس والأردن ولبنان مثلا فهو مفتوح على احتمالات عديدة، يمكن فتح القوس ووضع عدد لا نهائي من الاحتمالات، ومع ذلك لا يحظى سؤال اليوم التالي بالأهمية ذاتها الذي يحظى بها في سياق العدوان الإسرائيلي الحالي على عكس ما هو متوقع، تبدو سيناريوهات اليوم التالي في غزة محصورة في عدة خيارات شبه معروفة، أما سؤال اليوم التالي في دول مثل تونس والأردن ولبنان مثلا فهو مفتوح على احتمالات عديدة، يمكن فتح القوس ووضع عدد لا نهائي من الاحتمالات، ومع ذلك لا يحظى سؤال اليوم التالي بالأهمية ذاتها الذي يحظى بها في سياق العدوان الإسرائيلي الحالي على غزةعلى غزة مع كل الاعتبار لسياق شلال الدم الهادر والمعاناة الهائلة لإخوتنا في فلسطين. ولكن سؤال اليوم التالي لم يطرحه الفلسطينيون، ولكن من يطرحه هو الاحتلال، والأجدر به أن يوجه للسياق العربي المحيط وليس إلى غزة.

فإذا بدأنا من المغرب العربي، نجد أن الساحة التونسية تراوح مكانها في ظل انتخابات رئاسية مشوبة بمعارك قانونية وقضائية وإقصاء لمرشحين، زاد من حدتها مظاهرات عارمة تزداد اشتعالا وقت كتابة هذا المقال. اليوم التالي في تونس البلد الذي أشعل شرارة الثورات العربية؛ مفتوح على احتمالات عديدة، فخلال أكثر من عشر سنوات، فشلت معادلة توافق الإسلاميين والعلمانيين وفشل مشروع الرئيس الفرد الأوحد. وتمضي البلاد قدما في واقع اقتصادي مأزوم وواقع إقليمي مشتعل ومتوتر، وقد أصاب كل القوى الفاعلة فيه الإنهاك الشديد، والثابت الوحيد هو علامات الاستفهام حول ملامح اليوم التالي اقتصاديا وسياسيا.

أما الأردن فقد استفاق على زلزال الفوز التاريخي للإسلامين في الانتخابات البرلمانية غير المتكرر منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهو ما طرح أسئلة شائكة حول طبيعة مشاركة الإسلاميين في الحكومة القادمة مع الحرب العربية الضروس عليهم التي لم تهدأ منذ 2013، ودور ذلك في المخاطر التي تحيق بالأردن على وقع العدوان على غزة والعربدة الإسرائيلية التي بلغت أوجها وتخطت كل الحدود. سؤال اليوم التالي هو سؤال عربي مشروع، وربما مطلوب في ظل ظروف صعبة تمر بها أكثر من دولة عربية يستحق الالتفات إليها أكثر من مجاراة الخطط الإسرائيلية تجاه غزةوسؤال اليوم التالي في الأردن ليس سؤالا محليا فقط، بل هو سؤال إقليمي وفلسطيني وعربي وإسلامي، فأي خطوة في هذا البلد المتاخم لفلسطين المحتلة في ظل الأوضاع الراهنة سيكون لها ما بعده.

وفي لبنان يبدو سؤال اليوم التالي أكثر غموضا وربما رعبا، فالبلد الذي لم ينخرط رسميا في حرب مع إسرائيل يعيش أجواء توتر مشوبة بالحذر وترقب لاندلاع حرب بين الفينة والأخرى، ناهيك عن القصف الذي يطال قرى الجنوب بشكل مستمر. لبنان المثقل أصلا بمشاكل اقتصادية كبيرة كان ينظر لسؤال اليوم التالي اقتصاديا بعين الشك والريبة، والآن تضاعف القلق والتوتر أمنيا وعسكريا على وقع طبول الحرب.

إن سؤال اليوم التالي هو سؤال عربي مشروع، وربما مطلوب في ظل ظروف صعبة تمر بها أكثر من دولة عربية يستحق الالتفات إليها أكثر من مجاراة الخطط الإسرائيلية تجاه غزة.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • بسبب إثارة الغرائز.. القبض على الراقصة صوفيا لورين داخل ملهى ليلي في العجوزة
  • صبا مبارك في حيرة بعد قرارها المشاركة في موسم رمضان المقبل
  • سؤال إلى السفير البريطاني في عمان
  • سؤال اليوم التالي في العالم العربي
  • عمر هاشم: هناك فرحة عظمى بجميع أنحاء الأرض بالمولد النبوي الشريف
  • «ضحك مميت».. ماذا تعرف عن متلازمة «كورو» التي أنهت حياة آلاف البشر؟
  • اكتشاف نادر.. رصد حيوان جديد من وحيد القرن الجاوي المهدد بالانقراض
  • هز الأرض 9 أيام.. انهيار جبلي ضخم تسبب في موجة تسونامي
  • تغير المناخ أحدث موجات تسونامي هزت الأرض 9 أيام
  • وزارة الطاقة الروسية: إجمالي إمدادات الغاز التي تقدمها شركة غازبروم إلى أوروبا عبر أوكرانيا 42.4 مليون متر مكعب عبر "سودجا"